طائرات الحوثيين تعري ثغرات الدفاع السعودي
أثار تصاعد الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن بطائرات مسيرة ضد أهداف سعودية التساؤلات حول تعزيز القدرات العسكرية لجماعة الحوثي، وكذلك الثغرات التي تعتري دفاعات المملكة.
وتطرح وكالة الأنباء الفرنسية هذه التساؤلات في تقرير تحليلي حول الوضع في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في منطقة الخليج.
وكان أحدث هذه الهجمات، فجر الثلاثاء، حيث أصيب 9 مدنيين بجروح في هجوم بطائرة بدون طيّار شنه الحوثيون على مطار أبها الدولي في جنوب السعودية.
واللافت، بحسب التقرير، أن الهجمات التي كانت تتم مسبقا بصواريخ باليستية استهدف بعضها العاصمة السعودية الرياض، باتت تعتمد أكثر على الطائرات المسيرة بدون طيار، وتستهدف مطارات مدنية سعودية ومحطات لتحلية المياه وغيرها من البنى التحتية.
وفي الوقت الذي سعت فيه واشنطن والرياض للتضييق على طرق تهريب الصواريخ، ظهرت الطائرات دون طيار كبديل منخفض التكلفة نسبيا وأكثر فاعلية للحوثيين عدا عن صعوبة اكتشافها.
وفيما يمثل قفزة كبيرة في قدرات الحوثيين العسكرية، استخدموا صواريخ من نوع "كروز" في الهجمات الأخيرة على منشآت سعودية.
بالإضافة إلى قيام الحوثيين بزرع ألغام بحرية يدوية الصنع في البحر الأحمر، والتي تشكل "خطرا على النقل البحري التجاري"، بحسب تقرير للجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة العام الماضي.
ثغرات الدفاع السعودي
وألقى التقرير الضوء على قدرة الأنظمة الدفاعية في السعودية، التي أنفقت مئات مليارات الدولار على الطائرات المقاتلة وغيرها من المعدات العسكرية، على صد هجمات طائرات الحوثيين المسيرة.
"بيكا فاسر"، من مؤسسة "راند كوروبوريشن" أكدت أن "الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية أظهرت ثغرات في الدفاع الجوي والصاروخي لدى المملكة"، لافتة إلى أن سلاح الجو السعودي "واحد من أقوى فروع" الجيش في المملكة، ولكنه الآن يرزح تحت "ضغوطات هائلة" بسبب الهجمات الحوثية.
أما منظومة "باتريوت" الأمريكية للدفاع الجوي التي تملكها المملكة، فتبدو ضعيفة أمام اعتراض المقذوفات العسكرية من اليمن، وهي غير مصممة لاعتراض الطائرات دون طيار، وفق "فاسر".
ولفتت "فاسر" إلى أن الحوثيين "يتعمدون استهداف أجزاء رئيسية من البنية التحتية، التي في حال تم تخريبها أو تدميرها، سيكون لذلك تأثير سلبي على المدنيين السعوديين".
وأضافت أن هذه المقاربة "على الأغلب متعمدّة للضغط على الحكومة السعودية عبر جعل الرأي العام السعودي يشعر بتكلفة الحرب في اليمن"، والتي تسببت في مقتل عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.
ولا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24.1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.
وفيما يتهم مسؤولون أمريكيون وسعوديون طهران بتدريب الحوثيين وتزويدهم بالتصميمات لبناء طائرات من دون طيار، يؤكد الحوثيون أنهم قاموا بصنع الطائرات المسيرة بأنفسهم، وتنفي طهران دعمهم بالسلاح.
ارسال التعليق