أخبث ما فعله آل سعود في أمة أقرأ التي لا تزال لا تقرأ 1-2
[حسن العمري]
* حسن العمري
".. كان أحد الأئمة يصف الخمر بأنها أم الخبائث، وأنا أقول بأن الصهيونية هي أم الخبائث، لأنها هي أسباب هذه المشاكل في العالم، هذه كلها في العالم الشيوعية جاءت من الصهيونية، التفسخ الخلقي جائتنا من الصهيونية، الخروج على كل المبادئ، وكل التقاليد، وكل الاعراف، وكل الآداب، وكل الكرامة والشرف، جائتنا من الصهيونية فأذن هي أم الخبائث.. أنهم يحاولون أن يسيطروا على العالم، فلا يمكن أن يسيطروا بعددهم أو قوتهم، ولكن يسيطروا على العالم بتفكيرهم، بهذه المبادئ ويبثونها بين أبناء الشعوب، فلما تصل الى درجة من التحلل والتفسخ وعدم القدرة، في ذلك الوقت يسيطروا عليك وهذه أهدافهم.. وهم والله ما هم أصدقاء، هم أصدقاء للشيطان.." من خطاب للملك فيصل بن عبد العزيز في حفل مؤسسة النقد السعودي في سبتمبر عام 1969.
عودة الى الوراء ثلاثة عقود سنرى دور المتكلم عن خبث الصهيونية وإجرامها بحق البشرية في العالم، ما كان دوره الرئيس في إخماد شعلة الثورة الفلسطينية وكيف خان الثوار وقضية الأمة عندما التقاهم عام 1936 مبعوث من قبل والده عبد العزيز بناءاً على طلب من الاستعمار البريطاني الخبيث راعي سطوة آل سعود على الجزيرة العربية، تلك الخيانة الكبرى التي مهدت لاحتلال فلسطين ونكبتها عام 1948، عندما كانت فلسطين محتلة من قبل الإنجليز وكان شعبها آنذاك في حالة ثورة وتمرد وعصيان وإضراب شامل استمر 183 يوماً ضد الاستعمار البريطاني الخبيث، والذي فشل فشلاً ذريعاً في إيقاف الثورة أو إخمادها رغم كل العنف والقسوة والاعتقالات والقتل الذي استخدمته القوات الانجليزية ضد الفلسطينين، وفشل مخطط "لجنة تحقيق ملكية لتحري أسباب الثورة ووضع الحلول المناسبة" في 8 آيار 1936 فما كان منها إلا أن تلجأ لعنصرها الخبيث عبد العزيز للقيام بإخماد الثورة الفلسطينية.
الوثائق البريطانية التي رفعت عنها السرية فيما بعد كشفت النقاب عن دور الملك الناجح في إخماد نار الثورة الفلسيطينية، حيث أوفد ولده فيصل وهو يحمل رسالة والده التي كتبها الجاسوس البريطاني ومستشاره "جون فيلبي" مطلقاً على رسالة الخيانة أسم (النداء).. قال عبد العزيز فيها"إلى أبنائنا الأعزاء عرب فلسطين... لقد تألمنا كثيراً للحالة السائدة في فلسطين فنحن ندعوكم للإخلاد إلى السكينة وإيقاف الإضراب حقناً للدماء. معتمدين على الله وحسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم".. فكانت الضربة القاضية والقاصمة للشعب الفلسطيني وثورته التي كانت على وشك الانتصار وتحرير كامل التراب الفلسطيني، وحمل النداء الخياني هذا في طياته السموم لتطعيم الشعب الفلسطيني، فكان السبب الرئيس في انقسام الشعب الفلسطيني وقسم من ثواره ، خدمة لصديقته بريطانيا وتمكيناً لقيام دولة الكيان الصهيوني الغاصب على أرض أولى قبلة المسلمين.
"حينما أرسلني والدي عبد العزيز في مهمتي هذه إليكم فرحت فرحتين الفرحة الأولى: كان من أجل زيارة المسجد الأقصى والصلاة في بيت المقدس، أما الفرحة الثانية: فكانت فرحتي بلقاء هؤلاء الثوار لأبشّرهم أن جهودهم لم تذهب سدى وأن ثورتهم قد أثمرت إثارة اهتمام صديقتنا بريطانيا العظمى التي أكدت لوالدي حينما رأت اهتمامه بفلسطين أنها لن تخيب آمال الفلسطينيين. وبناء على ما عرفته من صدق نوايا بريطانيا أستطيع أن أقسم لكم بالله أن بريطانيا صادقة فيما وعدتنا به وأن بريطانيا تعهدت لوالدي أنها عازمة على حل القضية الفلسطينية" - من كلام فيصل بن عبد العزيز خلال اجتماعه بقادة فلسطين في القدس الشريف.. ساخراً من غباء السذج والاراعن منهم الذين صدقوا وعد من باع فلسطين للصهيونية العالمية قبل الاجتماع هذا بعقود.
خيانة آل سعود للقضية الفلسطينية متجذرة في كل واحد منهم ومتنقلة من الأب للولد ومن الولد الى الحفيد.. من عبد العزيز الى فيصل وفهد وعبد الله.. حتى محمد بن سلمان، إكراماً لدعم الاستعمار البريطاني الخبيث من تمكين هذه العصابة الطاغية المجرمة الخيانية من السطوة على أرض الجزيرة العربية وحكمها، معيدين الجميل عبر مناصرتهم للعصابات الصهيونية لتمكين من أرض فلسطين ورقاب شعبها حتى يومنا هذا.. والذي كان على حساب الشريف الحسين بن علي ملك الحجاز، بعد أن رفض الأخير القبول بمطالب بريطانية تتعلق بحدود ما بعد اتفاق "سايكس بيكو" من تقسيم للدول العربية الى جانب رفضه "وعد بلفور" لليهود بوطن في فلسطين والذي قبله بن سعود ورحب به وورثه لأبنائه وأحفاده- وفق الوثائق البريطانية التي كشفت عن دخول عبد العزيز بن سعود في مفاوضات سرية عام 1943 مع كل من حاييم وايزمان (رئيس الوكالة اليهودية في فلسطين) وروزفلت (الرئيس الأمريكي) بحضور جون فيلبي (مستشار بن سعود) لبيع فلسطين مقابل 20 مليون جنيه استرليني. ولكن عندما سرب فليبي الخبر، اعلن ابن سعود انسحابه من المفاوضات، فيما الحقيقة كانت مستمرة حتى النهاية.
يقول المقربون من محمد بن سلمان بأنه ينتشي كثيراً من مديح يشبهه بجده عبد العزيز، حيث يجتمع الجد والحفيد على أمور كانت عاقبتها فادحة على بعض جيران نجد، فضلا عن العداء لبعض دول الإقليم، وفي مقدمتها الموقف من قضية الأمة التي لا تقرأ حتى يومنا هذا وهي فلسطين حيث نقاط التشابه الصارخة بين الجد والحفيد وفق ما تؤكده الوثائق البريطانية والأمريكية السرية وشواهد العصر.. استراتيجية واحدة دون اختلاف إلا في التسرع والعجلة وعدم التحوط والسرية التي عُرف بها عبد العزيز آل سعود، الذي لولا افتضاح رسالته الشهيرة من قبل مستشاره فيليبي لما كان التاريخ يتناقلها وتجبر الحكومة البريطانية على رفع السرية عنها..".
وعن الدور الوظيفي الذي لعبه عبد العزيز بن سعود في إخماد الثورة الفلسطينية عام 1936، ذكر جون فيلبي في محاضرة ألقاها في الظهران "لقد سرّت القيادة البريطانية أعظم سرور، ونلنا على أثرها ثلاثة أوسمة تقديرية الأولى لي, والثاني لعبد العزيز، والثالث لفيصل (بن عبدالعزيز آل سعود) لهذا الدور. بل لهذا الفصل التاريخي الذي قام به صديقها الحميم عبد العزيز آل سعود، ووجهت إليه رسالة شكر تفيض بالعواطف لعمله الذي عجز عن فعله الجميع. كما سرّ قادة اليهود في فلسطين لهذا الجهد السعودي الجبار.."؛ " بمجرد أن عرض عبد العزيز آل سعود وساطته لدى وجهاء فلسطين, حتى قبلوا وساطته بإيقاف الثورة.. واثقين مما تعهد لهم عبد العزيز به وأقسم لهم أغلظ الأيمان قائلاً: "إن أصدقائنا الإنكليز تعهدوا لي على حل قضية فلسطين لصالح الفلسطينيين, وإنني أتحمّل مسؤولية هذا العهد والوعد”!- من مذكرات جون فيلبي.
الراعي الأمريكي هو ايضا لن ينسى جميل آل سعود هذا وبيعهم فلسطين بأبخس الأثمان، فقد منح الرئيس الأمريكي عبد العزيز بن سعود لقب "زعيم العرب إكراماً لدوره الكبير في إخماد الثورة الفلسطينية، وذلك خلال لقاء سري جمعهما على ظهر السفينة الحربية الامريكية (كوينسي) بقناة السويس عام 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث قال روزفلت: "إنني معجب بك يا عبد العزيز، لا لأننا نعتبرك زعيم العرب الأكبر وكبير المسلمين الأوحد فحسب، وإنما لإخلاصك لنا فأنت لن تتغير مهما كبرت وعظم شأنك، لأنك جوهر ثمين لا يقدر بثمن بالنسبة لنا. وإنني أطمئنك بأن الروابط التجارية والاقتصادية والعسكرية والأخوية ستزداد بيننا وثوقاً لما يبذله كل منا في سبيل مصالحنا المشتركة.. لا بد من إيجاد حل لقضية فلسطين يطمئن الشعب اليهودي المشرد. تكونون عونا لنا فيه والدين الإسلامي الذي إعتنقتموه، وأصبحتم قادته دين محبة وإخاء يحترم كل الأديان السماوية، ويؤمن بكل الأنبياء والرسل وما جاءوا به.. واليهود هم أقرب لكم منا، ولا بد من مضاعفة جهودكم لدى العرب والفلسطينيين خاصة لقبولهم بهم وإقناعهم أن الجميع أبناء سام".
ارسال التعليق