وزارة الشؤون الاسلامية السعودية تتصدى لانتكاسات الدعاة بالتتبع
كشف نائب وزير الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد الدكتور توفيق السديري، عن تزويد الجوامع الرئيسية والمهمة في المملكة بنظام المراقبة المرئية والحراسات المدنية. وأكد لـ”الوطن” أن عملية قبول أي داعية أو خطيب تتم بعد عمل مسح أمني لكل منهما، ثم يتابَعان بعدها ميدانيا، مرجعا ذلك إلى أن أفكار البشر تتغير مع تغير الزمن.
نظام مراقبة المساجد
تزويد الجوامع الرئيسية بالنظام
تسليم 4 مساجد لشركتين متخصصتين
ربط الكاميرات بمركز المعلومات في الوزارة
تنسيق لإقرار المشروع من الناحية الفنية والمالية
كشف نائب وزير الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري عن بدء الوزارة تحديد عدد من الجوامع الرئيسية والمهمة في المملكة لتزويدها بنظام المراقبة المرئية والحراسات المدنية. وأكد السديري في حوار مع “الوطن” أن الوزارة تتلقى تقارير أسبوعية من جميع المناطق وتحديدا بعد كل صلاة جمعة، عن أهم وأبرز ما قيل في خطب الجمعة، لضبط أي شذوذ تجاه المنهج الشرعي المعتدل، رافضا في الوقت ذاته فكرة توحيد الخطب لتنوع اختلافات واهتمامات الناس. وأوضح أن عملية قبول أي داعية أو خطيب تتم بعد عمل مسح أمني لكل منهم، ثم يتابعون بعدها ميدانيا، مرجعا ذلك لأن أفكار البشر تتغير مع تغير الزمن، الأمر الذي دفع الوزارة لتتبع كل داعية ينتكس في أفكاره. وتطرق الحوار إلى أمور أخرى مهمة، فإلى التفاصيل:
تأهيل الخطباء
هناك مطالبات مجتمعية كبيرة لتأهيل خطباء المساجد وتثقيفهم بالشكل المطلوب كي ينعكس هذا الأمر على مخرجات الخطب، كيف تتم المعالجة من وجهة نظركم؟
الوزارة دائما ما تعنى بالخطباء، حيث شكلت فريقا علميا يعنى بخطبة الجمعة، يسعى إلى كل ما من شأنه تأهيلهم وتنمية أفكارهم وتطوير قدراتهم، كما تحرص على عقد اللقاءات للخروج منها بتوصيات يستفاد منها في توجيه المنبر إلى الفاعلية المثلى، التي يتطلع إليها الجميع، ومنها اللقاء الذي سبق وعقد في جميع مناطق المملكة بعنوان “منبر الجمعة – رسالة ومسؤولية”. كما نظمت الوزارة ملتقى دور المساجد في تعزيز القيم الوطنية، ضمن الحملة الوطنية الشاملة لتعزيز القيم الوطنية “وطننا أمانة”، وبرنامج “التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة”، وهو أحد البرامج التي تقدمها الوزارة في جميع مناطق المملكة لترسيخ الوسطية، وتحقيق الأمن الفكري للمجتمع، إضافة للدورات التدريبية التي تقام لهم من خلال معهد الأئمة والخطباء عبر المسار الإلكتروني في الجانب المهاري أو الجانب الشرعي أو الفكري، وغيرها من الملتقيات والدورات التدريبية التي تنفذها الوزارة لمواكبة المتغيرات السريعة، التي توجب على الخطباء مزيدا من الحصافة والحكمة والرؤية، التي تستند للعلم الشرعي الصحيح الذي ليس فيه أدنى التباس.
مراقبة المساجد عبر الكاميرات
كم عدد رخص بناء المساجد، التي منحتها الوزارة العام الماضي، وماذا عن كاميرات المراقبة التي سبق أن أعلنتم عنها حماية للمصلين، ولصد خطر الإرهاب الغاشم على الجوامع؟
عدد المساجد التي تم بناؤها العام الماضي أكثر من 100 مسجد وجامع في جميع مناطق المملكة، من خلال الوزارة وفاعلي الخير والمؤسسات الخيرية، وفي مقدمتها مؤسسة الأعمال الخيرية لعمارة المساجد، ولا يفوتني أن أشيد بجهود هذه البلاد المباركة في عمارة بيوت الله والعناية بها. أما بالنسبة للكاميرات فقد شرعت الوزارة في تحديد عدد من الجوامع الرئيسية والمهمة في المملكة، لتزويدها بنظام المراقبة المرئية والحراسات المدنية الذي سبق الإعلان عنه.
وتم تسليم أربعة مساجد منها في الرياض لشركتين متخصصتين في مجال الكاميرات الأمنية، لإجراء تجربة واقعية من خلال تركيب الكاميرات، وربطها بمركز المعلومات في الوزارة لمتابعة ما يحدث فيها. ومرت التجربة بنجاح، والآن هناك تنسيق مع الجهات المختصة فيما يتعلق بإقرار المشروع من الناحية الفنية والمالية والأمنية. وسيتم مستقبلا وضع المواصفات النهائية لمشروع الكاميرات الأمنية في المساجد وكراسة الشروط لها، وتطرح في منافسة عامة بعد موافقة الجهات المختصة، وتوفر كافة الاعتمادات لتعميمها على جميع مساجد المملكة بشكل متدرج.
مراقبة الأئمة بمواقع التواصل
ما دوركم في الحد من تجاوزات بعض الأئمة في مواقع التواصل الاجتماعي؟
تعامل الوزارة مع الدعاة ومنسوبي المساجد قائم على الثقة، فالرقابة الذاتية لديهم في الأصل، وإن سُجلت بعض التجاوزات، فإن الوزارة لا تقرها وتحاسب عليها، ويتم التعامل معها في حينها بحسب الحالة، فلدى الوزارة وحدة للرصد الالكتروني تعنى بذلك، لمتابعة ما ينشره الخطباء والدعاة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للتأكد من سلامة ما ينشر، ونحاسب على أي شذوذ في المنهج الشرعي السليم. ويتم إحالة ما يتم رصده للجهة المختصة في الوزارة لمعالجته.
وماذا عن مراقبتكم لهم ميدانيا في المساجد؟
دورنا الأساسي متابعة الخطباء والأئمة في المساجد عن طريق المراقبين وما يرد للوزارة من ملاحظات أو عن طريق ما ينشر في وسائل التواصل. والأصل هو الثقة في الخطباء والدعاة، والحقيقة هي أن الملاحظات التي تردنا عليهم قياسا بعدد الخطباء والدعاة محدودة جدا، فإذا كان لدينا 100 ألف إمام، و15 ألف خطيب في المملكة، وتكون الملاحظات على 10 أو 100 شخص فهي بسيطة، ولكنها محل اهتمام كبير والوزارة تحاسب على كل حالة.
إذن السفر للدعوة بالخارج
هناك جهات ودول معروفة تقوم بدعوة بعض المشايخ والدعاة دون غيرهم لتقديم الخطب لديهم، ما دوركم هنا؟ وهل لديكم مراقبة وإشراف على فحوى هذه الخطب، خصوصا أن بعضهم يحرص على تقديم تلك الخطب لأهداف شخصية؟
بالنسبة للدعاة الرسميين والبرامج التي تنفذها الوزارة في الخارج فهي منضبطة، ولها آلية محددة وواضحة، وتتم بالتنسيق مع الجهات المختصة في الدول التي تقام فيها المناشط عبر الوزارات الرسمية. أما غير ذلك، فيتحمل مسؤوليته من قام به، حيث إن الدعاة الذين هم من خارج الوزارة مثل بعض طلبة العلم، فالنظام يحتم عليهم أن يقوموا بالتنسيق المسبق مع الوزارة لأخذ التصاريح الرسمية، لحمايتهم بالدرجة الأولى ولحماية سمعة المملكة، والتأكد من أن تكون هذه المناشط نظامية، والذي لا ينسق معنا يتحمل المسؤولية كاملة من قبل الجهات الأمنية.
رؤية 2030
ماذا حققتم فعليا في خطتكم لرؤية المملكة 2030؟
تم تشكيل فريق عمل لدراسة الخطط المستقبلية للوزارة التي تتعلق بالفروع وذات ارتباط بخطة التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030، حيث تم إعداد فريق نوعي مكون من أخصائيين من داخل الوزارة في مجال هندسة الإجراءات، وذلك بغرض إكمال خطة التحول الرقمي التي هي جزء من خطة التحول. وباشر الفريق عمله ابتداء بالوكالة المساعدة لشؤون المساجد، وتم تسليم مسودة دليل الإجراءات المحسن للمختصين في الحاسب الآلي، وسيتم البدء في المرحلة الثانية للتحول الرقمي بإدارة المتبرعين وأتمتة أصول الوزارة (الصكوك)، كما تم إعداد أخصائيين في التخطيط الاستراتيجي. وباشر الفريق عمله بإنجاز الخطة الإستراتيجية لقطاع الدعوة، كما سيتم تشكيل فريق مختص لبناء الخطة التشغيلية لقطاع الدعوة وذلك تمهيدا لاعتمادها ماليا وإجرائيا.
لجنة فكرية
هل لدى الوزارة لجنة فكرية لرصد سلامة فكر الدعاة وأئمة المساجد؟
الوزارة يوجد بها إدارة عامة للتوعية العلمية والفكرية تعتني بهذا الموضوع، ولديها لجان فرعية في كل فرع من فروعها، كما أن هناك لجانا خاصة من مهامها معالجة الملاحظات على منسوبي الوزارة من أئمة وخطباء ودعاة.
استبعاد أصحاب السوابق
هل يتم عمل مسح أمني لكل متقدم للخطابة أو للدعوة، للتعرف عما إذا كانت لديه سوابق أم لا؟
نعم.. يتم عمل مسح أمني لكل متقدم، وبعد ذلك يتابع باستمرار ميدانيا، لأن أفكار البشر تتغير مع تغير الزمن، ولذلك نحرص على التعامل مع أي خطيب أو داعية ينتكس في أفكاره.
رصد التجاوزات
هل لديكم آلية لرصد خطب الجمعة ومعرفة التجاوزات التي تحدث بها؟
تردنا تقارير من مختلف مناطق المملكة بعد كل صلاة جمعة عن أهم وأبرز ما قيل في خطب الجمعة في كل منطقة ومحافظة، والوزارة تتعاون مع الأجهزة الحكومية المختصة وإمارات المناطق والأجهزة الأمنية لضبط المخالفين فوراً.
صحيفة الوطن
ارسال التعليق