تغطية مشبوهة وانحياز لإسرائيل.. قناة العربية في مرمى النيران
التغيير
"نؤكد أن قناة العربية كانت ولا تزال تمارس دورا مشبوها، وتعمل وفق أجندة تتقاطع مع أجندة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة مخابراته في استهداف شعبنا ومقاومته"..
كانت هذه أوضح إشارة لرؤية المقاومة الفلسطينية في غزة تجاه القناة التابعة لآل سعود التي تبث من الإمارات.
جاء ذلك في بيان رسمي الأربعاء، ردا على ترويج القناة لشائعات حول المقاومة وقيادتها.
دور القناة في نظر المقاومة، يهدف إلى محو أثر فلسطين، وأنسنة إسرائيل وإزالة سياسيتها الدموية، حتى وإن كانت هذه السياسة هو ما تعاني منه غزة والضفة حاليا، من تصعيد أدانه العالم أجمع.
وتتابع قناة "العربية"، أحداث فلسطين وكأنها حدث عادي، ولا تفرد له مساحة من الوقت والتغطية مثلما أفردت للصاروخ الصيني التائه، على سبيل المثال والذي تصدر الحديث عنه قبل أسبوعين.
قناة "العربية"، ذات التاريخ الطويل من تخوين المقاومة ومهاجمتها، عبر تغطيتها خلال الأيام الماضية للعدوان الإسرائيلي على غزة، رجحت فيه كفّة صوب إسرائيل، معتبرة أنّ ما يحصل من عدوان ليس إلا "قتالاً" بين المقاومة وإسرائيل.
فالقناة وصفت ما يحصل بـ"التصعيد"، بدلا من تسميته بـ"العدوان"، ووضعت حماس وإسرائيل على قدم المساواة في إطلاق الصواريخ، من دون أي اعتبار لمحتلّ أو حتى لقدرات جيش مقابل فصيل فلسطيني.
وبدلا من أن تطلق القناة على إسرائيل اسم "جيش الاحتلال"، تطلق عليه "الجيش الإسرائيلي"، كما وصفت الضحايا بـ"القتلى" الفلسطينيين بدلا من "الشهداء".
وكما غطت "العربية"، الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة، عرضت لقطات من البلدات الإسرائيلية حيث فر مدنيون للاحتماء من صواريخ "حماس" وصفارات الإنذار.
المحطة التابعة لبن سلمان التي لم تعر الحدث الفلسطيني اهتماماً في الأيام الأولى للعدوان، ركّزت لاحقاً على تنفيذ أجندة سياسية، تتهم بإيران، بدعم حركتي "حماس" و"الجهاد"، ومدهما بتكنولوجيا الصواريخ.
وتباهت الشبكة في أحد تقاريها، بتدمير قوات الاحتلال منازل قياديين من الفصائل الفلسطينية، وتغنّت بإشراف وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس" على العملية، وتدميرها أنفاق المقاومة الفلسطينية.
أضف إلى ذلك أنّ المحطة أعادت نشر صور 30 قيادياً ادّعت إسرائيل بأنها قامت باغتيالهم من فصائل المقاومة الفلسطينية، ونشرتهم على منصات إعلامها.
وبثت القناة تصريحات إسرائيلية، حول استهداف قادة كبار في "حماس".
وكان آخر فصول القناة ضد المقاومة، هو ترويج شائعات عن خروج عدد من قادة فصائل المقاومة وعائلاتهم إلى مصر في ظل العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهو ما دفع وزارة الداخلية في غزة، لإصدر بيان يكذب هذه الإدعاءات.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يأتي الهجوم على القناة، وقرينتها "سكاي نيوز" التي تبث من الإمارات.
ويتهم ناشطون قناة "العربية" بأنها "غير محايدة" في تغطيتها للأحداث، وأنها لا تنحاز إلى القضية الفلسطينية، مؤكدين أنها تقصي الآخر الذي لا يتماشى مع سياسة المملكة في التطبيع مع الاحتلال.
الأكاديمي "أحمد بن راشد"، عرض عبر حسابه بموقع "تويتر"، بعضا مما أسماه "انحياز قناة العربية إلى العدوان الصهيوني على أهلنا في فلسطين".
فيما كتب "عبدالله الشايجي": "نشكر تغطية قناة الجزيرة المفتوحة لحرب الصهاينة الوحشي ضد المعتكفين في المسجد الأقصى منذ أيام، مقارنة أتابع العربية (أن تعرف أكثر) وابنتها الحدث بعد نصف ساعة من النشرة تغطية دقيقة عن إجرام الصهاينة".
وأضاف الداعية "سعيد بن ناصر الغامدي": "كنا نعد الصمت عما يحدث في فلسطين خيانة.. أما اليوم فإن قناة العربية والإخبارية والذباب السلماني تجاوزوا الصمت الى تأييد المحتل المعتدي.. بأساليب ملتوية أو صريحة فماذا نسمي ذلك".
يشار إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي، قررت وزارة الداخلية بغزة، منع قناتي، "العربية" و"الحدث" من العمل في القطاع، إثر بثهما تقارير حول اعتقال خلية بتهمة التعاون مع إسرائيل وصفتها الحركة بأنها "أخبار مفبركة".
وشمل قرار المنع "تقديم أي شخص أو شركة من القطاع أي خدمات للقناتين".
وكانت "حماس" أغلقت في عام 2013 وبقرار من النائب العام مكاتب "العربية" في غزة، واتهمت الحركة حينها القناة ببث "أخبار غير صحيحة".
لكنها سمحت لمحللين سياسيين وصحفيين متعاونين بالظهور على شاشة القناة خلال حرب عام 2014 التي خاضتها المقاومة مع جيش الاحتلال.
ارسال التعليق