نيوم لا تزال حبرا على ورق باستثناء القصر الملكية
التغيير
بثت فضائية "الجزيرة"، صورا بالأقمار الصناعية، لمدينة "نيوم" ضمن "رؤية 2030"، تظهر أن المدينة لا تزال حبرا على ورق، ولم تقم لها أي قائمة بعد على أرض الواقع.
ونشر برنامج "المسافة صفر"، صورا لأقمار صناعية، تظهر تعثر الخطط الزمنية لمشروع "نيوم"، الذي أعلن عنه محمد بن سلمان، عام 2017.
ووفق رؤية "بن سلمان"، فإن مدينة نيوم"، ستتكون من 12 مدينة حديثة بمقاييس عالمية، قبل أن يعد قبل أربع سنوات، بأن تكون مدينة "ريفيرا"، أول مدن "نيوم"، جاهزة عام 2020، وأن يتم الانتهاء من بقية المدن في السنوات الخمس اللاحقة.
ويُعتبر مشروع "نيوم"، مدينة أحلام تبلغ قيمتها 500 مليار دولار، تقع في شمال غرب المملكة، وتطل على البحر الأحمر وعلى مصر والأردن أيضاً، ومن المفترض أن يمثّل المشروع، مستقبل آل سعود في مرحلة ما بعد النفط.
ورغم إعلان مكتب الإعلام في "نيوم"، أن المشروع يسير حسب المخطط، "ويتم الانتقال من التخطيط الاستراتيجي إلى العمل الحقيقي"، إلا أن جدول أعمال المشروع يبدو متأخرا بشكل واضح.
وتؤكد الصور أن "نيوم"، الذي أطلق عليه "بن سلمان" وصف "مشروع الفرص الخيالية"، يسير بخطى متعثرة، باستثناء القصور الملكية الضخمة.
وتمتد القصور على مساحة 2250 مليون كلم مربع، وفي محيطها 24 مبنى للحراس والعمال، وقد بينت على النمط الإسلامي، وتربط بينها أنفاق تحت الأرض.
كما توجد فيها 10 مهابط لطائرات مروحية.
كما تظهر الصور، أن نحو 4000 وحدة سكنية سيكون مصيرها الزوال ضمن القرى الثماني التي سيقوم "نيوم" على أنقاضها.
كما ستدمر مساحات زراعية واسعة على امتداد مشروع "نيوم"، الذي يمتد على مساحة 3000 كلم طولا على البحر الميت، و26.5 ألف كلم عرضا.
وسيفقد سكان قرية الخريبة، التي ينتمي لها "عبد الرحيم الحويطي"، الذي قتله الأمن السعودي، الشهر الماضي، بسبب رفضه إخلاء منزله لصالح "نيوم"، مصدر رزقهم من الصيد.
ولا يعد "الحويطي" أول ضحايا سياسات التهجير التي ينتهجها آل سعود، لإفساح الطريق أمام مشروعات تصفها وسائل الدعاية الموالية للمملكة بـ"القومية"، حسبما يؤكد الباحث السعودي المقيم في الولايات المتحدة "عبدالله العودة" والخبيرة بشؤون الشرق الأوسط الأمريكية "ساره ليا ويتسون"، في مقال مشترك، نشر موقع "فورين بوليسي".
ووفقا للمجلة الأمريكية، فإن أبناء قبيلة "الحويطات" رفضوا التعويضات التي عرضتها الحكومة مقابل التهجير وتشريد القبيلة، وذلك في اجتماع لزعماء الحكومة مع ممثل حكومي في يناير/كانون الثاني الماضي.
ولن يكون حال القرى الأخرى أفضل حالا، وسيطال التدمير الذي سيجلبه "نيوم" الآثار السياحية أيضا.
ولا يبدو أن سلطات آل سعود، تملك رؤية لدمج أبناء هذه القرى، الرافضين للتهجير في المشروع العملاق، إذ ترى فيهم بدوا يعيقون عملية التحديث، وتهديدا لما يمثله المشروع من "تطبيع" مستقبلي مع (إسرائيل)، وهو أحد أهداف المشروع التي أشار إليها المعارض السعودي المقيم في لندن "سعد الفقيه".
ويستهدف "بن سلمان" من "نيوم"، "دولة مصغرة" لها قوانينها الخاصة، حيث اختار "بن سلمان" هذه البقعة فيما يبدو كي تصبح "دبي الجديدة" على أطراف المملكة، حيث يتحرر الجميع من القيود المحافظة ويستهلكون المشروبات الكحولية المحرمة في بلاد مهبط الإسلام، بحسب تعبير الكاتب "بنيامين بارت" في مقال نشره في صحيفة "لوموند" الفرنسية.
هذه المدينة، سيسكنها المصطافون العالميون، والشركات الناشئة بمساحة 10.230 ميلا مربعا -أي 33 ضعف مساحة مدينة نيويورك- وبعدد روبوتات أكبر من البشر، مع تقنيات التعرف على الوجه والمراقبة الجماعية للقضاء على الجريمة، وطائرات بدون طيار تعمل كسيارات للأجرة، ومنتجع فاخر على شاطئ البحر، ومجمعات ترفيهية.
ارسال التعليق