حمزة الحسن: النظام السعودي يفاقم أزماته الداخلية ببحثه عن إنجاز خارجي يغطي فشله
تحدث الناشط السياسي، والمختص في الشؤون السياسية السعودية "حمزة الحسن" عن الأزمات التي تفاقمت للنظام السعودي على المستوى الداخلي والخارجي، مبينًا أن النظام يستميت لتحقيق إنجاز خارجي يغطي على الفشل الداخلي ولكن الفشل لازمه وكرس الأزمة الداخلية أكثر.
في سلسلة دوينات عبر موقع "تويتر"، لفت "الحسن" إلى قول بعض علماء السياسة، أن السياسة الخارجية لبلد ما، إنما هي انعكاس للسياسة الداخلية". موضحا أن "الفشل الداخلي يقود كثيرا إلى فشل خارجي".
وقال "الحسن" إن الفشل السياسي الخارجي لأي دولة قد يفاقم الفشل الداخلي ويفجر الأوضاع ويزيدها سوء. وقد يؤدي أحيانا إلى انفراجات، وإعادة مراجعة ومن ثم إلى حلول".
وبين أن الأزمات التي تواجهها السلطة السعودية اليوم يصعب تفكيكها بين داخلي وخارجي، فبعضها يعضد البعض الآخر. وأضاف قائلا: "ما تراه بصدق هو: فشل سعودي على كل الجبهات والصعد".
وأوضح أن " آل سعود يستميت لتحقيق منجز خارجي، يغطي على الفشل الداخلي، فتُختلق المعارك والحروب، ولكن الفشل الذي لازمها يعيد فيكرس الأزمة الداخلية مجددا".
لافتا إلى أن "الأزمة الاقتصادية مثلاً، سببها فشل داخلي في الإدارة وبسبب النهب والفساد و.. لكن لها بعد خارجي واضح: إغراق سوق النفط، تمويل الحروب والأزمات".
وتابع : "الفشل الخارجي عقد الأزمة الاقتصادية المحلية حيث شراء ولاءات الدول والمواقف والمرتزقة والسلاح، والخضوع للابتزاز الدولي، وفتح أبواب فساد جديدة".
كما دفع الفشل الخارجي الأمراء لإشعال حرب النفط وإغراق الأسواق به لإيذاء إيران والعراق وروسيا؛ ودفعهم لكبّ المال على الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند، وأبو ايفانكا! (الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب).
وأشار "الحسن" إلى أن محاولة آل سعود للظفر بنفوذ سياسي إقليمي قادها إلى حروب، فانعكست سلبا على بنية الاقتصاد وعلى خدمات الدولة وثم تحولت الدولة من ريعية إلى ضرائبية".
وقال "الحسن": كل الأموال التي صرفها الأمراء ضاعت، وآخرها أموال أبو أيفانكا. وقبلها ما أُعطي لرئيس فرنسا أولاند. والآن ماكرون غيّر السياسة بشبه كلي".
مبيناً أن رئيس فرنسا يقول أنه محايد بين السعودية وإيران؛ وهو أقرب إلى قطر منه إلى الرياض، وهو في طور إعادة العلاقات مع سوريا. كل ما أراده الأمراء تغير".
وأكد الباحث السياسي أن الملك سلمان وابنه "محمد بن سلمان ولي العهد" أمام كتلة متداخلة من المشاكل الداخلية والخارجية لا يعرفان كيف يفككانها ولا حتى من أين يبدآن بحلها. هل يبدآن بالخارج أم الداخل؟".
وأضاف قوله: "منذ سنوات كان الأمراء يضحون بحقوق المواطنين ويهملون مشاكلهم على حساب تحقيق نصر خارجي، يريدون استثماره داخليا في تعزيز شرعيتهم أو تبرير فشلهم لكنهم لم يحلوا مشكلة واحدة لا في التعليم ولا الصحة ولا البطالة ولا السكن ولا غيرها" مشيراً إلى أن "فتح حروب خارجية من أجل اصطفاف داخلي مع النظام مفعوله قصير".
وانتهى " الحسن" إلى أن "النتيجة هي أن الدولة المسعودة "السعودية" خسرت الداخل، واتسع الخرق على الراقع، وانعكس ذلك على فشلها الخارجي، وانحدرت مكانة الدولة بل تورطت أكثر وأكثر!"... "الآن في ظل هزائم سعودية متتالية في سوريا والعراق ولبنان واليمن وقطر وتقلص الأنصار وعدم الثقة بالحلفاء" متسائلا" "ماذا يمكن فعله للخروج من الأزمة؟".
ورأى " الحسن " أن "هناك إصرارا ع مواصلة ذات السياسات، وتكملة الحروب الفاشلة، وزيادة الضغط على الداخل اقتصاديا"، وقال إن "هذا ينعكس سلبا على الأمن والاستقرار وشرعية النظام".
وقال: "كل آمال السعودية هو تحقيق منجز خارجي يأتيان به للشعب لتبرير الإخفاق الداخلي. هذا لن يحدث. لا ينتظر آل سعود سوى الهزائم المتتالية!".
وأكد أن التصور الآخر الصحيح هو إغلاق ملفات التوتر الخارجي: إيقاف الصراعات مع إيران وقطر وإيقاف العدوان ع اليمن،ومن ثم الانكفاء على الداخل لحل مشاكله".
ولفت إلى أنه "حتى الآن لا مؤشرات على هذا النهج" وتابع: "المؤشرات المفترضة هي: البدء بمرحلة جديدة من الحريات وإطلاق سراح المعتقلين وتوسيع حرية التعبير والشفافية وغيرها".
واعتبر أنه "إذا لم نرَ شيئا من هذا، أو وجدنا العكس، كما هو واضح.. فنحن أمام أزمة متواصلة، بل ستتصاعد فيها الهزيمة والخسائر السياسية والأعباء الاقتصادية.. ومن يقول أن رؤية محمد بن سلمان يمكن أن تنجح ولو جزئيا مخطئ عليه أولا أن يخلق مناخا لنجاحها، وعليه أن يوقف الهدر الخارجي، ويحقق التسالم الداخلي".
موضحا أنه "لا يظهر أن الأمراء سينجحون في تحقيق أي انتصار سياسي خارجي، ولا أي انجاز داخلي ـ ولو اقتصادي خدمي. لا أفق لذلك أبداً. فشل هنا يعززه آخر هناك!".
وشدد الباحث السياسي على أن "عدم التراجع عن السياسات الخاطئة والتحلل من أعباء الأزمات المفتعلة ضد الجوار العربي والإقليمي، قد يقود لما هو أكبر من خسارة.. إلى انكسار حاد!" منوهاً أن "التراجع التدريجي فات زمانه! كلما زاد التأخير، صار التراجع السريع ملحا أكثر"، وأضاف: "هانحن نرى سحبا داكنة لا تمنح آل سعود المساحة الزمنية للمناورة!".
ارسال التعليق