ضُرب على يد محمد بن سلمان ثم اختفى.. مسؤول في وزارة الداخلية السعودية يؤكد وفاة الداعية “سليمان الدويش”.
التغيير
أكد عقيد في وزارة الداخلية من المقربين جداً من دائرة الأشخاص المحيطين بمحمد بن سلمان ولا يزال على رأس عمله لـ "التغيير" وفاة الداعية "سليمان الدويش".
وقال العقيد والذي نكتفي بالحرف الأول من اسمه الأول فقط "س" عن الداعية سليمان الدويش أنه "مات و دُفن" منذ زمن دون ذكر تفاصيل اخرى عن كيفية أو يوم و سنة وفاته أو المكان الذي دفن فيه.
الداعية سليمان الدويش
تم اختطاف الدويش، وهو شخصية دينية محافظة ومثيرة للجدل في المملكة ، في 22 أبريل/نيسان 2016، بينما كان في رحلة إلى مكة، بعد يوم واحد فقط من نشر سلسلة تغريدات انتقدت ضمنياً محمد بن سلمان، المعروف على نطاق واسع باسم "مبس". لم يُرَ الدويش في العلن ولم يسمع عنه شيء منذ ذلك الحين.
الدويش ليس معارضاً بأي حال من الأحوال. فحسابه على تويتر، الذي يتابعه أكثر من 133,000 شخص، يعكس ولاءً قوياً لأسرة آل سعود الحاكمة.
لكن في التغريدات التي يبدو أنها أدت إلى اختطافه، كتب الدويش عن مخاطر قيام الأفراد بمنح أبنائهم المدللين صلاحيات ومسؤوليات مفرطة دون مراقبة ومحاسبة.
وربما كانت تلك إشارة غير واضحة إلى الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان، الذي كان في ذلك الوقت يكتسب قوة سياسية جديدة بعد أن عينه والده قبل عام من ذلك وزيراً للدفاع ونائباً لولي العهد. وبحلول عام 2017، أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد.
اختفى الدويش بعد اعتقاله في مكة. وبحسب شاهد عيان، سرعان ما تم نقله جواً إلى الرياض، حيث تم تكبيل يديه بالسلاسل ونقله إلى مكتب محمد بن سلمان نفسه.
ووفقاً لمصادر منظمة منّا لحقوق الإنسان، جعل محمد بن سلمان الدويش يجثو على ركبتيه وشرع في الاعتداء عليه شخصياً، حيث لكمه في صدره وحنجرته، وقام بتوبيخه بسبب تغريداته. كان الدويش ينزف بشدة من فمه وفقد وعيه.
ثم تم وضع الدويش في منشأة احتجاز غير رسمية تقع في قبو أحد القصور الملكية في الرياض.
وبحسب مصادر منظمة القسط، تم استخدام الطابق السفلي من هذا القصر لسجن وتعذيب كبار المسؤولين وأعضاء العائلة المالكة، من قبل حاشية محمد بن سلمان.
ماهر المطرب وسعود القحطاني، وهما عضوان في فرقة الاغتيال الشهيرة "فرقة النمر" المسؤولة عن قتل الصحفي جمال خاشقجي ومعارضين آخرين، كانا مسؤولين عن إدارة السجن السري وأشرفا شخصياً على تعذيب الدويش.
الأفراد الذين احتُجزوا في نفس سجن الدويش، والذين نُقلوا بعد ذلك إلى مراكز احتجاز لنظام آل سعود أخرى، أبلغوا عائلة الدويش لاحقاً بأنهم كانوا محتجزين معه.
وذكروا أنهم رأوا الدويش آخر مرة في يوليو/تموز 2018. وعلى الرغم من انتشار شائعات حول الدويش، على سبيل المثال أنه توفي في أغسطس/آب 2018 بعد تعرضه للتعذيب، لم تؤكد السلطات ذلك أو تنفيه.
وبعد بضعة أشهر من اختفائه، وجدت عائلة الدويش اسمه في سجل السجناء الذي تحتفظ به المديرية العامة للمباحث— جهاز المخابرات الداخلي الغامض المعروف في المملكة باسم المباحث، حيث تم الإشارة إلى أنه تم القبض عليه في 22 أبريل/نيسان 2016، وكان "رهن التحقيق".
وبعد عدة محاولات للحصول على مزيد من المعلومات من وزارة الداخلية، قام موظف في الوزارة من الرتب الدنيا بإبلاغ عائلة الدويش أنه تم سجنه وأدين بتهم تتعلق بـ "إثارة الرأي العام".
ومع ذلك، نفى مسؤول رفيع المستوى في مكتب التنسيق الأمني بالوزارة ذلك لاحقاً. ثم أخبر ضابط رفيع المستوى في المديرية العامة للمباحث العائلة أن وجود اسم الدويش في سجل السجناء كان نتيجة "خطأ". وبحسب منظمة القسط، أبلغ المسؤول نفسه الأسرة بالبحث عن الدويش "في المشرحة أو المصحات العقلية أو المستشفيات" بدلاً من ذلك.
وفي تطور غريب ومشؤوم آخر، أفادت عائلة الدويش بتلقي مكالمتين هاتفيتين قصيرتين منه في عام 2018، تم إجراؤها من رقم هاتف أمريكي. وبحسب أسرته، زعم الدويش أنه اتصل من تركيا في المكالمة الأولى، ثم من سوريا في المكالمة الثانية، وقال إنه "سافر إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".
لم يكن الأمر منطقياً بالنسبة لعائلته، لأنه قبل اختطافه، عارض الدويش علناً تنظيم داعش الإرهابي ومن ينضمون إليه.
شككت العائلة في صحة هذه المكالمات الهاتفية، واستفسرت أيضاً من أحد أفراد العائلة المالكة، وهو أيضاً مسؤول سابق رفيع المستوى في وزارة الداخلية، والذي أكد للعائلة في نهاية الأمر أن المكالمات تم إجراؤها في الواقع من داخل المملكة.
ارسال التعليق