إقالة قائد التحالف على اليمن..مؤشر قوة ابن سلمان!؟ أم ضعفه وتخبطه!؟
[عبد العزيز المكي]
أثارت إقالة الملك سلمان، لقائد قوات تحالف العدوان على الشعب اليمني، الفريق "فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود"، من منصبه، وإعفاء ابنه "عبدالعزيز" من إمارة "الجوف"، بتهمة الفساد.. الكثير من التساؤلات والتكهنات حول دوافع هذه الخطوة، لان الإقالة جاءت في وقت حرج حيث تتعرض القوات السعودية والقوات الحليفة لها من المرتزقة اليمنيين والسودانيين والإماراتيين والكولمبيين، إلى هزائم ساحقة خصوصاً في محافظة "مأرب" الاستراتيجية والبيضاء، وجبهات نجران وجيزان وعسير، والجبهات الأخرى... بالإضافة إلى تفاقم الخلافات بين مرتزقة السعودية والإمارات في المحافظات الجنوبية خصوصاً في "تعز" و"أبين"... وكذلك ازدياد الرفض الشعبي للاحتلال السعودي في المحافظتين الكبيرتين "حضرموت" و"المهرة" في شرق اليمن، فمن شأن هذه الإقالة التي شملت أيضاً عدداً من الضباط المقربين من الأمير ابن تركي فأنها تزيد من حالة الارتباك والتخبط في صفوف قوات التحالف ويعمق لديها الهزيمة النفسية والعسكرية وكذلك الانقسامات الداخلية، فبعكس ما حاول البعض من وسائل الإعلام الموالية لنظام ال سعود، الإيحاء إلى أن الإقالة جاءت لتعزز الوضع القتالي لقوات "التحالف" السعودي من خلال تعيين قائد جديد هو الفريق "مطلق بن سالم بن مطلق الأزيمع" نائب رئيس هيئة الأركان العامة.. وهذا أمر معروف ومتفق عليه عند الخبراء العسكريين على اختلاف انتماءاتهم.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، أن الرجل هو ابن أخ الملك، وابن عم ولي العهد "محمد بن سلمان"، فهو من العائلة المالكة ويقود قوات تحالف العدوان منذ شن الحرب على اليمن قبل أكثر من خمس سنوات، وبالتالي فهو على دراية تفضيلية بتطورات الحرب ومفاصل الخلل والقوة فيها، ثم حصلت قبل الانتكاسات الأخيرة للقوات السعودية والحليفة لها في الفترة الماضية، مثل سقوط محافظة "الجوف"، وإخراج تلك القوات من "نهم" و"صرواح"، والعمليات الواسعة في نجران، لماذا لم تتم إقالة هذا القائد الكبير في تلك المفاصل من تطورات العدوان، أقصد انتكاسات التحالف المشار إليها؟! إذن القضية أبعد من مسألة الإخفاقات في الحرب وتداعياتها وأرجح أن هذه الإخفاقات خلقت لابن سلمان الظرف المناسب لإقالة بن تركي من منصبه وتحميله المسؤولية عن تلك الإخفاقات، أما أن تكون هي -الإخفاقات العسكرية- هي الدافع وراء تلك الإقالة فذلك بنظري غير دقيق.. وإذا كان الأمر كذلك لماذا يُفصل ابنه أو يُعفى من إمارة منطقة الجوف؟! فما علاقة هذا الابن وهو يقوم بمهمة أو بمنصب مدني لا علاقة له بالحرب وتطوراتها وانتكاساتها!؟
"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" ربط إقالة بن تركي بفشل السعودية في الحرب مع جماعة الحوثي، وقال تقرير المعهد، والذي أعده "سايمون هندرسون" المختص في شؤون الطاقة والخليج، قال هندرسون في تقريره " أن القرار الصادر باسم الملك السعودي، والذي قضى بعزل فهد بن تركي من قيادة قوات التحالف في اليمن، أن عدم كفاءة الجيش السعودي التي باتت واضحة بشكل متزايد، ترجح أن محمد بن سلمان وشقيقه الأصغر يسعيان إلى مخرج دبلوماسي دون الاضطرار إلى الاعتراف بالهزيمة". وذهب إلى هذا الرأي محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "التايمز" البريطانية "ريتشارد سبنسر"، ووفق هذا الأخير "فهنا تكهنات بأن يكون الجنرال كبش فداء لفشل الرياض تحقيق انتصار أراده محمد بن سلمان عندما شن الحرب في آذار/مارس2015". وهناك من الكتاب والمحللين العرب والغربيين من ذهب الى هذا الرأي، ولكن كما قلنا، وكما قال سبنسر يضل مجرد تكهنات حتى وان انطوى على نوع من الصحة النسبية، ولعل إثارة هذا الموضوع جاء على خلفية تزامن الإقالة مع إخفاقات السعودية العسكرية مع الحوثيين في جبهات المواجهة المحتدمة حالياً.. ولذلك، نعود ونكرر القول بأن الدافع للإقالة اكبر واخطر من مسألة الإخفاقات في الحرب رواية أخرى أثيرت أيضاً لتفسير دوافع إقدام الملك سلمان بناءاً على توصية ابنه محمد ولي العهد، على إقالة فهد بن تركي، مفادها أن الأخير قتل مع قيادات سعودية ويمنية عسكرية كبيرة في الضربة البالستية لجماعة الحوثي التي استهدفت اجتماعاً أو تجمعاً لقيادات التحالف في أحد معسكرات الأخير في محافظة "مأرب" التي تشهد حرباً طاحنة بين قوات الحوثيين المهاجمة للسيطرة على المدينة، وبين قوات التحالف السعودي، ولأن وقع مقتل هذا القائد العام لقوات التحالف العدواني كبير جداً على تلك القوات وعلى النظام السعودي نفسه، فأن الأخير تعمّد إخفاء الحقيقة بتضليل الرأي العام، بهذا السيناريو لحرف الأنظار وضع حصول تداعيات كارثية كما قلنا، ولعل الروايات والتسريبات الأخرى بمقتل فهد بن تركي، المتسربة من المقربين للسعودية من المرتزقة أو ما يسمونهم بالشرعية، بهذا الخصوص، هي التي جعلت أصحاب هذا الرأي يميلون إليه، فوفق هذه التسريبات من مصادر "الشرعية" فأن الأمير تركي قتل بضربة بالستية حوثية على قاعدة عسكرية سعودية جنوبي المملكة، وقالت تلك المصادر أن السعودية لجأت إلى إصدار قرار بإقالته لتشتيت الانتباه عن الحادثة، وان فهد بن تركي مختفي عن الأنظار قبل صدور أمر إقالته. وتقول هذه المصادر أن السعودية قد أعلنت مراراً عن وفاة قيادات عسكرية كبيرة بينهم قائد القوات الجوية، كوفاة طبيعية في حين تؤكد المصادر أنهم قتلوا بضربات صاروخية حوثية على قواعد عسكرية سعودية.. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا تلجأ السلطات السعودية الى تشويه الرجل باتهامه بالفساد!؟ بإمكانها الإعلان عن موته بانزلاق سيارته أو بأي سبب آخر، غير مثير للشك، ثم لماذا تفصل ابنه من وظيفته وتتهمه بالفساد أيضاً؟! فمثل هذه التساؤلات تثير الكثير من الشكوك حول هذه الرواية وحول صحتها!؟
أنا أميل إلى هذين التحليلين في تفسير دوافع خطوة إقالة الفريق بن تركي آل سعود هما:
1ـ هو أن الفريق فهد بن تركي بدأ يقتنع بأن العدوان على الشعب اليمني تحول الى محرقة للجيش السعودي ولمرتزقته من اليمنيين، سيما في ظل الخسائر الفادحة التي يُمنى بها هذا الجيش في جبهات القتال مع الحوثيين، بل وأيقن هذا الرجل أن الانتصار على الحوثيين بات مستحيلاً، ليس لأنهم يقاتلون ببأس شديد ويطورون أسلحتهم وصواريخهم وطائراتهم المسيرة وحسب، بل ولأن الشعب اليمني وقبائله التي كانت تقف مع العدوان ضد الحوثيين بدأت تغيّر مواقفها وتلتحق بجبهة الحوثيين ونقلبت المعادلة لصالحهم، إذ تتناقل وكالات الأنباء بين الحين والآخر التحاق قبائل بأطقمها كاملة، أو قوات عسكرية من المرتزقة أو من قياداتهم الكبيرة، أخبار التحاقها وانضمامها إلى جبهة الحوثيين، الأمر الذي عقد مهمة نظام ال سعود، وحوّل الحرب إلى حرب استنزاف وتدمير للجيش السعودي وللاقتصاد السعودي، ولسمعة السعودية، ذلك لأن أكثر تلك الشرائح اليمنية المغرر بها اكتشفت الحقيقة، حقيقة نظام ال سعود وأهداف عدوانه ومعه الأمارات، بعد أن كشف النظامين السعودي والإماراتي عن أطماعها بالثروات اليمنية، وعن اضطهادهما لأبناء الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية، وهذا ما أكده عدة وزراء من حكومة هادي حليف السعودية ومنهم وزير الاتصالات "صالح الجبواني" ووزير الداخلية "أحمد المسيري"، حيث قالا بالفم المليان أن السعوديين والإماراتيين جاؤوا ليستعمروا بلادنا وينهبوا ثرواته، ولم يأتوا لا لعودة "الشرعية" حكومة هادي، ولإنقاذ الشعب اليمني من الحوثيين" وبالتالي فأن بن تركي بات على يقين أن استمرار تلك الحرب ليس في صالح السعودية بل على العكس أن استمرارها يمضي لصالح جماعة الحوثي، ويمكن أن تنتهي بهزيمة ساحقة للسعودية وحلفائها..و لا استبعد حصول نقاشات ومداولات بين بن سلمان وبن تركي بهذا الشأن الأمر الذي يعني أن تسليم بن سلمان برأي العسكريين، الإقرار بالهزيمة الساحقة، ما يهدد مكانته وحظوظه في الوصول إلى العرش من جهة، ومن جهة أخرى أن سيده "دونالد ترامب" والدوائر الصهيونية الضليعة في القرار السعودي تعارض إيقاف الحرب، بمعنى آخر أن بن سلمان إذا استسلم وقبل برأي العسكريين الرامي إلى إيقاف الحرب قبل فوات الأوان سوف يؤدي إلى انزعاج الأمريكيين والصهاينة، وهذا ما يفقد غطاء التأييد والدعم للوصول إلى العرش أيضاً، والعرش منية هذا الطامح للحكم حتى ولو على حساب حرق البلاد برمتها وتدمير اقتصادها وسمعتها كما يحصل الآن بشكل جلي!! ولعلّ تغريدة المحامي والباحث بالشأن السياسي اليمني "محمود أنيس الميسري" على تويتر في 1 أيلول 2020 حول الإقالة مؤشر يعزز هذا التحليل، إذ قال في تغريدته، قرارات الملك سلمان وولي العهد السعودي الصادرة يوم أمس-31 آب2020- كانت انتصار لقيادة المملكة والشعب السعودي." على حد زعمه وقوله. وأضاف قائلاً " كما أن القرارات انتصار للمشروع العربي القائم على محاربة الإرهاب والأخوان والأطماع الفارسية والتركية في المنطقة"!! على حد قوله وزعمه.
2ـ وهذا التحليل هو الأرجح، ويتمثل في أن بن سلمان وجد في بن تركي خطراً عليه أو معوقاً من معوقات وصوله إلى عرش المملكة، ولذلك سارع في إزاحته عن طريقه، وما يعزز هذا التحليل جملة معطيات نشير إلى بعض منها بما يلي:
أـ احتدام الصراع داخل وبين أجنحة العائلة السعودية على خلفية رفض أكثر أمراء العائلة لسياسات بن سلمان ولاستئثاره بالحكم، ولإجراءاته العقيمة تجاه بعض الأمراء وتشويههم... وما إلى ذلك، وذلك ان التقارير والتحليلات التي تطل بها الصحف الغربية، وبالأخص بعض الصحف البريطانية والأمريكية تتحدث باستمرار عن اشتداد هذا الصراع واحتمالية تفجره وتحوله إلى مواجهات دامية بين أجنحة العائلة السعودية، بل داخل الجناح الواحد، فالجناح السديري الأقوى داخل العائلة بين كل الأجنحة، يشهد توتراً وغضباً ضد بن سلمان سيما بعد زج الأخير بعمه "أحمد بن عبدالعزيز" وبابن عمه ولي العهد وزير الداخلية السابق "محمد بن نايف" في السجن أو الإقالة الجبرية، بتهم الفساد واساءة الى المال العام وما الى ذلك من التهم، وهو الأجراء الذي كما يقول المحللون البريطانيون رفع من وتيرة الاحتقان داخل هذا الجناح الرافض لمحاولات استحواذ آل سلمان على السلطة والعرش. وما عزز هذا الاحتقان دخول بعض الأطراف السياسية والمخابراتية البريطانية والأمريكية على خط هذه الصراع بدعم كل من الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف، وللإشارة كنا قد تحدثنا عنها في مقالة سابقة على هذا الموقع.. على أية حال، أن اشتداد هذا الصراع جعل بن سلمان أكثر احتياطاً بإزاحة كل من يعتقد انه يشكل خطراً عليه من داخل العائلة خصوصاً من ذوي الرتب العسكرية العالية، والذي تحت أمرته قوات عسكرية، على شاكلة الأمير فهد بن تركي قائد قوات " التحالف" العدواني على اليمن.
ب ـ ما عزز شكوك بن سلمان بنوايا ابن تركي، على خلفية اشتداد الصراع داخل العائلة الحاكمة، هو ما تناقلته بعض المصادر الخبرية والسياسية عن تعاطف بن تركي مع عمه "أحمد بن عبدالعزيز" ومع ابن عمه "محمد بن نايف" وعدم رضاه عما يقوم به بن سلمان من ملاحقة وضغط وإجراءات صارمة ضد أولاد الملك السابق الملك "عبدالله"، مثل "متعب" وغيره، ذلك أن تركي يرتبط بعائلة الملك عبدالله بالاضافة الى رابطة العمومة، برابطة المصاهرة فهو متزوج من ابنة الملك عبدالله، أخت الأمير متعب، وبالتالي يعتبره بن سلمان في خانة المتعاطفين مع آل عبدالله، ويشك أو مشكوك في ولائه لآل سلمان، ولعل في إشارات المغرد الشهير "مجتهد" ما يعزز هذا الرأي، حيث قال في تغريده له في أيلول 2020 أنه تم "اعتقال فهد بن تركي (قائد القوات المشتركة) بعد أن فسر بن سلمان بعض تصرفاته أنها مقدمة لانقلاب عليه من خلال القوات التي تخضع له، ويؤيد ذلك اعتقال ابنه نائب أمير الجوف معه ومجموعة من كبار الضباط". وأضاف مجتهد " لن تكون هذه الأخيرة، ومن المتوقع اعتقالات جديدة في صفوف آل سعود والعسكريين".
ج ـ البعض يرجح حصول تحرك داخل العائلة السعودية لتكوين جبهة قوية ضد محاولات بن سلمان للوصول إلى العرش والاستئثار بالحكم، وهناك مؤشرات كثيرة على حصول مثل التحرك، ومنها ما ذكرنا، وهو دخول بعض الأطراف البريطانية والأمريكية على خط دعم الأمير "أحمد بن عبدالعزيز" و "محمد بن نايف"، ومحاولتها سد الطريق على صعود بن سلمان للعرش، ومنها ما تحدث عنه موقع روسي هو "نيوز ري" بتقرير مطول عن تشكيل سياسات محمد بن سلمان لجبهة معارضة قوية من أبناء عمومته، جاء فيه بعد استعراضه لفشل إجراءات القمع والملاحقة للعشرات من أمراء العائلة السعودية، في القضاء على المعارضة داخل العائلة.. " أن مواقع مقربة من مصادر سعودية تحدثت عن مشاعر العداء التي تشبه أجواء الحرب، يكنها أفراد من عائلة آل سعود لولي العهد محمد بن سلمان، إذ أن أبناء عمومته لا يزالون يرفضون الاعتراف بشرعيته كولي للعهد".
ما اشار اليه الموقع الروسي الآنف حول تحرك بعض أجنحة العائلة المالكة للتخلص من بن سلمان، أو على الأقل، لتكوين جبهة وازنة داخل العائلة لإقناع أو اردع بن سلمان في مواصلة سياساته غير الموفقة، يرجحه- أي هذا التحرك -ما ذكره موقع عن مصادر يقول الموقع أنها موثوقة، حول إقالة بن تركي، من معلومات يقول الموقع أنها مؤكده أيضاً، مفادها أن قائد القوات البرية وقائد قوات التحالف في الحرب على اليمن فهد بن تركي كان على وشك تنفيذ انقلاب عسكري ضد سلمان ونجله محمد.. وأضاف المصدر "أن الانقلاب كان قد تم الترتيب له مع كبار أعضاء الأسرة المالكة بالسعودية ممن يعارضون صعود بن سلمان للحكم".. مشيراً إلى أن.."المعلومات الواردة تؤكد أن الاتفاق كان قد تم بين فهد بن تركي وكبار أعضاء الأسرة الحاكمة يما فيهم شقيق الملك سلمان، أحمد بن عبد العزيز". وزعم المصدر أن الانقلابيين كتبوا حتى البيان العسكري لانقلابهم الذي يتضمن تعيين احمد عبدالعزيز شقيق الملك، "ملكا"، وتعيين فهد بن تركي الذي يقود الانقلاب ولياً للعهد.. وقال المصدر أن الانقلاب كان قد تم الترتيب له بشكل كامل لولا تدخل "جهاز المخابرات الإسرائيلية، الموساد" والذي بلّغ ولي العهد الإماراتي "محمد بن زايد" بتفاصيل الانقلاب الذي بدوره أبلغ نظيره "محمد بن سلمان". وأضاف المصدر أن "إسرائيل" لم يكن من مصلحتها أن يحدث انقلاب على بن سلمان، وللإشارة أن أحد المحررين قال مادحاً ومثنياً على بن سلمان "لو عملنا على صناعة شخصية مثل بن سلمان على مدى خمسين سنة لما استطعنا، انه الأكثر إخلاصا ومودة لإسرائيل منذ قيام الكيان السعودي وحتى اليوم"!! وفي السياق المشار اليه، قال أحد الموقع العربية الشهيرة أن " فهد بن تركي يرفض قرار الخروج من اليمن، إضافة إلى عدم رضا أبو ظبي عنه، ما يعزز القول بأن إقالته جاءت من الإمارات".
من جهته قال الدكتور "محمود رفعت" المحامي الدولي وخبير القانون المعروف، في تغريدة له على تويتر: أن "اعتقال بن سلمان للأمير تركي بن عبد العزيز قائد قوات التحالف على اليمن، وابنه بإيعاز من الإمارات التي أصابها السعار لمقدرات اليمن، وتبدل جلدها وهذه مجرد بداية لمجزرة جديدة سيرتكبها محمد بن سلمان بالأسرة الحاكمة حيث ستشهد الأيام القادمة اعتقال وتصفية الكثير من أمراء السعوديين".
وبعكس ما تسربه بعض وسائل الإعلام، حول عدم نية فهد بن تركي الخروج من اليمن ما شابه ذلك في محاولة لتبرير الإقالة وتلميع وجه بن سلمان فان "ديفيد هيرست" رئيس تحرير صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية، يقول في مقاله: "أن فهد كان متذمراً من إدارة بن سلمان للحرب مع اليمن التي تكلف السعودية مليار دولار شهرياً غير القتلى والخسائر الجسمية في المعدات"، كما يقول هيرست "انه اشتبك مع بن سلمان بشأن استيلاء الإمارات على جزيرة سقطري الاستراتيجية، وسقوط عدن في أيدي القوات الموالية للإمارات". وكشف هيرست عن مصادر سعودية أبلغته "أن فهد بدأ أيضاً في التحدث إلى الجنرالات المتقاعدين حول عدم رضاه"، مشيراً إلى انه من المستحيل معرفة المدى الذي وصل إليه هذا الأمر أو ما إذا كانت شبكة المراقبة الشاملة التابعة لمحمد بن سلمان قد رصدت هذا النشاط".
ومهما تكن الأسباب فأن هذه التطورات تكشف مدى الاضطراب وعدم الاستقرار الذي يعاني منه نظام ال سعود، وتكشف تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب استمرار بن سلمان على سياساته الحمقاء التي باتت تكلف المملكة السعودية والعائلة الحاكمة بالذات الكثير والكثير، ولذلك يتوقع المحللون والمتابعون الغربيون ومنهم "ديفيد هيرست" أن عدم الاستقرار في ظل حكم بن سلمان سيستمر في المملكة، ويمكن أن تقود سياسات بن سلمان هذه المملكة إلى المهلكة المحتومة.
ارسال التعليق