حدث وتحليل
هجوم فلوريدا... كرس الرؤية الأمريكية عن مسؤولية نظام ال سعود وإنتاجه للإرهاب
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكي ـ
لم يتوقف الجدل داخل بعض الأوساط والمؤسسات الأمريكية حول النظام السعودي مسؤوليته عن إنتاج الإرهاب ونشره في المنطقة والعالم، فالبعض من هذه الأوساط طالب بتفعيل قانون جاستا لتعويض عوائل ضحايا الحادي عشر من سبتمبر 2001م، فهذا القانون حمّل نظام ال سعود مسؤولية ارتكاب تلك الجريمة التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف أمريكي عند ما قام إرهابيون بمهاجمة برجي التجارة العالمي في نيويورك في ذلك التاريخ، جلهم من السعوديين (15 منهم سعودي الجنسية من مجموع 17). والبعض الآخر ما زال يطالب بوقف صفقات الأسلحة لهذا النظام الارهابي، وهناك من السناتورات من طالب وما يزال بمحاكمة بن سلمان، لمشاركته بالمسؤولية المباشرة عن قتل الصحفي جمال خاشقجي وتقطيع جثته، ولارتكابه المجازر المروعة في اليمن، وفرض حصار اقتصادي خانق على شعب قطر، غير أن ترامب وطاقمه وعلى خلفية المليارات او الترليونات من الدولارات التي شفطها من نظام ال سعود لحد الآن، يحاولون دعم هذا النظام وحمايته، لأنهم في حاجة إلى أمواله وشفطهم المزيد منها، والى خدماته للمشاريع الأمريكية.
غير أن هجوم فلوريداً في 8/12/2019 بإقدام الضابط المتدرب محمد الشمراني بمهاجمة أمريكيين في قاعدة بينساكولا الجوية التابعة لسلاح البحرية الأمريكية في ولاية فلوريدا، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة وإصابة خمسة آخرين، وذلك بسلاح ناري كان الشمراني يحمله معه.. نقول أن هذا الهجوم القاتل فتح الجدل الأمريكي المشار إليه حول نظام ال سعود وجدوى الدعم الأمريكي له.. منحه زخماً كبيراً داخل الأوساط الأمريكية، التي كانت تعترض وتنتقد سياسة ترامب تجاه هذا النظام وتدعو إلى التشدد الأمريكي معه، فما كان من ترامب وطاقمه إلّا المسارعة في تخفيف وطأة هذا الهجوم ومحاولة تخفيف وامتصاص زخم هذا الجدل، وذلك بالإقدام على الإجراءات التالية:
1ـ سارع وزير الدفاع الأمريكي إلى نفي صفة الإرهاب على الحادث، وقال أسبر أن هذا العمل لا يمكن اعتباره عملاً إرهابياً. أما رئيس البيت الأبيض فهو الآخر سارع إلى نفي صفة الإرهاب، وقال لابد أن ننتظر التحقيق، واعداً بأن عملية التحقيق ستجري بشكل وستنجز لمعرفة دوافع هذا الهجوم، كما سارع دونالد ترامب إلى الإعلان، أن ملك ال سعود سلمان بن عبدالعزيز سوف يعوض عوائل الضحايا الأموال التي يستحقونها وأكثر! وفي هذا السياق قال ترامب: انه تلقى اتصالا من سلمان وولي ابنه محمد، وأنهما سيساعدان أسر (الضحايا بشكل عظيم)!!
محاولة الأوساط الأمريكية المقربة من البيت الأبيض إسباغ صفة الفردية على الهجوم، وهذا ما تجلى في تصريحات وزير الدفاع مارك أسبر، إذ قال، أنه غير مستعد في هذه المرحلة، لوصم هجوم فلوريدا بالإرهاب، إذ يمكن إلحاقه بحوادث إطلاق النار الجماعي التي تؤدي سنوياً بحياة الآلاف في الولايات المتحدة. والى ذلك، فأن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) خلص إلى القول، أن الضابط السعودي تصرَّف بمفرده حين قتل ثلاثة بحارة وأصاب ثمانية أشخاص، بينهم عنصران في الشرطة، مؤكداً أن حكومة ال سعود تعهدت بالتعاون بشكل كامل مع تحقيقنا".
2ـ حاولت تلك الأوساط الأمريكية المذكورة، تفسير الدوافع الفردية لهذا الضابط لارتكاب الجريمة، بالقول مرة، أن هذا الضابط تعرض لاهانة من مدربه الأمريكي وأمام أقرانه من المتدربين من السعوديين والأمريكيين، وذلك بتشبيهه بأحد الممثلين الإباحيين، إذ ناداه باسم هذا الممثل لأن شاربه يشبه شارب هذا الضابط، الأمر الذي أغضبه وترك في نفسه غصة، حيث يؤشر هذا التفسير بوضوح إلى أن العملية كانت ردة فعل أو عملية ثأر من الضابط السعودي على هذه الإهانة له! اما صحيفة النيويورك تايمز فلها تفسيرها لهذا الهجوم، حيث قالت إن المتدرب السعودي، عرض في العشية التي سبقت الهجوم افلاماً حول الهجمات الجماعية، بما يوحي إلى أن الدوافع من دوافع نفسية نتيجة التأثر بالأفلام والمشاهد التي كان يعرضها على زملائه!
3ـ سارعت الأوساط الأمريكية نفسها إلى مسح تغريدة منسوبة إلى الضابط السعودي على تويتر، قيل أنه كتبها قبيل ارتكابه أو إقدامه على الهجوم، وجاء فيها: " أنا ضد الشر، وأمريكا عموماً تحولت الى دولة شر، أنا لست ضدكم لأنكم كل يوم تدعمون وتمولون وترتكبون جرائم ليس فقط ضد المسلمين، بل كذلك ضد الإنسانية ". ذلك طبقاً لما نقله موقع مجموعة " سايت " الأمريكية لمراقبة الحركات الجهادية.
بيد انه ورغم محاولة البيت الأبيض من تخفيف وطأة الهجوم واعتباره فردياً لحصر آثاره على الوسط الأمريكي والتقليل منها إلى أقصى حد، وبغض النظر عن دوافع الضابط السعودي، إذا كانت فردية أو آيديولوجية، فأن الإدارة الأمريكية نفسها تصرفت على الصعيد الميداني، على أن الهجوم هو هجوم إرهابي مدفوع بدوافع جهادية أو " إرهابية " بحسب التعبيرات الأمريكية ذلك لأن:
أولاً: الرئيس الأمريكي نفسه وبشكل غير مباشر حمّل نظام ال سعود المسؤولية عن الهجوم، عندما قال إن الملك وولي عهد سيعوضان عوائل الضحايا بشكل عظيم، ذلك رغم أن سلمان وابنه محمد تبرءاً من الضابط وقالا انه لا يمثل المملكة ولا شعبها وما إلى ذلك من محاولات التخلص من تبعات هذا الهجوم..
ثانياً: قررت وزارة الدفاع الأمريكية إعادة النظر بملفات جميع المتدربين السعوديين من ضباط القوة الجوية والبحرية في هذه القاعدة والبالغ عددهم أكثر من 800 متدرب، وإجراء عملية فحص جديدة لتصرفات ومعتقدات هؤلاء المتدربين، ومدى تأثرهم بالفكر الوهابي التكفيري، ليس في هذه القاعدة، بل يشمل الفحص كل المتدربين السعوديين في كل القواعد الأمريكية! وهذا ما أشار إليه وزير الدفاع مارك أسبر بالرغم من انه رفض وصم الهجوم بالإرهابي، حيث قال: أنه "وجه (البنتاغون) لمراجعة الإجراءات المتعلقة بأمن القواعد العسكرية" وطلب إليه أيضاً.. "مراجعة إجراءاتنا المتعلقة بالفحص، قبل مجيء الجنود الأجانب من بلدان أخرى بغرض التدريب، واصفاً البرامج التدريبية بالمهمة جداً لأمننا القومي".
بحسب ما نقلته وكالة رويتر في 10/12/2019 عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن نحو300 سعودي يدرسون الطيران العسكري أوقفوا عن التحليق، اللفتانت أندريانا جينولدي المتحدثة باسم البحرية الأمريكية. وذكرت جينولدي أن الوقف شمل ثلاث منشآت عسكرية مختلفة، هي محطات بنساكولا ووايتينج فيلد ومايبورت الجوية التابعة لسلاح البحرية في فلوريدا. وقالت انه لم يتضح بعد متى تدريبهم النظري قريباً، وأضافت أن تدريب الطيران استؤنف للطلاب من دول أخرى.. ما يؤشر ذلك أن السلطات الأمريكية تضيّق على الطلاب السعوديين المتدربين من القواعد العسكرية الأمريكية فقط، وهذا يعني بدوره أن السلطات الأمريكية رغم ادعائها بأن الهجوم كان تصرفاً فردياً، تعتبر في الواقع أن الهجوم له دوافع عقدية..
اللافت أن هذه الأجواء أعطت للمنتقدين من السياسيين الأمريكيين، لمحاباة ترامب مع نظام ال سعود زخماً إضافياً في إثارة اعتراضاتهم وانتقاداتهم لتلك السياسة ودعوتهم مجدداً الى التشدد مع نظام ال سعود وإجراء تغيير جذري في أسس تكوين هذا النظام، وفي تركيبته ومكونه الفكري والسياسي.. ففي هذا السياق هاجم جوبايدن المرشح المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة كلاً من منافسه ترامب، والسعودية أيضاً بعد هذه الحادثة ونقل بيان (اتي جي دالكو) المتحدث باسم حملة بايدن الرئاسية في 9/12/2019 عن الأخير، أي بايدن، تعهده مجدداً بمراجعة العلاقات مع مملكة ال سعود في حال انتخابه رئيساً للتحقق من أنه تتماشى تماماً مع القيم والأولويات الأمريكية ". وهي إشارة غير مباشرة، إلى الفكر الوهابي التكفيري للنظام السعودي، والخطر الماثل الذي يشكله هذا الفكر على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.. أكثر من ذلك، اعتبر بايدن، أن النظام السعودي تمادى في ممارسة ودعم الجرائم التي ارتكبت في داخل المملكة السعودية وفي خارجها، لأن الرئيس ترامب وفر له حصانة من الملاحقة بحمايته ودعمه في المحافل الدولية، وجاء في البيان الآنف بهذا الصدد أن " إدارة ترامب قامت بتحرير شيك على بياض الى المملكة كي تتصرف بحصانة في جميع أنحاء العالم ".
وإلى ذلك، دعا عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي ( الكونكرس) إلى إعادة النظر في البرنامج تدريب السعوديين في الجيش الأمريكي على خلفية الهجوم في فلوريدا، وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام في مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز) في 8/12/2019 إنه " يجب تعليق البرنامج الى حين الكشف عن ملابسات ما حدث في ولاية فلوريدا بشكل كامل". مضيفاً إن " السعودية بلد مخيف، لكن هناك شيئاً خاطئاً.. يجب إبطاء البرنامج وإعادة تقييمه " ويقصد بالشيء الخاطئ، الدعم الذي يقدمه ترامب لهذا النظام الإرهابي، إذ أن ليندسي غراهام، كان في مناسبات سابقة قد انتقد الدعم الأمريكي ( إدارة ترامب) للنظام السعودي، واعتبر محمد بن سلمان، رجلاً متهوراً يجب وضعه عند حده أو إبداله بأمير آخر، لأنه يشكل خطراً على المصالح الأمريكية بسياساته المتهورة والرعناء، وأيضاً اشار ليندسي أكثر من مرة إلى الفكر الوهابي التكفيري الخطير الذي يشكل منظومة النظام التكوينية فكرياً وسياسياً وسلوكياً..
كذلك قال النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا مات غايتس، في حديث لقناة (ABC) الأمريكية إنه " سينبغي ألّا نرحب بالطلاب السعوديين الجدد، حتى تكون لدينا ثقة تامة بعملية التدقيق لدينا ". مشدداً على ضرورة " مراقبة أنشطتهم للتأكد من عدم وجود تطرف" وتلك إشارة واضحة من هذا النائب إلى أن المؤسسة التكفيرية في السعودية مازالت فعالة ونشطة، تنشر وتربي الشباب السعودي أفكارها الإرهابية وبرعاية النظام السعودي نفسه.. وكما اشرنا في بداية هذه السطور فأن وزير الدفاع الأمريكي مارك أسبر قد أعلن في يوم 8/12/2019 انه طلب من وزارة الدفاع مراجعة إجراءات فحص الجنود الأجانب في إطار برنامج التبادل العسكري، ووضع القواعد العسكرية في حالة تأهب، بعد حادث إطلاق النار. وأضاف اسبر في مقابلة له مع شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية في ذلك التأريخ قائلاً: " من أول الأمور التي قمت بها في أعقاب هذا الحادث في ذلك التأريخ قائلاً: " من أول الأمور التي قمت بها في أعقاب هذا الحادث كان إرسال نشره تحذيرته فوراً إلى جميع قواعدنا ومؤسسات نا ومنشآتنا. وتشمل برامج البنتاغون تدريب أكثر من خمسة آلاف أجنبي من بينهم 850 سعودياً. وأشار الوزير الأمريكي إلى اعتقال السلطات الأمريكية لأصدقاء المهاجم السعودي والذين كانوا يصورون عملية الهجوم!
ولأن هذا الهجوم منح الأوساط الأمريكية المنتقدة وغير الراضية على سياسة ترامب الداعمة للإرهاب التكفيري للنظام السعودي ولإجرام الأخير، فأن الكونكرس الأمريكي منح أجهزة الاستخبارات الأمريكية مهلة 30 يوماً قبل الزامها بالإعلان رسمياً عما إذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولاً عن قتل جمال خاشقجي الصحفي السعودي المعارض وكاتب مقالات الرأي في صحيفة واشنطن بوست سابقاً.و قد أقر يوم 11/12/2019 في الكونكرس الأمريكي بأغلبية كبيرة مشروع قانون الإنفاق السنوي للجيش، المعروف باسم قانون إقرار الدفاع الوطني. وفي المداولات قبل تمرير مشروع القانون، جُرّد مشروع القانون هذا من الاجزاء التي تنص على أن قتلة خاشقجي سيكون عرضة لإجراءات عقابية، وذلك بعد احرار البيت الأبيض على حذفها، وحذف المواد التي من شأنها أن توقف الدعم العسكري الأمريكي للنظام السعودي، حيث لعب صهر ترامب جاريد كوشنر الدور الرئيسي في حذف هذه المواد من مشروع القانون المشار اليه. لكن نسخة نهائية من مشروع القانون اشتملت على أسلوب يلزم مدير الاستخبارات بالإعلان رسمياً في غضون 30 يوماً عن هوية المسؤول عن قتل خاشقجي وتقطيع جثمانه داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في تشرين الأول من العالم الماضي.
كل ذلك وغيره مؤشر كبير على أن القيود الأمريكية والضغوط تشهده مرة أخرى بعد هجوم فلوريدا مناخاً ساخناً، فبالإضافة إلى احتجاز المتدربين السعوديين في قاعدة فلوريدا ومنعهم من الخروج من القاعدة ريثما يتم التحقيق مجدداً، وبالإضافة إلى تعليق طيران 175 طالباً سعودياً في الكلية الجوية في القاعدة المشار إليها، وكذلك تشديد الإجراءات على المبتعثين السعوديين في القواعد الأخرى في ولايات أمريكية أخرى.. بالإضافة إلى ذلك، فأن القيود والضغوط الأمريكية على النظام السعودي وعلى المواطنين في المملكة الذين يفدون او يزورون الولايات المتحدة، تضاعفت لمرات كثيرة، الأمر الذي تؤكده عملية اعتقال الطالب السعودي حسن القحطاني الذي اتهم من قبل السلطات الأمريكية بأنه يخطط لقتل أساتذته، ولا ندري مدى صحة هذه التهمة، هل هي صحيحة أو ملفقة لاعتقال هذا الطالب الذي يدرس في جامعة نيومكسيكو الأمريكية في قسم الهندسة الميكانيكية والبالغ من العمر 27 عاماً، والذي كان من المقرر أن يحتفل يوم 14/12/2019 بحصوله على شهادة الهندسة في الجامعة المذكورة، وبدلاً من ذلك، قضى هذا الطالب، أي بدلاً من الاحتفال، عطلة نهاية الأسبوع وراء القضبان، بأمر من محكمة فيدرالية وجهت له تهمة حيازة سلاح ناري، بالإضافة إلى تهمة خطيرة وهي كما أشرنا قبل قليل انه كان لديه قائمة بأشخاص يخطط لقتلهم ومن بينهم أساتذة في الجامعة بحسب وسائل أعلام أمريكية !!
زيادة الضغوط الأمريكية إزاء النظام السعودي، تؤشر إلى جملة معطيات نذكر منها ما يلي:-
إن هجوم فلوريدا بغض النظر عن دوافعه، فيما إذا كانت فردية أو " إرهابية" فأنه كرسي عملية الشفط والابتزاز الأمريكيين للأموال السعودية، ولذلك سارع ترامب إلى التصريح بأن سلمان وابنه أبديا الاستعداد لتعويض عوائل الضحايا بالمال الوفير، للدرجة التي جعلت الأكاديمي الإماراتي الدكتور يوسف خليفة اليوسف أستاذ الاقتصاد في جامعة الإمارات يسخر من الابتزاز الترامبي المتكرر للسعودية، وعلق بتهكم على مطالبة ترامب الملك السعودي وولي عهد بتعويض عوائل ضحايا هجوم فلوريد قائلاً: " يبدو أن ترامب لو مات عنده ديك رومي هذه الأيام فأنه سيأمر الملك ملك السعودية بدفع فاتورة وإلا فهل رأيتم هكذا استخفاف؟ فقد صرح ترامب إن ملك السعودية سيدفع تعويضاً للجريمة التي ارتكبت في البحرية الأمريكية في فلوريدا "!
مازال التحقيق يجري من جانب أوساط التحقيق الامريكية فيما إذا كانت دوافع مهاجم فلوريدا فردية أو إرهابية، فإذا كانت فردية فهذا يعني انه ناقم على نظام بلادة وعلى سياساته، وعلى دعم الولايات المتحدة لهذا النظام الفاسد، وإذا كانت إرهابية، فأن ذلك يؤكد كذب بن سلمان الذي ادعى انه عمل بكل جهده على مغادرة النظام السعودي ومن يدور في فلكه، الفكر التكفيري الوهابي الذي يكفر الآخرين ويحلل قتلهم بل يوجب قتلهم، ما يعني ذلك أن النظام مازال مصدر الإرهاب التكفيري في العالم والخطر الكبير على هذا العالم، وذلك بدوره ما يفاقم المتاعب للنظام والملاحقة الدولية له على جرائمه..
إن المليارات من الدولارات التي شفطها ترامب من محمد بن سلمان لقاء طي قضية جريمة قتل خاشقجي ونسيانها ذهبت إدراج الرياح بعد هجوم فلوريدا، فقد أثيرت هذه القضية من جديد في الكونكرس الأمريكي كما مر بنا.
إن هذا الهجوم نسف كل محاولات النظام السعودي تزويق وجهه الإرهابي والمهدد كرس النظرة العالمية لهذا النظام كنظام إرهابي، منتج للفكر الإرهابي وللإرهابيين القتلة الذين يهددون دول العالم، ومن ثم تحميله المسؤولية عن الجرائم الإرهابية التي تقع هنا وهناك في أرجاء المعمورة.
كل ذلك يعزز الرؤية التي تطالب بضرورة التكالف الدولي والإقليمي لوضع حد لهذا النظام الإرهابي الخطير.
ارسال التعليق