استشهاد الشيخ الدويش بالسجن بعد اعتقال 30 شهرا بلا توضيح السبب
أعلن حساب "معتقلي الرأي في السعودية" على موقع "تويتر"، الثلاثاء، وفاة الداعية السعودي المعتقل منذ 22 أبريل 2016، سليمان أحمد الدويش، في السجون جراء التعذيب.
وقال الحساب الذي يهتمّ بنشر أخبار المعتقلين في السعودية: "تأكّد لنا خبر وفاة المعتقل الشيخ سليمان الدويش تحت التعذيب في السجن، ويتحفّظ حساب معتقلي الرأي عن ذكر تفاصيل التعذيب الذي تسبّب بوفاة الدويش تقديراً لشخصه".
وفي يوم 22 أبريل 2016، اعتقلت السلطات السعودية الداعية سليمان الدويش، بعد أقل من يوم على نشر تغريدات حذّر من خلالها الملك سلمان -بشكل غير مباشر- من منح الثقة لابنه ولي ولي العهد وزير الدفاع، محمد بن سلمان، الذي وصفه بـ"المراهق والمدلّل"، بحسب وسائل إعلام سعودية.
ومنذ نشر الشيخ الدويش التغريدات على حسابه الخاص "بتويتر" حتى وفاته، انقطعت أخباره عن عائلته، التي اتّهمت السلطات السعودية بإخفائه قسرياً خلال زيارة له إلى مكة المكرمة، بحسب ما يذكر تقرير للمنظَّمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، نُشر في يناير 2018.
- كيفية الاعتقال ويقول التقرير: "في الساعة 09:00 من صباح 22 أبريل 2016، وخلال إجرائه مكالمة هاتفية مع عائلته، شاهد الدويش (المولود في 23 سبتمبر 1968) رجالاً مُقبلين نحوه، فاستأذن أسرته بإغلاق الهاتف على أن يعاود الاتصال بهم لاحقاً، إلا أنه لم يتصل، ما دفع عائلته للاتصال به، إلا أن هاتفه كان مغلقاً، وعرفت الأسرة لاحقاً أن السيارة المُستأجرة التي كان يستخدمها تمّت إعادتها لشركة تأجير السيارات من قبل أحد رجال الأمن".
ويضيف تقرير المنظّمة الحقوقية: إن "العائلة لا تعرف أي تفاصيل حول عملية الاعتقال ولا أسبابها، كما أنها لم تُبلّغ رسميّاً بأي معلومات حول مكان تواجده، غير أن وزارة الداخلية وضعت اسمه على الموقع الإلكتروني (نافذة) التابع لها، المخصَّص للتعريف بأسماء المعتقلين وحالتهم، وأشارت البيانات القليلة إلى أنه رهن التحقيق، لكن الاسم حُذف بعد فترة".
- نفي وتناقض السلطات الأمنية
أشار التقرير إلى أن "روايات الجهات الرسمية تناقضت حول وجوده لديهم، كما اعترف أحد المسؤولين باعتقاله بتهمة إثارة الرأي العام، دون أن يعطي أية تفاصيل. قصدت العائلة الجهات الرسمية لمعرفة مكان وجوده؛ مثل سجن المباحث العامة سيئ السمعة، وكذلك الديوان الملكي، دون جدوى، وحين سؤال الديوان الملكي مرة ثانية تم اعتقال الابن لمدة 15 يوماً".
في الفترة الواقعة بين يوليو وأغسطس 2017، وبعد نحو 15 شهراً من اختفائه القسري، تلقّت العائلة الاتصال الوحيد من الدويش، دون أن تعرف من خلال الاتصال مكان وجوده، ومن غير المستبعد في السعودية أن يجهل السجين السياسي نفسه مكان وجوده، إذ تقوم القوات التابعة لوزارة الداخلية أو لرئاسة أمن الدولة بتغطية أعين السجناء حين نقلهم لمراكز الاعتقال، وكذلك تُغطّي أعينهم حين تنقّلاتهم الداخلية في أماكن الاحتجاز.
ويلفت التقرير النظر إلى أن حالة الشيخ الدويش الصحية لم تكن طبيعية من خلال الاتصال، حيث كان آخر اتصال له مع عائلته حتى وفاته، وشهدت السجون السياسية السعودية عدة حالات وفاة، كثير منها كانت ظروفها غامضة، بحسب التقرير.
ويقول التقرير: "رغم الغموض الذي يلفّ القضية فإن بعض المعلومات تشير إلى أن سبب اعتقاله هي تغريدات في تويتر نشرها في 21 أبريل 2016، قبل يوم من اعتقاله، تحدث فيها عن علاقة الأب بابنه، ونصائح للآباء، ويُعتَقد أن جهاز المباحث القمعي اعتبر أن تلك التغريدات إشارة لعلاقة الملك سلمان بابنه ولي العهد محمد، والتغييرات في الحكم داخل البلاد".
واعتبر تقرير المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن "الظروف المحيطة بقضية الدويش تجعل منه في عداد المختفين قسرياً، والذي تعرّفه الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، في مادتها الثانية؛ بأنه الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف، أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية، يتم على أيدي موظفي الدولة (..) ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته، أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده".
وأبدت المنظّمة في التقرير "مخاوفها على مصير الدويش، وسوء المعاملة التي قد يتعرّض لها في السجون السعودية، حيث يرتبط الإخفاء القسري عادة بممارسة التعذيب وسوء المعاملة الذي تحظره اتفاقية مناهضة التعذيب، التي صدّقت السعودية عليها في العام 1997، وبحسب معلومات المنظمة فإن السعودية تمارس مؤخراً تعذيباً شنيعاً في سجون المباحث".
وطالبت المنظمة حينها السلطات السعودية بالإفصاح عن مكان وجود الداعية سليمان الدويش، والسماح له بالالتقاء بعائلته وبالعالم الخارجي، وضمان عدم تعرّضه لأي سوء في المعاملة، وتتحمّل الحكومة السعودية المسؤولية كاملة في حال تعرّض الدويش لأي مكروه.
ارسال التعليق