السعوديون خائفون من بطش ابن سلمان
[من الصحافة]
سلطت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية في مقال مطول لها الضوء على حملات القمع والبطش بالمعارضين في المملكة العربية السعودية، التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مدعي الانفتاح والتحرر.. حسب وصفها.
ونشرت الصحيفة مقالا عن تشديد الخناق على الحريات في السعودية، في إشارة إلى موجة الاعتقالات التي طالت المدافعين عن حقوق الانسان والناشطات في مجال حقوق المرأة خلال الفترة الأخيرة ومن بينهم سمر بدوي وإسراء الغمغام .
وتساءلت ماذا تبقى من علامات الانفتاح التي أعلن عنها محمد بن سلمان؟
وأجابت في هذه المملكة المحافظة المتشددة ، تتسارع عمليات قطع الرؤوس ويُزج بناشطي حقوق الإنسان في السجن.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن هذه الفترة تعتبر وقت ضائع لحقوق الإنسان والمرأة في السعودية، فلا شك أن المملكة لم تكن تتمتع قط بسمعة جيدة بالنسبة للديمقراطية.
قبضة حديدية
وتابعت خلال عقود من الزمن، كانت تقوم السلطات بقطع رأس المدانين في الأماكن العامة، فيما كانت الشرطة الدينية – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- تطبق قواعدها الصارمة في المملكة بسلطات واسعة.
وأشارت “لوباريزيان” إلى أنه منذ بداية هذا العام، قام النظام الذي يقوده بقبضة حديدية محمد بن سلمان – الذي عين وليا العهد في يونيو 2017 – بخطوات سلطوية متزايدة على سكانه.
فوفقاً للمنظمات غير الحكومية الدولية، أفيد بأنه تم تنفيذ 48 عملية إعدام – قطع رأس بالسيف- منذ يناير وحتى أبريل 2018 وأن 58 شخصاً آخرين ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام.
الاتهامات تستهدف بشكل متزايد ناشطي وناشطات حقوق الإنسان مثل إسراء الغمغام، وهي شيعية، طالب المدعي العام بإعدامها مؤخرا، والجريمة التي اقترفتها نشر مظاهر معادية للنظام في المنطقة الشرقية!
سيتم إصدار الحكم النهائي بحقها في نهاية أكتوبر، تكتب “لوباريزيان” ولكن القلق يتزايد، وقالت سماح حديد، مديرة منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط: “إسراء وأربعة آخرون يواجهون أسوأ عقوبة بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات المناهضة للحكومة”.
السعوديون خائفون من وحشية ابن سلمان
من جهتها صرحت الباحثة كلارنس رودرجيز بأن محمد بن سلمان ولي العهد الإصلاحي أصبح خلال عشرة أشهر فقط رمزا للسلطوية، الجميع متخوف منه.
وأضافت أن السعوديين خائفون ولا يعرفون إلى أين يريد ولي العهد أن يأخذ المملكة، فيما أشارت الصحيفة إلى أنه من وحشيته، لم يتردد في سجن أحد أقرب مستشاريه الاقتصاديين في الآونة الأخيرة المسئولون عن وقف إدراج أرامكو السعودية العملاقة ضحية انهيار أسعار النفط منذ عام 2014.
كما بينت “لوباريزيان” أن محمد بن سلمان يصم أذنه أيضا عن المطالبات الدولية من أجل الإفراج عن المدون الشاب رائف بدوي ، المسجون منذ عام 2015 ويُتعرض للجلد بانتظام.
وتؤكد رودرجيز انه بعد إجراء تطهير ضد جزء من العائلة المالكة والعديد من رجال الأعمال، يبدو أن الرجل القوي في الرياض، الغارق في حرب اليمن الدامية، وكأنه في حالة هروب الى الأمام.
ارسال التعليق