السلطات السعودية تمنع مرور الشاحنات القادمة من الإمارات
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، بالعديد من اللقطات التي تُظهر تكدس مئات الشاحنات في منفذ البطحاء بين السعودية والإمارات، على الجانب الإماراتي، بعد أقل من شهر على أزمة مماثلة.
وتحمل الشاحنات مواد غذائية وأدوية وإلكترونية وسيارات، ومواد استهلاكية أخرى، يحذر السائقون من أنها قد تتلف بسبب درجات الحرارة.
وقال ناشطون إن أحد السائقين توفي من جراء الظروف المأساوية التي يواجهونها، كما أن السائقين الآخرين يتضررون جوعا من جراء ذلك.
في المقابل، نشر مغردون سعوديون مقاطع فيديو قالوا إنها لعملية إحباط محاولة تهريب أكثر من 10 ملايين حبة كبتاغون قادمة من الإمارات إلى السعودية، في حين يشير ناشطون إلى وجود أزمة بين الدولتين.
واتهم سعوديون، دولة الإمارات بتهريب المخدرات والمواد السامة إلى المملكة، فيما يتم الهجوم على الرياض وتوجيه اتهام بها بأنها تعطل المصالح.
وفسر محللون ونشطاء، منع السعودية عبور الشاحنات بأنها رسالة مباشرة إلى دولة الإمارات، بالتزامن مع أحاديث متصاعدة عن توتر في العلاقات بين الجانبين.
يُشار إلى أنه في بداية مارس الماضي، شهد المنفذ تكدساً مماثلاً لمئات الشاحنات القادمة من الإمارات باتجاه المملكة، وآنذاك قالت وسائل إعلام أردنية إن التكدس جاء بعد منع السعودية مرور سائقي الشاحنات المتجهة من الإمارات إلى الأردن عبر المملكة.
وفي خضم تلك الأزمة، بعث الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد برسالة خطية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تتعلق بالعلاقات الثنائية التي تربط البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، كما قالت وسائل إعلام رسمية.
والرسالة تسلمها الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، خلال استقباله بمقر الوزارة بالرياض، اليوم، من سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة الشيخ نهيان بن سيف آل نهيان.
وتزامنت هذه الرسالة مع شائعات شابت العلاقات السعودية الإماراتية مؤخرا، إذ تحدثت مصادر عن توترها، بسبب ملفات اقتصادية وسياسية عالقة.
تجدر الإشارة إلى أنه بخلاف السنوات الماضية، لم يهنئ قادة البلدين بعضهما بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، إذ جرت العادة خلال كل رمضان أن يبعثا ببرقيات تهنئة.
وفي الفترة القليلة الماضية، تصاعدت حدة الخلافات بين الإمارات والسعودية بشأن عدة ملفات، أبرزها اليمن والنفط وغيرها، فرغم أن السعودية والإمارات لا تزالان حليفتان بشكل رسمي، إلا أنهما تباعدتا على عدة جبهات، حيث تنافستا على الاستثمار الأجنبي والنفوذ في أسواق النفط العالمية واصطدمتا في تحديد اتجاهات حرب اليمن.
واندلعت الخلافات في البداية، خلف أبواب مغلقة، لكنها بدأت تتسرب بشكل متزايد إلى العلن، ما يهدد بإعادة ترتيب التحالفات في الخليج، في وقت تحاول إيران ممارسة المزيد من النفوذ عبر المنطقة وأدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام وما تلاها من خلافات داخل منظمة أوبك.
ارسال التعليق