8 سنوات من عُمر العدوان السعودي الوحشي على اليمن
ثماني سنوات مضت من عمر شعب اليمن، والعدوان الوحشي مستمر، ما استمر النظام السعودي في طغيانه وتجبره. أكثر من 48 ألف ضحية بينهم 18,140 شهيدًا و30,254 جريحًا، وفقا لإحصاء مركز العين الإنسانية.
ثمانية أعوام لم يتوقف خلالها النظام السعودي وأعوانه عن المكابرة، حتى في عزّ أزماته وما تلقاه من ضربات حساسة في الداخل.
وفي ما يبدو منافيا لجو ” الإيجابية” الذي خيّم على مروحة من الملفات الإقليمية في المنطقة إثر الإعلان عن الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية، إلا أن سياق الملف اليمني يعاكس مجمل الملفات تلك.
صحيح أنه تم التوصل لاتفاق تبادل للأسرى، إلا أن الأساس في وقف العمليات العسكرية لم يصبح واقعا حتى الساعة، بل عادت مؤشّرات التوتّر لتتصاعد من هذا الأخير، وعلى رأسها تجدُّد تشديد القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة، وتصاعُد القصف السعودي على القرى الحدودية، فضلاً عن اشتعال بعض الجبهات في جنوب مأرب والضالع والساحل الغربي.
وفي الوقت الذي كانت فيه سلطات مطار صنعاء تنتظر انفراجة جديدة تتيح لشركات الطيران العربية استئناف نشاطها في المطار، وتوسيع نطاق الرحلات الجوّية وخصوصاً التجارية منها منه وإليه، وجّهت السعودية إلى قيادة الخطوط الجوّية اليمنية في مدينة عدن بوقف قطْع تذاكر السفر من مكاتبها في صنعاء بشكل كلّي، الأمر الذي سيؤدّي إلى تعطيل ثلاث رحلات تجارية أسبوعياً إلى الأردن، ويجدّد بالتالي معاناة الآلاف من المرضى اليمنيين.
وبالتوازي مع ذلك، رفض فريق تفتيش السفن التابع للأمم المتحدة منْح سفينة الحاويات “لامار” ترخيصاً للدخول إلى ميناء الحديدة، وفقاً لمصادر ملاحية في “مؤسّسة موانئ البحر الأحم”.
“السعودية” تبيد اليمنيين ببطيء:
كشف مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية في تقرير له إحصائية جرائم العدوان السعودي خلال 8 أعوام.
وذكر المركز في تقريره أنّ إجمالي الشهداء والجرحى خلال 8 أعوام بلغ 48,349 بينهم 18,140 شهيدًا و30,254 جريحًا.
وأوضح أنّ إجمالي عدد الشهداء والجرحى من الأطفال بلغ 4079 شهيدًا و4,790 جريحًا، بينما بلغ عدد الشهداء والجرحى من الرجال 11,603 شهيدًا و22,476 جريحًا، فيما بلغ عدد الشهداء والجرحى من النساء 2,458 شهيدة و2,988 جريحة.
وكشف التقرير أنّه وخلال 8 أعوام من العدوان والحصار تمّ استهداف 15 مطارًا و16 ميناءً و346 محطة ومولد كهرباء، فيما تمّ استهداف 617 شبكة ومحطة اتصال و3,095 خزانًا ومحطة مياه و2,105 منشأة حكومية و7,293 طريقًا وجسرًا.
وأورد المركز أنّه تم استهداف 409 مصنعًا و390 ناقلة وقود 12,088 منشأة تجارية و466 مزرعة دجاج ومواشي و10,279 وسائل نقل و485 قارب صيد، كما تم استهداف 1,020 مخزن أغذية و427 محطة وقود و704 سوقًا و1,040 شاحنة غذاء خلال سنوات العدوان الثمان.
ورصد المركز استهداف العدوان 603,110 منزلًا و 182 منشأة جامعية و 1,714 مسجدًا و 384 منشأة سياحية و 417 مستشفى ومرفقًا صحيًا و1,265 مدرسة ومرفقًا تعليميًا 11,350 حقلًا زراعيًا و 141 منشأة رياضية و 258 موقعًا أثريًا و 61 منشأة إعلامية.
هذا وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” من أنّ ملايين الأطفال اليمنيين يواجهون مخاطر متزايدة بسبب سوء التغذية إذا لم تُخصص أموال بشكل عاجل لليمن الذي مزقته الحرب، حيث يموت طفل كل عشر دقائق.
وفي بيان، قالت “اليونيسف” إن من بين 11 مليون طفل يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في اليمن، يعاني أكثر من 540 ألف طفل دون سن الخامسة سوءَ تغذية حاد يهدد حياتهم، معلنة أن طفلًا واحدًا يموت كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنّبها.
وقالت “اليونيسيف” إنها بحاجة ماسة إلى484 مليون دولار في العام الحالي لمواصلة تدخلها في اليمن، البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية والتي دمّرته سنوات الحرب أكثر.
وحذّرت المنظمة من أنه إذا لم تصل الأموال اللازمة فإنها قد تضطر لتقليص مساعدتها الحيوية للأطفال الضعفاء.
وفي سياق متصل، كشفت الأمم المتحدة عن تفشي فيروسي الحصبة وشلل الأطفال شديدي العدوى في اليمن، نتيجة عدم تلقي اللقاح المضاد لهما.
وقالت بعثة منظمة الصحة العالمية في اليمن عبر “تويتر” “إنّ اليمن يشهد الآن تفشيًا للحصبة وشلل الأطفال”.
وأضافت أنَّ “أكثر من 80% من الأطفال الذين يعانون من الحصبة لم يتلقوا اللقاح”، وشددت الصحة العالمية على أنَّ “هناك حاجة ماسة إلى التلقيح في اليمن”.
سجون تحالف العدوان السريّة إلى ذلك، أنشأت القوات السعودية والإماراتية سجوناً سرية في عدة مدن ومناطق تقع تحت سيطرتها لاحتجاز المعتقلين المناهضين لتواجدها في اليمن، بالإضافة إلى تحويل بعض المنشآت الحيوية المدنية إلى سجون ومعتقلات بعد تعطيلها وحرمان السكان من الخدمات التي كانت تقدمها مثل إنشاؤ الإمارات لسجن في مصنع بلحاف للغاز المسال بمحافظة شبوة، وأقدمت “السعودية” على خطوة مماثلة داخل مطار الغيضة التي تسيطر عليها قواته العسكرية.
كما استخدمت عددا من الفصائل المسلحة لتنفيذ حملات اعتقال واسعة تجاه السكان وخصوصا النشطاء ممن يعارضون تواجد القوات السعودية والإمارتية في مدنهم ويناهضون سياسات إدارة شؤون مناطقهم، إلى جانب تعرض المعتقلون داخل تلك السجون لأبشع صور امتهان الكرامة الإنسانية ومورست تجاههم أسوأ وسائل التعذيب.
إنشاء القوات العسكرية السعودية والإماراتية لعدد كبير من المعتقلات والسجون السرية في (عدن ومأرب وشبوة وحضرموت والمهرة وأبين والمخا وكذلك جزيرة سقطرى) والتي يتولى ضباط وقادة عسكريين سعوديين وإماراتيين إدارتها بشكل كامل، منها ثمانية سجون ومعتقلات سرية في محافظة عدن “معتقل خور مكسر، ومعتقل معسكر الحزام الأمني في منطقة البريقة، ومعتقل بير أحمد، ومعتقل معسكر الإنشاءات، ومعتقل معسكر الإسناد والدعم، ومعتقل في منطقة البريقة، ومعتقل في قرية الظلمات بمنطقة خلف البريقة، ومعتقل معسكر العشرين في كريتر.”
وقد رصد إنشاء الإمارات لسجن في مصنع بلحاف للغاز المسال بمحافظة شبوة، وإنشاء القوات السعودية معتقلاً خاصاً في محافظة المهرة داخل مطار الغيضة التي تسيطر عليه قواتها العسكرية، بالإضافة الى إنشاء واستحداث وإدارة سجون ومعتقلات سرية أخرى في محافظة حضرموت ” كمعتقل الريان – ويقع داخل مطار الريان – ومعتقل ميناء الضبة، ومعتقل ربوة، ومعتقل القصر الجمهوري، ومعتقل غيل بن يمين، تدار عبر ما يسمى بقوات النخبة الحضرمية، وكذلك إنشاء معتقل في جزيرة سقطرى المسمى بمعتقل جزيرة سقطرى.”
وفي تقرير لمعهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان حمل عنوان “معتقلات خارح أسوار الإنسانية”، أكد نقلا عن معتقلين سابقين أن العنف الجنسي هو الأداة الأساسية التي استخدمها الضباط الإمارتيين لإلحاق العقوبة بالمعتقلين لاستخلاص “الاعترافات”.
واستند تقرير المعهد إلى ما كشفته وكالة “أسوشيتد برس” في تحقيق سابق لها عن تلك الاعتداءات الجنسية التي كانت تجري بدعم أميركي، حيث مورست في السجون أشكال مختلفة من الانتهاكات والتعذيب الوحشي.
وبالاستناد إلى ما نشرته الوكالة، فقد استشهد التقرير بالرسام الذي اعتقل بدون تهم واستطاع من تفصيل سبل التعذيب والاعتداء الجنسي الذي تعرض له من خلال رسوماته التي هُربت من سجن “بير حمد” في مدينة عدن.
رصد المعهد في تقريره الانتهاكات المرتكبة من قبل القوات السعودية والمرتزقة بحق المسافرين من وإلى المدن والمناطق التي تديرها وتسيطر عليها، وتحقق المعهد من أن الاختطاف والاعتقالات التعسفية من الطرقات طالت العشرات من المسافرين وخصوصا الوافدين أو المغادرين من محافظتي “عدن ومأرب” منهم من لا يوال رهن الاختفاء القسري ومنهم من أفرج عنه بعد فترات الاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي في السجون السعودية والإماراتية.
واستشهد بحالة الدكتور مصطفى المتوكل، المخفي قسريا منذ 27 أبريل 2017، بعد أن اعتقل في طريق عودته من سيئون إلى صنعاء عقب مشاركته الدولية في مؤتمر علمي في المغرب، حيث اقتيد إلى مكان مجهول ولم يتمكن أحد من زيارته أو الاتصال به.
وبيّن التقرير أن زوجته، إلهام المتوكل، كانت قد ذهبت لمأرب للسؤال عنه ولم تجد ما يفيدها عن مكان زوجها، إلا أن قبل مغادرتها مأرب بعد أسبوعين من البحث تلقت مكالمة هاتفية من رقم هاتف مجهول أخبرها فيها المتصل أن الدكتور مصطفى لم يعد في مأرب وأنه سلّم إلى “السعودية”.
ارسال التعليق