هل ينتهي “زواج مصلحة” السعودية الأمريكية بالطلاق قريبًا
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إنه دائمًا ما كانت العلاقة بين السعودية وواشنطن عبارة عن “زواج مصلحة” وليس زواج أخلاقي.
وذكرت الصحيفة في تقرير أن هذا الزواج مهدد بالخطر إذا استمر محمد بن سلمان بسياسته النفطية التي تهز الأسس الزلقة للعلاقة النفطية.
وأشارت إلى أنه إذا استمع الرئيس جو بايدن إلى بعض الديمقراطيين؛ فقد يكون زواج المصلحة متجهًا نحو الطلاق في النهاية.
وأكدت الصحيفة أن أي آمال بتجديد العلاقات بين المملكة وأمريكا تحطمت الأسبوع الماضي.
وأوضحت أن ذلك عندما أعلنت منظمة أوبك+ برئاسة السعودية خفض إنتاجها النفطي.
وبينت أن توقيت قرار خفض إنتاج النفط كان بمثابة ضربة كبيرة لأمريكا، وأنه جاء رغم الاعتراضات الشديدة من الدبلوماسيين الأمريكيين.
وذكرت الصحيفة واسعة الانتشار أن هذا الرأي يعبر عنه حتى عن أشد المدافعين عن السعودية.
وأشارت إلى أنه وفي واشنطن يعترفون بأن الجوهر السياسي لقرار خفض انتاج النفط هو ميل السعودية ودول الخليج الأخرى لصالح روسيا.
وبينت الصحيفة انه لذا فإنه لا يمكن لأمريكا أن تستسلم لهذا النوع من الضغط، ويجب المضي قدمًا بخطة تحديد سقف لأسعار النفط الروسي.
فيما قال مركز دراسات CSIS الأمريكي إن قرار خفض إنتاج النفط سيخلق ردة فعل عنيف كبير في واشنطن ضد أوبك، مع إعادة تقييم العلاقة الأمريكية السعودية.
وذكر المركز أن البيت الأبيض يتشاور مع الكونجرس بشأن أدوات وسلطات إضافية لتقليل سيطرة أوبك على أسعار الطاقة.
وبين أن خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا خطوة محفوفة بالمخاطر ستؤدي لارتفاع أسعاره ثم تفاقم المشاكل الاقتصادية العالمية.
وأشار المركز إلى أنه سينتج عنها تنفير الدول المستوردة للنفط، مع تدهور العلاقات الأمريكية السعودية.
وقال الباحث الأمريكي Jon Alterman إن قرار أوبك يُقرأ على أنه تحدٍ لأمريكا، لذا سيتعين على البيت الأبيض الرد لأسباب سياسية ودبلوماسية.
ورجح أن يسمح بايدن للكونجرس بأخذ زمام المبادرة في انتقاد السعودية.
ونشرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية مقالاً بعنوان: “أخيرًا بوتين وجد صديقًا حقيقيًا في السعودية”، بإشارة لخفض ولي عهدها محمد بن سلمان إنتاج النفط.
وقالت الوكالة إنه “إذا كان السعوديون يريدون علاقة قائمة على التعاملات الاقتصادية الصارمة؛ فلن تصبح العلاقة تكافلية بعد الآن”.
وأشارت إلى أنه ستتعامل أمريكا مع السعودية بشكل روتيني، وستقلل من مستوى العلاقات الدبلوماسية بشكل كبير.
وأكدت “بلومبرغ” أنه يجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يضرب السعودية في المكان الذي يؤلمها حقًا.
ونبهت إلى أن البيت الأبيض يفكر بخطواته التالية بعد خفض أوبك+ إنتاج النفط.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن إدارة بايدن تحث النواب الديمقراطيون الغاضبون في الكونجرس؛ على الانتقام من السعودية.
وذكرت أن المملكة تُعرّض الاقتصاد العالمي ومبيعاتها المستقبلية للخطر، بهدف مساعدة بوتين في تمويل حربه غير القانونية.
وقال خبير الطاقة Javier Blas إن قرار السعودية سيتحول لهزيمة ذاتية، إذ سيؤدي ارتفاع أسعار النفط لاستمرار البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة.
وأشار إلى أن ذلك سيضر بالاقتصاد العالمي، ويؤثر سلبياً في الطلب على النفط.
فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن قرار منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك+” والتي تترأسها السعودية خاطئ وقصير النظر.
ورد جان بيبر على سؤال صحفي: “هل السعودية شريك يمكن الوثوق به؟” بقولها: “من الواضح لنا الآن أن أوبك+ عبر قرارها اليوم؛ تصطف مع روسيا”.
وقال معهد CATO الأمريكي للدراسات إن السعودية ستدفع الثمن إذا تحرك أفراد العائلة المالكة نحو روسيا والصين، ما سينتج عنه غضب واسع بالولايات المتحدة.
وذكر المعهد في تقرير أن التوترات بين السعودية وأمريكا ستزداد وفي نهاية المطاف يعرف أفراد العائلة المالكة أنهم يحتاجون واشنطن أكثر بكثير مما تحتاجهم.
وأشار إلى أن السعودية والإمارات ليسا دولتين طبيعيتين، فهما حليفين سلطويين.
ونبه المعهد إلى أن الرياض حصدت تصنيف 7 من 100، مما يجعلها واحدة من أكثر عشرة دول قمعية في العالم.
وكشفت صحيفة أمريكية عن تهديد ابن سلمان بتوطيد علاقات الرياض بروسيا والصين كسبيل لمعاقبة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ارسال التعليق