تناولت صحيفة ذا هيل الأمريكية التطور الواضح في الانقسام بين الكونجرس والبيت الأبيض حول نظرتهما إلى السعودية في الآونة الأخيرة الأمر الذي يضع علاقة واشنطن بالرياض في خانة المجهول، وقالت الصحيفة: إن هذا الانقسام تحول إلى شرخ عميق؛ الأمر الذي يطرح أسئلة صعبة بشأن مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية. وجاء في التقرير الإخباري الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، أن مكانة السعودية تراجعت بشكل كبير في أروقة الكونجرس، حيث بات مجلس الشيوخ قاب قوسين من توجيه توبيخ شديد اللهجة لكل من المملكة والرئيس دونالد ترامب. وبالرغم من هذه الحالة، فإن إدارة ترامب لا تزال تصف علاقاتها مع السعودية بأنها “حيوية” في إطار خططها للشرق الأوسط “الكبير”، لا سيما فيما يتعلق بكبح جماح إيران. ويعتقد بعض أعضاء مجلس الشيوخ بأهمية السعودية في التصدي لإيران، رغم أنهم يؤيدون معاقبتها على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وأضافت الصحيفة: إنه بالرغم من هذا الشد والجذب بين الإدارة والهيئة التشريعية فإنه من غير المرجح أن تحدث قطيعة كاملة في علاقة الولايات المتحدة مع السعودية، غير أنه من المتوقع أن يعاني ترامب من صعوبات جمة في تعامله مع الرياض مستقبلا، الأمر الذي سيربك الطرفين. ومن المقرر أن يصوّت مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل على مشروع قرار ينص على سحب القوات الأمريكية من الحرب الأهلية الدائرة في اليمن ما لم تكن منخرطة في قتال تنظيم القاعدة هناك. واكتسب مشروع القرار - الذي يستهدف الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن- زخما بعد صدمة أعضاء مجلس الشيوخ من بشاعة جريمة قتل خاشقجي وتقطيع أوصاله داخل قنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا قبل أكثر من شهرين.

وأشارت ذا هيل في تقريرها أن مؤيدي مشروع القرار داخل المجلس واثقون من حصولهم على 51 صوتا، وهو العدد المطلوب لإجازته، على الرغم من وجود بعض العقبات الإجرائية ينبغي عليهم تجاوزها. على أن مشروع القرار إذا أُجيز لن يصبح قانونا، بحسب الصحيفة الأمريكية. ومع ذلك، قال جيرالد فايرستاين -نائب رئيس معهد الشرق الأوسط وسفير الولايات المتحدة السابق لدى اليمن- إن مجرد الوصول إلى هذه المرحلة “أمر في غاية الروعة”. ويقول فايرستاين إن السعوديين ظلوا يعانون من مشاكل في علاقاتهم العامة بواشنطن لسنوات عديدة، معربا عن اعتقاده بأن جريمة قتل خاشقجي مثلت في بعض جوانبها تجلياً لتلك المشاكل.