80 % من اليمنيين يعانون نقصاً غذائياً شديداً
كشف فيلم وثائقي لموقع “بريت” الفرنسي، عن غياب مقوّمات الحياة في اليمن والكلفة الإنسانية الباهظة للحرب المستمرة منذ عام 2015، وأكد الوثائقي انتشار العوز الغذائي الشديد بين اليمنيين بنسبة 80% وتفشي الكوليرا جراء النقص الحاد لإمدادات الماء الصالح للشرب.
وتطرّق الوثائقي الذي أنجزه الصحفي “شارلز فيلا” داخل عدد من مناطق اليمن إلى ما خلفه عدوان التحالف السعودي على حياة اليمنيين من مآسٍ، وكلفة باهظة على صحتهم ومعيشتهم بصفة عامة. وتضمن الوثائقي مقاطع فيديو لحالات يمنيين فقدوا أبصارهم وأطرافهم، كما أبرز الأوضاع المزرية في مخيمات النازحين الهاربين من مناطق الحرب، الذين خسروا جميع ممتلكاتهم، واضطروا للعيش في ظروف بدائية ولا تطاق داخل خيم صغيرة وخالية من الأثاث والكهرباء وغيرها من المتطلبات الضرورية. ومن بين ثلاثة ملايين نازح في اليمن، فإن أكثر الفئة تضرراً هي الأطفال، إذ لا يذهب أغلبهم إلى المدارس.
وليس المستشفيات في اليمن بأحسن حالاً من الواقع المرير، إذ يعرض الفيلم الوثائقي حالة مستشفى للأطفال في محافظة مأرب جنوبي البلاد، وحالات المصابين - خصوصاً الأطفال - بالنقص الغذائي الشديد جراء توقف الإمدادات من المواد الغذائية والحصار المضروب على موانئ اليمن.
وفي الجانب المعيشي، تحدّث الموقع الفرنسي عن الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الغذائية بسبب العدوان، إذ زادت بنسبة 150% وبعضها مثل المحروقات ارتفعت بنسبة 200%، ما تسبب في أضرار فادحة لسكان البلاد في مجالات النقل والصحة والزراعة والتزوّد بماء الشرب والكهرباء.
ومن الأمثلة على ذلك تزود مخيم للنازحين من صنعاء بمياه ملوثة تستخرج من بئر على بعد كيلومترين من المخيم، وتوضع تلك المياه في أقنية لا تتوفر فيها شروط النظافة، ويؤدي هذا الوضع لإصابة كثيرين بأمراض مرتبطة بغياب النظافة.
وكشف الوثائقي الفرنسي عن احتمال تورط باريس في المأساة الإنسانيّة في اليمن، ويعتمد في هذا الصدد على شهادات ووثيقة رسمية سريّة سرّبها موقع “ديسكلوز” المختص في الصحافة الاستقصائية، ترجح استخدام الرياض للسلاح الفرنسي في هذه الحرب التي تتسبب في قتل وتشريد اليمنيين، وتحرم مرضاهم وجرحاهم من العلاج. وتتحدث الوثيقة السرية المسلمة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكبار المسؤولين الفرنسيين في 3 أكتوبر 2018 عن استعمال أسلحة فرنسيّة بيعت للسعودية في حرب اليمن.
وقد شنت السعودية بمعية 9 دول حليفة لها حربا شعواء على اليمن بذريعة قمع جماعة الحوثي الشيعية وإعادة حليفها عبدربه منصور هادي الى سدة الحكم.
ارسال التعليق