الهدنة السعودية في اليمن بأوامر غربية
كشف الناشط السياسي اليمني سليم المنتصر أن الهدنة في اليمن أتت بأوامر غربية، خاصّة بعد زيارة بوريس جونسون للإمارات و السعودية ، إذ كان هناك طلب غربي بأن تهدأ الأمور في اليمن، لا سيما بعد الضربات التي أطلقتها القوّات اليمنية على أرامكو وتسبّبت بخسائر فادحة، وانتشرت الحرائق في المواقع النفطية في جدة لأكثر من ثلاثة أيام، وأيضاً في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، والحملة الغربية المضادة التي يراد بها أن تدعو للإنسانية.
الناشط اليمني وفي مداخلة مع قناة النبأ قال: إنهم اليوم لا يريدون أن يكون هناك ذريعة للروس لكي يقابلوا الهجوم الغربي ضد روسيا بدواعي إنسانيّة، وخاصّة أن الدول الغربية وبالتحديد الولايات المتحدة وبريطانيا شريكتان في العدوان المفروض على الشعب اليمني، ٩٠ ٪ من الأسلحة المستخدمة في حرب اليمن هي أمريكية، فضلاً عن المستشارين، والتدريبات، وتزويد الطائرات بالوقود .
وتابع فضلاً عن أن العدوان على اليمن حصل بضوء أخضر أمريكي، وتم إعلانه من الولايات المتحدة وباللغة الإنجليزية، كذلك هذه الهدنة ليس لها علاقة بالجانب الإنساني لأن المجرمون الذين يقتلون الأطفال والنساء في اليمن لا يمكن أن يكون لديهم إنسانية، كذلك هم أعلنوا في السابق عن هدنة لكنهم يخترقونها في الساعات الأولى كما يحصل اليوم في هذه الهدنة التي رحب بها اليمنيين.
الجدير بالذكر أنه رغم الهدنة التي أعلنها التحالف السعودي لا تزال الغارات الجوية تستهدف مختلف المحافظات اليمنية، وتخلّف سقوط ضحايا مدنيين، ودماراً وأضراراً ماديّة في الممتلكات، ثم خرج التحالف السعودي ليزعم التزامه بو قف العمليات العسكرية في اليمن استجابةً لطلب أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) نقلاً عن التحالف أن القوات الجوية للتحالف لم تنفذ أي عمليات قتالية بالداخل اليمني . كما شدّد التحالف على اتخاذ كافة الخطوات لإنجاح وقف العمليات العسكرية وصنع السلام الشامل.
جاء ذلك بعد إعلان المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس): استجابةً للدعوة المقدمة من معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف بطلب إيقاف العمليات العسكرية تزامناً مع انطلاق المشاورات اليمنية – اليمنية، وبهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصناعة السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، عليه تعلن قيادة القوات المشتركة للتحالف وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني ، حسب قوله.
المالكي أكّد أن إيقاف العمليات العسكرية سيبدأ في تمام الساعة السادسة صباح الأربعاء استجابة لطلب الحجرف ودعم للجهود المساعي الداعمة للوصول إلى حل سياسي شامل و مستدام لإنهاء الأزمة اليمنية، وتحقيق الأمن والاستقرار لليمن الشقيق، والتي تأتي في سياق المبادرات والجهود الدولية برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن والمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية والوصول إلى حل سياسي شامل .
من جهته ، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن أن هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن دخلت حيز التنفيذ مساء السبت، أول أيام شهر رمضان في عدة دول مسلمة. وذكر البيان أن الطرفين توافقا على قضايا شحنات الوقود ومطار العاصمة صنعاء. وقبل يوم أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية أنه سيوقف العمليات العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان بهدف إنجاح المشاورات اليمنية اليمنية. ورحبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة بالهدنة المفاجئة ودعيا إلى تمديدها.
فيما ذكرت الأمم المتحدة في بيان أن الهدنة بين الحوثيين والتحالف السعودي سيستمر لمدة شهرين قابلة للتمديد دخلت حيز التنفيذ السبت، أول أيام رمضان في دول مسلمة عدة، وتوافقهما بشأن شحنات الوقود ومطار صنعاء. وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي بدأت الهدنة التي تستمر لمدة شهرين في الساعة السابعة من مساء اليوم. بدءا من الليلة، تتوقف كل العمليات العسكرية الهجومية برًا وجوًا وبحرًا . وأكد المبعوث الأممي أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الأطراف المتحاربة المستمر بتنفيذ اتفاق الهدنة بما يتضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة .
في المقابل، أكّد المجلس السياسي اليمني الأعلى أنه لا سلام من دون رفع الحصار عن الشعب اليمني واحترام سيادة واستقلال اليمن، وأن الشعب اليمني يحتفظ بحقه الكامل في اتخاذ ما يراه مناسباً من الخطوات السياسيّة والعسكريّة.
وأعرب المجلس في بيان عن أسفه الشديد إزاء عدم الاستجابة الواضحة والصريحة لمبادرة الجمهوريّة اليمنيّة التي قدّمها رئيس حكومة الحوثيين "مهدي المشاط "، مؤكداً أن مضامين المبادرة قد جاءت بالشكل الذي يقدم فرصة ذهبية للجميع في تحقيق سلام جاد ودائم كما أثبتت المبادرة وبما لا يدع مجالا للشك حرص الجانب اليمني على استعادة السلام وحسن الجوار .
المجلس السياسي الأعلى أوضح أنه يُدرك تماماً طبيعة تحالف العدوان وما دأب عليه من التسويف والمماطلة والتلكؤ والتعنّت وغير ذلك من الاساليب الملتوية، وهذا أمر بات واضحاً ولم يعد مستغرباً .
ولفت المجلس السياسي إلى أنه لا يمانع من أيّة استجابة إيجابيّة تحت أي عنوان ومن أي زاوية مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا سلام دون رفع الحصار عن كاهل الشعب اليمني واحترام سيادة واستقلال اليمن .
بالتوازي، انطلقت المشاورات اليمنية -اليمنية ، في العاصمة السعودية الرياض، برعاية مجلس التعاون الخليجي، وتأييد الأمم المتحدة. مشاورات أريد بها أن تكون حلاً لإنهاء الحرب في اليمن، لكنها في الوقت نفسه انطلقت رغم غياب الحوثيين، أحد الأطراف الرئيسة في الحرب.
لم تقدّم المشاورات أيّة طروحات جديدة، ولم تقترح حلولاً لإنهاء الحرب في اليمن، إنما جرى إعادة الحديث باقتراحات صدرت سابقاً كاتفاق الرياض الذي وصف بأنه خارطة طريق واستحقاق وطني يمني ، وهو اتفاق عُقد في 5 نوفمبر 2019، بين حكومة عبد ربه منصور هادي في جنوب اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي، وجرى التوقيع عليه في العاصة الرياض. المحاضرون دعوا أيضاً إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن 2216، وهو قرار صدر عام 2015، ينص على فرض عقوبات تمثّلت في تجميد أرصدة وحظر السفر للخارج، طالت قائد الحوثيين، عبد الملك الحوثي، وشخصيّات يمنية أخرى.
ارسال التعليق