بعد ضم ترامب العدو الصهيوني إلى (( السينتكوم))...دول الخليج العربية تحت سطوة الصهاينة!!
[عبد العزيز المكي]
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية يوم 15/1/2021، ضم الكيان الصهيوني إلى منطقة عمليات القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية(( سينتكوم)) المسؤولة عن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، جاء ذلك في بيان للبنتاغون قال فيه انه تم إدخال تعديلات على خطة القيادة الموحدة، منها نقل ((إسرائيل)) من منطقة عمليات القيادة الأوربية للقوات الأمريكية إلى منطقة عمليات القيادة المركزية...
وأشار البيان إلى أن: " الانفراج بين اسرائيل وجيرانها العرب في أعقاب اتفاقات أبراهام، وفر فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لتوحيد الشركاء الأساسيين في مواجهة الأخطار المشتركة في الشرق الأوسط" على حد ما جاء في البيان، الذي أضاف: أن: " إسرائيل" شريك استراتيجي رائد بالنسبة للولايات المتحدة وهذا سوف يوفر فرصة إضافية للتعاون بين شركاء القيادة المركزية.." بحسب ما جاء في البيان. ووفقاً لما ذكرته صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية فأن هذه الخطوة تعني أن القيادة المركزية الأمريكية ستشرف على السياسة العسكرية التي تشمل الكيان الصهيوني والدول العربية في خروج عن التقاليد والأنظمة التي دامت عقوداً لهيكل القيادة العسكرية الأمريكية الذي تم إنشاؤه بالشكل الحالي، بسبب الحرب بين العدو وبعض العرب.
وذكرت الصحيفة الأمريكية المشار إليها، أن هذا القرار يستهدف إعادة تنظيم في اللحظة الأخيرة، لهيكل الدفاع الأمريكي، بالشكل الذي دعت اليه الجماعات الموالية للكيان الصهيوني في أمريكا وفي خارجها، منذ فترة طويلة لتشجيع التعاون ضد إيران!! وأضافت صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية القول انه " وفي أعقاب اتفاقات "ابراهام" التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والإمارات والبحرين كثفت الجماعات الموالية"لإسرائيل" من مساعيها لتحمل القيادة المركزية مسؤولية العمليات العسكرية والتخطيط لتعزيز تعاون اكبر بين "إسرائيل" وجيرانها العرب" بحسب الصحيفة. وبهذه الخطوة أو القرار سيكون العدو الصهيوني الجهة الواحد والعشرين في منطقة عمليات القيادة المركزية التي تتولى الدور الأكبر في العمليات في العراق وسوريا وأفغانستان والخليج!
يشار إلى أن رئيس منظمة الدفاع الصاروخي في الكيان الغاصب موشييه باتيل كان قد صرح في ديسمبر الماضي بأن: " تل أبيب منفتحة على فكرة الانخراط في تعاون عسكري مستقبلي مع حلفائها في الخليج، لمواجهة_ ما أسماه نفوذ إيران المتنامي في المنطقة_ والمساعدة في استقرار الشرق الأوسط" على حد زعمه. وأضاف باتيل بعد أن استعرض مزاعمه حول الفوائد من هذا التعاون العسكري بين الكيان الصهيوني والدول الخليجية الحليفة له، أن الولايات المتحدة وهذا الكيان بصدد دراسة وبحث هذا الموضوع، ما يعني أن تلك المداولات والنقاشات انتهت إلى هذا القرار بضم العدو إلى القيادة المركزية الأمريكية!!
و كما أشار بيان وزارة الدفاع الأمريكية " البتاغون" الذي أشرنا الى بعض ما جاء فيه بصدد خطوة ضم العدو الى القيادة المركزية الأمريكية.. وكما اشارت صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية أيضاً، فأن هذه الخطوة جاءت كتطور طبيعي وحتمي لمظاهرة الهرولة المتسارعة لعدد من الأنظمة العربية نحو أحضان العدو الصهيوني ، والتي تمخضت عن اتفاقات التطبيع بين العدو والإمارات وبينه والبحرين ومن ثم السودان والمغرب، فيما تضاعفت آفاق التعاون الصهيوني العسكري والأمني وحتى الاقتصادي والثقافي بين العدو والنظام السعودي ولكن تحت الطاولة إذ لم يتخذ لحد الآن النظام السعودي القرار بالإعلان عن ذلك رسمياً، لكنه لا ينفي ما يتحدث عنه الصهاينة واعلامهم والإعلام الغربي عن هذا التطور السري في العلاقات بين الطرفين على الصعد المذكورة وغيرها! وأرجح بل اعتقد أن الأمارات، أو بالأحرى النظام الإماراتي من بين الذين طالبوا إدارة ترامب باتخاذ هذه الخطوة بدليل تسارع اندفاعة هذا النظام نحو تعزيز وتوسيع آفاق التعاون العسكري والأمني والاقتصادي مع الكيان الصهيوني، فالنظام الإماراتي ألغى حتى تأشيرات الدخول وأعفى الصهاينة منها وبات هؤلاء يدخلون بالآلاف إلى الإمارات بحجة السياحة، ونهبوا كل ما هو موجود في فنادق الأمارات حتى المناديل لدرجة أنه حتى الإعلام الصهيوني تحدث عن هذه الظاهرة، كما أن النظام الإماراتي منح العدو موطئ قدم في جزيرة سقطري اليمنية التي تقبع الآن تحت الاحتلال السعودي- الإماراتي، وتحدث الإعلام الصهيوني نفسه عن أن العدو أنشأ إلى جانب أميركا قاعدة عسكرية في هذه الجزيرة، وقام بنقل قوات وطائرات وسفن بحرية للتمركز في هذه القاعدة، ذلك فضلا عن التمركز الصهيوني العسكري في المناطق الجنوبية لليمن إلى جانب القوات الإماراتية التي تسيطر على تلك المناطق، أكثر من ذلك أن الإعلام الصهيوني كان قد كشف عن أن الإمارات دفعت ببعض مرتزقتها في المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الارتباط بالعدو الصهيوني والتعامل معه، والذي يفسر ويؤكد ذلك إعلان بعضهم استعدادهم للتطبيع مع العدو الصهيوني أن سيطر المجلس الجنوبي وأقام دولته في القسم الجنوبي، وهو ما رحب به الكيان الصهيوني في وقته!!
وإلى ذلك تحدث الإعلام الصهيوني قبل عدة أيام وتحديداً في 15/1/2021 عن مناورات جوية صهيونية إماراتية في البحر الأبيض المتوسط واليونان، وقالت صحيفة معاريف أن المناورات ستشارك فيها طائرات إماراتية وإسرائيلية بشكل مكشوف وعلني.. وأضافت الصحيفة أن هذه المناورة ستجري دون قيود وسيتم الجمع بين الطيارين " الإسرائيليين" والإماراتيين ولن يكون هناك فصل في المهام خلال المناورة!!
هذا أولاً: وثانياً: إن هذه الخطوة جاءت لتحقيق طموح أميركا والعدو الصهيوني أيضاً، في جعل الأخير قائداً مباشراً لدول الخليج العربية، بديلاً عن قيادة الولايات المتحدة، لأن الأخيرة في حالة تراجع وانحسار عن المنطقة بسبب ضعفها وأزماتها الاقتصادية، والسياسية وانقساماتها الداخلية، وتراجع اعتمادها على النفط الخليجي بعد اكتشاف النفط الصخري وزيادة إنتاجه في الولايات المتحدة...
وللإشارة فأن كلا من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، كانا يمهدان لهذا الأمر، فرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مراراً وتكراراً صرح بأن ثمة تعاون عسكري وأمني جار على قدم وساق مع الأنظمة العربية الخليجية أو مع بعضها خصوصاً السعودية والإمارات، كما دعا مراراً وتكراراً لإقامة حلف عسكري يضم تلك الدول وأمريكا والكيان الغاصب، بل ذهب بعض المعلقين الصهاينة إلى أن الأمور بعد موجة التطبيع الأخيرة تسير نحو تشكيل هذا الحلف، وهذا ما ذهب إليه أيضاً بعض الخبراء العسكريين العرب وبعض المحللين أيضاً توقعوا أن الأمور تجري بهذا الاتجاه في ظل تسارع الهرولة ودعوات العدو المتكررة لإقامة مثل هذا الحلف، ففي هذا السياق قال الخبير الاستراتيجي الأردني اللواء فايز الدويري.." أن القرار الأمريكي محاولة لإدماج إسرائيل" في المنطقة في الأبعاد الاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية وهذه الخطوة نضعها في سياقها الاستراتيجي من خلال الممارسات العسكرية التي ستتم مستقبلاً بدءاً من التدريبات المشتركة إلى المخصصات المالية إلى ما يسمى بمكافحة الإرهاب وهذا سيكون له انعكاسات على الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية..".. من جانبه قال محمد الشرقاوي أستاذ النزاعات الدولية " إن ترامب استجاب لمبادرة من المعهد اليهودي لدراسات الأمن القومي الأمريكي وهناك إرهاصات مسبقة كالتطبيع بين الدول العربية و"إسرائيل"..و أضاف الشرقاوي قائلا: " أن الشراكة الإسرائيلية الأمريكية كانت تعمل على أن تجد " إسرائيل" مكانها في القيادة الوسطى وان تصبح اكبر منسق مع واشنطن من خلال التعامل مع العواصم العربية وان مشاريع التطبيع ساعدت اللوبي اليهودي على إقناع البيت الأبيض.." مؤكداً إن التعاون العسكري والتنسيق مع واشنطن يمر عبر تل أبيب فلم يعد هناك ثنائية عربية أمريكية بل أن هناك مثلث وهذا ما يرغب به نتنياهو بحيث يصبح الكيان الصهيوني حاضراً في كل العلاقات العربية الأمريكية! ويذهب إلى هذه الآراء أيضاً، الخبير العسكري المصري، اللواء ثامر الشهاوي، ضابط المخابرات الحربية المصرية وعضو البرلمان ولجنة الدفاع والأمن القومي المصري السابق، حيث رأى أن " هناك تسارعاً في المشهد داخل نطاق الشرق الأوسط وسيشهد تطورات سريعة في الأيام المقبلة بتكوين وتشكيل تحالفات الغرض منها " تحزيم" المنطقة لصالح " دولة إسرائيل" وتقديم نفسها أنها الدرع الواقي لأمن الخليج ضد تهديدات إيرانية محتملة.." على حد قوله.. أما الخبير العسكري اللواء سمير راغب فقد قال لقناة روسيا اليوم أن.." الخطوة التي تأتي في اللحظة الأخيرة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقناع القادة العرب بإقامة علاقات رسمية مع "إسرائيل" حيث تتطلع الولايات المتحدة الى التركيز على مناطق أخرى أكثر أهمية كجنوب المحيط الهادي والصين في السنوات المقبلة، خطوة تمت في اللحظة الأخيرة لكن لم تكن فكرة اللحظة الأخيرة، حيث قد تم مناقشتها في البنتاغون في السنوات الأخيرة.. ولم تنفذ بسبب الحساسية الموجودة بين العرب و"إسرائيل" أما الآن فقد زالت هذه الحساسية، على اثر اتفاقات التطبيع الأخيرة"!! ذلك ما أكده أيضاً وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتس في تغريدة له على حسابه بموقع توتير يوم 16/1/2021 حيث قال: " بعد أسابيع من المحادثات، بما في ذلك مع وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك أِسببر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، نقل الجيش الأمريكي "إسرائيل" إلى قيادته المركزية، المكلفة بأنشطته في الشرق الأوسط" واعتبر غانتس: " أن القرار سيعزز التعاون بين الجيش " الإسرائيلي" والجيش الأمريكي في مواجهة التحديات الإقليمية، جنباً إلى جنب مع صداقات إضافية ومصالح مشتركة".. على حد قوله.
و بدون شك أن هذا التوجه، أي التسييد الأمريكي للكيان الصهيوني على الدول العربية الخليجية سيكون له تداعيات وانعكاسات كثيرة وخطيرة على تلك الدول قبل غيرها وعلى المنطقة برمتها نذكر منها ما يلي:-
1- إن وضع المنطقة الخليجية، أو بعبارة أدق وضع الدول العربية الخليجية تحت هيمنة وسطوة الكيان الصهيوني من شأنه توريط هذه الدول في مشاكل وحروب هي في غنى عنها، ليس لان طبيعية هذا العدو عدوانية للشعوب العربية والإسلامية يتحين لها الفرص لتدميرها والقضاء على حضارتها وقيمها، ونهب ثرواتها.. وحسب وإنما العدو يعاني اليوم من ضعف ومن تراجع الحامي الأمريكي، فهو يريد توظيف إمكانات هذه الدول وقدراتها في إطار عدوانيته والحروب التي يريد افتعالها وتحويل تلك الدول إلى محرقة لها! فإذا تابعنا تصريحات نتنياهو وبقية المسؤولين الصهاينة على مدى الأسابيع والأشهر الأخيرة نجد أنها تتمحور حول طموحات وأحلام العدو الصهيوني في إقامة ناتو عسكري " عربي_صهيوني" لمواجهة محور المقاومة، وهذا ما أشار إليه الصحافي والباحث في معهد القدس للاستراتيجيا والأمن عومر دوستري حيث قال " إن من شأن قرار الرئيس ترامب أن يحصّن قوة "إسرائيل" ومكانتها"!! لأن بحسب رأيه، من خلال حضور عسكري صهيوني في دول الخليج، إذ قال.." يجب أن تتمتع" إسرائيل" بحضور عسكري ثابت ودائم في القواعد العسكرية في قطر والإمارات والبحرين"!! مشيراً إلى ضرورة تعزيز مجالات التعاون الإقليمية- بين الدول العربية الخليجية والكيان الصهيوني- سيما في مجالات خوض الحروب العسكرية!! وينطوي هذا الكلام على الكثير من الخطورة على تلك الدول والمنطقة إذا أخذنا بنظر الاعتبار حالياً الحديث والمعلومات أيضاً حول دعوة الامارات العدو للتمركز العسكري في الأمارات وفي جزيرة سقطري اليمنية وفي الساحل الغربي لهذا البلد الذي يقع تحت الاحتلال السعودي- الإماراتي، كما مر بنا في السطور الماضية، بل أكثر من ذلك أن بعض الأوساط الإعلامية اليمنية تتحدث عن انسحابات عسكرية إماراتية من منطقة المخا اليمنية لتحل محلها قوات صهيونية وأمريكية كما نقل ذلك موقع " المساء برس" اليمني في 18/1/2021، وقال الموقع أن " إخلاء الإمارات للقاعدة العسكرية في المخا وسحبها جميع معداتها العسكرية بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي، اعتبره مراقبون بأن له علاقة بالتحركات الإقليمية في المنطقة والتي تهدف "إسرائيل" إلى الدخول على خط الصراع في المنطقة بذريعة مكافحة الإرهاب، وحماية الممرات المائية الدولية ومكافحة القرصنة.."!!
2- للوجود العسكري الأجنبي في أي بلد، ثمن واستحقاق، ومن تلك الأثمان والاستحقاقات ربط الوضع الأمني للبلد المضيف بالبلد صاحب القوات العسكرية، وبدون شك أن التمركز والتواجد العسكري الصهيوني في السعودية والإمارات وقطر، لا يشذ عن تلك القاعدة، فهذه القوات التي سوف تنتشر وتستقر في قواعد أمريكية موجودة في تلك الدول، وفي قواعد مستحدثة كما يتحدث الصهاينة أنفسهم، سوف تمسك بمفاصل هذه البلدان وسوف تتحكم بقراراتها السياسية، سيما وان هذه القوات متقدمة على قوات هذه البلدان من نواحي التدريب والتسلح والى حد كبير، والاهم من ذلك هو، أن هذه القوات الصهيونية تستلم وتأخذ قراراتها وأوامر تحركاتها من الكيان الصهيوني، مثلما هو حال القوات الأمريكية، فعلى سبيل المثال أن قاعدة العديد الأمريكية، لا تأخذ أوامر تحركاتها من القيادة القطرية، بل من مقر القيادة المركزية الأمريكية في الخليج الذي يستلم الأوامر بدوره من واشنطن، وعليه فأن تمركز القوات الصهيونية إلى جانب القوات الأمريكية، من شأنه كما قلنا قبل قليل التحكم بمصائر هذه البلدان وبالتالي تمرير الخطط الصهيونية الرامية إلى محاولات العدو في تحقيق اختراقات لقيم وثقافة المجتمع في تلك البلدان، وتهيئة الأرضية والمناخات وعلى كل الأصعدة لعمليات التخريب الثقافية والاجتماعية وصولاً إلى تدمير هوية هذه الشعوب وحضارتها و اسلامها، وتحويلها إلى شعوب مسخ وقطعان يسهل التحكم بها واستغلالها في كل المجالات، وهذه الأهداف تنطق بها توراة اليهود، كما لا يتردد الصهاينة اليوم في الإفصاح عنها والتأكيد عليها ولكن بعد تعليبها وتأطيرها بعلب وأطر براقة وجذابة لخداع الناس ولدفعهم للإقبال عليها!!
3- إنهاك الدول الخليجية اقتصادياً، فمثلما اليوم وكما صرح ترامب مراراً وتكراراً، أن هذه الدول تتحمل الأعباء المالية وغير المالية، لتواجد القوات الأمريكية، ابتداء من رواتب ومعاشات العسكريين إلى صيانة الأسلحة والى تجديدها، مروراً بتوسعة تلك القواعد وتحركات القوات.. والقائمة تطول، كل ذلك لقاء الحماية، فأن القوات الصهيونية ستكون إضافة جديدة لهذا العبئ، وبالتالي إرهاق موازنات تلك الدول بسبب هذه النفقات الباهظة، سيما وان العدو الصهيوني لديه خبرات وفنون في حلب الأبقار الخليجية أكثر بكثير من الخبرات والفنون الأمريكية والبريطانية!
4- وكما تفعل الولايات المتحدة في سلب المنطقة الخليجية، الأمن والاستقرار حتى تضمن حاجة هذه الدول المستمرة لها، ولتبرير تواجدها العسكري فيها، أي لاستمرارها في عسكرة تلك المنطقة عبر توتير العلاقات مع إيران أو حتى مع بعضها البعض الآخر كما حصل في توتير العلاقة السعودية والإماراتية مع قطر ولأربع سنوات، وصلت الأمور بعد هذا التوتر إلى حد المواجهة العسكرية لولا تدخل دول إقليمية أخرى منع من وقوع الصدام بين السعودية وقطر.. فكذلك يفعل الكيان الصهيوني ليبرر تواجده العسكري، بل وليكثف هذا التواجد، وليضمن بالتالي حلب هذه الدول بحجة الحماية، وإذا انسحبت الولايات المتحدة وتنامى الحضور الصهيوني كبديل عنها، فأن الثمن سيكون باهظا لهذه الدول وللمنطقة برمتها!!
هذا بالإضافة إلى أن هذه الخطوة، سوف تشكل إطاراً يضبط حركة الرئيس الأمريكي المنتخب جوبايدن في المنطقة بحسب إيقاع المصلحة الصهيونية قبل المصلحة الأمريكية!!
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق