هذه حال المعلمين مع خصخصة التعليم!
* من أهم العوامل التي تساهِم في نجاح الموظف في أداء مَهامه: (توفير البيئة الصحية والأدوات التي تساعده في تحقيق رسالته، وقبل ذلك حمايته وإعطاؤه حقوقه المعنوية والمادية، وإحاطته بالأمَان الوظيفي)؛ تلك متطلبات لِنجاح أيّ موظف، فما بالكم بـ(المُعَلّم) مُرَبِي الناشئة، وزارِع بذور التنمية، فهو يستحق كل ذلك وزيادة.
* وهنا لو رجعنا لِحَال (مُعَلِّمَاتِنَا ومُعَلِّمَيْنَا)، فرغم اجتهادهم في أداء أمانتهم، يُواجهون العديد من العقبات، ومنها: (افتقاد الكثير منهم للبيئة الدراسية الجاذبة، فهناك المدارس التي تسكنُ مبانيَ مستأجرة، تصلح لأيِّ شيء إلا التعليم، وأخرى فقيرة بالمعامل والتجهيزات اللازمة، يُضَاف لذلك تجاوز أعداد الطلاب في بعض القَاعات والمدارس لِنِسَبٍ يستحيل معها إيصال المعلومة لهم ومتابعتهم).
* وفي جانب آخر تعاني طائفة من (المعلمين والمعلمات) من عدم حصولهم على المستويات والدَّرَجَات الوظيفية التي يستحقونها بحسب مؤهلاتهم الدراسية، وعدم إعطائهم حقوقهم المالية المترتبة عليها بأثر رجعي، كذلك عدم حمايتهم من عُنْف وتجاوزات بعض الطلاب وأولياء الأمور.
* (صُور معاناة المعلمين تلك) أضيف لها مؤخراً الخوف والرّعُب الذي أصابهم من تلك التسريبات المتداولة التي تتحدث عن (خصخصة التعليم)، وما قد يترتب عليها من ضَرَبَاتٍ قاسية لهم عندما يكونون تحت رحمة القطاع الخاص، كـ (التقاعد المبكر لشريحة منهم، وتحويل أخرى لِنِظَام التشغيل الذاتي والتأمينات، وما يُقَال فيه عن تجديد العقود سنوياً، وكذا تحويل جزء من رواتبهم الشهرية إلى «بَدل تدريس» يسقط عند التقاعد)... إلى غير ذلك مما يُقَال ويتردد صَداه.
* تلك التسريبات والأحاديث تُطرح منذ سنتين في ظل صَمْت (وزارة التعليم)، وإذا تكلَّمتْ كان نَفْيُها مُتَلَبِسَاً بالضّبَابِيّة التي تزيد الهَلَع في نفوس (بُنَاة الأجيال)، الذين سارع بعضهم إلى الهروب من ذلك المستقبل المجهول بالتقاعد المبكر.
* وهنا (أيها المسؤولون المعنيّون) أرجوكم حَان وقت تصحيح مسَارِ (سفينةِ تَعْلِيمِنَا)، والبداية بـ(المعلمين والمعلمات)؛ فَرُحْمَاكُم بهم، فضلاً، عَجِلُوا بما يُطَمِئنهم، والذي لا يعطيهم حقوقهم فقط، بل ما هو أَكْثَر وأكْثَر؛ وهو ما تَفْعَلُهُ دول العالم الأول، فهذه رَئِيْسَة وزراء ألمانيا (أنجيلا مِيْركل)؛ عندما طالبَ (القُضَاةُ) حكومَتَها بمساواتهم بمرتبات المعلمين، أجابتهم: (كَيْفَ نُسَاوِيْكم بِمَن عَلّمَكُم؟!).
بقلم : عبدالله الجميلي
ارسال التعليق