هل اعترف آل سعود بهزيمتهم في اليمن؟؟
التغيير
اختار السفير السعودي في اليمن، الحاكم الفعلي للبلاد، صحيفة امريكية ليعلن من على صدر صفحتها الأولى هزيمة بلاده أمام قوات صنعاء، التي قدر التحالف المتكون من 17 دولة قبل 5 أعوام يوما هزيمتها في غضون اسبوع قبل 5 سنوات من الأن، لكن مالذي تغير؟
اختيار السفير آل جابر لصحيفة وول ستريت جورنال، لم يكن اعتباطيا، فهذه الصحيفة تصدر من واشنطن التي أعلن منها السفير السعودي في العام 2015، عادل الجبير، الحرب على اليمن، و يبدو أن السفير ال جابر يحاول الان تلافي الخطأ بالعودة إلى نقطة الصفر..
ال جابر تحدث في تصريحه المشحون بالقلق من ردة فعل عنيفة لصنعاء عقب تهور آل سعود بتنفيذ غارات على مناطق مدنية في العاصمة ومدن يمنية أخرى، عن رغبة بلاده بوقف شامل لإطلاق النار في اليمن..
كانت مخاوف آل سعود من غضب صنعاء بارزا في تصريح آل جابر، فكشف السفير عن كافة أوراق بلاده السرية، واعترف لأول مرة باتصالات تجريها الرياض مع صنعاء ، ولم يتوقف عند هذا الحد بل أورد في تصريحه توصيف جديد لـ ”أنصار الله” بالحديث عن المفاوضات التي يجريها قادة بلاده مع “أنصار الله” منذ استهداف منشآت أرامكو العام الماضي، وهو بذلك يشير لمحمد بن سلمان الذي تحدثت تقارير صحفية عن تواصله برئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط وطلب هدنة، لتنبثق عن تلك الاتصالات لاحقا لقاءات على مستوى ضباط الطرفين قبل أن ترتقي لمفاوضات سرية بزيارة نائب وزير الدفاع ونجل الملك إلى سلطنة عمان حيث تحدثت تقارير حينها عن لقاء جمعه بوفد صنعاء وتحضيرات لزيارة ابن سلمان قبل أن يتوفى السلطان السابق لعمان.
لم يعد آل سعود تملك أوراق في هذا البلد الذي ظلت تحكمه لجنتها الخاصة لعقود من الزمن، ونفوذها بات يتلاشى كحال فصائلها الذين سمنتهم لعقود وذابوا بلمح البصر، ولا خيار لديها وقد أصبحت المعركة في عقر دارها سوى وقف الحرب.. ذلك ما تضمنه تصريح آل جابر عن عرض بلاده حوار مباشر مع صنعاء برعاية أممية، وكأنه يقول للأمريكيين لم يعد طاقة لدينا للاستمرار في الحرب التي استنزفت بلاده تريليونات الدولارات، وتقودها نحو الهاوية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتعويل ترامب على دعم سخي.
ربما يحاول السفير ال جابر رمي الكرة في ملعب الأمريكين من ناحية ومن أخرى في ملعب صنعاء لفرض شروطها بعد انتصاراتها الاخيرة الممتدة من نهم والجوف وصولا إلى مأرب ، وربما تكون تصريحات ال جابر أيضا محاولة انتزاع طمأنة يمنية بعدم فتح جبهة جديدة على امتداد الحدود مع الجوف ومأرب، لكنها بكل تأكيد عكست هزيمة قاسية للسعودية ومعادلة ينبغي على الانتقالي السير على خطاها لو ارد احترام المملكة، وفق ما يراه القيادي في المجلس، أحمد الربيزي.
اسهب السفير السعودي بعروض بلاده لصنعاء ليختتم حديثه بالتعبير عن الاحباط في رفض صنعاء تلك العروض، وأمله في أن تقبل بحوار شامل ينهي الحرب، لكن موقف صنعاء جاء على لسان عدد من قياداتها الوسطى ولم يعلن رسميا لكنه بكل تأكيد يعكس أن صنعاء التي سبق وأن منحت آل سعود حبل نجاة بمبادرة المشاط، وحذرتها من أن مقابل كل غارة صاروخ بالستي، لن تتراجع عن التزاماتها لشعبها، وأن مصدر قوتها التي شيدته بانتصارات على امتداد الجبهات الداخلية والخارجية ولن تقبل بمزيد من الأعذار، وقد بدأت توا بعمليات جديدة في نجران وقد تعقبها عمليات عابرة للحدود.
ارسال التعليق