بين إرهاب ال سعود وإرهاب ضحايا مجزرته الأخيرة لـ 37 !!
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبدالعزيز المكيبعد يوم واحد من إعلانه عن ارتكاب المجزرة المروعة بإعدام 37 مواطناً سعودياً منهم 33 من أبناء المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية بتهم زائفة منها " الإرهاب " خرج بن سلمان يصرح متحججاً عن محاربته الإرهاب واستئصال شأفته، في إشارة ضمنية إلى أن هؤلاء الضحايا الأبرياء هم " إرهابيون "، وتم إعدامهم، لإنقاذ المملكة من الإرهاب !! ونسي هذا المراهق انه ونظام آبائه وأجداده أصل الإرهاب وأمه وأبيه...
هذا ليس تحليلاً أو إتهاماً لابن سلمان ولآل سعود، بل حقيقة أكدها حلفاء النظام من الأميركان ومن الغربيين من سياسيين ومحللين معلقي وكتاب صحف بارزين.. وإليكم بعض نماذج من هذه التعليقات:-
1ـ بتاريخ17/1/2015 نشر الكاتب البريطاني روبرت فيسك مقالاً له في صحيفة الاندبندنت البريطانية تحت عنوان " السعودية وداعش وجهان لعملة واحدة " اعتبر فيه أن منبع الأفكار المتطرفة والإرهاب يكمن في العقيدة الوهابية السعودية، منتقداً النفاق الغربي بسبب علمه بهذه الحقيقة لكنه يتغاضى عما يفعله النظام السعودي بمعارضيه من أصحاب الرأي من جلد وتعذيب وإعدام، بدافع المصلحة المشتركة المرتبطة بالنفط. وأشار فيسك ليؤكد كلامه بكتاب المستشرق البريطاني وليم هانتر.. وكان موظفاً حكومياً رفيع المستوى- الذي كتبه عام 1871م وأشار فيه إلى إرهاب الفكر الوهابي ومعتنقيه من آل سعود، واعتبر فيسك أن كتاب المستشرق البريطاني، كأنه كتب هذه الأيام على الرغم من كونه منشور منذ أكثر من 140سنة..وبعد أن يستعرض فيسك بشكل مفصل إرهاب الوهابيين وتأريخهم الدموي، والمجازر التي اقترفوها تحت مرأى ومسمع من الدول الغربية بدافع أفكارهم الإرهابية الوهابية يقول.."..أن الدول الغربية تتجاهل تلك الأفعال- القتل والذبح والتفجيرات – بالرغم من أنها صنيعة أصدقائهم الوهابيين الذين يقطعون الرؤوس، رؤوس الجنائيين المدانين طبقاً لمحاكمات غير عادلة بشكل فاضح، وتعذيب واضطهاد الأقلية الشيعية، ويجلدون صحفييهم المتمردين. الوهابية السعودية تبكي بدموع التماسيح على قتل رسامي تشار لي إيبدو الذين يسخرون من دينهم، في الوقت الذي يتعاطفون فيه مع إصوليين في سوريا والعراق وأفغانستان يذبحون عمال الإغاثة والصحفيين ويدمرون الآثار ويستعبدون النساء " !!
وأشار فيسك الى طالبان الأفغانية وكيف ساهمت السعودية في تأسيسها، مؤكداً تغلغل الفكر الوهابي التكفيري في نفوس الشباب السعودي، ثم ألقى الضوء على تغلغل الوهابية في أوربا وخاصة في شرقها ووسطها، وكيف ساهم آل سعود بأموالهم الطائلة وعن طريق مدارسهم ودعاتهم الوهابية التي انشأوها هناك، والتي ظهرت منها داعش. واستشهد فيسك في هذا السياق بقول الكاتب الإيرلندي فينتان اوتول الذي قال " آل سعود يديرون طغيان وحشي".
2ـ في حديثه لمندوب الخبر برس في 30/1/2014م، قال البروفسور الايرلندي ديكلن هيز.."..عندما نتكلم عن داعش، علينا أن نتكلم أيضاً عن مجموعات إرهابية متطرفة أخرى مثل النصرة وغيرها التي يتم دعمها مالياً وعسكرياً ولوجستياً من مملكة الإرهاب السعودية وقطر وتركيا والتي تعتبر هذه المجموعات في المعسكر الأمريكي وهذه الدول الثلاث تعتبر اللاعب الرئيس في ما يخص اليوم في سوريا، هناك تنسيق بين هذه المجموعات وأمريكا وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية وهدفهم تقسيم كل من سوريا والعراق الى ثلاثة أجزاء والتقسيم ليس من مصلحة الشعبيين العراقي والسوري وعليهم أن يقاموا هذا التقسيم"..
3ـ تناولت صحيفة الإندبندنت أول صنداي البريطانية في عددها ليوم1/7/2015م دور السعودية في مساعدة داعش على احتلال الموصل وشمال العراق، وتحدث كاتب المقال باتريك كوكبيرن عن لقاء جمع مدير الاستخبارات والسفير السعودي السابق لدى واشنطن بندر بن سلطان آل سعود مع مدير الاستخبارات البريطانية ( MI6) ريتشارد ديرلوف، حيث قال بندر للأخير " أن اليوم ليس ببعيد حين يحس مليار مسلم سني أنهم إحتملوا ما يكفي من الشيعة !! ويقول كاتب المقال البريطاني، انه ليس لدى ديرلوف شك بأن التنظيمات الإرهابية حصلت على تمويل من جهات قطرية وسعودية وإن " السلطات في البلدين غضت الطرف عن ذلك ". ويؤكد أن تعاون هذه الجهات القطرية والسعودية مع داعش، لا يمكن أن تتخذ هذا الموقف دون رضا من يدفعون لهم في السعودية وقطر".
4ـ في حديثه في 12/6/2014 قال رجل الدين البارز الشيخ أحمد الكبيسي، وهو من علماء السنة العراقيين، " أن الفتوى التي أصدرتها بوجوب قتال داعش ليست جديدة " مبيناً أن، " في كل مقابلاتي التلفزيونية أؤكد على أن هذا المذهب الوهابي الذي تفرعت عنه داعش والقاعدة والنصرة وغيرها، إنما هي عملية مأجورة هدفها تحطيم الإسلام والمسلمين. وقد نجحوا بذلك نجاحاً عظيماً في العراق وليبيا وتونس واليمن والصومال". وأضاف الكبيسي قائلاً " إن داعش شريكة المساهمة الأمريكية الإسرائيلية السعودية وأصبح الكل يعلم بهذا ولم تعد خافية على أحد من خلال تجهيزاتها الكبيرة "..
5ـ في 31/5/2014كشفت صحيفة النخيل الالكترونية العراقية، نقلاً عن مسؤولين عراقيين وثائق سرية بين السعودية وداعش هي عبارة عن اتصالات سرية بين أجهزة الإستخبارات السعودية وداعش، تحرض فيها تلك الأجهزة على قتل الجماعات والرموز السنية المعتدلة في الدول العربية والإسلامية، مقابل تعهد السعودية بالدعم المالي والعسكري لداعش إضافة لدعمهم من قطر وتركيا.. وكان نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي يومذاك النائب إسكندر وتوت، قد اتهم السعودية وقطر وتركيا بدعمهم المالي والعسكري للإرهابيين الذين يستهدفون القضاء على العملية السياسية في العراق.
6ـ في لقاءه مع قناة السي أن أن الأمريكية يوم 26/10/2014 أقرّ الأمير الوليد بن طلال بتورط نظام أسرته وعدد من مشيخات الخليج الأخرى بنشوء تنظيم داعش التكفيري الإرهابي وقال.." ان السعودية ودولاً خليجية أخرى دعمت جميع الجماعات التي حاولت الإطاحة بالحكومة السورية إلّا إنه ولسوء الحظ نشأ تنظيم داعش نتيجة لذلك". وأكد بن طلال أنه ما من شك بأن بعض المتشددين في نظام آل سعود قاموا بتمويل العناصر المتطرفة في سوريا إلا أنه ستدرك ليدعي بأن السعودية قامت بإجراءات صارمة لوقف ذلك!! بحسب مزاعمه، في محاولة لإبعاد التهمة عن نظام آل سعود الممول الأساسي للإرهابيين والمنتج لهم في مدارسه الوهابية التكفيرية المنتشرة في السعودية والعالم.
7ـ في مقاله الذي كتبه على موقع مجلة " ناشونال إنترست" يوم 2/5/2019، تحت عنوان " قتال التشدد الأرهابي الإسلامي يبدأ بالسعودية " تحدث الكاتب كارلو خوسيه فيسينت كارو.. مطولاً عن الإرهاب السعودي الذي يرعاه نظام آل سعود وانتقد ترامب على وقوفه في خندق هذا النظام الإرهابي، ومما جاء في مقاله في هذا السياق..ان " موقف ترامب مع السعوديين يتناقض مع واحد من أهم وعوده الانتخابية التي وعد فيها بممارسة التشدد ضد (الراديكالية الإسلامية الإرهابية)، وبدلاً من ذلك وضع ترامب ثقته في السعوديين وردد خطاب بلادهم، مصنفاً إيران " بأكبر داعم للإرهاب " في العالم. وفي الوقت الذي تمثل فيه خطراً على إسرائيل، من خلال دعمها لحزب الله، إلّا أن أيا من الجماعات المتطرفة في سوريا، مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة أو هيئة تحرير الشام، ليست شيعية، فهذه الجماعات التي نفذت أعمالاً إرهابية في الغرب متأثرة بالسلفية والتطرف السني وشيوخ السعودية" ويشير كارو إلى تعاليم ابن تيمية الذي عاش في القرن الرابع عشر وشكلت قاعدة للفكر الوهابي التكفيري، معتبراً أن داعش وأخواتها، وقبل ذلك الفكر الوهابي السعودي امتداداً لفكر بن تيمية، ثم يقول " إن السلفية تعد جسراً للصنف من خلال طبيعتها المتشددة وتفسيرها الضيق للدين الرافض للمذاهب والمدارس الإسلامية الأخرى. وصدرّت السعودية هذه الآيديولوجية معتمدة على مال النفط وأنشأت المدارس، في محاولة لاقتلاع ألوان الاعتدال الإسلامي كلها، التي تتقبل نوع الحياة والحقوق التي تمارس في الغرب، وتهدف السعودية الى السيادة على العالم الإسلامي، ولا تهدف فقط الى مواجهة الشيعة، بل أي نسخة سنية منافسة لها ".
ويستطرد كارو في حديثه مشيراً إلى مدارس الوهابية التي نشرها آل سعود في باكستان وأندنوسيا، وحتى في العواصم الغربية، ودورها في نشر الفكر الوهابي وفي إعداد قطعان من القتلة والذباحين الذين تشبعوا بهذا الفكر الإرهابي داعياً إلى مواجهة النظام السعودي أولاً، للقضاء على الإرهاب الذي بات يهدد العالم بأسره.
هذا غيض من فيض مئات بل آلاف الأدلة والوثائق على ان الأرهابي الحقيقي هو النظام السعودي وأتباعه، وهو الراعي الحقيقي للإرهاب، وهو المروج الحقيقي للفكر الإرهابي الذي أصاب العالم ونشر الخراب والدمار والقتل في ربوعه وما يزال، وهو الذي أعطى صورة مشوهة عن الإسلام ومنفورة من البشرية خدمة للصهيونية ومن يدور في فلكها من حكومات أمريكا والدول الغربية..
أما أن يلصق بن سلمان ونظام آل سعود تهمة الإرهاب بضحاياهم ومعارضيهم، فهذا ما يشكل ظلما بحق هؤلاء المظلومين أساساً بحرمانهم من أبسط حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم، فهم ليسوا بإرهابيين وليسوا " بمجرمين " كما يزعم ويدعي النظام وهذا ما أكدته الأوساط الحقوقية والإنسانية الدولية منها والإقليمية، ففي هذا السياق كشفت شبكة السي ان ان الأمريكية في 26/4/2019 عن حصولها على مئات الوثائق الحصرية من داخل المحاكمات لعدد من " المتهمين" الذين أعدمهم النظام السعودي مؤخراً وما قالوه خلال جلساتهم .." ووفقاً لهذه الوثائق، قال بعض المتهمين من مدينة العوامية ان اعترافاتهم كاذبة وإنها جاءت تحت التعذيب، وفي بعض الأحيان قال المتهمون إنهم لا يعلمون شيئاً عن الاعترافات سوى بصمات أصابعهم، وان الاعترافات كتبها الأشخاص الذين زعموا أنهم عذبوا على أيديهم ".
صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية من جانبها علقت في افتتاحيتها ليوم 25/4/2019 على إعدام النظام السعودي لـ37مواطن في المملكة، مشيرة إلى المحاكمات صورية وجائرة وتقول مذكرّة بأن " التهم والإدانات وجهت بناءاً على اعترافات تم سحبها من الرجال أمام المحكمة، وقالوا أنهم اعترافوا تحت التعذيب، وواحد من هؤلاء هو مجتبى السويكت، الذي كان عمره 17سنة، ويجهز نفسه للدراسة في جامعة ميتشغان عندما أعتقل عام 2012 في أثناء مظاهرة مطالبة بالديمقراطية ".
من جهته انتقد الكاتب البريطاني أندرو سيمث حكومته البريطانيا لتعاملها مع بن سلمان بعد قيامه بإعدام 37 معارضاً للرأي في السعودية وأتهم حكومته بأنها لا تعير أهمية للحقوق الإنسانية وتتغاضى عن جرائم هذا القاتل لقاء مصالحها ويقول سميث في مقاله الذي نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية في 25/4/2019 أن " صورة العام الماضي تبدو جوفاء اليوم- في إشارة الى محمد بن سلمان- ففي الثلاثاء أعدمت السعودية 37 شخصاً، معظمهم قتل بعد محاكمات قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إنها قامت على اعترافات انتزعت من خلال التعذيب، ومن بين الضحايا عبدالكريم الحواج الذي اعتقل وعمره 16سنة، لمشاركته في احتجاجات، وذلك بحسب أبحاث قامت بها منظمة (ريبريف) الحقوقية، التي قالت إن حالات الإعدام تضاعفت منذ وصول محمد بن سلمان إلى السلطة". ثم يشير سيمث الى المعتقلات الناشطات في السجن وتعرضهن للتعذيب، وينسف ادعاءات ابن سلمان بالانفتاح والإصلاح ومنح المرأة السعودية بعض حقوقها، ويضيف قائلاً " إن ولي العهد أشرف في الوقت ذاته على القصف المكثف على اليمن، وقتل في الحرب اكثر من 70 ألف شخص". كما ان منظمة العفو الدولية لم تصدق ذريعة النظام السعودي لإعدام 37 شخصاً ورأت ان الإعدام الجماعي الذي نفذه هذا النظام، ما هو الّا مؤشر مروع على انه لا قيمة لحياة الإنسان لدى السلطات السعودية التي تستخدم الاعدام بشكل منتظم كأداة سياسية لسحق المعارضة من الأقلية الشيعية في البلاد، بحسب ما جاء في اعلان المنظمة الدولية بهذا الخصوص. وبينت المنظمة ان معظم الذين تم اعدامهم من المنطقة الشرقية لم يقوموا بجرم سوى أنهم ربما شاركوا في مظاهرات تطالب بإنصاف أهالي المنطقة الشرقية وتحسين ظروفهم المعيشية، وإنهاء حالة التمييز والإذلال التي يمارسها آل سعود بحقهم.
اذن هذه شذرات قليلة من ما قالته منظمات حقوقية ومنها هيومن ووتس رايتس، ومجلس حقوق الإنسان وأيضاً أوساطاً صحفية، أمريكية وبريطانية حول ان هؤلاء الضحايا ليسوا بإرهابيين وإنما أو بعضهم من الناشطين المطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية، بل منهم قصُّر وأبرياء، فيما النظام هو الإرهابي الأصيل لكنه يلصق هذه التهمة بمعارضيه لتبرير حملاته الدموية والعميقة الرامية الى إرهاب الشعب الجزيري في المملكة.
ارسال التعليق