وسط صمت سعودي.. هجوم متصاعد للإمارات ضد هادي
التغيير
لا تنفك وسائل الإعلام الإماراتية أو التي تمولها تهاجم القيادات السياسية باليمن، وتحميلها مسؤولية الفشل العسكري والميداني، متجاهلة الدور الأكبر لأبو ظبي والرياض في اتخاذ القرارات العسكرية والسياسية بالبلاد.
وسعت الإمارات إلى إفشال حكومة هادي مراراً خلال السنوات الماضية، ولعل الانقلاب الذي قادته قوات ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم من أبوظبي بعدن، في أغسطس 2019، على هادي، فضح دور الإمارات في أداء دور الحاكم في بلاد تدور في رحاها حرب منذ مارس 2015.
وتحولت علاقة دولة الإمارات بحكومة هادي إلى عداء معلن، في ظل تصعيد أبوظبي مؤامراتها لنشر الفوضى والتخريب في البلاد وانقلاب مليشيات مسلحة، خصوصاً بعدما طالبت اليمن، في أغسطس الماضي، الإمارات بالخروج من البلاد، واتهامها رسمياً أمام الأمم المتحدة بتمويل انقلاب عدن.
مهاجمة نائب هادي!
آخر تفاصيل العداء الإماراتي كان بمهاجمة نائب هادي، الفريق الركن علي محسن صالح، الذي يعد أحد أقوى الشخصيات العسكرية والسياسية في اليمن، وتحميله السبب وراء سيطرة أنصار الله على مناطق كانت تسيطر عليها حكومة هادي.
الإمارات عبر موقع "إرم نيوز" الذي تموله، ويقع مقره في العاصمة أبوظبي، شن هجوماً شرساً على نائب هادي، متهماً إياه بالفشل وعدم تمكنه من وقف سقوط جبهة نهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء وعاصمة محافظة الجوف بيد أنصار الله.
ووصف الموقع الإماراتي محسن صالح بأنه "المسؤول الأول عن سقوط الجبهات باليمن"، متجاهلاً دور آل سعود وحليفتها الإمارات في معركتهما باليمن، وضعف تسليح قوات هادي، وتغييب الإسناد من التحالف لبعض الجبهات.
وغالباً ما تهاجم وسائل الإعلام الإماراتية محسن صالح، وتتهمه أيضاً بتمويله لتنظيم القاعدة، حيث نشر موقع "ميدل إيست أونلاين" الإماراتي، في أغسطس الماضي، تقريراً بعنوان "الإخوان والقاعدة حزام الحكومة اليمنية لترهيب المجلس الانتقالي".
وفي مضمون التقرير تحدث عن "مشاركة أبو البراء البيضاني، القيادي في تنظيم القاعدة وهو أحد أبرز المطلوبين للولايات المتحدة، في معارك إلى جانب قوات حكومة هادي ضد مليشيات المجلس الانتقالي، إضافة إلى قاسم الريمي المكنّى بـ"أبو هريرة الصنعاني"، وقالت: إنه "من رجال نائب هادي علي محسن صالح الأحمر"، وأرجعت ذلك إلى أنه ينحدر من بلدته ريمة حميد في مديرية سنحان بصنعاء.
وتتجاهل الإمارات الاتهامات الدولية، ومن ضمنها اتهام الخارجية الأمريكية لأبوظبي بتقديم السلاح لتنظيم القاعدة، وفق ما كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في مارس الماضي، واتهامات مشابهة من مسؤولين يمنيين لها.
هجوم سابق لهادي!
وعقب انقلاب عدن، في أغسطس الماضي، شنت الإمارات هجوماً كبيراً من خلال وسائل إعلامها ومسؤولين على حكومة هادي، التي وصفتها بـ"حكومة الفنادق"؛ على خلفية اتهام الأخيرة لأبوظبي بـ"دعم التمرد" في محافظة عدن جنوبي البلاد.
واستخدمت الإمارات وسائل إعلامها وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي للإساءة لحكومة هادي، بالتزامن مع هجوم من الجانب الرسمي الإماراتي.
ونشر موقع "إرم نيوز" ذاته هجوماً حاداً على حكومة هادي التي تدعمها وتستضيفها مملكة آل سعود (حليفة الإمارات)، ونشر فيديو عنونه بـ"حكومة الفنادق تهاجم رجال الخنادق"، في إشارة لأماكن إقامة حكومة هادي في الرياض.
وكتب الموقع في خبر مرفق للفيديو قائلاً: "تهجم حكومة هادي الأخير على الإمارات تسقطه الشواهد والفوارق الشاسعة بين حكومة الفنادق ورجال الخنادق، فهادي ضرب لنا مثلاً ونسي نجله".
لماذا تهاجم حكومة هادي؟
يعتبر الباحث اليمني نجيب السماوي أن الهجوم ضد هادي وحكومته لا يزال مستمراً بسبب الانقلاب الذي قادته أبوظبي عبر مليشياتها في عدن، مشيراً إلى انكشاف "شرخ وتباين بينهما".
ويرى في تصريحات إعلامية أنه في الوقت الذي دخلت فيه قوات آل سعود اليمن بهدف توجيه ضربة غير مباشرة لإيران عدوها الإقليمي، فإن الإمارات كانت تسعى لأهداف مغايرة تماماً؛ "منها السيطرة على الموانئ اليمنية، ومحاربة جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح)، الذي تتهم أبو ظبي الفريق علي محسن بأنه يمولهم".
وأضاف: "من الطبيعي ألا نرى الإمارات تتفق مع حكومة هادي؛ لأنها تضم حزب الإصلاح الذي تعتبره مقرباً من جماعة الإخوان المسلمين التي تحاربها أبو ظبي في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
ويؤكد: "نعم اليمنيون يشعرون بالغضب الشديد من حكومة هادي وتجاهلها للانكسارات العسكرية وتزايد توسع أنصار الله، بل وغيابها عن المشهد بشكل كلي، إلا أن ذلك لا يعني أن تأتي الإمارات لتتحدث عن أنصار الله وتقدماتهم، وهي الطرف غير النزيه المتهم أصلاً بدعم المليشيا؛ قبل دخولهم صنعاء في 2014 وحتى اليوم".
استغلال واضح
أما الناشط السياسي اليمني عبد الله السامعي فيرى أن الإمارات تستغل لحظات تراجع قوات هادي في بعض الجبهات لشن هجومها على قيادات هادي، على الرغم من أنها أدت أدواراً من قبل لهزيمة قوات هادي، حسب قوله.
ويضيف: "الإمارات التي تتحدث عما تتعرض له قوات هادي من قبل أنصار الله هي التي وصل بها الحد إلى قصف هذه القوات، في أغسطس الماضي، عندما كان ذاهباً لإنهاء انقلاب مليشياتها التي تدعمها بعدن".
وتابع: "ينال نائب الرئيس علي محسن الأحمر قدراً كبيراً من حملات التشويه الإماراتية؛ لأن أبو ظبي غير راضية عنه وتريد فرض شخصية أخرى موالية لها في منصب نائب لهادي"، حيث كانت تطمح سابقاً لتعيين رئيس الحكومة السابق، خالد بحاح، في منصب نائب لهادي، قبل أن ينقلب هادي عليهم ويعين محسن بديلاً عنه.
وأشار في تصريحات صحفية إلى أن أبو ظبي "تعمد إلى استهداف كل من يرفض أن يكون أداة تخريبية في يدها، ابتداء من هادي إلى موظفين حكوميين رفضوا ممارسات الإمارات كسلطات احتلال، كما أنها تدعم التمرد على هادي في المناطق الخاضعة لسيطرته باستمرار.
ارسال التعليق