الأعلام الأمريكي والبريطاني.. خسارة ترامب خسارة بن سلمان!!
[عبد العزيز المكي]
منذ أن بدأت مؤشرات هزيمة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في الانتخابات الأخيرة، وبعض الإعلام الأمريكي والغربي، البريطاني خاصة أخذ يصعد من حملة الضغط النفسية على "محمد بن سلمان"، بأن الأخير سوف يكون الخاسر الأكبر، من خسارة ترامب! وللإشارة ان هذه الضغوط لم تتوقف منذ أن أصبح بن سلمان ولياً للعهد، بعد طرده بن عمه "محمد بن نايف" من الحكم، وانتزاعه ولاية العهد منه، وبعد ارتكابه الجرائم المروعة وذاع صيت دمويته وإجرامه حتى على المسرح العالمي، خصوصاً وان المؤسسات السياسية والأمنية في الولايات المتحدة وفي بريطانيا منقسمة على نفسها ولم تحسم أمرها بشأن الموافقة على وصول بن سلمان للعرش، وعزز هذا الانقسام جرائم بن سلمان وسياساته الحمقاء في الداخل السعودي وفي الإقليم.. نعم هذه الضغوط لم تتوقف ضد بن سلمان لكنها تكثفت بشكل لافت وما تزال منذ الفترة المشار إليها، وباتت أكثر جرأة وتجريحاً وحتى شماتة ببن سلمان، وقد توزعت هذه الحملة وتلك الضغوط حول محاور محددة واتجاهات مدروسة بما يوحي إلى أنها مقصودة ومخططة، ومن هذه المحاور التي تناولها تلك الحملة نذكر ما يلي:
1ـ محاولة تيئيس وزرع الإحباط لدى بن سلمان من الوصول إلى العرش بعد موت أبيه الملك سلمان، أي ان هذا الطموح قد انتهى وقد دفن أو سيدفن مع رحيل ترامب عن البيت الأبيض، لأن الأخير هو الضامن الوحيد لبن سلمان للوصول الى العرش، مقابل مئات المليارات من الدولارات التي وهبها بن سلمان لترامب أما على شكل هبات وتبرعات أو على شكل عقود واستثمارات أشار إلى بعضها ترامب وصفق لها واعتبرها انجازاً له لأنه الرئيس الوحيد الذي تمكن من حلب البقرة السعودية لقاء الحماية لها، كما اعترف بذلك بعظمة لسانه، وكما وصف المملكة بهذا الوصف المهين. في هذا السياق نشرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية تقريراً في 20 فوفمبر2020 قالت فيه.. "إن هزيمة ترامب سببت صدمة كبيرة لعدد من القادة الشعوبين والمستبدين في أنحاء العالم، حتى ان بعضهم لم يجرؤ على تهنئة جو بايدن خوفاً من غضب ترامب". واعتبرت الصحيفة ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الخاسر الأكبر في هذه المعركة. وفي هذا السياق يقول "باسكال بونيفاس" مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في فرنسا: "لن يتحكن بن سلمان بعد الآن من الوصول إلى البيت الأبيض مباشرة عن طريق العلاقات الشخصية المميزة مع "جاريد كوشنر" صهر دونالد ترامب، ومستشاره بالشأن السعودي، الذي كان يغض الطرف عن جميع المشاكل التي يتورط فيها، مثل قضية الصحفي المقتول "جمال خاشقجي" وفي هذا الإطار كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في تقرير لرئيس تحريره الكاتب "ديفيد هيرست" كشف الموقع إن بن سلمان بعد فوز بايدن يعيش أوقاتاً عصبية! وقال ديفيد هيرست في تقريره: "ان وزير خارجية الولايات المتحدة المغادر كان صريحاً مع محمد بن سلمان، حيث قال بومبيو للأمير السعودي -في لقائه الأخير في مدينة نيوم- إنه تحت إدارة بايدن المعادية، لن يبقى له داخل الولايات المتحدة سوى جهتين توفران له الحماية، أما الجهة الأولى فهي اللوبي المؤيد "لإسرائيل"، وأما الجهة الثانية فهي الأغلبية الجمهورية داخل مجلس الشيوخ"! وقال بومبيو لابن سلمان: "أن عليه إرضاء ترامب اذا أراد الاستمرار في الاستفادة من الحماية من الإدارة الجديدة"! بحسب ما قال ديفيد هيرست.. الذي أشار الى ان بايدن يعتزم بحسب إشاراته الانتخابية الى إعادة النظر في سياسة الولايات الترامبية ازاء السعودية وإزاء حرب اليمن، وإيران وملفها النووي تحديداً بما يزعج بن سلمان.... كلام ديفيد هيرشت حول ما قاله بومبيو لابن سلمان.. يعين بوضوح ان ترامب وطاقمه يريدون استمرار حلب البقرة السعودية حتى بعد رحيلهم من البيت الأبيض، وأن يجعل بن سلمان من نفسه أداة تلبي كل ما يطلبه منه نتنياهو!! وفعلاً كشف المغرد الشهير "مجتهد" في تغريدة له 10 نوفمبر 2020 تناقلتها بعض الأوساط الإعلامية جاء فيها "إن محمد بن سلمان وصهر ترامب جاريد كوشنر، فتحا خطاً ساخناً من أجل إمكانية بقاء ترامب في منصبه. وتكلّف محمد بن سلمان بتكاليف الدعاوى القضائية ضد جو بايدن"! وأضاف مجتهد: "شيك مفتوح من بن سلمان لترامب لدفع تكاليف كل المحامين في القضايا التي سترفع في شكاوى التلاعب بالتصويت في ولايات كثيرة واستنزاف كل الحيل القانونية لسحب الفوز من بايدن".
2ـ التخويف من بايدن، وتوظيف تصريحاته الانتخابية التي قال فيها، في ندوة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي (CFR) "ان ترامب منح المملكة السعودية (شيك على بياض خطير) ووعد بأنه "سيأمر بإعادة تقييم العلاقات مع السعودية ". فقد أوحى الإعلام الأمريكي والبريطاني أو بعض هذا الإعلام أن بايدن سيعاقب ابن سلمان، سيوقف حرب اليمن!! وما إلى ذلك، حيث أسهب هذا الإعلام في هذا المنحى تحليلاً وقولاً، في محاولة لإثارة الرعب والهلع والخوف في نفس هذا الطائش والطامح للوصول الى عرش المملكة ابن سلمان.. بل وأسهب هذا الإعلام في إعادة التذكير بتصريحات بايدن خلال حملاته الانتخابية، بما يعزز ويكرس حالة الخوف عند بن سلمان، خصوصاً تصريحاته التي أدلى بها في خطابه الانتخابي في 12 أكتوبر الماضي، والتي قال فيها: "إلتزامنا بقيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان سيكون أولويتنا حتى بالنسبة الى أقرب شركائنا". وبشأن اغتيال جمال خاشقجي قال "إن روحه لن تضيع" وانه "اذا فاز في الانتخابات سيعيد النظر في علاقات واشنطن مع الرياض وينهي الدعم الأمريكي للحرب في اليمن."
عملية، أو بالأحرى، إيحاءات وإشارات التخويف الآنفة من بايدن وصلت حداً إلى الدرجة التي اعتبر فيها بعض الكتاب البريطانيين مثل ديفيد هيرست إلى ان معارضي بن سلمان من أمراء العائلة السعودية سوف يتحالفون مع بايدن ويجدون فيه فرصة للإطاحة ببن سلمان والتنكيل به، وقال في هذا السياق في مقاله هذا: "ان كثيراً من الأعداء الذين أوجدهم ولي العهد لنفسه منذ أن صعد إلى السلطة سيرون في إدارة بايدن حليفاً لهم، وانه سيكون من ضمن هؤلاء كبار الأمراء الذين ألقى محمد بن سلمان القبض عليهم واعتقلهم، مثل ابن عمه الذي يكبره سنا، ولي العهد السابق محمد بن نايف، وعمه الأمير أحمد بن عبدالعزيز، الذي عارض محمد بن سلمان على الملأ ". وأضاف ديفيد هيرست في مقاله نقلا عن مصادر مطلعة من داخل أروقة العائلة المالكة ان: "محمد بن سلمان يعيش أسوا أيامه منذ أن أصبح ولياً للعهد. اكثر ما يقلقه هو بايدن، ويشعر بأن هذه الإدارة ستكون معادية له، وستكون مع العالم في عدم نسيان كل ذلك الذي اقترفته يداه من جريمة قتل خاشقجي الى سجن الناشطات الحقوقيات والإساءة إليهن، في الحقيقة لا يعرف ما ذا ينبغي عليه أن يفعل".
واللافت إن عملية التخويف هذه من بايدن لم تقتصر على الإعلام الأمريكي والبريطاني وحتى الغربي وحسب، وإنما ساهم فيها حتى بعض الإعلام العربي والروسي أيضا، ففي هذا السياق قال موقع "روسيا اليوم" نقلا عن صحيفة "أوراسيا ديلي" قولها: "تَعِد واشنطن قيادة اكبر ملكية عربية "بكابوس"، وبالدرجة الأولى الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 35 عاماً. فمن المتوقع ألّا يحمي أحد ولي العهد بسبب "لهوه" الذي لاقى صدىً عالمياً (قتل الصحفي جمال خاشقجي)، كما حماه ترامب من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون". وتوقعت الصحيفة بحسب ما نقل الموقع الروسي، بعدم رأفة بايدن بالأمير بن سلمان، كل ذلك ضاعف من الهلع والخوف عند بن سلمان...
3ـ تحرك المحاكم الأمريكية التي كانت قد رفعت دعوى حضور بن سلمان وفريقه لاستجوابهم مجدداً، وكأن هذه المحاكم وجدت فرصة في هزيمة ترامب الذي كان قد قمعها واجبرها على تجميد دعاويها ضد بن سلمان وفريقه، لإثارة عمليات لاستدعاه والملاحقة مجدداً، وللتذكير بجرائم ولي العهد السعودي الذي كان قد سعى وبدعم ترامب الى نسيان هذه الجرائم وطويها في ملفات ورفوف النسيان، وهناك قضيتان تتحركان في القضاء الأمريكي هما قضية قتل جمال خاشقجي، وقضية "سعد الجبري" المستشار السابق لابن نايف والذي اتهم بن سلمان بإرسال فرقة اغتيال له إلى أماكن اغترابه، لأنه يحمل الكثير من الملفات الخطيرة عن أسرار النظام الحاكم في الرياض، وفي كلتا القضيتين وجهت المحاكم الأمريكية دعوى استجواب لابن سلمان للحضور وبمعية مقربيه وحوارييه، حيث وجهت لهم هذه المحاكم تهماً مباشرة، بقتل خاشقجي وبالتخطيط لقتل الجبري، وفي هذا السياق نقلت صحيفة "الواشنطن بوست" في تقريرها عن المحلل السابق في "السي آي أي" بروس ريدل قوله: "ان السعوديين اكتشفوا متأخراً إمكانية عدم انتخاب الرئيس ترامب مرة ثانية، ولهذا فسيواجهون واشنطن أكثر عداء مما كانت عليه قبل أربعة أعوام، وربما واشنطن أكثر عداء مما تعودوا عليه في الماضي". واضاف ريدل: "الرهانات عالية في الحقيقة للسعودية ومن الصعب التفكير في شيء يمكنهم عمله لإرضاء النقاد في الولايات المتحدة، ولو ذهب ترامب فسيخسرون المدافع عنهم". وقد ذهب فعلاً. ومن الجدير الإشارة الى ان "السي آي أي" قد أكدت ان ابن سلمان قد يكون الرأس الفعلي لقتل خاشقجي والمدبر الأساسي لعملية اغتياله.
وبموازاة تحرك القضاء الأمريكي، تحركت أوساط بريطانية برلمانية وحقوقية ضد بن سلمان، متهمة السعودية بانتهاك حقوق الإنسان وإساءة المعاملة مع المعتقلين الناشطين والناشطات ومن بينهن "لجين الهذلول"، وقالت تلك الأوساط ان عدة منظمات شاركت في لقاء لبحث الانتهاكات السعودية، بينها منظمة "هيومن راتيس ووتش" و"الحرية الآن"، و"داون"، و"مبادرة الحرية"، و"مينا لحقوق الإنسان".. وشكلت لجنة لتقصي الحقائق، رأسها عضو البرلمان المحافظ "كريسبين بلانت"، وفي اجتماع هذه الجلسة شارك زميلا بلانت في اللجنة البرلمانية "ليلى موران" المتحدثة باسم حزب "الديمقراطيين الأحرار" للشؤون الخارجية، والنائب المحافظ "عمران أحمد خان"، الى جانب المستشارة القانونية "هايدي ديجكستال"، وكل ذلك يدل على ان أوساطاً سياسية أمريكية وبريطانية تقف وراء تحريك ملفات الجرائم السعودية، وحقوق الإنسان في المملكة، بل أكثر من ذلك أن ثمة إصرار من جانب هذه الأوساط عل هذه الأمر!
هذا الى جانب ما نشرته صحيفة "الاندبندنت" تقريراً لمراسلة شؤون المرأة فضحت فيه تعرض المعتقلات السعوديات للتعذيب والاعتداء الجنسي وما الى ذلك من الممارسات التعسفية في السجون السعودية!!
4ـ تجديد إثارة حرب اليمن، واستعراض المآسي التي حلت بالشعب اليمني سلمان مسؤولية ما يجري على الشعب اليمني من مآسي وويلات.. ففي هذا السياق شدد السيناتور الأمريكي الديمقراطي "بيرني ساندرس" على ضرورة إنهاء الدعم الأمريكي للحرب، التي قال أنها: "غير المصرح بها وغير الدستورية والكارثية التي تقودها السعودية في اليمن". وأضاف ساندرس في تغريدة له على توتير في 10 نوفمبر 2020.. أن "الناس الذين يعانون هناك لا يحتاجون الى مزيد من القنابل، بل بحاجة الى المزيد من الوظائف والغذاء والرعاية الصحية". يشار الى ان ساندرس كان قد أشار في حديث لشبكة "السي ان ان" الأمريكية في 19 فبراير الماضي الى انه "لطالما أحببنا السعودية حليفتنا الرائعة، لكن المشكلة تكمن في أن الذين يحكمونها سفاحون قتلة".
يضاف إلى ذلك ان عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي "روخانا كان" قد أكد مباشرة بعد إعلان فوز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية، أن بلاده "ستوقف تمويل الحرب السعودية على اليمن". وفي ضوء هذه المواقف وغيرها مضافة الى تصريحات بايدن الانتخابية الآنفة، سيما ما يتعلق منها باليمن يعتبر المحللون انه من غير المرجح ان يعرقل بايدن محاولات الكونغرس لإنهاء الدعم الأمريكي للتدخل السعودي في اليمن.
ما وراء تلك الحملة المضادة للسعودية!
بدون شك إن وراء تلك الحملة جملة أهداف وغايات يحاول الأمريكيون والبريطانيون المعارضون لبن سلمان تحقيقها أو حتى على الأقل إثارتها في وجه ولي العهد السعودي نذكر منها ما يلي:-
أـ عملية ابتزاز للنظام السعودي وعلى كل الأصعدة، لأن إثارة الخوف والرعب لدى بن سلمان من فترة بايدن، المراد منها دفع النظام السعودي إلى الاستمرار في دفع الأموال الطائلة من خزينة المملكة، هذه المرة لبايدن وللحزب الديمقراطي وليس لتامب وأعوانه، حتى يضمن سكوت الديمقراطيين عن جرائمه، ومن ثم عبوره إلى عرش المملكة، فحتى لو لم يفكر بايدن بما يثيره الإعلام الآنف حول ابن سلمان، فأن هذه الإثارة مقصودة لحلب البقرة السعودية، هذا أولاً، وثانياً: دفع بن سلمان نحو الارتماء، أو بالأحرى دفعه للهرولة والمسارعة نحو أحضان الصهاينة ولوبياتهم في الولايات المتحدة، وكانت رسالة بومبيو له في لقاءه الأخير في نيوم واضحة، والتي اشرنا إليها في السطور الماضية حيث سد عليه كل الطرق وترك له طريق العدو مفتوحاً، للاحتماء به!! ذلك ان المسؤولين الأمريكان الصهاينة أمثال بومبيو بالإضافة إلى قادة الاحتلال الصهيوني يدركون الأهمية الإستراتيجية بالنسبة للعدو، للتطبيع مع السعودية، وما يتركه هذا التطبيع من تداعيات وانعكاسات مهمة لصالح العدو وخططه في تدمير هوية هذه الشعوب الإسلامية وقيمها وحضارتها وانتمائها الديني.
ب ـ أيضاً هذا التخويف يأتي في إطار الأساليب المعروفة التي يستخدمها الأسياد المستعمرون مع عملائهم، فهذه السياسية تشكل ركناً أساسياً في التعامل مع الأنظمة العملية لتجعلها دائماً تفكر بنفسها وبسلطانها دون ان تلتفت إلى مصالح الشعب، ولتجعلها دائماً ملتسقة بأسيادها ومنفذة لكل ما يملونه عليها من خطط وأوامر وسياسات لا تلبي إلّا مصالح ومنافع هؤلاء الأسياد. وما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق هو إن النظام السعودي يتعرض اليوم إلى جملة ضغوط أمريكية وبريطانية وحتى صهيونية من أجل تبني سياسات ثقافية وتعليمية وإرشادية، لإحداث تغيير جذري في تفكير ووعي سياسات ثقافية وتعليمة وإرشادية، لإحداث تغيير جذري في تفكير ووعي الناس، سيما الوعي الديني، وضرب منظومة القيم الإسلامية، وبالتالي تمهيد الأرضية في الوصول إلى بيئة ومناخات لإنتاج إسلام ومنظومة قيم تنسجم مع التفكير البريطاني الأمريكي الصهيوني، بالإقصاء التدريجي لمنظومة القيم الإسلامية الأصلية وتخدير الفكر الوهابي المتطرف او توجيهه بالشكل الذي يخدم المشاريع الأمريكية الغربية الصهيونية، كما يجري الآن وكما يحصل على قدم وساق! لعل انتقادات "تركي الفيصل" السفير السعودي الأسبق في لندن، ورئيس لاستخبارات السعودية السابق للإدارة الأمريكية مؤخراً، مؤشراً على تلك الضغوط الأمريكية المشار إليها، حيث رفض حديث الديمقراطيين عن حقوق الإنسان في السعودية وقال "ان على الولايات المتحدة إعادة النظر في سجلها الحقوقي فيما يتعلق بالسود وغيرهم". وأضاف "يجب ان يزوروا المملكة، ويروا بأنفسهم التقدم الذي حققناه على كل الأصعدة، سواء كانت حقوق المرأة، أو الحرب ضد التطرف، أو أي قضايا أخرى"!.
ج ـ لأن الجرائم التي يواصل بن سلمان ارتكابها في اليمن ضد الشعب اليمني باتت تزكم الأنوف، وممكن ان تترك تداعيات قانونية وإنسانية فضلاً عن الأخلاقية يحاول الأسياد الأمريكيون والبريطانيون المسؤولون الاساسيون عن شن هذه الحرب وتوريط بيدقهم بن سلمان فيها، يحاولون التملص والتخلص من هذه المسؤولية وتحميل بن سلمان وحده المسؤولية ليكون كبش الفداء، وهذه أيضاً قضية معروفة في أخلاقيات وتعامل المستعمرين مع عملائهم، فهم يورطونهم في مثل هذه المآزق، فأن نجحوا، فالنتائج تكون لصالح هؤلاء الأسياد، وان أخفقوا فأن هؤلاء الأسياد سيحولونهم إلى أكباش تضيحة، واستبدالهم باكباش أُخرى!! ولعل الأمر بالنسبة لبن سلمان يجري في هذا السياق.
د ـ كما أنني لا استبعد أن يكون الضغط البريطاني المتواصل على بن سلمان، هو بهدف إحياء الجناح البريطاني في العائلة المالكة، فمثلما "السي آي أي" وبعض الأوساط الأمريكية تريد محمد بن نايف بديلاً عن الملك سلمان في الوصول إلى العرش تريد الأوساط البريطانية الأمير أحمد بن عبدالعزيز شقيق الملك بديلاً، أو على الأقل تقوية هذا الجناح الذي أضعفه بن سلمان بتوجيهه الضربات الساحقة الفترة الأخيرة، أي منذ صعوده لولاية العهد وحتى اليوم وآخر هذه الضربات وليس أخيرها الزج بعمه أحمد بن عبدالعزيز بالسجن أو الإقامة الجبرية!
ارسال التعليق