فيلم "المنشق" يقول لآل سعود: لامهرب من فضيحة الاغتيال
[-----------------------]
بعد أكثر من عامين لا يزال شبح الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي يلاحق آل سعود، في كل مكان، والآن أصبح وضع العائلة أصعب وسمعتها بدأت تتراجع من جديد بالرغم من المليارات التي بذلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لشراء صمت الدول الكبرى، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية التي استطاعت حماية ابن سلمان في الفترة الماضية، ورغم ان ولي العهد قادر على شراء صمت الرئيس الجديد جو بايدن، لكن يبدو أنه غير مطمئن تماما من ذلك، بسبب افراطه في العلاقة مع ترامب وعائلته، والأهم ان على بايدن اظهار نفسه بأنه "رجل الديمقراطية" الجديد في العالم، وربما يلعب هذه اللعبة لعدة شهور لينخرط مثل الادارات الامريكية السابقة بجرائم لا تحتمل في الشرق الاوسط، والاهم من هذا كله "دعم الديكتاتوريات" ومساندة الحكومات لقمع المعارضين.
بالرغم من أننا ليس لدينا ثقة بالحكومات الأمريكية المتعاقبة وجعجعتها حول محاسبة النظام السعودي لتورطه في جرائم هنا وهناك، إلا أن فيلم "المنشق" الجديد للمخرج العالمي برايان فوغل، حول قضية اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول التركية والاتهامات الموجهة لآل سعود وتورطهم في هذه الجريمة، سيكون له انعكاسات كبيرة على سمعة آل سعود وسيساهم لا محالة في تضييق الخناق عليهم واعادتهم إلى نقطة الصفر، خاصة ان الفيلم سيعرض في جميع الولايات الامريكية، وسيكون بمثابة طعنة قوية لسمعة آل سعود وجرائمهم خارج سلطة القانون، وبالتالي سيكون على الذباب الالكتروني أن يعمل لأعوام جديدة لاعادة تبييض صفحة آل سعود.
الفيلم لاقى دعم من شخصيات سياسية وحقوقية كبيرة، بالرغم من محاولة السعودية منع عرضه في دور العرض وعلى منصات البث الالكتروني، وبعد عرض الفيلم هاجمت مرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، آل سعود، وقالت: إن النظام السعودي هو المسؤول عن قتل وتقطيع الصحفي جمال خاشقجي.
وأكدت هيلاري، في تغريدة عبر “تويتر” أن النظام السعودي هو المسؤول عن جريمة خاشقجي الذي قتل في 2 أكتوبر 2018 داخل قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول.ونصحت هيلاري بضرورة مشاهدة فيلم "المنشق" الذي يتحدث عن مقتل خاشقجي. وكتبت كلينتون على تويتر: "إذا لم تكن قد رأيت (The Dissident)، أتمنى أن تفعل ذلك. هذا الفيلم الوثائقي قوي بشكل لا يصدق، حول اغتيال الصحفي جمال خاشقجي على يد الحكومة السعودية.. وهو متاح للمشاهدة الآن".
تغريدة هيلاري لاقت تفاعلا كبيرا، على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان على رأس المتفاعلين، مخرج الفيلم بريان فوغل، الذي رد قالا: "تشرفت بهذه التغريدة نيابة عن جمال، والكثير ممن يناضلون تحت اضطهاد الحكومة السعودية. كلماتك مؤثرة جدا".
الفيلم تناول نقاط حساسة في ملف اغتيال خاشقجي وتحدث عن قصة الاغتيال وكواليسها بالتفصيل، ابتداءاً من اختراق هاتف المعارض عمر عبد العزيز صديق خاشقجي وجمع المعلومات الكافية للاطاحة بخاشقجي، وطبعا تم استخدام تقنيات اسرائيلية للتجسس، وهذا الامر جرى الحديث عنه مطولا في الاعلام، خاصة انه تكرر كثيرا، حتى ان الوثائقي أشار لهذا الامر وشرح كيف استخدمت سلطات ال سعود من خلال التعاون مع شركة " NSO" الاسرائيلية، أفضل تقنيات الاختراق المتاحة اليوم، وكان اشهر ضحايا ال سعود للاختراق هو الملياردير الأمريكي جيف بيزوس، أغنى رجل في العالم حينها ومالك جريدة "واشنطن بوست" التي انتقدت السعودية بشراسة بعد اغتيال خاشقجي الذي كان كاتبًا فيها، وقد ألغى بيزوس زيارة له للسعودية خطّط أن يعلن فيها عن صفقة ضخمة تتعلق برؤية "2030" التي دشّنها ولي العهد السعودي.
الفيلم يتناول ايضا، تفاصيل التحضير لحادثة اغتيال خاشقجي، وكيف كان فريق ابن سلمان الذي ارسله لاسطنبول يضحكون وهم يخططون للطريقة التي يريدون فيها تقطيع أوصال الجسد، ويتكلمون فيما إذا كان الوركين مناسبين للكيس، وكشف ان القتلة طلبوا 70 كيلو لحم من مطعم لإخفاء رائحة الجثة المحترقة. ويتناول أيضا مقابلات مع خطيبته خديجة جنكيز ومع السلطات التركية لتقديم تفاصيل مروعة عن الجريمة.
السعودية اعترفت بأن قتل خاشقجي كان خطأ ولكن لكي نفهم آل سعود كيف يفكرون علينا أن نذكركم برد عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية على جريمة خاشقجي وكيف برر هذه الجريمة وأنكر علاقة السلطات فيها، حيث قال في تصريحات سابقة ردا على سؤال حول تداعيات مقتل خاشقجي وإضرارها بصورة المملكة العربية السعودية: "بلا شك، بالتأكيد، كان خطأ فظيعا ونحن ندفع ثمنه ونستمر في دفع ثمنه ولكن الأخطاء للأسف تحصل، في الولايات المتحدة الأمريكية كان لديهم أبوغريب في العراق، هل علم قائد القوات المسلحة بذلك؟ لا، هل علم وزير الدفاع بذلك؟ لا، هل علم الرئيس بذلك؟ لا.."
وأضاف الجبير في المقابلة ذاتها: "فيما يتعلق بالاستخبارات الأمريكية فإنهم لم يتوصلوا أبدا إلى هذه النتيجة كان ذلك تكهنات من قبل الإعلام، المسؤولون الأمريكيون لم يتوصلوا أبدا إلى هذه النتيجة بأن ذلك ما حدث هذا كان خطأ، هل علم جورج بوش عن أبوغريب؟ لا، ما الذي فعلته أمريكا قاموا بالتحقيق وحاكموا المرتكبين وعاقبوا بعضهم".
ارسال التعليق