مشروع "نيوم" ستار ترفيهي لواقع أمني
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن موظفين أجانب في مشروع مدينة "نيوم" على ساحل البحر الأحمر بالسعودية قدموا استقالاتهم؛ بسبب أجواء العمل، وسوء سلوك مديري المشروع، وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي نظمي النصر.
الصحيفة قالت إن المشروع بدأ يواجه مشكلات كبيرة بالهجرة الجماعية للموظفين، ونقلت الصحيفة حادثة على لسان موظفين سابقين وحاليين، بأنه عام 2020، وبعد أن ألغت شركتان متخصصتان في ألعاب الفيديو رعايتهما للمشروع، بسبب السجل الحقوقي للمملكة، اجتمع رئيس المشروع، نظمي النصر، في عطلة نهاية الأسبوع، مع فريق الاتصالات، وسألهم عن سبب عدم تحذيرهم له بأن ذلك قد يحصل.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن أشخاص على اطلاع مباشر على الاجتماع، أن النصر قال للموظفين: "إن لم تخبروني من المسؤول.. سآخذ المسدس من تحت مكتبي وأطلق النار عليكم".
وأضافت الصحيفة أن تهديدات النصر أثارت حالة من الخوف لدى الموظفين، فيما كشف أحدهم أن زملاءه حاولوا تهدئة امرأة بدأت بالبكاء، ومنذ ذلك الحين غادر معظم الموظفين نيوم، كجزء من هجرة جماعية للموظفين الأجانب.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم من حضروا الاجتماع تركوا المشروع مباشرة، وقالت الصحيفة إن العديد من الموظفين "يهربون الآن مخذولين من ثقافة إدارية وصفها مديرون تنفيذيون بأنها في أسوأ أحوالها تصغّر من المغتربين، وتقدم مطالب غير واقعية، وتغض الطرف عن التمييز".
وذكرت الصحيفة أن مكتب النصر رفض إجراء مقابلة للإجابة عن أسئلة تخص تقريرها، كما أن الحكومة السعودية لم تستجب لطلبات الصحيفة الأمريكية للتعليق.
تقارير إعلامية كشفت، في وقت سابق، عن توقف مشروع السعودية السياحي العملاق "نيوم"، وذلك بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها الرياض.
وقال مصدر من الحكومة المصرية إن هذا التوقف المؤقت سببه "الأزمة المالية التي تعاني منها السعودية، بسبب تداعيات مقتل جمال خاشقجي العام الماضي"، وفق ما أكده المصدر المصري.
وأشار الموقع إلى أنه ليست المرة الأولى التي تتوارد فيها أخبار عن توقف مشروع نيوم؛ إذ كشفت صحف بريطانية، في وقت سابق، اعترافاً من محمد بن سلمان بعدم استثمار أي أحد في المشروع منذ سنوات. كما نقلت الصحف شكوك المستثمرين حول مشروع نيوم، وخوفهم على سمعتهم.
وانسحب كل من جوناثان إيف، المسؤول التنفيذي الكبير لدى الشركة الأم لشركة آبل، وإرنست مونيز، وزير الطاقة الأمريكي في عهد باراك أوباما، من منصبيهما بالمجلس الاستشاري للتكنولوجيا والأعمال الخاص بمشروع مدينة نيوم "السعودي"، بعد مقتل الصحفي "السعودي" جمال خاشقجي، داخل القنصلية "السعودية" بإسطنبول.
وفي تعليق للدكتور عبد الهادي مرتضى، على ما أوردته الصحيفة خلال برنامج الحصيلة على قناة نبأ، أكد مرتضى "أن التهديات التي طالت الموظفين تعكس ثقافة النظام السعودي الذي يترأسه محمد بن سلمان بشكل مباشر حيث نرى سياسة المنشار والظلم هي المعتمدة".
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن نظمي النصر "تربية ابن سلمان"، سيّما أنه كان قد تدرج في شركة آرامكو "السعودية" التي تدرّ الأموال للمملكة على صندوق الاستثمار السعودي، حيث لا يترك بن سلمان أي من القطاعات الحيوية دون أن تمتد يده للاستيلاء عليها وإدارته وفقا لتصوراته وعقليته.
وأوضح مرتضى أن النصر بعد انفصاله عن آرامكو لجأ إلى إقامة مجمع على ساحل البحر الأحمر، حيث تعرّف عليه بن سلمان وعرض عليه إدارة مشروع نيوم". لافتا إلى أن الإقدام على الاستثمار في الصحراء وتمويل مشروع "نيوم" جرى بالتوازي مع الخسائر الفادحة التي كانت تسجل في اليمن، وبالتالي كان بن سلمان يسعى إلى إظهار نفسه بوصفه رجل التحديث.
وكشف أن "نيوم" ليست مشروعا سعوديا، بل هو مشروع دولي وكل ما يطرح من تعسف هدفه التعميّة لما يخطط له من قواعد عسكرية ولوجستية بعيدا عن ما يتم الترويج له بوصفه مشروعا ترفيهيا.
من جهته اعتبر الدكتور جواد عبد الوهاب، المدير التنفيذي السابق لـ"اتحاد الصحافة الخليجية"، أن "الفاسد لا ينتج إلا الفاسد". مشيرا إلى أن عقلية محمد بن سلمان أو النظام السعودي ككل غير قائمة على انتاج عقليّات كفوءة وإنما تعتمد على القوة في إدارة جميع المؤسسات التي تسيطر عليها من بوابة الولاء والطاعة.
واستشهد عبد الوهاب بالأسلوب القمعي الذي اعتمده بن سلمان مع توليه منصب "ولي العهد"، وإقدامه على اعتقال أفراد من العائلة المالكة وعددا من رجال الدين، كما عدم تردده في اختطاف رئيس الحكومة السابق اللبناني سعد الحريري.
وأردف بالقول: "إن هذه البيئة التي يدار فيها مشروع ضخم كنيوم، هي بيئة طاردة للكفاءات باعتبار أنها تبنى على عقلية الفاسدين الجهلة، وبالتالي ما تم كشفه يعد من علامات فشل مشروع نيوم كما غيره من المشاريع".
ولفت إلى أن تردد المتمولين الغرب في الاستثمار بمشروع نيوم يعود إلى سيط محمد بن سلمان السيء، حيث يسعى بن سلمان لتفادي القطيعة عبر التقرب من العدو الصهيوني لإدراكه بأن الكيان سيساهم في فتح أبواب الغرب على المشروع.
"إن محمد بن سلمان مستعد للقيام بأي شيء من أجل إلغاء كل مراحل الفشل التي مرّ بها"، وفقا للدكتور جواد عبد الوهاب.
ارسال التعليق