بعد محرقة " الوية العمالقة" في شبوة ومأرب... محرقة " ألوية اليمن السعيد" في حرض..و هزيمة مدوية للنظام السعودي ومرتزقته!
[عبد العزيز المكي]
بعد الإبادة لتي تعرضت لها " ألوية العمالقة" وقوات القاعدة، في معارك شبوة ومأرب الأخيرة، على أيدي الجيش اليمني واللجان الشعبية، وإعلان هذه الألوية عن انتهاء عملياتها وانكفائها إلى عتق، مركز شبوة، بعد ان وجدت هذه الألوية نفسها في فخ عرضها إلى محرقة حقيقية التهمت عدداً من ألويتها وكتائبها، وقياداتها الرفيعة.. نقول بعد هذه المحرقة التي تبخرت على أثرها أوهام النظام السعودي بتحقيق انتصارات، واختراقات لجبهات وصفوف أنصار الله والجيش اليمني، انتقل إلى مدينة حرض في حجة والقريبة من الحدود السعودية اليمنية... لتكون الجبهة الساخنة ضد أنصار الله، وبحسب الخبراء العسكريين والعارفين بشؤون الأوضاع هناك، فأن هذا الاختيار يعتبر اختيارا استراتيجياً بكل المقاييس، ولا يستبعد هؤلاء الخبراء أن يكون الاختيار جاء بناءاً على نصائح وخطط للخبراء العسكريين الأمريكيين والصهاينة الذين يشرفون ويقودون العدوان على اليمن، لأن اختيار منطقة حرض تحقق جملة أهداف استراتيجية للسعودية ولاميركا أيضاً، نشير الى بعض منها بما يلي:
1- ان السعودية خاصة ومن لف لفهم من الاماراتيين والمرتزقة اليمنيين وغيرهم في أشد الحاجة الى انتصارات ولو محدودة، بعد الهزائم التي مني بها جماعة العمالقة في شبوة ومأرب، كما أشرنا قبل قليل، وذلك لرفع معنويات الجيش السعودي ومرتزقة السعودية والأمارات، وهذه المنطقة منطقة حرض، الهجوم عليها يحقق تلك الانتصارات، لأنها منطقة بالمقاييس العسكرية، تخدم العدوان، وتشكل خاصرة رخوة لانصار الله، بسبب تضاريسها الجغرافية، وبسبب غياب الغطاء الجوي اللازم للمقاتلين المرابطين أو الزاحفين نحو العدو، فمن الناحية الجغرافية تعتبر حرض منطقة منبسطة، تخدم السلاح الجوي لقوى العدوان حيث بإمكانه اصطياد المقاتلين اليمنيين من أنصار الله وإبادتهم لعدم وجود كهوف أو صخور يحتمي بها المقاتل من قصف الطائرات.. فهي منطقة سهلية كما قلنا، لها امتدادات ساحلية تجعل القتال فيها بغاية الصعوبة، خصوصاً والعدو يتفوق بسلاح الطيران بنوعيه الأباتشي وإف16و غيرهما. والى ذلك " يمتلك العدو أحدث الآليات والمجنزرات، فضلاً عن المدفعية ذاتية الحركة الحديثة، وراجمات الصواريخ، ولديه عشرات الآلاف من المرتزقة اليمنيين وعشرات الآلاف مثلهم من المرتزقة السودانيين وغير السودانيين...قبال اعداد محدودة وصغيرة من أنصار الله واللجان الشعبية لأن قيادة صنعاء تحاشت الزج بقوات كبيرة في هذه المنطقة خوفاً من أن يصبحوا طعمة سهلة للطيران السعودي والإماراتي، وفوق هذا وذاك مشاركة البحرية السعودية وحتى الأمريكية في هذه المعركة من البوارج والزوارق الحربية من البحر الأحمر بإطلاقها الصواريخ بكثافة، والأكثر من ذلك ان الجيش السعودي يسند قطعات المرتزقة المهاجمة، يقتل كان من يتراجع أو يفر من ميدان المعركة، بل ان عدد من الألوية السعودية دخلت فعلاً في المعركة الى جانب المرتزقة، ما يؤشر ذلك كله الى ان حسابات النظام السعودي ومعه الأمريكان، كانت محسومة بأن هذه المعركة سوف تحقق الأهداف التي رسمت لها من قبلهم ومنها تحقيق الانتصار السريع.
2- ان منطقة حرض منطقة استراتيجية، والسيطرة عليها تفتح الآفاق للنظام السعودي والأميركان بتحقيق أهداف استراتيجية مهمة جداً، لانها اي حرض تمثل البوابة لمحافظة حجة، وبها يوجد منفذ " الطوال" البري مع الرياض كما ان المنطقة تمثل بحسب رأي الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عزيز راشد كمحاولة لخلق نصر إعلامي عن طريق اختلاق معركة في جنوب غرب السعودية" والى ذلك فأن مدير المركز الاعلامي للقوات اليمنية الموالية للعدوان السعودي الاماراتي الأمريكي على اليمن، المقدم صالح القطيبي أشار الى أهمية الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية والعسكرية لمنطقة حرض بالنسبة للسعودية ومرتزقتها اليمنيين، قائلاً " تعد مديرية حرض، ثاني اكبر مديريات محافظة حجة شمال غرب اليمن، من حيث عدد السكان، ويوجد بها منفذ بري حدودي مع المملكة السعودية، يعد من أهم المنافذ البرية، واقربها لمناطق اليمن الشمالية والجنوبية الغربية". وأضاف القطيبي قائلاً: " على المستوى العسكري، تكمن الأهمية الاستراتيجية لمديرية حرض ومدينتها، في ان " تحريرها من ميليشيات الحوثي"- أي من أنصار الله يعد تأميناً لمديريتي حيران وميدي الساحليتين خصوصاً من القصف الصاروخي والتسلل لزراعة الألغام والعبوات المتفجرة وتهديد حياة المدنيين والنازحين" على حد قوله.. وبالإضافة الى ان سيطرة السعودية على منطقة حرض سوف يقطع خطوط إمدادات أنصار الله عبر السواحل الجنوبية الغربية لمحافظة حجة وسواحل وموانئ الحديدة الى محافظة صعدة.. لفت القطيبي الى ان استعادة مديرية حرض من أنصار الله، سوف تعزز موقف القوات السعودية ومرتزقتها اليمنية والسودانيين في جبهة الملاحيظ، التي يقول القطيبي أنها تزحف صوب كهوف مران جنوب غرب صعدة، ويفتح جبهة جديدة لتطويق قوات أنصارالله المتحصنة في مدينة صعدة من الجهة الجنوبية وبهذا تكون محافظة صعدة بحسب هذا الخبير العسكري الموالي " للتحالف العدواني السعودي" محاصرة من كل الجهات، وحينها لم يبق بنظره لأنصار الله سوى منفذ واحد " للفرار"من إتجاه سفيان، على حد قوله..
وعن مدى انعكاس السيطرة السعودية على منطقة حرض على مسار الجبهات القتالية الأخرى، أشار المسؤول الاعلامي في جيش المرتزقة اليمنيين، الى ان السيطرة على حرض، سيمكن جيش المرتزقة خطوة كبيرة نحو محافظة عمران، حيث لم يعد يفصل بين هؤلاء المرتزقة والمحافظة سوى مديرية واحدة وهي (بكيل المير) الحدودية مع المناطق الشمالية الغربية لمحافظة عمران"! وخلاصة القول ان هذه الجبهة سوف تفتح للسعودية والمرتزقة الأبواب للزحف نحو صنعاء، والحديدة وميدي مروراً بعمران وبالمحافظات والمديريات الأخرى ولذلك تعتبر من الناحية العسكرية والاستراتيجية بالنسبة للنظام السعودي أهم بكثير من جبهة مأرب وحتى الجوف وشبوة، ولذلك زج النظام السعودي بهذه المعركة خيرة ألوية المرتزقة والالوية التي شكلها تحت اسم ألوية اليمن السعيد، بالاضافة الى عدد من ألوية الجيش السعودي في الهجوم وفي الإسناد، فضلاً عن الزج بالقوات السودانية كما أشرنا!! لأن النظام السعودي كان يعول ومعه أمريكا والكيان الصهيوني، كثيراً على نتائج هذه المعركة في هذه الجبهة، أي جبهة حرض.
3- الهدف السعودي الأمريكي بالاضافة الى ما تقدم، السيطرة على الحوض النفطي الذي تختزنه هذه المنطقة.. ذلك ان الاطماع السعودية في نفط حرض ليست وليدة اليوم، إنما ترجع الى العهود السابقة، أي منذ فترة التوسع السعودي على حساب الآخرين في عقد الثلاثينات والأربعينات وما بعدها.. ويقول تقرير لموقع العين برس اليمني في هذا السياق نشره في 14/2/2022..." ان الهدف الاستراتيجي السعودي في حرض يشابه أهدافاً استراتيجية أخرى من اليمن كمحافظة لجوف مثلاً والساحل التهامي غربي اليمن والثروة المدفونة في أرض ومياه محافظة المهرة جنوب شرق اليمن. هذه الأهداف تمتثل بالسيطرة على أحواض النفط والغاز التي تربض عليها اليمن والتي وصفها احد السفراء الأمريكيين السابقين الى اليمن، بأنها بلد لاتزال بكراً". ويضيف التقرير القول.." تحتوي منطقة حرض على حوض نفطي كبير ضمن أحواض النفط في منطقة تهامه غربي اليمن والتي منعت السعودية من استكشافها منذ عهد الرئيس إبراهيم الحمدي". ونقل التقرير عن الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي في اليمن، رشيد الحداد، قوله: " إن السعودية وكما عمدت على إجبار شركة تنقيب عن النفط أجنبية من مغادرة حرض بعد اكتشاف الحوض النفطي والشروع بحفر 20 بئراً هناك. فقد تجددت أطماعها- السعودية- للسيطرة على هذا الحوض في العام 2014م حيث عمدت السعودية الى شراء أراضٍ حدودية واسعة على امتداد10 كم يقع فيها الحوض وذلك من زعماء يمنيين..".
وبحسب التقرير يؤكد الصحفي الحداد " ان اول عملية تنقيب عن النفط جنوب مدينة حرض تمت في عهد الرئيس الحمدي مطلع العام1977م من قبل شركة شل الأمريكية بعد مسوحات أثبتت وجود كميات كبيرة من النفط الخام في هذه المناطق الحدودية، الّا ان الشركة التي كانت باشرت في حفر 20 بئراً، سرعان ما توقفت عن العمل قبل موعد افتتاح أول بئر في الذكرى الـ15 لثورة26سبتمبر بسبب الأعتراض السعودي على التنقيب تحت ذريعة أن الدولتين لم تقوما بترسيم الحدود، وهو ما أدى الى أزمة سياسية بين الرياض وصنعاء انتهت بجريمة اغتيال الشهيد الحمدي..".
4- وإلى جانب تلك الأهداف الاستراتيجية كانت هناك أهداف أخرى للسعودية، منها إقامة منطقة عازلة بين المحافظات اليمنية المحتلة، جيزان وعسير ونجران، وبين اليمن، وبالتالي أبعاد خطر أنصار الله والجيش اليمني الذي ان تفرغ لتحرير تلك المحافظات فأنه سيشكل كارثة للنظام السعودي. ومن تلك الأهداف تخفيف الضغط العسكري لأنصار الله والجيش اليمني على مأرب، حيث بات على مشارف تحرير هذه المحافظة، ذلك بالاضافة الى تحقيق انتصارات هي في أشد الحاجة إليها لاسكات الداخل المتبرم جداً من الهزائم السعودية في جبهات القتال، ومن سلب الأمن نتيجة تلاحق ضربات أنصار الله في العمق السعودي بالطائرات المسيّرة وبالصواريخ المجنحة وغير المجنحة.. وأيضاً لرفع معنويات الجيش السعودي ومرتزقته المنهارة نتيجة الهزائم المتلاحقة التي منوا بها ومازالوا يمنون بها على أيدي أنصارالله والجيش اليمني.. وفضلاً عن ذلك، ان النظام السعودي كان في اشد الحاجة للانتصارات لمسح الصورة السيئة التي تركها سوء قيادة بن سلمان للجيش السعودي، تلك الصورة التي جعلت قائد القوات الأمريكية وبقية الجنرالات الأمريكيين والصهاينة يعتبرون الجيش السعودي بأنه " نمر من ورق" أو جيش هش بحسب وصفهم!!
من أجل هذه الأهداف وغيرها حشد النظام السعودي كما أشرنا جيدا لاقتحام المدينة، باسناد الطائرات المقاتلة من إف 16 والاباتشي، وكانت معركة قاسية جداً بحسب وصف الخبراء العسكريين نظراً لاستخدام السعودية النيران بكثافة ومن اسلحة ثقيلة متطورة جداً وذاتية الحركة، وفي البداية حقق مرتزقة السعودية وباسناد الجيش السعودي والدعم الجوي اختراقات وتقدماً في عمق منطقة حرض وأعلن النظام السعودي انه يحاصر مدينة حرض، وراح يطبل لانتصارات مرتزقته وانبرى اعلامه ينفخ بهذه الانتصارات ذاهباً بعيداً في الأوهام والخيالات، لدرجة انه صور الأمر وكأن القوات السعودية ومرتزقتها باتت على موعد نحو الزحف الى صنعاء!!
على ان هذه الانتصارات التي جاءت على خلفية إنسحابات تكتيكية فرضتها تضاريس المعركة، ليجد المرتزقة والقوات السعودية أنفسهم في فخ جهنمي على غرار الفخ الذي وقع فيه ألوية العمالقة، ومثلما التهم هذا الفخ عدة ألوية بعدتها وعديدها كاملة في شبوة، فأن فخ حرض التهم ألوية اليمن السعيد بكاملها بالاضافة الى لواء ميكانيكي سعودي بكامل عدته باعتراف المرتزقة، فقد حول أنصار الله والجيش اليمني منطقة حرض الى محرقة للقوات السعودية وللمرتزقة، فقتل من قتل وجرح من جرح وهم بالمئات فيما أسرت اعداد كبيرة، ومن بين القتلى قيادات للمرتزقة وللجيش السعودي رفيعة ومن ذوي الرتب أعلن عنها المرتزقة في وسائل اعلامهم.. وبالتالي فأن حصيلة معركة قاسية استمرت عشرة أيام، طرد الغزاة السعوديون ومرتزقتهم من حرض، والتوغل في عمق المناطق المحيطة بها، بحيث تمت السيطرة على مناطق جديدة كانت تحت سيطرة الجيش السعودي منذ العام 2018م، وتطهيرها من دنس المحتلين.. واعترف الناطق الاعلامي باسم المنطقة العسكرية الخامسة " راشد مبخوت معروف" التابعة لقوات " التحالف" بالهزيمة في حرض، وارجع ذلك في تغريدة له الى وجود ضغوطات دولية للتراجع عن " تحرير" حرض في محاولة للتغطية على تلك الهزيمة المدوية في حرض.
على ان هذه المحاولة لاخفاء هذه الهزيمة لم تقنع الرأي العام، خصوصاً بعد توالي الاعترافات والتصريحات من قبل جنرالات وقيادات النظام السعودي ومرتزقته، فهذا الخبير في الجيش السعودي العميد الركن أحمد القرني أبدى المخاوف من احتمالات توغل أنصار الله في عمق المملكة بالتزامن مع التقدم السريع لهم في حرض. و" توقع القرني استعادة من وصفهم بالحوثيين للحجر اليماني في إشارة الى الركن اليماني في مكة المكرمة، الذي استولت عليه السعودية بمعية قطاعات واسعة من شمال اليمن في جيزان ونجران وعسير خلال اتفاق الطائف في ثلاثينات القرن الماضي"،الأمر الذي يكشف قسوة الهزيمة والانكسار الشديد لقوات السعودية ومرتزقتها، وكالعادة فأن النظام السعودي يضع هذه الهزيمة على عاتق مرتزقته دون أن يتحلى بالشجاعة ويعلن المسؤولية عن هذه الكارثة، لأنه عديم المروءة، ولذلك صب جام غضبة وقطيع اعلامه على المرتزقة فقد اتهمهم بالخيانة على الرغم من وقوفهم بوجه أنصار الله قبل ان يجرفهم موج الأنصار ويطهر الأرض من غزوهم ورجسهم، فهذا مساعد رئيس التحرير بصحيفة عكاظ السعودية المقربة من البلاط الملكي السعودي، عبد الله آل هتيلة قال في تدوينة له على تويتر " ما أقسى خيانة من تقف بجانبه ومن أجله.. الخيانة طعمها مر"! بينما قيادي فيما يسمى بالشرعية إتهم الرياض نفسها بأنها السبب في هذه الهزيمة المنكرة في حرض وقال وزير النقل السابق في حكومة هادي، صالح الجبواني: " ان القوات السعودية وقوات هادي تعرضت لانتكاسة كبيرة في مديرية حرض بمحافظة حجة،خلال المواجهات أمام قوات صنعاء".. وأكد الجبواني في تغريدة له على تويتر: " ان خسارة معركة حرض الحدودية، وبمشاركة لواء ميكانيكي سعودي انتكاسة للعسكرية السعودية".. في إشارة الى سقوط لواء كامل من حرس الحدود السعودي.و اتهم القيادة السعودية بسلب القرار من هادي ومن " الشرعية"، وأضاف مخاطباً الرياض: " نحن لا نريد لهم هذه النهاية لكنهم يسيرون على نفس النهج منذ سبع سنوات لم يستفيدوا ولم يحققوا نتيجة تذكر".
على ان التراشق بالاتهام بالخيانة والخذلان تواصل بين السعودية ومرتزقتها فهم اتهموا اللواء يحيي صلاح المقرب من نائب هادي علي محسن الأحمر، بالانسحاب من جبهات القتال!! في حين ان التقارير تقول ان يحيي صلاح قتل بتفجير المدرعة التي كان يتمترس فيها مع أربعة من مرافقيه، ما يكشف ذلك حالة التخبط والفوضى في صفوف السعوديين ومرتزقتهم ليس على الصعيد العسكري وحسب وانما هذا الارباك وهذه الهزيمة العسكرية والنفسية انعكست على الأوساط الإعلامية والسياسية للنظام السعودي ومرتزقته.
على أي حال، ان هذه الهزيمة النكراء تعزز وتكرس معطيات ووقائع في مشهد الصراع بين قوى العدوان السعودي الأمريكي وأنصار الله، كنا قد أشرنا الى بعضها في مقالاتنا السابقة ومنها ما يلي:-
1- ان حجم الاستعداد والاعداد العسكري واللوجستي السعودي، لهذه المعركة والذي أشرنا الى بعضه، وكيف زحفت قوات العدو السعودي من عدة محاور للهجوم على المدينة والتي كانت تتشكل من 10 ألوية من المرتزقة وكتيبتان من الجيش السعودي ولواء من مرتزقة السودان وكتائب مختارة تتقدمها كاسحات ألغام وعشرات الآليات العسكرية يسندهم سرب من الطيران الحربي والتجسسي بمتوسط عشرين غارة يومياً ومدعومة بقصف مدفعي وصاروخي مكثف هو الاعنف الذي شهدته حرض منذ سنوات.. نقول ان حجم كل هذا الاستعداد وهذا الزخم العسكري يكشف ضخامة وحجم الانتصار الذي حققه الجيش واللجان الشعبية.
2- ان هذا الانتصار ثبت بما لايقبل الشك، ان الجيش اليمني واللجان الشعبية عصيّان على الانكسار والهزيمة، بل وكشف قوة وتطور قوات صنعاء وخططهم العسكرية بالرغم من افتقادهم لسلاح الطيران المقاتل والاسلحة المتطورة مقارنة باعدائهم السعوديين والإماراتيين والأميركان والصهاينة ومن شأن كل ذلك ان يكرس اليأس والإحباط وتبدد ماتبقى من آمال لدى النظام السعودي وأسياده الأميركان بالحاق هزيمة ولو محدودة بأنصار الله لترتيب الموقف التفاوضي للسعودية مع أنصار الله اذا ما جنح العدوانيون الى الحل السلمي ووقف الحرب.
3- من شأن هذه الهزيمة الكبرى للنظام السعودي أن تعزز القناعة لدى الأميركان ولدى السعوديين أنفسهم بضرورة وقف الحرب وإنهائها، بعد ما وصل رهانهم على الحل العسكري الى الطريق المسدود، خوفاً من أن تتطور الأمور الى احتمالات توغل أنصار الله في العمق السعودي وتحرير المحافظات المحتلة جيزان ونجران وعسير، بل وحتى إمكانية إسقاط النظام السعودي، وحينها يتغير وجه المنطقة، وتظهر معادلات جديدة ليست في صالح امريكا وحلفائها الصهاينة وعملائها.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق