بعد خروج حامي مؤخرته من البيت الأبيض...بن سلمان خائف وقلق من مجهول بايدن!!
[عبد العزيز المكي]
منذ خروج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من البيت الأبيض الأمريكي ومجئ بايدن مكانه تواترت تعليقات وتحليلات بعض المحللين الغربيين الأمريكيون والبريطانيون منهم خاصة، وكذلك تعليقات الصحف¬الغربية، وتواترت أيضاً تحذيرات تلك الأوساط بالإضافة إلى أوساط سياسية أمريكية، لبن سلمان.. تواترت هذه التعليقات والتحذيرات منذرة بن سلمان بأن مستقبلة بات مهدداً، أو انه بات يتهدده الغموض، بعد ذهاب ترامب الذي قال انه هو الذي حمى مؤخرة بن سلمان!! من مشاريع العقاب والابتزاز التي يطالب الكونغرس الأمريكي، خصوصاً مجلس¬النواب ذو الأكثرية الديمقراطية طيلة الفترة السابقة، ترامب بها من أجل معاقبة بن سلمان على جريمته بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وجرائم أخرى. وما شجع على أثارة هذه الأجواء، باثارة جريمة قتل خاشقجي مجدداً هو ما وعد به جوزيف بايدن خلال حملته الانتخابية من أنه اذا فاز في الانتخابات الرئاسية سوف يعيد تقييم العلاقات مع السعودية وسيعمل أيضاً على إنهاء الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها المملكة السعودية على اليمن..
ورغم أن البعض ينظر إلى وعود بايدن، بأنها مجرد وعوداً انتخابية بإمكان بن سلمان تجاوزها أو تخطيها بشكل وبآخر، إلا أن المشكلة، أن الوعود بمعاقبة بن سلمان لا تقتصر على بايدن نفسه، بل هذه الوعود تواترت كما قلنا بعد مجيئة وتحول بعضها إلى خطوات يمكن أن تترك أثرها البيّن في زرع الأشواك والمعوقات في طريق طموحات بن سلمان في الوصول إلى عرش المملكة، الأمر الذي ضاعف من قلق وخوف بن سلمان من جهة، ومن جهة أخرى دفع الأوساط الإعلامية المشار إليها إطلاق التحذيرات لبن سلمان منذرة بمستقبل سيء له في ظل إدارة بايدن الجديدة...
من تلك المطالبات بمعاقبة بن سلمان، وبضرورة دفع النظام السعودي الى تصحيح سياساته نذكر ما يلي:-
1- صادق مجلس الشيوخ الأمريكي في 20/1/2021 على تعيين المسؤولة السابقة في السي آي إيه أفريل هاتيز مديرة لاجهزة الاستخبارات الوطنية في أمريكا لتصبح اول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة ترأس أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة البالغ عددها 18 جهازاً.. وتكمن خطورة هذه المصادقة على مستقبل بن سلمان، في أن هاتير كانت قد صرحت قبل يوم من المصادقة على توليها تلك المسؤولية بأنها ستسلم تقرير الأجهزة المخابراتية عن المسؤول الحقيقي عن مقتل جمال خاشقجي إلى الكونغرس، وكان ترامب قد منع من تسليم هذا التقرير الذي قيل انه يحمل بن سلمان المسؤولية عن جريمة قتل خاشقجي، إلى الكونغرس في حينها سأل السيناتور الأمريكي، رون وايدن، هانيز، إذا كانت ستوافق على رفع السرية عن ملف التحقيق في القتل الوحشي لجمال خاشقجي، لترد هانيز (نعم بالتأكيد وفقا للقانون) وغرد وايدن بعد هذا التصريح ،بأن تعهد هانيز جاء بعد " سنتين من القتال" من أجل الشفافية ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة، في اشارة الى ضغوط الكونغرس على ترامب من أجل معاقبة المسؤولين الحقيقيين عن جريمة قتل خاشقجي، أي بن سلمان ومقربيه من مستشارية وأعوانه. أكثر من ذلك، أن المسؤولة المخابراتية الجديدة أوضحت، أي هانيز، قائلة: " يجب ألا نتردد في قول الحقيقة للسلطة وان كان ذلك صعباً وغير مناسب في بعض الأحيان".
هذا وقد أثارت تصريحات هانيز المسؤولة المخضرمة في عالم الاستخبارات، اذ كانت نائبة مدير وكالة الاستخبارات المركزية ( السي آي اي)، ونائبة مستشار الأمن القومي في إدارة أوباما.. أثارت هذه التصريحات دعماً لها من الأطراف المؤيدة والداعمة للكشف عن التقرير، إذ يقول بروس ريدل، المحلل السابق في السي آي إيه والمدير في معهد بروكنيز، لصحيفة الغارديان البريطانية، إنها طريقة مفيدة لوضع مسألة المساءلة عن مقتل خاشقجي على الملأ في وقت مبكر من الإدارة الجديدة.. من جهتها أغنيس كالامارد مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعينة بعمليات القتل خارج نطاق القانون، رحبت بهذه التطورات، معربة عن أملها في ظهور حقيقة وهوية القاتل الحقيقي لجمال خاشقجي..
صحيفة الغارديان البريطانية المشار إليها، قالت إن الكشف عن هذا التقرير الذي أعده المجمع المخابراتي الأمريكي عن جريمة قتل خاشقجي، يعني إدانة بن سلمان بصورة مباشرة مما يترتب على ذلك الكثير من التداعيات على مستقبل بن سلمان، وعلى العلاقات السعودية- الأمريكية، يشار إلى انه في شباط عام 2020 قدم مكتب مدير الأمن الوطني تقريراً للكونغرس الأمريكي عن جريمة قتل خاشقجي والذي احتوى كما قيل على نتائج السي آي ايه حول الدور المحوري الذي لعبه محمد بن سلمان في الجريمة، لكن مكتب مدير الأمن الوطني، رفض صلاحية المشرعين التي تقضي بالحصول على تقرير غير سري بذريعة أن هذا سيعرض مصادر وأساليب جمع المعلومات للخطر..
2- الى جانب ما تقوم فأن أوساطاً سياسية وإعلامية أمريكية وجدت في مجيء إدارة بايدن فرصة مواتية لتجديد دعواتها ومطالباتها بمعاقبة السعودية على تلك الجريمة وجرائم اخرى كما قلنا، ففي هذا السياق روجت المرشحة السابقة لمنصب الرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، لفيلم " المنشق" الذي يروي تفاصيل مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، قبل عامين، موجهة أصابع الاتهام للنظام السعودي بالمسؤولية عن مقتلة وقالت كلينتون في تغريدة في 12/1/2021 " أن الحكومة السعودية هي المسؤولة عن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، موجهة نصيحة لمتابعيها بمشاهدة فيلم ( المنشق) الذي يروي تفاصيل اغتيال خاشقجي ويسلط الضوء على دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في القضية ". وبالإضافة إلى مطالبة كلينتون بتحميل النظام السعودي المسؤولية عن مقتل خاشقجي، فأن سيطرة الديمقراطيين على مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأمريكي، بعد تراجع الجمهوريين في جورجيا في الانتخابات الأخيرة، هي خبر غير سار لبن سلمان بحسب( موقع ميدل ايست آي) البريطاني، والأكثر من ذلك أن الموقع البريطاني أشار إلى أن السناتور بوب مينينديز الديمقراطي من نيوجرسي، وهو معارض لمبيعات الأسلحة إلى بعض دول الخليج وناقد صريح للسعودية سيصبح رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وكان مينينديز أحد المشاركين الثلاثة في تقديم مشروع قرار لمنع بيع أسلحة بقيمة 23 مليار دولار إلى الإمارات، ولكن مشروع القانون فشل بمجلس الشيوخ بفارق ضئيل من الأصوات. ورأى الموقع البريطاني انه من المتوقع أن يكون للسيناتور رأى أكبر في مسائل السياسة الخارجية. والى جانب مبيعات الأسلحة، انخرط مينينديز في جهود تشريعية لتوبيخ السعودية وفي عام 2019 كان هذا السيناتور الراعي الرئيسي لقانون المساءلة بشأن السعودية واليمن، الذي دعا إلى فرض عقوبات على المسؤولين في المملكة بسبب الحرب على اليمن وقتل جمال خاشقجي.. كما دعا إلى مشروع القانون الذي لم يتم التصويت عليه في المجلس، إلى حجب الأصول وإلغاء التأشيرات عن أي من أفراد العائلة السعودية أو أي مسؤول متورط في الأمر أو التحكم أو توجيه أي فعل أو عمل ساهم في قتل خاشقجي..و انتقد مينينديز إدارة ترامب لأنها رفضت تحميل العديد من المسؤولين السعوديين مسؤولية مقتل خاشقجي. وبخلاصة كان هذا السيناتور فعالاً في جهود الكونغرس لإنهاء الدعم الأمريكي للسعودية، ولذلك فأنه سيجد الفرصة مواتية له في تمرير ومضاعفة الضغوط وبذل الجهود في الإطار المشار اليه، أي ضد النظام السعودي وضد بن سلمان تحديداً. وما يزيد من خطورة هذا السيناتور هو انه من المؤيدين جداً للكيان الصهيوني، ولذلك فأن بن سلمان لا يمكنه التأثير عليه من خلال التوسل بالمسؤولين الصهاينة، لأن هؤلاء أعلنوا أنهم ليس بمقدورهم الضغط على صديق مقرب جداً لهم، واحتمال إزعاجه من أجل بن سلمان.
3- طالب رئيس مجلس الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي" آدم شيف"،مدير الاستخبارات الوطنية رفع السرية عن تقرير حول مقتل خاشقجي. وكما أشرنا فأن مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز وعدت بالكشف عن هذا التقرير، الذي كما مر بنا، يحمل بن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي، واللافت أن هذه المطالبات والوعود بالكشف عن التقرير السري الخاص بمقتل خاشقجي، تزامنت بمطالبة بعض الأوساط الإعلامية الأمريكية، فعلى سبيل المثال أكد تقرير لمجلة " فورين بوليسي" أو مجلة السياسية الخارجية على ضرورة أن يقدم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن على الكشف عن تقرير جهاز المخابرات الأمريكية السي آي إيه بشأن مقتل خاشقجي. وقالت المجلة في تقريرها الذي نشرت ترجمته بعض المواقع العربية في 19/1/2021، أن ترامب وفر الحماية لبن سلمان على الرغم من أن النتيجة التي توصلت إليها الاستخبارات الأمريكية بأنه هو الذي أمر بقتل خاشقجي. ووفقاً لتقرير المجلة المذكورة، فأن بايدن إذا نشر التقرير بعد دخوله البيت الأبيض، سيكون ذلك بمثابة وفاء بعهد قطعه على نفسه أثناء الحملة الانتخابية، وهو محاسبة قتلة خاشقجي، الذي كان يقيم في أمريكا.. واشار التقرير إلى أن إدارة بايدن لو لم تتحرك طوعاً فستجبرها المحكمة على عمل هذا وانتقد التقرير إدارة ترامب لحمايتها بن سلمان محذراً الإدارة الجديد من أن عدم الوفاء بعهودها الانتخابية في كشف التقرير الآنف الخاص بمقتل خاشقجي سيشجع ديكتاتوريين آخرين أمثال بن سلمان على تصفية معارضين مقيمين في الولايات المتحدة، لأنهم مطمئنين لحماية أمريكا لهم من الملاحقات القانونية، ورفض التقرير مزاعم الإدارة الأمريكية بأن الكشف عن سرية التقرير يضر بالأمن القومي الأمريكي، وقال التقرير " أن حماية اعتبارات الأمن القومي، بما في ذلك أمن المقيمين في الولايات المتحدة الذين استهدفتهم قوى أجنبية، تلعب في صالح الكشف عن هوية قتلة خاشقجي، لأن إخفاء الأدلة التي تكشف عن دور محمد بن سلمان والنظام السعودي في قتل شخص مقيم في الولايات المتحدة، سيشجع بقية الديكتاتوريين على الاعتقاد أن أمريكا ستتستر عليهم". وبعد أن أشار التقرير إلى أن حماية الحكومة الأمريكية للقتلة ستكون شريكة في جرائمهم، استطرد قائلاً: " لا تعفي المزاعم الصريحة بشأن حماية الأمن القومي الحكومة الأمريكية من واجب الكشف عن المعلومات من أجل الصالح العام، وهو أمر يوافق عليه القضاة الفيدراليون، ففي 8 كانون الأول 2020 أمر القاضي بول إنغلماير، وكالة سي آي ايه، ومكتب مدير مجلس الامن القومي بكشف وشرح الاسس الداعية لعدم نشر تسجيل قتل جمال خاشقجي وتقرير سي آي أيه المتعلق بالموضوع". وخلص التقرير إلى القول: " في النهاية سيقول القضاء الأمريكي قوله لو حاول الفرع التنفيذي إخفاء المعلومات عن الأمريكيين بناءاً على مزاعم الأمن القومي. مع أن الكونغرس يقول أنها في المصلحة العامة".
4- طلب أحد مساعدي، وفقاً لما نشرته صحيفة الرأي اليوم في 24/1/2021، بلينكن مؤخراً من السفارة الأمريكية في الرياض تزويده بكل الحيثيات المتعلقة بالمحكمتين الشرعية والجزائية اللتين أجريتا في إطار السعي لمعاقبة ومحاكمة المتورطين السعوديين في اغتيال خاشقجي. وبحسب صحيفة رأي اليوم فأن " ذلك الطلب يعني الكثير، واقل هذا الكثير هو أن وزارة الخارجية وفي القسم المختص بالعلاقات مع دول الخليج تحديداً بصدد إعداد تقرير مفصل عن مستجدات مسألة خاشقجي فالطاقم الذي سيعد تقريراً سيرفع للبيت الأبيض يسعى اليوم للتوثق من كيفية تحرك النيابة العامة السعودية والأخرى المدنية قبل تكييف الاتهامات لمجموعة موظفين سعوديين حوكم بعضهم فعلياً وتقرر الإعدام أو السجن لفترات طويلة".
و كل ذلك، بالإضافة إلى ما تناقلته بعض الأوساط الإعلامية عن عزم بلدية واشنطن تسمية زقاق قرب السفارة السعودية بواشنطن باسم خاشقجي، يؤشر إلى ما يلي:-
1- إن الإدارة الأمريكية وضعت محمد بن سلمان تحديداً، بشكل خاص والنظام السعودي بشكل عام في مرمى أهدافها، على الأقل محاولة منها لامتصاص واحتواء زخم الضغوط من الكونغرس من بعض سيناتورات مجلس الشيوخ والنواب على الإدارة الأمريكية الداعية إلى معاقبة قتلة خاشقجي ومعاقبة السعودية على رعايتها للإرهاب في أمريكا والمنطقة، وكما اشرنا فأن هذه الضغوط باتت كبيرة من الصعب على بايدن تجاوزها، بعد أن وعد أصحابها بحملته الانتخابية الاستجابة لمطالبهم والعمل على إعادة تقييم علاقات أمريكا مع مملكة آل سعود..فهذه الضغوط التي وجدت في رحيل ترامب الذي كان لجمها، فرصة لانطلاقها بزخم مضاعف في الاتجاه المشار إليه.
2- إن مجرد التلويح بإثارة ملف مقتل خاشقجي يعني أن الإدارة الأمريكية الجديدة بدأت بزرع الأشواك ووضع العقبات الكأداء أمام وصول بن سلمان إلى سدة عرش المملكة، مما يتطلب جهداً مضافاً من جانب السعوديين لاقتلاع تلك الأشواك أمام قاطرة بن سلمان للوصول الى العرش.
3- و قد يكون هذا الزخم من الاثارات والتحريض ضد بن سلمان خاصة والسعودية عامة و جزء منه يأتي في سياق التعبير والغضب من جانب الحزب الديمقراطي من سياسات بن سلمان، سيما ما يتعلق منها برهان بن سلمان على ترامب والاصطفاف معه في كل سياساته الخارجية والداخلية، خصوصاً الأخيرة التي أوجدت شرخاً كبيراً في تماسك المجتمع الأمريكي ينذر بتفكك القوة العظمى وانهيارها، إذ لازال خطر هذا الشرخ ماثلاً حتى الآن، وبن سلمان ساهم مساهمة فعالة من خلال الدعم المالي لترامب وإدارته وميليشياته في إيجاد هذا الشرخ، وإذا صح هذا الأمر فأنه يعني الكثير لبن سلمان الذي وضع كل بيضاته في سلة ترامب المهزوم..
4- أو قد يكون الأمر أخطر من ذلك بالنسبة لبن سلمان، وهو مسألة من يتولى العرش، وقد سبق أن اشرنا في مقالاتنا السابقة الى ان المؤسسات الأمريكية الحاكمة منقسمة على نفسها في مسألة من يتولى عرش المملكة بعد موت الملك سلمان، فالسي آي ايه كما قلنا بالاضافة الى كثير من الاوساط السياسية في الحزب الديمقراطي تؤيد مجئ محمد بن نايف، وعلى خلفية هذا التأييد زج به بن سلمان في السجن، أما الرئيس السابق ومعه جمع من رموز ومؤسسات الحزب الجمهوري فتؤيد بن سلمان، وبرحيل ترامب وتراجع الحزب الجمهوري، فأن كفة الجناح الآخر قد ازدادت زخماً وضغطاً كبيرين في اتجاه إيجاد المبررات لأزاحة بن سلمان، ولعل تجميد الادارة الجديدة صفقات التسليح الامريكية مع السعودية والامارات، الخطوة الاولية في هذا الطريق.. وما يرجح هذا التوجه هو ان موقع " سبي توك" الامريكي المتخصص بشؤون الاستخبارات، نشر تقريراً،لـ(جوناثان برودر) مراسل الدفاع والشؤون الخارجية، قال فيه ان خبراء السي آي أي يعملون حالياً على تقييم خيارات الرئيس الجديد جو بايدن في التعامل مع السعودية. واعتبر الكاتب ان التعامل مع تورط ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان يشكل المعضلة الرئيسية أمام بايدن في صياغة علاقة إدارته مع الرياض. مشيراً الى خيارات التخلص من بن سلمان، والتي قال أنها صعبة ومستبعدة التحقق مثل الانقلاب أو اقناع الملك سلمان بابعاد نجله وما الى ذلك. واختتم الكاتب تقريره بخلاصة ان الولايات المتحدة قد تحتضن أي قوة تتمكن من تحقيق انقلاب ناجح!!
و لتفادي هذه التحديات، أمام بن سلمان خياران احلاهما مر، فإما ان يفتح خزائنه لبايدن كما فتحها لترامب، حيث لايستبعد ان تكون كل هذه الاثارات تأتي في إطار استمرار ومواصلة حلب البقرة السعودية...و اما أن يلجأ للصهاينة، حلفاؤه والقريبون على قلبه، وهؤلاء مثلهم مثل ترامب وبايدن يتفنون في ابتزاز وحلب بن سلمان فيما يبقى تأثيرهم على الادارة الجديدة لصالح النظام السعودي محدوداً مقارنة بتأثيرهم على الادارة الترامبية السابقة، هذا فضلاً على ذهابهم الى هذا الخيار سوف يكلفهم الكثير وقد يؤدي الى الاطاحة بعرشهم.
عبدالعزيز المكي
ارسال التعليق