السلطات السعودية قايضت سيادة دول عربية مُقابل مصلحتها الخاصّة
في ظل التطورات الدبلوماسية الأخيرة في الشرق الأوسط، “تبدو السعودية أكثر شعبية في المنطقة”، بعد أن تقدمت بمبادرات لتحسين علاقاتها مع إيران وسوريا، والتي كانت متوترة لسنوات طويلة.
لكن “ذلك حصل نتيجة المصادفة السعيدة التي عاشها السعوديون، ولم يكن جراء حكمة فريدة أو بصيرة سياسية معينة” كما يقول تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.
مؤخرا، استضافت السعودية اجتماعا لمجلس التعاون الخليجي في جدة، شاركت فيه مصر والأردن والعراق، لبحث سبل دعم عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وإنهاء الأزمة السورية بحل سياسي شامل.
كما استقبلت السعودية وفدا إيرانيا للتحضير لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية بين البلدين، ووزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.
وقالت الخارجية السعودية إن هذه الخطوات تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية في سوريا، وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.
وعلى مدار العام الماضي، يقول أحدث تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن المسؤولين السعوديين والمتحدثين باسمهم كانوا يخبرون أي شخص يرغب في الاستماع لهم أن بلدهم هو مركز الاقتصاد العالمي، وقوة جيوسياسية وديناميكية، وقائدة لا ينازعها أحد في الشرق الأوسط.
كان الرد داخل مجتمع السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة بين المحللين المتخصصين بشؤون الشرق الأوسط، عبارة عن إبداء الدهشة والتململ من هذا الكلام.
من المؤكد أن السعوديين غارقون الآن في عائدات النفط وأصبحوا مصدر استثمار مهم لمجتمع الأعمال العالمي.
طوال عام 2022، شقّ قادة العالم طريقهم إلى باب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحثًا عن كل شيء بدءًا من عقود الأسلحة ومقايضات العملات إلى زيادة إنتاج النفط، لكن ذلك حصل نتيجة المصادفة السعيدة التي عاشها السعوديون، ولم يكن جراء حكمة فريدة أو بصيرة سياسية معينة، حسب ذات المصدر.
لقد كانوا في المكان المناسب في الوقت المناسب، مستفيدين من نهاية عمليات الإغلاق بعد كوفيد 19 وغزو روسيا لأوكرانيا، مما أدى إلى حدوث صدمات متتالية في أسواق الطاقة العالمية.
تقول فورين بوليسي أن التفاخر السعودي يبدو في غير محله؛ فقد سعى السعوديون غير القادرين على تخليص أنفسهم من مغامرتهم الفاسدة في اليمن، للحصول على المساعدة من طهران ثمنها لبنان وسوريا، وقد أصبح الإيرانيون الآن أحرارًا في تعزيز نفوذهم الكبير بالفعل في كلا البلدين.
الغريب أنه في ظل هذه الخلفية من الحظ والفشل، تبدو السعودية في صعود خاصة في الشرق الأوسط. وفي الواقع، إذا هناك بلد فاشل لكنه في حالة صعود في الآونة الاخيرة فهو السعودية، كما يقول التقرير.
فقد أظهر استطلاع حديث أجرته مؤسسة غالوب لأشخاص في ثلاث عشرة دولة ذات أغلبية مسلمة أن السعودية كانت أكثر شعبية من إيران. فلأتراك على سبيل المثال، وبدرجة أقل الفلسطينيون، سجلوا ميلا أكبر نحو إيران، رغم أنه حتى بين هاتين المجموعتين، كان السعوديون أكثر شعبية من الإيرانيين.
بالطبع، من الصعب عدم تصديق أن مؤسسة غالوب غير عادلة.
ارسال التعليق