هذا ما سيكون مصير استعداء نجل سلمان لقبيلة الحويطات
[حسن العمري]
* حسن العمري
ذكرت مصادر حقوقية أن سلطات آل سعود اعتقلت العشرات من أبناء قبيلة الحويطات خلال الأيام القليلة الماضية بعد مداهمة منازلهم منتصف الليل في منطقة “بشرما” لأنهم رفضوا التعويض بمبالغ مالية محدودة والترحيل، في محاولة من السلطة الجائرة لترهيب باقي سكان المنطقة وإجبارهم على قبول التعويضات الزهيدة المجحفة وسط تهديدات بالسجن أو القتل في حال الرفض، وتؤكد الأنباء الواردة أنه يتم تعويض أنقاض المنزل فقط، وفي أغلبها لا تتجاوز ٢٠٠ ألف ريال عن أكثر من 800 سنة تاريخ فيما قيمة الأراضي السوقية لوحدها بالملايين ومن يرفض التعويض يلاحق ويعتقل أو يقتل كما تم مع (عبد الرحيم الحويطي).
وذكرت مصادر من قبيلة الحويطات أن فهد بن سلطان رئيس لجنة الترحيل القسري يقوم بقوة السيف على إجبار شيخ الحويطات على الحضور معه، لإعلان صرف تعويضات مالية لأهالي القبيلة أمام عدسات الإعلام ليظهر أن الوضع مستتب وأن الحويطات غير رافضين الترحيل. تزامن ذلك مع أطلاق نشطاء وحقوقيون حملة دولية تحت عنوان “العدالة لضحايا نيوم” لفضح جرائم النظام السعودي وتحقيق العدالة لقبيلة الحويطات السعودية التي قمعت سلطات "نجل سلمان" أبناءها وتجبرهم على الرحيل من أراضيهم وتعتقل بعضهم لصالح بناء مشروع “نيوم”.
قضية قبيلة الحويطات بدأت في يناير/كانون الثاني 2020 عندما أرسل محمد بن سلمان وقبل أشهر أرسل مسؤولين تحت يافطة التفاوض مع زعماء القبيلة في المنطقة، الذين أخبروهم بأنهم مجبرين على مغادرة أرضهم من دون أن يخبروهم إلى أين ستذهب القبيلة، وحتى من دون أي تعويض مادي!؛ ليأتي الرد الصاعق من أبناء القبيلة الأباة بأنهم يرفضون ذلك جملة وتفصيلاً، وقد قالت المديرة التنفيذية السابقة لقسم الشرق الأوسط بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” سارة ليا ويتسون إن الانتهاكات التي يتعرض لها أفراد قبيلة الحويطات تعكس موقف نظام آل سعود تجاه المواطنين السعوديين وأنه ليس لديه أي احترام للموطنين.
وكالة الصحافة الفرنسية من جانبها وصفت هذه المعارضة بأنها "مقاومة داخلية نادرة" ضد سلطات آل سعود، وخبراء اقتصاديون أعادوا تساؤلاتهم مرة أخرى عن جدوى مشروع نيوم حيث لا تزال تواجه صعوبات في جذب المستثمرين؟ - وفق مركز “صوفان” الاستشاري للشؤون الأمنية؛ وأشقاء عبد الرحيم الحويطي، أعلنوا رفضهم للدية مقابل دم شقيقهم، فاضحين أكاذيب نظام نجل سلمان وذبابه الإلكتروني بشأن قبولهم دية أخيهم المغدور والذي قتلته قوات أمن سلمان منتصف أبريل/ نيسان المنصرم، بعد نشره سلسلة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي انتقد فيها إجبار قبيلته على الرحيل من الأرض التي عاشوا فيها لأجيال (800 عام) في موقع مشروع "نيوم" في محافظة تبوك، واصفا إياه بإرهاب دولة آل السعود.. مؤكداً أن معارضته هذه ستؤدي إلى قتله.
سبب مقتل الحويطي موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا زالت مستمرة باعتبارها صورة إجرامية اخرى لنظام آل سعود ضد كل من يعارض سياستهم المتهورة والطائشة على غرار تنشير وحرق جمال خاشقجي، حيث تداول آلاف النشطاء العرب هاشتاغ من قبيل #استشهادعبد الرحيم الحويطي # و#عبد الرحيم _ الحويطي و#الحويطات_ ضد ترحيل_ نيوم.
مراقبون للشأن السعودي يؤكدون أن محمد بن سلمان يستخدم نتفس أسلوب المحتلين الصهاينة في فلسطين المحتلة ضد أصحاب الأرض والبلاد، وكل من يعارض سياسة ورغبة ابو منشار سيتم اعتقاله ونقله الى جهة مجهولة كما حصل مع العشرات من أبناء قبيلة الحويطات حتى لحظة كتابة هذه السطور، لكن مقاومة أبناء القبيلة الأحرار لبلطجة ولي العهد يزيد من مخاوف الأسرة الحاكمة خاصة وهي لا تزال تغوص في مستنقع وحل الحرب على اليمن ومقاطعة قطر والعداء مع ايران وتدني أسعار النفط و…..
خبراء المان أكدوا انهيار “رؤية 2030” الذى يسعى محمد بن سلمان تطبيقها في المملكة بأي صورة، مشددين أن المعضلات الكبيرة التي تواجه الرياض من حرب ورشاوي وترف واستعداء “تهدد بتبخر هذه الأحلام في سراب الصحراء”- حسب صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية، والمنظمات الدولية الحقوقية تعرب كل يوم عن مخاوفها إزاء الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها سلطات آل سعود في حملتها لتهجير أبناء قبيلة الحويطات لصالح مشروع مدينة “نيوم”، داعية الشركات الناشطة هناك وهي: أوليفر وايمان، ماكنزي أند كو، مجموعة بوسطن الاستشارية لإعادة تقييم مشاركتها في المشروع وإيقافها تمامًا ما دامت لا تتوفر إمكانية التصدي لهذه الآثار الضارة بحقوق الإنسان.
ولي عهد سلمان خصص ميزانية 500 مليار دولار لبناء مدينة "نيوم" تشير تقارير الاستخبارات الغربية انها ستذهب هواء في شبك، كاشفة النقاب عن أسلوب جديد تتبعه أجهزة الأمن السلمانية مع أبناء قبيلة الحويطات بحيث تقوم باستدراج الرجال والنساء المعارضين للترحيل القسري إلى خارج القبيلة ثم تستفرد بهم وتقوم باعتقالهم وتنقلهم الى جهات مجهولة، ما دفع بالقبيلة التي تعتبر من أكثر التجمعات السكانية تعرضا للقمع والوحشية وتتوزع فروعها على الأردن وفلسطين ومصر والسعودية، الى مناشدة الأمم المتحدة للتحقيق في مأزقها، وتقول: إن ما تقوم به السلطات السعودية يصل إلى حد تدمير جماعة محلية، لمنطقة شاسعة تضم 13 مدينة وقرية على طول البحر الأحمر.
صحيفة “إندبندنت” البريطانية كتبت في تقرير لها، إن قبيلة الحويطات أمام خطر التهجير القسري لبناء مشروع يعبر عن غرور نجل سلمان، مضيفة: أن سلطات آل سعود التي مضت بالمشروع قامت خلال الأشهر الأخيرة باعتقال وملاحقة بل وقتلت أبناء العشيرة لأنهم تساءلوا عن جدوى المشروع أو لأنهم رفضوا بيع أرض أجدادهم للدولة.. وخبراء يشيرون الى أن "التمرد النادر" لقبيلة الحويطات على الأسرة السعودية الحاكمة يكشف عن حالة استياء عارمة وسط شرائح وقبائل سعودية كبيرة، من سياسة القمع والبطش ونشر الفساد والرذيلة في المجتمع السعودي التي يمارسها "بن سلمان" لتغريب الشباب وتدمير المجتمع السعودي من القاعدة.. مشددين ربما ستكون إنطلاق شرارة لإنهاء الدويلة السعودية الثالثة.
قبيلة الحويطات، تؤكد تمسكها بحقوقها في أرضها وقبيلتها ومنازلها وبدم عبد الرحمن الحويطات، الذي قتلته قوات أمن محمد بن سلمان بدم بارد في إطار قمع القبيلة وإجبارها على الرحيل من منازلها لصالح تنفيذ مشروع “نيوم”، حيث قدمت حملة “العدالة لضحايا نيوم”، شكوى للأمم المتحدة ضد جرائم آل سعود بحق القبيلة وتاريخها.. يقول البعض أن تمرد قبيلة الحويطات هو ضمن الصراع على العرش أساس الحكاية ومنتهاها حيث للقبيلة علاقات وطيدة مع أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف وأبناء عبد الله.. أن الملك عقيم؛ مقولة عربية جاءت من عمق الصحراء العربية وإليها تعود.
فترة ولاية العهد اختبار لحنكة وكياسة من يشغلها قبل الجلوس على العرش، ومحمد بن سلمان وخلال الفترة القصير أدخل بسياسته الطائشة المملكة في أتون حروب طاحنة واحتلال لبلد شقيق وأزمات حادة مع دول مجاورة وأخرى بعيدة، وجرائم هزت صورة بلاد الحرمين الشريفين.. وصولاً الى قضية قبيلة الحويطات التي سلطة مجلة “فورين بوليسي” الضوء على هذه القصة الدامية التي تروي “الحلم الدموي” لنجل سلمان ومشاريعه العبثية وضحايا سلوكه الطائش المستمر.
ارسال التعليق