حدث وتحليل
التجنيد الإجباري في الامارات.. والمعاناة في اليمن
[من الصحافة]
أعلنت الإمارات عن زيادة فترة التجنيد الإجباري في صفوف قواتها المسلحة من 12 شهرا الى 16، وذلك بعد اكثر من 3 سنوات من مشاركتها بالعدوان الذي تقوده السعودية بدعم اميركي واسرائيلي على اليمن، وهذه الزيادة هي الثانية لفترة التجنيد الاجباري في الامارات منذ إقرار قانون الخدمة الإلزامية في البلاد عام 2014، فقد سبق لأبو ظبي ان رفعت المدة في مارس/آذار 2016 المدة من 9 أشهر إلى 12 قبل أن تعلن اليوم زيادتها مجددا إلى 16 شهرا.
والأكيد ان الزيادة لمدة التجنيد ترتبط بشكل كبير بالعدوان على اليمن ولا تنفك عن المجريات الحاصلة هناك والخسائر التي تتكدبها قوى العدوان ومن ضمنها الامارات، فالاخيرة رفعت في المرة الاولى فترة التجنيد بعد عام واحد تقريبا على بدء العدوان واليوم عادت لتكرر المسألة، حيث يسري القرار على الاماراتيين الذكور من حملة شهادة الثاني عشر(الثانوية العامة) الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما من ذوي اللياقة الطبية مع إقرار عقوبة السجن مدة لا تزيد على عام والغرامة لمن يتخلف طوعا عن الخدمة.
خسائر متزايدة في اليمن.. وتراجع السقف السياسي للامارات
واللافت ان القرار الاماراتي يتزامن مع العمليات التي أطلقتها قوى العدوان لعملية الساحل الغربي في اليمن وبالتحديد على محافظة الحديدة الاستراتيجية، وقد أكدت المصادر المختلفة ان خسائر العدوان تتزايد في هذه العمليات من دون القدرة على تحقيق المطلوب منها على الرغم من الحشد العسكري والسياسي والاعلامي الكبير لها ودخول قوات غربية(أميركية وبريطانية وفرنسية) بشكل مباشر في هذه المعارك، وبالرغم من وضع الامارات بثقلها في هذه العمليات لتحقيق انجاز ما في معركة الحديدة لاستثماره سياسيا وفرض ما تريد من خلال التفاوض بوجه حركة انصار الله والجيش اليمني(بحسب ما اعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية انور قرقاش عند الاعلان رسميا عن بدء العمليات)، إلا ان الامارات تحاول إخفاء فشلها الكبير في هذه المعركة كما في عموم اليمن، وبالسياق فقد أعلنت انها ستعلق عملياتها العسكرية مؤقتا هناك "دعما لجهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي"، وهذا التراجع الاماراتي من ضرورة تغيير الواقع عسكريا وفرض ظروف معينة بالميدان هو تاكيد على انكسار المخطط الذي أعد للحديدة ودليل واضح على تسجيل اليمنيين انتصارا جديدا بمواجهة قوى العدوان وكل الامكانات التي تمتلكها.
وقد تغير اسلوب وكلام قرقاش بعد فترة من انطلاق عملية الحديدة حيث قال "نرحب بالجهود المستمرة لمبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن جريفيث للتوصل إلى انسحاب غير مشروط للحوثيين من مدينة وميناء الحديدة"، وتابع "أوقفنا مؤقتا حملتنا للسماح لهذا الخيار بأن يأخذ وقتا كافيا للدراسة بصورة كاملة"، علما ان الوقائع الميدانية لا تعطي قوى العدوان بمن فيهم الامارات أي حظوظ لفرض ما يريدون لان من يفرض هو من يحسم الامور بالميدان، وبالتالي العاجز عن ذلك سيضطر لانتظار الحلول التي تعمل عليها الامم المتحدة وغيرها من المنظمات التي مرجعيتها دائما الادارة الاميركية ومن معها من الادارات الغربية والانظمة الخليجية، وبالتالي فالامارات والسعودية ومن معهما سيحاولون بالسياسة والمفاوضات الحصول عما عجزوا عن تحقيقه بالميدان والحرب وذلك بعد فشلهم الذريع بفرض ما يريدون، ولذلك سمعنا خلال الأيام الماضية التكاذب السياسي والاعلامي الاماراتي والسعودي عن حقوق الانسان في اليمن والحديث عن الحاجات الانسانية في اليمن على الرغم من كل الانتهاكات التي ارتكبوها هناك.
النظام الخادم.. وشراء الذمم
وفي نفس الاطار، لفت قائد انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في بيان له السبت 7-7-2018 الى ان النظام الاماراتي هو "خادم مجرم ووضيع لامريكا" يقوم "بجلب المعتدين الغزاة لتنفيذ مهمته القذرة الإجرامية في الاعتداء على المدن والقرى في تهامة اليمن"، ونوه بتصدي الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية وأحرار القبائل للعدو وتدمير قوته التي أتى بها سعيا لاحتلال مناطق الساحل الغربي، واشار السيد الحوثي الى ان "مبادرة المبعوث الأممي تفضح بشكل كامل ذرائعه الواهية وغير المحقّة أنه إنما يسعى برعاية وإشراف أمريكي وبريطاني لتحقيق الرغبات والآمال الصهيونية والأمريكية تجاه البحر الأحمر وموانئه وساحله وبهدف السعي أيضاً لإلحاق المزيد من الضرر والحصار لشعبنا العزيز".
هذا ويواصل النظام الاماراتي وقوى العداون بجلب المزيد من المرتزقة المأجورين من مختلف الجنسيات لا سيما الافريقية منها بهدف الاعتداء على الشعب اليمني، وبسياق متصل استقبل ولي عهد أبو ظبي مؤخرا الرئيس الاريتري إسياس أفورقي لبحث العلاقات المشتركة، علما ان الإمارات تدير قاعدة عسكرية في اريتريا وتستخدمها في حملتها في الحرب على اليمن، ناهيك ان الامارات استخدمت نفوذها المالي والسياسي لشراء ذمم الكثير من القيادات اليمنية في الجنوب كما استمالت الكثير من زعماء الجماعات الارهابية التابعة للقاعدة وداعش بهدف مواجهة ابناء الشعب اليمني والحكومة الشرعية فيها، وعملت ابو ظبي على استغلال الاوضاع الحياتية والمعيشية والانسانية القاسية لليمنيين للحصول على ولاء مزيف لها تستخدمه في لعبة الاعلام للقول امام الرأي العام العالمي ان لها من يؤيدها في الداخل اليمني، ومع كل ذلك لم تستطيع ابو ظبي ومن معها في الرياض من إنهاء المعاناة التي يغرقون بها في المستنقع اليمني.
ارسال التعليق