هل ينجح آل سعود في إجبار روسيا على تغيير موقفها؟
التغيير
لم تنتظر سلطات آل سعود طويلا بعد رفض روسيا مقترح تعميق خفض إنتاج النفط، وقررت في اليوم التالي زيادة إنتاجها اليومي من النفط بداية من الشهر المقبل، لتتهاوى أسعار النفط في الأسواق العالمية.
واعتبر ممثلو منظمة أوبك الذين توسطوا بين الرياض وموسكو، أن القرار السعودي "لعبة استعراض قوى وعض للأصابع بين الطرفين".
وقالت صحيفة الفايننشال تايمز، في تقرير نشرته تحت عنوان "السعودية ستعاني بعد قرارها النووي"، إن الرياض نفسها ستعاني من هذا القرار بسبب الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي ستقع على عاتق اقتصادها في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد العالمي مخاطر الكساد بسبب تفشي فيروس كورونا.
وأشار التقرير إلى أن المملكة لديها أكثر من 500 مليار دولار احتياطي نقدي ستلجأ إليه بالطبع لسد العجز المالي المتوقع.
وتابع: "قرار آل سعود يأتي في محاولة للضغط على روسيا للعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن الخبراء لا يتوقعون أن تنجح هذه المحاولة وأن يكون لها عواقب وخيمة على منتجي النفط على مستوى العالم".
وأوضح التقرير أن روسيا في المقابل لديها إمكانيات اقتصادية أكبر من آل سعود لمواجهة الأزمة فلديها عملة تم تعويمها بالكامل واقتصاد متنوع وأن المسؤولين السعوديين كانوا على إدراك بأن موسكو لن تندفع نحو إبرام اتفاق معهم ومع ذلك اتخذوا قرارهم برفع سقف الإنتاج.
وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو، أمين الناصر، الثلاثاء، إن الشركة سترفع إمداداتها النفطية، التي تشمل النفط لعملاء داخل وخارج المملكة، إلى 12.3 مليون برميل يوميا في نيسان/أبريل.
وأضاف، وفقا لرويترز: "إمدادات الخام ستزيد 300 ألف برميل يوميا عن الطاقة الإنتاجية المستدامة القصوى للشركة البالغة 12 مليون برميل يوميا".
وأكد الناصر أن الشركة اتفقت مع العملاء على تقديم تلك الكميات اعتبارا من أول نيسان/أبريل.
وفي المقابل، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله، الثلاثاء، إن روسيا لا تستبعد اتخاذ إجراءات مشتركة مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لتحقيق الاستقرار في سوق النفط.
وأضاف نوفاك بحسب التقارير، أن تعافي أسعار النفط سيستغرق شهورا عقب نزولها لأقل مستوى في أربعة أعوام إثر انهيار اتفاق أوبك+ الأسبوع الماضي.
لكن وزير الطاقة السعودي رد على نظيره الروسي قائلا إنه لا يرى حاجة لعقد اجتماع لأوبك+ في الفترة من أيار/مايو إلى حزيران/يونيو في غياب اتفاق على الإجراءات التي يجب اتخاذها للتعامل مع أثر فيروس كورونا على الطلب والأسعار.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان لرويترز "لا أرى مبررا لعقد اجتماعات في مايو (أيار)-يونيو(حزيران) من شأنها فقط إظهار فشلنا في القيام باللازم في أزمة كهذه وتبني الإجراءات الضرورية". ويبلغ إنتاج الجزيرة العربية النفطي 9.6 مليون برميل يوميا وفق أرقام كانون الثاني/ يناير الماضي (أحدث بيانات متوفرة)، وهو أقل من الطاقة القصوى المستدامة التي تستطيع إنتاجها، إلا أن وضعية السوق كانت تحتم على الرياض ضبط الإنتاج.
ويعني ذلك، أن مملكة آل سعود ستضخ للسوق العالمية بما يفوق قدرتها الإنتاجية القصوى خلال الشهر المقبل، عبر استخدام مخزوناتها، بعد فشل اتفاق مع روسيا لتمديد وتعميق خفض إنتاج النفط.
وبدأت سلطات آل سعود حرب أسعار وزيادة للإنتاج عقب فشل اتفاق (أوبك+) لتعميق خفض الإنتاح الكلي إلى 3.2 مليون برميل يوميا، لمواجهة تداعيات انخفاض الطلب بسبب فيروس كورونا، نتيجة الرفض الروسي.
وانهارت أسعار النفط، الاثنين، بنسبة 25 بالمئة كأدنى نزول ليوم واحد منذ 1991.
ارسال التعليق