أميركا والنظام السعودي... هل حان موعد ذبح البقرة السعودية!؟
[عبد العزيز المكي]
ثمة مؤشرات عديدة، تؤشر بوضوح الى ان الحماس الأمريكي في الدفاع عن النظام السعودي، تراجع الى مستويات متدنية، خصوصاً منذ مجئ الرئيس الحالي جوبايدن الى البيت الأبيض، وحتى اللحظة، بل أبعد من ذلك، أي منذ عهد أوباما ومروراً بفترة ترامب أيضاً، وهو صاحب المقولة الشهيرة التي استقنا العنوان منها.." السعودية بقرة حلوب، متى ما جف حليبها نذبحها"، فترامب كان قد أعلن عندما قصف أنصارالله اليمنيون، منشآت شركة ارامكو في منطقة بقيق والذي تسبب في ايقاف نصف الانتاج السعودي من النفط، البالغ حوالي11 مليون برميل يومياً.. أعلن ان الولايات المتحدة غير مستعدة للحرب دفاعاً عن السعودية، لأن واشنطن ليست بالحاجة لقصوى، كما كان في السابق للنفط السعودي!! ذلك التصريح الذي صدم آل سعود في حينها، لأن بن سلمان دفع له المليارات اكثر من 350 مليار دولار لقاء الحماية الأمريكية السعودية، وبناءاً على مقولته هو بالذات التي كان يرددها دائماً بمناسبة وغير مناسبة، ان على السعودية أن تدفع لنا الأموال لقاء حمايتها!!
و منذ ذلك الوقت توالت المعطيات في هذا السياق، الأمر الذي دفع عدد كبير من المحللين والمراقبين الأمريكيين والغربيين وحتى بعض نظرائهم من العرب، ومن السعوديين أنفسهم، الى إثارة الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، حول حقيقة السياسية الأمريكية في عهد الادارة الحالية تجاه النظام السعودي، وتجاه بن سلمان خاصة.. ولعل هذا التغيّر الامريكي يشي بما لا يسر النظام السعودي، ذهب بعض المحللين الى ذلك في تحليلاتهم، لتلاحق الخطوات والاجراءات الأمريكية، التي توصف في السعودية بغير الودية، احيانا بالعدائية أو بالضد من المصلحة السعودية، وغير المنسجمة مع سياقات التحالف بين واشنطن والرياض! ومن تلك الاجراءات الأمريكية ما يلي:
قررت الولايات المتحدة سحب وجمع عدد كبير من منظوماتها للدفاع الجوي، من مثل منظومات باتريوث، ومنظومات ثاد الأكثر تطوراً منها بحسب ما يقول الخبراء، وبالتالي فأن هذه الخطوة التي تقول بعض المصادر والتقارير ان أمريكا فعلاً نفذتها، وجعلت ظهر النظام السعودي مكشوفاً، خصوصاً في هذه الفترة التي توصف بالحرجة والحساسة جداً نظراً للتحديات الجدية والخطيرة التي باتت طائرات أنصار الله المسيرة وصواريخهم المجنحة تشكل تهديداً متفاقماً للمراكز والمؤسسات السعودية مثل منشآت شركة آرامكو والقصور الملكية والمطارات العسكرية وما اليها.. صحيح ان هذه المنظومات فشلت في صد هذه الطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية، لكنها على الأقل تصد جزءاً منها، الأمر الذي يقلل الخسائر بنظر المسؤولين السعوديين ولذلك فسر بعض الخبراء ان هذه الخطوة تعتبر عملية تخلٍ أمريكية واضحة عن حماية الحليف السعودي الذي نزف أموالاً طائلة بالمليارات كما اشرنا، للحليف الأمريكي لقاء الحماية!! وهذا ما اشار اليه بشكل غير مباشر الرئيس السابق للاستخبارات السعودية وسفير المملكة لدى واشنطن سابقاً، الأمير تركي الفيصل في حديثه لشبكة CNBC الأمريكية مؤخراً تعليقاً على سحب الادارة الأمريكية لمنظوماتها المضادة للجو من السعودية، حيث قال: " أعتقد أننا بحاجة الى طمأنة بشأن الالتزام الامريكي- على سبيل المثال- عدم سحب صواريخ باتريوت من المملكة العربية السعودية، في وقت تتعرض فيه المملكة لهجمات صاروخية بطائرات بدون طيار- ليس فقط من اليمن، ولكن من ايران". على حد زعمه.
من جهتها وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية نقلت عن الباحث كريستيان أولريشسن قوله: " من الواضح ان الولايات المتحدة لاتظهر التزاماً تجاه الخليج كما في الماضي، بحسب عدد كبير من صناع القرار فثي المنطقة". لافتاً الى " أن الرؤساء الامريكيين الذين تعاقبوا أخيراً، أي أوباما وترامب وبايدن، يتخذون قرارات تظهر الى حد ما نوعاً من التخلي عن السعودية".
و هذا التصور هو الذي جعل تركي الفيصل في حديثه للقناة الامريكية السي أن بي سي، الذي اشرنا اليه قبل قليل، يطلب من الادارة الامريكية ويتوسل اليها بلغة الاسترحام والاستجداء بعد سحب منظوماتها، وتعهد باعطائها كل شئ! إذ قال: " يتعيّن على أمريكا وبجدية أن تعود عن قرارها وتتعهد بحماية السعودية وسنعطيها كل ما تريد.. منوهاً في نفس الوقت الى عاقبة مما حدث في أفغانستان كابول بعد إنسحاب امريكا".
بعد موافقة بايدن، تم الكشف عن الوثائق المتعلقة باحداث الحادي عشر من سبتمبر2001، والتي تضمن قسم منها بيان دور النظام السعودي في دعم الأرهابيين الذين ضربوا برجي التجارة العالمي، وفي هذا السياق نشر مكتب التحقيقات الفدرالي يوم 12/9/2021 أول وثيقة مرتبطة بتحقيقه في هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة، حيث أظهرت تلك الوثيقة المؤلفة من 16 صفحة والمنقحة جزئياً اتصالات بين الخاطفين ومسؤولين سعوديين، وتطرقت الوثيقة الى تفصيلات اللقاءات والاتصالات بين الخاطفين وبين مسؤولين سعوديين أمنّوا لهم الاقامة في الولايات المتحدة، والتدريب و. و.. ومما جاء في تلك التفصيلات، تحدثت التقارير أن ثمة صلات بين الخاطفين وفهد الثميري الذي كان إماماً محافظاً في مسجد الملك فهد في لوس انجلوس، ومسؤولاً في القنصلية السعودية في المدينة ذاتها. وتشير الوثيقة الى ان أرقام الهواتف المرتبطة بالمصدر تكشف عن إتصالات مع عدد من الأشخاص الذين ساعدوا الحازمي والمحضار
و هما من الخاطفين- عندما كانا في كاليفورنيا، بمن فيهم البيومي والثميري، والبيومي كان طالباً يشتبه بأنه كان عميلاً للاستخبارات السعودية.. كما ان الاف بي آي، اكد بأن البيومي، وبعيداً عن هويته الرسمية كطالب كانت له مكانة خاصة وعالية جداً في القنصلية السعودية.. ويقول الخبراء صحيح ان بعض الوثائق التي تشير الى تورط السعودية، لاتدين النظام السعودي مباشرة الّا أنها تؤكد ولو بطرق ملتوية هذا التورط السعودي، ولعل سبب هذا الالتواء في الطريقة، هو الأموال السعودية التي قدمت للادارات الامريكية ولبقية الاجهزة المعنية لاخفاء الحقيقة أو على الأقل الاستفادة من الغموض بدلاً من ادانة مباشرة للنظام.. ولكن كما اشرنا قبل قليل فأن تلك لا الوثائق ظلت بالرغم من الغموض والالتواء في تثبيت الحقائق أو الاشارة اليها، تشكل إدانة مؤكدة للنظام السعودي وهو ما أثلج صدور أهالي الضحايا، نشرها، لأنهم سيتمكنون كما يقول وكلاء الضحايا، من مقاضاة النظام السعودي، بموجب قانون " جاستا" الذي سنه الكونغرس الامريكي، والذي ينص على حق أهالي ضحايا الارهاب الأمريكيين بمقاضاة الجهات التي تقف وراء الارهابيين سواء كانت دول أو أنظمة او حتى مؤسسات. و كان قانون جاستا أو قانون " قانون العدالة ضد رعاة الارهاب" الذي صدر في عام 2016 شكل ضربة للسعودية لأنه موجه اساساً بحسب ما يقول بعض الخبراء لابتزاز النظام السعودي مالياً، لأنه المتهم الرئيسي في احداث 11 /9/2001، وصدور هذا القانون جاء ليثبت هذه التهمة على النظام!
و بنظر أغلب المحللين والمتابعين للعلاقات الأمريكية السعودية، فأن الكشف عن الوثائق التي تشير الى تورط النظام السعودي باحداث 11 ايلول2001، هي بمثابة الضوء الأخضر لاهالي الضحايا للبدء بتحريك دعاواهم ضد النظام السعودي بهدف التعويض المالي، وبالتالي فأن فتح هذا الباب سيشكل ابتزازاً واستنزافاً مالياً للملكة للسعودية فضلاً عن ان ذلك يشكل مؤشراً واضحاً الى تخلي النظام الأمريكي عن حليفه واداته النظام السعودي بدلاً من التستر على جرائمه .. وهذا يؤشر بدوره الى ان الولايات المتحدة باتت لا تنظر للنظام السعودي بالاهمية السابقة، اذ تراجعت هذه الأهمية الى حد كبير!!
تحجيم الدور المحوري الذي كان يلعبه النظام السعودي خصوصاً في عهد ترامب، في المنطقة، الخليجية بشكل خاص، مقابل تضخيم الدور المحوري لقطر، وهذا ما لاحظناه في التحرك القطري المدعوم أمريكياً، في إدارة المحادثات الامريكية مع حركة طالبان التي جرت في الدوحة، ثم برز هذا التحرك بشكل لافت بعد الهزيمة الأمريكية في أفغانستان. فقد أصبحت العاصمة القطرية- الدوحة- مركز اللقاءات والاتصالات الأمريكية بدول المنطقة، فأمريكا منحت القيادة القطرية مساحة من التحرك السياسي والدبلوماسي لاحتواء التوترات ظاهرياً في المنطقة، ولمساعدة أمريكا في تمرير مشاريعها وخططها وتقليل خسائرها بسبب تراجعها وهزائمها السياسية والعسكرية.. كل ذلك على حساب دور ومحورية النظام السعودي الذي كان يضطلع به في إطار المشروع الأمريكي، وهذا لا يعني إسقاط دور النظام السعودي في معادلات المشاريع الامريكية، إنما هي عملية تقزيم كرسالة واضحة لهذا النظام، أو هكذا يفسرها المحللون، أنه أي النظام لا يحظى بتلك الاهمية، ويمكن إستبداله من ناحية الدور، بدول أقل منه شأنا وقوة مثل قطر!!
إزدراء وتحقير بعض الاوساط الأمريكية للنظام السعودي بين الحين والآخر، صحيح ان هذه الاشارات التحقيرية لا تصدر من البيت الأبيض، لكنها تصدر من مصادر أخرى بالتنسيق بدون شك مع البيت الأبيض، ومن هذه الاشارات كثيرة، نذكر منها ما يلي:-
*-شماتة البعض من الاوساط الامريكية بالسعودية على خلفية هزائمها العسكرية امام أنصار الله، واخفاقها في تحقيق الأهداف التي اعلنتها في بداية عدوانها على اليمن، و منها إنهاء تلك الحرب في ظرف أقل من شهر وإرجاع الحوثيين الى " كهوفهم" بحسب ما يقول آل سعود!! ففي هذا السياق قال السفير الامريكي الاسبق لدى السعودية ورئيس مجلس الاستخبارات الوطني في عهد ادارة الرئيس الامريكي الأسبق باراك اوباما.. تشارلز دبليو فريمان في حديث له مع صحيفة كريدل الأمريكية في 28/آب/2021.." ان على السعودية الاعتراف بالهزيمة والانسحاب من اليمن". ويأتي في هذا السياق أيضاً ما نشره موقع فرانس 24 في 12/9/2021، من تقرير يتحدث عن تفوق انصار الله على ما يسمونه " قوات التحالف والشرعية".. ففيما جاء في هذا التقرير: " ان ميزان القوى في اليمن انقلب لصالح الحوثيين بعد سبع سنوات من المعارك التي عجزت خلالها قوات التحالف المدعومة عن تحقيق انتصار". ويضيف التقرير القول: " بأن الحوثيين باتوا أقوى من أي وقت مضى بفضل قدرتهم على توجيه ضربات مؤلمة لقوات هادي وبلوغ أهداف في السعودية عبر الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي يمتلكونها ويطورونها باستمرار".
* فضح دائم للنظام السعودي من منظمات امريكية مهتمة بحقوق الانسان أو منظمات انسانية دولية أو غربية، الولايات المتحدة نافذة في سياساتها وفي تقريرها، ففي هذا الأطار صنفت منظمة " دراسات فريدم هاوس freedom house الأمريكية، المملكة السعودية بأنها أسوء دولة في العالم من حيث الحريات السياسية في ادانة شديدة للقمع الذي يتبناه ولي العهد محمد بن سلمان، وقالت المنظمة.." إن السعودية سابع أسوأ دولة من حيث الانتهاكات التي تتعرض لها الحريات السياسية، وسادس أسوأ دولة في الحريات المدنية". وسبق ان كشفت تقارير منظمات العفو الدولية وهيومن راتيس ووتش، ومجلس حقوق الانسان، الفظاعات التي يرتكبها النظام السعودي بحق المعارضين في المملكة والتمييز الطائفي ضد أهالي الاحساء والقطيف
-تدخل غير عادي ومفاجئ للنظام السعودي من قبل رئيسة الاستخبارات القومية بأمريكا أفريل هانز في قضية مقاضاة السعودية لرجلها الأمني الفار سعد الجبري الذي كان الساعد الأيمن لوزير الداخلية وولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، والذي يحمل اسراراً خطيرة بحسب ما يقول الخبراء، فهانز أقدمت على غلق القضية في خطاب وجهته للمحكمة الامريكية المعينة بالشكوى السعودية ضد الجبري، بحجة ان تلك القضية سوف تؤدي الى أضرار خطيرة واستثنائية للأمن القومي الامريكي، بسبب الافصاح عن معلومات سرية، في حين شكك البعض من الخبراء الأمريكيين ان القضية سوف تؤدي الى افشاء اسرار خطيرة، أو أن المدعي العام ميريك غارلاند يفشي هذه الأسرار، ما يعني ذلك ان جهاز المخابرات الأمريكية أراد قطع الطريق على الحكومة السعودية ومنعها من المساس بالجبري الذي كان عميلاً للسي آي ايه باعتراف قادة وجنرالات الأخيرة، ويبدو انه لا يزال رجل آمريكا!!
كل هذه التطورات وغيرها تشير الى جملة معطيات نذكر منها ما يلي:
ان النظام الأمريكي منزعج من إخفاق النظام السعودي في حرب اليمن، فكان بن سلمان قد وعد الاميركان، الحزب الديمقراطي، في عهد أوباما أنه سينهي الحرب في مدة لا تتعدى أسابيع وسيكون رأس الحربة في المشروع الأمريكي في المنطقة، الذي يوفر لاميركا فرصة الانسحاب من المنطقة للتفرغ للصين وروسيا وتحدياتهما لامريكا، اذ كان المشروع الأمريكي يقضي بأن تكون الزعامة السعودية بعد الانتصار على اليمن والزعامة الصهيونية الدرع الاساسية لهذا المشروع، والذي سيسد الفراغ نتيجة التراجع الامريكي وهو تراجع بات مفروضاً على أمريكا بسبب وضعها الداخلي وضعفها العسكري والاقتصادي، وصعود قوى ناهضة في المنطقة والعالم. فالنظام السعودي بهزيمتة العسكرية المدوية أمام أنصار الله، وبالتالي أصبح عبئاً على الادارة الأمريكية، وخطراً عليها من ناحية احتمالات سقوطه، لان هذا السقوط سيشكل ضربة لها تضاف الى الضربات التي تتعرض لها على صعد كثيرة...
طغيان أصوات المراكز والمؤسسات الأمريكية الرافضة لبقاء ولدعم النظام السعودي، في المنظومة الحاكمة في الولايات المتحدة، فهذه الأصوات تعالت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ضد النظام السعودي لدوره في إنتاج ورعاية القطعان الإرهابية التكفيرية، فهذه المؤسسات والمراكز ترى في هذا النظام انه بات يشكل عبئاً على الولايات المتحدة، بل وخطراً عليها بتصديره الأرهابيين اليها، ولذلك ظلت هذه الأصوات تمارس الضغط السياسي وغير السياسي على البيت الأبيض من أجل تغيير سياسته تجاه هذا النظام الارهابي والقاتل بحسب توصيف تلك المؤسسات الأمريكية. غير ان الرؤساء الأمريكيين ظلّوا يقاومون هذه الضغوط ويرفضون تلك الأصوات أو يجمدون المشاريع التي تنال من هذا النظام بحجة الأموال التي يقدمها للمشاريع الأمريكية والصهيونية الأمنية والعسكرية والسياسية والثقافية والأقتصادية في المنطقة، وللاشارة فأن ترامب جمد اكثر من قانون سنه الكونغرس ينال من النظام السعودي، تحت طائلة هذه الحجة وقالها صراحة بأنهم يدفعون الاموال الطائلة- اي آل سعود- للولايات المتحدة.. على ان التطورات المشار اليها تؤكد باعتراف المحللين الأمريكيين ان الأصوات المعارضة لدعم النظام السعودي باتت تطغى على المشهد الأمريكي، ومؤشرات ذلك بدء التخلي الأمريكي عن هذا النظام كما يقول المحلل الأمريكي كريستيان أولريشت.
ثمة هدف استراتيجي للأدارة الأمريكية من وراء التخلي عن حماية النظام السعودي، بل وكل أنظمة الخليج، يتمثل في دفع هذا النظام وجميع أنظمة الخليج الى الهرولة نحو العدو الصهيوني وتقوية أواصر التطبيع معه وصولاً الى التحالف معه، وذلك ما يفسر دعوة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن الأخيرة الى السعودية واخواتها الخليجيات غير المطبعة، الى التطبيع مع العدو، لأن أمريكا المجبرة والمضطرة الى التراجع في المنطقة، تريد العدو الصهيوني أن يملأ الفراغ، لكنه غير قادر على ذلك، الّا بتوظيف امكانات دول الخليج من أموال وعمق استراتيجي وما الى ذلك كثير، ولعل ذلك يفسر التهالك الاماراتي نحو تعزيز تعاون السلطات الاماراتية مع العدو الصهيوني، وكذلك تسارع خطوات التعاون والتنسيق العلنية للنظام السعودي مع هذا العدو.
على ان هذا الخيار الذي وضعته امريكا خياراً لا مفر منه أمام السعودية واخواتها الخليجيات يبقى خياراً مشكوكاً في جدواه، لأن العدو الصهيوني هو الآخر في حالة تآكل وتراجع والذي يريد التأكد من ذلك فليراجع تغطية الصحافة الصهيونية اليومية، ويتابع ما يكتبه وما يقوله الخبراء الصهاينة حول هذا الأفول، وحول ان وجود العدو بات مهددًا بالزوال اكثر من أي وقت مضى، لأن المعادلات الدولية والاقليمية وموازين القوى تتغير بسرعة لغير صالح وجود هذا الكيان، خصوصاً التآكل المستمر والمتسارع للقوة الأمريكية في المنطقة والعالم.
عبدالعزيز المكي
ارسال التعليق