انفصام السعودية.. نطبّع ولا نطبّع!
أقوال السلطات السعودية غير أفعالها. هذا ما تؤكده تصريحات مسؤوليها وتصرفاتهم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الاسرائيلي، وعمليات التطبيع المتسارعة الخطوات التي وصلت إلى حدّ السماح للصهاينة وحاخاماتهم بتدنيس الأماكن المقدسة بما فيها مكة المكرمة.
سلطات آل سعود التي فتحت أبواب بيوتها وفروج نساءها للصهاينة وحاخاماتهم، وفتحت الأجواء أمام الطيران الصهيوني، زعمت أن إجراءاتها هذه ليست مقدمة للتطبيع مع العدو الصهيوني، أو إقامة العلاقات معه.
وقالت السلطات السعودية في موقف جديد لها إن قرارها السماح باستخدام مجالها الجوي لجميع شركات الطيران (بما فيها الشركات الصهيونية) "ليس مقدمة لخطوات أخرى"، ومع ذلك شددت على أن مواقفها "ثابتة" تجاه القضية الفلسطينية.
هذا الموقف جاء في كلمة باسم المملكة، ألقاها القائم بالأعمال بالإنابة في الوفد السعودي لدى الأمم المتحدة "محمد العتيق"، أمام مجلس الأمن الدولي، في جلسة بعنوان "الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية".
وقال "العتيق" في كلمته، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" الرسمية: إن "قرار المملكة السماح باستخدام المجال الجوي لجميع شركات الطيران، مرتبط بالتزاماتها الدولية، ولا تعني هذه الخطوة أنها مقدمة لخطوات أخرى".
وزعم أن "مواقف المملكة الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لن تتغير بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية الدولية".
وأضاف العتيق: "تجدد المملكة وقوفها بجانب الشعب الفلسطيني، وتشدد على أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط بوصفه خيارًا استراتيجيًا لإنهاء أحد أطول وأعقد الصراعات التاريخية التي شهدها العالم المعاصر".
وأعلنت هيئة الطيران المدني السعودية في 15 تموز/يوليو الجاري، فتح أجواء المملكة أمام "كافة الرحلات التجارية للناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات العبور"، في إشارة الى الطائرات الاسرائيلية.
وجاء الإعلان، الذي لم يستثنِ الكيان الصهيوني، بالتزامن مع أول زيارة يجريها الرئيس الأميركي جو بايدن للمملكة، حيث قام بأول رحلة مباشرة من "تل أبيب" في الأراضي المحتلة الى جدة.
الموقف السعودية اقترن بسيْل من الانتقادات الواسعة التي واجهتها خلال الأسبوعين الأخيرين بعد انتشار مقاطع الفيديو المتعددة عبر ووسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، لعدد من الصهاينة وحاخاماتهم يتجولون في مكة المكرمة وجبل عرفات خلال موسم الحج ما شكل تحديًا لمشاعر المسلمين في كل العالم.
وكان من أبرز الصهاينة الذين زاروا أرض الحرمين الشريفين الحاخام الصهيوني "جاكوب يتسرايل هيرتزوغ"، الذي ظهر أكثر من مرة في مقاطع فيديو تمّ نشرها عبر "تويتر" وهو يمشي الخيلاء وبحال المنتشي والمنتصر، ويستعرض بلباسه الديني التقليدي، ويقول متحديًا: "يا ابن سلمان نحن هنا الآن... هذا ما يحدث هنا... أيها العالم استيقظوا... هذا ما يحدث في هذا المكان".
وعلى غرار هذا الحاخام، عرضت القناة 13 العبرية، صورًا لمراسلها "جيل تماري"، وهو يتجوّل على جبل عرفات في موسم الحج، في حين تمنع السلطات السعودية الكثير من المسلمين من أداء فريضة الحج وتضع الشروط التعجيزية أو تحدد أعداد المسموح لهم بإداء الفريضة الإلهية.
ارسال التعليق