آل سعود يحكمون قلب العالم الاسلامي ومهمتهم قلبه
[حسن العمري]
* حسن العمري
يحتار الانسان في تفسير ما يجري في العالم الإسلامي والعربي من اقتتال داخلي، وتدمير للأوطان، وما يصاحب ذلك من هزائم على مستوى مختلف الأصعدة، وإذا ما استعملنا العقل في تفسير ما يجري؛ من أجل الخروج منه، فإنّنا سنجد أنّ هذا الواقع ليس وليد الساعة، بل هو تراكمات من السلبيات التي توارثناها عبر عصور بفضل الفكر الوهابي التكفيري الذي زرعه آل سعود طيلة القرون الماضية في بلداننا الاسلامية والعربية ببترودولاراتهم ومساعدة أخواتهم البقرات الحلوب الخليجية الاخرى التي لا تعلمت الاجرام منهم.. حتّى بات البعض يخاف الخروج منها، ظنّا منه أنّها إيجابيّات أو عبادات ستدخله الجنة، ومن يقرأ مقدّمة "ابن خلدون" سيجد أنّ ما كتبه عن حال العربان قبل 800 عام، ينطبق على عربان القرن الحالي، فلم يتبدّلوا ولم يواكبوا التطور والتقدم الذي يشهده العالم.
وسائل الإعلام الغربية تفضح بين الحين والآخر الدور الخبيث والخياني الذي يلعبه آل سعود في شق الصف الاسلامي والعربي، ولن نرى أي مكر أو خديعة أو توتر أو مؤامرة أو احتلال أو مأزق أو حرب داخلية أو ارهاب في عالمنا العربي والاسلامي إلا والنظام السعودي الخبيث يقف من ورائه بكل ما أوتي من مال وسلاح ونقص في العقل والتعقل؛ في الوقت الذي يخالون أنفسهم الأذكى بالعالم، وفي كل مرة يتحدثون فيها ترى مكراً واضحاً على وجوههم وحركاتهم، مكر سيء في أبشع تجلياته، هو مكر الغباء وحده لا مكر شيء آخر، فلطالما اعتبر علماء النفس إن كل من يحاول إستغباء الآخرين مجرد عنصر (إكس) وصل قمة الغباء وتربع على عرشها، وX يعرفها جيدا علماء الرياضيات والبيولوجيا والقيمون على مستودعات الأموات وملاجئ الأطفال والعجزة، ولها لدى كل واحد من هؤلاء معنى معين .
آل سعود أفسدوا في الأرض، وصالوا وجالوا فيها طيلة القرن الماضي، وبثت أبواقهم الإعلامية سمومها الثقافية والسياسية والإجتماعية الوهابية التكفيرية في أذهان الشباب المسلم ودفعته نحو قتل أخيه على الهوية الدينية والمذهبية هنا وهناك.. وبدّلوا نعم الله سبحانه وتعالى ورسالة المحبة والمودة السماوية الى نقمة وعداء وحقد وضغينة وارهاب وقتل ودمار انتشر في شتى بقاع عالمنا العربي والإسلامي وحتى الغربي منه، وأوجدوا الإسلاموفوبيا وغذوها بالمال والفكر المتطرف ومزقوا أوصال الأمة وانتهكوا الحرمات والمحرمات بمختلف اشكالها وانواعها، وعاثوا ويعيثون حتى يومنا هذا الفساد في البلاد والعباد، متجاهلين أن من السحر ما ينقلب على الساحر وأن كيدهم سيدق أسفينهم وسيرجع وباله عليهم عما قريب لا محال، فهي سنة الله عزوجل لا تبديل لسنته، من أحسن له خير الدارين ومن أفسد سيخزيه الله في الدارين.
صحيفة "لوموند" الفرنسية كشفت النقاب عن دور النظام السعودي وماله في دعم الجماعات المتطرفة المعادية للإسلام والمسلمين في اوروبا خاصة في فرنسا، حيث ضبطت الشرطة الفرنسية في مطار "شارل ديغول" في باريس دبلوماسياً سعودياً مقرب من محمد بن سلمان يحمل مبلغا ماليا كبيرا كان قد وصل من مطار الملك عبد العزيز بالسعودية، حيث كانت الأموال معبأة بعناية في جيوب شفافة. مثبتة في مكانها بواسطة أشرطة مطاطية داخل حقيبة عادية.. قالت مصادر أمنية فرنسية أن جهتها كانت الى الجماعات المتطرفة المعادية للإسلام والمسلمين، والى قتلة مأجورين، والبعض منه الى إرشاء مسؤولين ودبلوماسيين فرنسيين وأوروبيين ووسائل إعلام غربية لتلميع صورة ابن سلمان؟.
"الضرورات تبيح المحظورات" قاعدة تربى عليها ملوك آل سعود واحداً تلو الآخر منذ بلوغ عبدالعزيز العرش بدعم الاستعمار البريطاني وحصان طروادة الأخوان، قالها محمد بن سلمان وبصوت عالي خلال حواره مع مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية معترفاً متفاخراً خلاله بدور محمد عبد الوهاب وجده محمد بن سعود عبر "اتفاق الدرعية" في تشتيت العالم الاسلامي تحت يافطة "الوهابية والسلفية"، وأن عالمنا المتحضر بات اليوم ليس بحاجة اليها والى تعاليمها وقد عفى عليها الزمن بعد بلغنا مبتغانا منه، ما يدفعنا اليوم الى سلوك تجاه آخر أي التفسيق الخلقي والأخلاقي والاجتماعي لمجتمعاتنا الاسلامي بإشاعة الفاحشة والمنكر عبر إقامة الحفلات الموسيقية المختلطة الماجنة في بلاد الحرمين الشريفين والسماح لشرب الخمور فيها، لتكون نقطة انطلاق نحو سائر البلدان العربية والاسلامية التي لا تزال شعوبها وحكوماتها تلتزم ببعض المبادئ والقيم الاسلامية والمجتمعية الخلقية البعيدة والرافضة للعري والإباحية التي يصبوا اليها آل سعود.
قالها "بن خلدون" قبل قرون "الاستبداد يقلب موازين الأخلاق، فيجعل من الفضائل رذائل، ومن الرذائل فضائل"، ثم حذر منها بقوله "إذا تأذّن الله بانقراض الملك من أمّة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها، وهذا ما حدث في الأندلس وأدّى فيما أدّى الى ضياعها".. هذا اذا ما نسينا أو تناسينا التحذيرات الالهية التي جاءت في القران الكريم وكيف مسخ الله سبحانه وتعالى أمم تجاوزت حدود العفة والعفاف والأخلاق السامية، وهو ما يتجاهله وعاظ السلاطين من رأس الهرم الى قاعدتهم اولئك الذين باعوا دينهم وآخرتهم برضى آل سعود وسخط الخالق.. ولهذا اتّهم ابن خلدون في حينه أنّه كتب من منطلقات عدائه للعرب، كونه “أمازيجيّ”، تماما مثلما يحصل الآن، فالذي يطالب بالاصلاح والتغيير والعدالة والمساواة واحترام العقيدة الدينية والمشاركة المدنية، فإنّ تهمة التّكفير والتّخوين جاهزة لقذفه بها والتي ذهب ضحيتها المئات من خيرة شباب وعلماء ومفكري واساتذة ودعاة ونشطاء بلاد الجزيرة .
موقع "أوراسيا ريفيو" التحليلي، نشر تقريراً تحدث فيه عن جهود السعودية والإمارات في تحريف الاسلام وتوجيه الضربة للدين والمسلمين أينما يتواجدون، كاشفاً أن تلك الجهود تشترك في حشد القوة الدينية المزيفة الناعمة وحصرها في إطار الخضوع لحاكم استبدادي لضمان بقاء النظام في سدة الحكم، وتأييد سياساته الداخلية والخارجية، فكان إبتداعهم "الاسلام الوسطي والمعتدل" في إشارة واضحة الى أن الاسلام متطرف إجرامي دموي عابس الخلق والاخلاق؛ متجاهلين قول الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ} - سورة القلم - الآية 4، ثم قول خاتم المرسلين "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. سعياً منهما في تشويه صورة الاسلام الحقيقي المحافظ والمتجذر في صفوف الأمة، ومحاولة لضمان بقاء نظامهما القمعي الفاسد الفاسق قائم على رقاب ابناء شبه الجزيرة العربية، وتعزيز تطلعاتهم الخيانية العميلة لقيادة العالم الإسلامي والحؤول لدرء التحديات المتجذرة في صفوف شعوبنا وشعوب الأمة العربية والاسلامية تجاه كل خائن وعميل ومنحرف ومجرم.
خيانة القضية الفلسطينية وسائر قضايا الأمة العادلة هي بداية إنخراط آل سعود في مشروع تمزيق وحدة الصف الاسلامية وتدمير الأمة وعقائدها الرصينة العادلة السامية، فكانت رسالة عبد العزيز للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا الاستعمارية "بمنح فلسطين لليهود المغتربين" بداية الفاجعة وطريق "فرق تسد" بين صفوف الأمة الموحدة التي كان يهابها العالم برمته، ثم جاء دور ولي عهد "فيصل" في وأد الثورة الفلسطينية وقمعها عام 1936، لتتعاقب أدوار ملوك آل سعود واحداً تلو الآخر في هذا المشروع الاستعماري البريطاني الاميركي الصهيوني الخبيث، ثم جاء دور الوهابية التكفيرية والسلفية الاجرامية لترهيب العالم من الاسلام والمسلمين وتحريف وتشويه صورة الاسلام الأخوية الرحمانية التعاونية العادلة، فعاثوا في الأرض الفساد وقتلوا العباد وحرقوا الأخضر واليابس، ودمروا دور العبادة وفخخوا الناس الأبرياء ومزقوهم إرباً إرباً، واحتلوا دول الجوار وأقاموا فيها المجازر والاجرام و.... المقال لا يسع لذكر كل ما فعله آل سعود المجرمين الذين يحكمون قلب العالم الإسلامي ومهمتهم قلب العالم الاسلامي.
ارسال التعليق