سلطات آل سعود تقتل الطفلة فاطمة ابنة المعتقل أحمد المطرود بعد حرمانها من العلاج والدواء الضروريان
التغيير
اغتيلت الطفلة فاطمة أحمد المطرود على يد سلطات آل سعود اغتيال ليس برصاص أو دهس، إنما بإهمال طبي متعمد حرمها من العلاج الضروري والأساسي لحالتها الصحية المتأزمة، وذلك انتقاما من والدها المعتقل، الذي تفبرك ضده الرياض اتهامات وقضايا عدة وتطالب بإعدامه.
بعد إهمال وحرمان من العلاج الضروري لابنة الثمان سنوات، انطلقت فاطمة المطرود في رحلتها الأخيرة، مودعة والدتها التي عاشت لوعة الألم لرؤية فلذة كبدها تتلوى من هول الأوجاع وتسمع أنّاتها والتأوهات تصدر من قلب جسد تحمل من آلام حرمان الرعاية الطبية وقسوة فقدان الأب ما لا يتحمله جسد طفلة طرية العود، وذنبها أن والدها معتقلا لمعارضته سياسات النظام الحاكم الذي يحيك تهمه الكيدية ضده للنيل منه.
لقد تعمد نظام آل سعود أن يعذّب المعتقل وعائلته بشتى السبل المتوفرة حتى لو مارست انتهاكات صارخة لكل المعايير الإنسانية والدولية والمحلية والدينية، فهو النظام الذي لا يعرف سوى سبل الانتقام والافتراء ولا يتوانى عن حرمان الأطفال من العلاج وتأمين الدواء لهم، ويجعلهم يموتون أمام أعين ذويهم من دون مثقال ذرة من الرحمة والرأفة.
مصدر خاص مطلع على حالة فاطمة، يؤكد أن العائلة فجعت برحيل الطفلة التي منع عنها العلاج وتعرضت لإهمال طبي وتركت تنازع الموت من دون ان يتم تأمين سرير خاص في المستشفى لها او حتى العلاج اللازم، ويوم الخميس 8 يناير 2020 ، فارقت الطفلة الحياة وعلت شهقتها الأخيرة وصعدت روحها إلى بارئها، لتعيش راحة أبدية، وتنهي الساعات الأخيرة رحلة حياة من الألم والأوجاع والأحزان التي خطت سنين حياة الطفولة، التي لم تعشها فاطمة، فقط لأن الرياض تنتقم من والدها.
المصدر الخاص، يؤكد أن فاطمة إبنة المعتقل أحمد المطرود، تدهور وضعها الصحي وساءت حالتها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه جراء منع المستشفى العلاج عنها. فاطمة التي كانت تعاني من انسداد مجرى التنفس عندها، وكانت تحتاج بصورة عاجلة وضرورية لعلاج ومراقبة طبية من أجل تمرير الغذاء إلى جسدها، غير أنها كانت ترقد في المنزل ولم يؤمن لها أي نوع من الرعاية الصحية والمراقبة الضرورية، وكان الأطباء في المستشفى قد طلبوا من والدتها أن تأخذها إلى المنزل منذ سبتمبر 2019، على الرغم من وضعها الصحي المتعب جدا، وهو ما يبرز أن السبب الرئيس بوفاة الطفلة هو الحرمان من العلاج والمراقبة الصحية.
ويكشف المصدر أن الطفلة التي كانت متعبة جدا، وكانت تعاني انسداد مجرى التنفس والتهاب اللوزتين، كانت تحتاج على وجه السرعة وبصورة ملحة لعناية طبية خاصة، إلا أنه المستشفى منعته عنها، وقررت بعد تنويمها قرابة الشهرين، إخراجها من غرفة العناية، و ترحيلها إلى المنزل، من دون أي مبررات ورغم سوء حالها، ويقول “إن فاطمة كانت في حالة صحية متدهورة حين قررت الجهة الطبية ايفادها إلى المنزل، وعدم تقديم العلاج لها، رغم حاجتها له”.
ويتهم المستشفى بمسؤوليتها الكاملة عن التسبب بوفاة فاطمة، إذ أنه في كل مرة كانت تذهب العائلة لطلب العلاج للطفلة، كانت الاجابة مجهزة مسبقا أنه لايمكن تقديم شيء لها، وأن حالتها خطيرة، ولكن هذه الخطورة لم تكن ترأف بحال الطفلة وكثرة ألمها، وتركت حتى تغير شكلها وبدأ جسدها بالانتفاخ، من دون أي رحمة”.
يروي المصدر أنه رغم وضع الطفلة الذي كان بتدور بصورة متواصلة إلا أن الإدارة المستشفى لم تكن ترضى بإدخالها، بل كانت تطلب من عائلتها وضعها في المنزل، وبعد أن تتحسن يطلبوا منها احضارها إلى العلاج، وهذا ما لا يمكن استيعابه إذ انقلبت موازين التعامل مع المريضة، بالجهة الطبية بدل أن توفر العلاج كي تتمكن الطفلة من التنفس وأخذ علاجها، كانت في الحالة المتدهورة يطلب من ذويها الذهاب إلى المنزل، في صورة تغاير الأعراف والمواثيق والشرع الإنسانية والطبية.
ولم تتوقف حالة الانتقام عند عدم قبول إدخالها لغرفة للعناية، بل إنهم حرموها ومنعوا عنها جهاز التنفس الاصطناعي، الذي كانت تحتاجه وكان من شأنه أن يخفف من آلامها ويسمح لها بشي من الراحة وتخفيف اوجاعها.
لا شك أن مشهدية اللوعة والفراق ارتسمت أمام عيني والدة الطفلة المفجوعة برحيلها، والمصابة بغياب الزوج المعتقل الذي تتشبث السلطة بالانتقام منه واعتقالها، وتشديد الخناق عليه وعلى عائلته عبر حرمانها من ابسط حقوق الحياة والعلاج الذي لا يمنع عن الأعداء في حالات الحرب بين الدول، فكيف يمكن أن تحرم منه طفلة لم تقترف ذنبا إلا أنها تعيش في بلد يستحكم بسلطاته أناس لا رحمة ولا دين لهم، يجعلون الانتقام من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى وأوجاعهم سبيلا للتنفيس عن غلهم وأحقادهم التي لا مبرر لها.
وبكل موازين الدنيا والعالم أجمع، لا مسوغ لرؤية أم لابنتها تموت أمام عينيها وأب مكبل خلف قضبان السجون من دون مبرر، ما من وسيلة يمتلكها من أجل توفير علاج لابنته، ويراها تنطفئ من الألم كشمعة تحترقها النار.
انطفأت أعوام فاطمة الثمانية، وانطفأت معها أوجاع وآلام ما كان يخففها دواء ولا علاج، بل حرمان يزيد من الآهات والأنات، واللوعة، في مصير محتم على عوائل أهالي القطيف والأحساء، الذين يعاملون بانتقام وغطرسة لا مثيل لها في كل أرجاء الدنيا.
انقطعت أنفاس فاطمة، وانقطع امل العلاج المحرومة منه، ومحرومة من والدها التي كانت تراه في زيارات السجن، وهي محمولة على اكتاف والدتها، ارتحلت فاطمة وبقي الاب المتألم من انعدام قدرته على إعالة عائلته ومداواة ابنته التي كانت ترتسم ضحكاته له رغم شدة الألم حين كانت تزوره.
لم يكن، للوالد من سبيل لإيقاف معاناة ابنته وهو المغيّب عنها منذ التاسع من سبتمبر 2015م، بسبب سجنه ومطالبة النيابة العامة بإعدامه بسبب نشاطه السلمي في حراك القطيف عام 2011م.
يشار إلى أن تقارير إعلامية سبق وأن كشف عما تعانيه فاطمة من إهمال، وتحدثت عن حالتها التي تزداد سوءا وإهمالا، إلا أن أحدا من السلطات لم يلتفت، وبقي التعنت السلطوي مستمر بصيغته الانتقامية من ابنة المعتقل.
وسبق أن بين مصدر مطلع أن فاطمة “تعاني من مرض بالدماغ نتج عنه ضمور في كامل جسدها، فهي لا تقوى على الحركة حتى لتناول الطعام، ما دفع الأطباء للجوء إلى تغذيتها عبر أنبوب موصول إلى معدتها عبر فتحة في بطنها مباشرة، وذلك بعد تدهور صحتها خلال الفترة الأخيرة بشكل مضطرد، صورة من التقرير الطبي عن حالة الطفلة ويوضح المصدر أن فاطمة ومنذ أن ولدت كانت بحالة صحية خاصة، وتحتاج إلى رعاية ومتابعة طبية متواصلة، وهذه الرعاية كان والدها يؤمنها لها قبل أن تعتقله سلطات آل سعود، وكانت فاطمة تتحسن مع الإهتمام الذي كانت تتلقاه من رعاية صحية وطبية متواصلة، غير أن سلطات آل سعود قررت بعد اعتقال والدها حرمانها من العلاج وقطعت تزويد أسرتها بالغذاء الخاص الذي قرره الأطباء لها ما انعكس على وضعها الصحي سلباً وأدى إلى تدهور حالتها بشكل لافت وخطير الأمر الذي يهدد سلامتها وحياتها”.
ارسال التعليق