الارتماء الإماراتي بأحضان العدو الصهيوني!!
[عبد العزيز المكي]
لعلّ الأغلب من أبناء الشعوب العربية والإسلامية، يتابعون أو تابعوا تسارع المواقف والتحركات الإماراتية مؤخراً وحاضراً، على صعيد التطبيع مع العدو والإشادة بالتعاون معه والإعلان عن هذا التعاون، وانه سوف يستمر رغم " الخلاف الإماراتي" المزعوم مع العدو، حول القضية الفلسطينية، وبحسب ادعاء المسؤولين الإماراتيين، ذلك طبقاً لما أكده وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أمام مؤتمر أمريكي – يهودي كبير، عبر تقنية الانترنت، شارك فيه قرقاش إلى جانب مسؤولين صهاينة من الأرض المحتلة ويهود صهاينة أمريكيين، من بين المسؤولين المشاركين الصهاينة رئيس الوزراء المناوب بيني غانتس.
ولعل الأغلب من أبناء هذه الشعوب أيضاً، يدرك ويعي أن تسارع هذه المواقف والتحركات محاولة إماراتية للانتقال بالتطبيع مع العدو الصهيوني من المرحلة شبة العلنية والخجولة، إلى المرحلة العلنية الرسمية، ليجري التأسيس على هذه المرحلة باتخاذ مواقف أكثر جرأة وعدوانية لقضايا الشعوب والأمة الإسلامية، واشد انحيازاً للعدو الصهيوني، هذا ما أكده المسؤولون الإماراتيون أو بعضهم في مواقفهم وتصريحاتهم ومقالاتهم الأخيرة!! فالسفير الإماراتي في واشنطن يوسف مانع العتيبة شرح في مقالته التي نشرتها صحيفة يدعوت احرونوت باللغة العبرية مؤخراً، الدور الإماراتي الضخم في تزويق الوجه الإجرامي لهذا العدو، وتسويه للاندماج في المنطقة، ولتمكينه من لعب دور فاعل ونشط ضد تطلعات شعوبها وضد هويتها ولاستغلال ثرواتها، ذلك الذي سماه العتيبة زوراً ونفاقاً وكذباً، " بناءاً وارساءاً للسلام، والتعاون المشترك بين الدول العربية والعدو لمواجهة الأخطار" من أجل تبرير هذا الارتماء نحو الأحضان الصهيونية!!
ثم جاء قرقاش ليؤكد في كلمته أمام مؤتمر اللجنة الأمريكية اليهودية المشار إليها، هذا الموقف الإماراتي، بالقول:.." أن الأمارات تريد فصل الخلافات حول القضية الفلسطينية من المنافع المتبادلة للتعاون في المجالات الأخرى"! أي بكلام آخر، أن القضية الفلسطينية لا موقع لها من الإعراب في قاموس النظام الإماراتي، فيما يخص التعاون والتواد والتحالف مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، ويوضح قرقاش هذا الموقف بشكل أكثر صراحة وافتخاراً بالموقف الإماراتي، في كلمته المشار إليها، قائلاً: " لا يمكنني أن أجد خلافاً سياسياً مع إسرائيل، ولكن في الوقت نفسه، أحاول أن أجسر جوانب أخرى من العلاقة؟ أعتقد أنني أستطيع لدى الواعين من أبناء هذه الأمة، هو أن الدافع الأساسي، لكل هذا الجهد الإماراتي الضخم الذي يقوم به المسؤولون الإماراتيون على صعيد الهرولة نحو التحالف العلني مع العدو الصهيوني، هو لتحقيق أمرين، أشارت إليهما مقالات الكثير من المحللين والكتاب العرب والأجانب، وأيضا صرح بهما الكثير من المسؤولين الصهاينة وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفي مناسبات كثيرة، ونرى هنا من الضرورة، إعادة التذكير بهما للتأسيس عليهما في السطور اللاحقة لهذه المقالة.. وهما :-
1ـ إن الارتماء بأحضان العدو والتحالف معه يؤمن فتح البوابة الأمريكية!! وفق المقولة التي رسخها الأمريكان أنفسهم والصهاينة أيضاً في عقول هؤلاء الحكام المطبعين، وهي.." لمن يريد الولوج في دهاليز واشنطن عليه أن يأتي من الباب الصهيوني"! فوفق هذه المقولة يعتقد هؤلاء الحكام، انه يمكن الحفاظ على ولاء واشنطن لهم من خلال التعاون والتحالف بعد التطبيع مع العدو الصهيوني، لأن واشنطن يمكن أن تستغني بحكام عملاء آخرين بديلين لهؤلاء الحكام الحاليين، وهذا ما يقلق هؤلاء الحكام الذين يستمدون شرعية وجودهم من تأييد واشنطن ولندن والتحالف مع الكيان الصهيوني لا من شعوبهم!
2ـ إن هذا الارتماء يحميهم من " إيران" العدو المصطنع " الذي نجح الأمريكان والصهاينة في صنعه في أذهان هؤلاء الحاكم للأسف، ليكون مبرراً للتخلي عن العداء مع العدو، وللتطبيع والتعاون والتنسيق والتحالف معه على كافة المستويات صنعوه من الوهم والكذب وصدق به هؤلاء الحكام!! ليس هذا وحسب، بل إن هذا الوهم حوله الأمريكان والصهاينة إلى أداة ضغط وابتزاز لهؤلاء الحكام فأصبح سيفاً مسلطاً على رقابهم، يقول الرئيس الأمريكي ترامب لو رفعنا الحماية عن النظام السعودي لتكلمت السعودية بالفارسية خلال أسبوعين!! في حين أن إيران لم تهدد يوماً جيرانها، على العكس من ذلك تماماً، ونقول للإنصاف، وليس دفاعاً عن إيران فلها من يدافع عنها، أنها دعت مراراً وتكراراً هذه الأنظمة للتعاون معها لحماية المنطقة ودولها من التدخلات الأجنبية، التي أثبتت التجربة بما لا يقبل المراء، أنها السبب في رفع التوتر وإثارة الخلافات بين دول هذه المنطقة، وأنها تقوم بكل هذه التدخلات من أجل مصالحها، ومن أجل حماية أمن الكيان الصهيوني. نقول أنها دعت الدول الخليجية الى عقد اتفاقات أمنية بعدم اعتداء وتدخل في الشؤون الداخلية للغير، فيما بينها، وبالتالي إيجاد أجواء ومناخات أمنية مستقرة، ومن ثم تعاون اقتصادي وسياسي ودبلوماسي وعلى كل الأصعدة يسحب البساط وينسق حجج التدخل الأمريكي والصهيوني في تلك المنطقة.
3ـ أيضاً هناك مقولة أخرى صنعت من الوهم الذي زرعه في نفوس هؤلاء الحكام، الأمريكي والصهيوني، تعتبر دافعاً قوياً لهذه الأنظمة للتحالف مع العدو للتعاون معه على صعيد كل المجالات، سيما الأمنية والعسكرية منها... وهي مقولة أن الكيان الصهيوني هو القادر على حماية هذه الأنظمة، إذا تحالفت معه، لاسيما الإماراتي والسعودي، من غضب الشعبين الجزيري والإماراتي في المملكة وفي الأمارات على التوالي، بحجة أو بدعوى " ان العدو يمتلك خبرة في قمع الشعب الفلسطيني، ومتقدم تقنياً في صناعة الأجهزة والمعدات التجسسية، وأيضاً يمتلك الريادة في صناعة الاجهزة الاستخباراتية والقمعية وما إلى ذلك "!! وللإشارة، أن المسؤولين الصهاينة لطا لما يروجون لهذه الافكار والمقولات، فحتى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وبعض مسؤولي الأجهزة الأمنية الصهيونية صرحوا لمرات عديدة، بأن بعض الانظمة العربية الخليجية وتحديداً النظامان السعودي والإماراتي يستعينان بالخبرات الأمنية الصهيونية في مواجهة معارضيهم!! ذلك لان هذين النظامين صدقاً واقتنعا بالمقولة السابقة!! ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل أصبحت هذه القناعة يقيناً لدى هؤلاء وهو ما عكسته فضائح التعاون الأمني الاستخباراتي والتجسسي بين الكيان الصهيوني وبين السعودية والأمارات، والتي تحدثت عنها وسائل الاعلام الأجنبية والعربية والصهيونية بإسهاب، حيث استعان النظام بشركات صهيونية وبأجهزة تجسس صهيونية، دفعوا أثمانها أموالاً باهظة للعدو، للتجسس على المعارضين ولمتبعة حركات النشطاء في كل من السعودية والأمارات.. فالنظامات الإماراتي والسعودي، لم ينتظروا التطبيع العلني الرسمي، ليقوما بالتعاون الأمني في مواجهة الشعبين في بلديهما، إنما بادرا إلى هذا التعاون باكراً مع هذا العدو، ظنا منهما ان ذلك سوف يعزز حماية النظامين من أخطار شعبيهما، وفي هذا السياق نرى من الضروري الإشارة إلى ما استعرضته مقالة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات المنشورة على موقع " العربي الجديد " في 21 حزيران 2020، حول اندفاعة هذين النظامين إلى هذا التعاون الأمني مع العدو، على خلفية المقولة الآنفة، ومما جاء في هذه المقالة في السياق المذكور..".. ففي عام 2008 وقعت هيئة المنشآت والمرافق الحيوية في أبو ظبي عقداً مع شركة (آي جي تي انترناشنال، AGT International وهي شركة سويسرية مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي، ماتي كوتشا في، لشراء معدات مراقبة للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك منشآت النفط والغاز، وزودت الشركة نفسها أبو ظبي بثلاث طائرات مسيّرة بهدف تعزيز قدراتها الاستخباراتية والأمنية. كما زودت شرطة أبو ظبي بنظام مركزي للمراقبة الأمنية، يعرف باسم، عين الصقر، fakon Eye ، بدأ العمل به رسمياً في تموز 2016"!! وفي سياق إشارة المقالة إلى تطور وتوسع نطاق هذا النوع من التعاون بين الإمارات والسعودية والعدو الصهيوني، تقول.. وتوسع نطاق هذا النوع من التعاون بين الإمارات والسعودية والعدو الصهيوني، تقول.." في أيار/مايو 2019، اتهم القائمون على تطبيق التراسل الفوري ( واتساب) (WhatsApp) مجموعة (إن إس أو،(NSO الإسرائيلية باستعمال تكنولوجيا بيغاسوس للتجسس (peg asus) لاختراق التطبيق، بغرض مراقبة صحافيين وناشطين وحقوقيين وبيعها للسعودية. وفي آب/2018 اشترت الإمارات من المجموعة نفسها تكنولوجيا متطورة لقرصنة الهواتف النقالة بفرض التجسس على معارضيها وخصومها ".
ورغم هذه الاندفاعة إلا أن النتائج جاءت عكسية، فبدلاً من أن يعزز ذلك من أمن هذه الأنظمة، زاد من الأخطار عليها، بسبب فضائحها في التجسس على معارضيها وبسبب انكشاف تعاونها الأمني مع العدو الصهيوني.. والأكثر من ذلك، فان العدو ليس لم يساهم في حماية هذه الأنظمة وحسب، بل نعتقد انه تقصد فضح هذه الأنظمة، ونشر هذه الفضائح من أجل توسيع الهوة بينها وبين شعوبها، من أجل ربطها أكثر بدائرته وبالتالي تحويلها إلى أداة لتنفيذ مآربه والامتثال لكل ما يمليه عليها من أوامر، دون أي رفض أو نقاش، حتى ولو كان ذلك يتناقض أو يتعارض مع مصلحة هذه الأنظمة نفسها.. ولذلك نراه ينزعج حتى من مجرد النصيحة له من هؤلاء " المطبعين والحلفاء العرب"!! ففي كل مرة يذكر المسؤولون الصهاينة وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هؤلاء الحلفاء بأمرين هما:
أولاً: إن هؤلاء الحكام يأتون صوب العدو لأن الأخير قوي، ولأنه الحق الهزائم بالجيوش العربية على مزاعم حد المسؤولين الصهاينة، فنتنياهو هو كرر هذه المقولة لعشرات المرات!ثانياً: إن هؤلاء الحاكم مهددون من شعوبهم ومما يسمونه " الخطر الإيراني" ونحن أي الصهاينة القادرون على حمايتهم، على حد مزاعمهم.
واللافت أن المسؤولين الصهاينة يتقصدون تكرار هذه المقولات، من أجل الامعان في ابتزاز هؤلاء الحكام، ومن اجل سد لا لطريق عليهم بعدم المطالبة بأي شيء حتى ولو كان بمستوى نصيحة يوسف مانع العتبة سفير الأمارات في واشنطن، ولذلك لاحظنا أن المستشارة السابقة لنتنياهو كارولين كلغ، انبرت للرد على يوسف العتيبة، طبقاً لما نقله عنها الباحث في الشأن " الاسرائيلي " صالح النعامي في تغريدته، حيث قال الباحث النعامي، أن المستشارة الصهيونية قامت بتوبيخ سفير الأمارات في واشنطن بقولها له.." لا تسدون لنا معروفاً عند ما تتعاونون معنا وتعتبرون الأخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، بل لأننا أقوياء وبسبب المصالح المشتركة.. لنا بحاجة للتطبيع مع حكام يعاملون النساء كمقتنيات " على حد قولها.. كلغ إضافات في سياق ردها العنيف على العتيبة طبقاً لما نقله عنها النعامي في تغريداته، قولها: " لسنا بحاجة الى التطبيع معكم، العلاقات السرية معكم أفضل عند ما لم يكن سلام، حيث كان هذا النظام يتعاون معنا في أوج الحروب مع العالم العربي"!! ولقد نقلت صحيفة القدس العربي تعليقه لأحد المواطنين على تصريحات المستشاره الصهيونية لنتنياهو، بابلغ تعبير وتوصيف بالقول " أنتم عملاء لنا، وهذا هو توصيفكم الحقيقي، فائدتكم لنا اكبر وانتم تقدمون لنا الخدمات بسرية.. والعلاقة، هي علاقة عميل بمشغليه ".
هكذا ينظر الصهاينة إلى حلفائهم من الحكام العرب، ومنهم حكام الأمارات، فهذه المستشارة لم تنبرِ للتعبير عن هذا الموقف دون التنسيق مع المسؤولين الصهاينة ومنهم نتنياهو، فهذا التعبير مقصود من أجل تحقير هؤلاء الحكام وقطع الطريق عليهم في التجرؤ وإسداء النصائح، وما يعزز هذا الأمر هو تغريدة الاكاديمي والاعلامي الصهيوني ايدي كوهين التي قال فيها: " كل حاكم عربي بلا إستثناء في الخليج الغني أو الدول الفقيرة يسعى ويحارب لينهب أو يأخذ ما تصل له يده من أموال الدولة ". وتابع كوهين: " يسرق أسوة بغيره أو بأبناء الحاكم الذي يأخذ بلا حساب من باب أنا أولى من غيري وخلي الوطن يتحرق " وما تقدم يؤكد الى حد كبير خطأ ما يروج له الحكام العرب المطبعون والمتحالفون مع العدو الصهيوني، من أفكار ومفاهيم وحتى قناعات، ومنها ما يلي:-
أـ إن التقارب والتحالف العربي مع العدو الصهيوني لا يساهم في مصلحة القضية الفلسطينية كما يقول منطق هؤلاء الحكام ويبرون على اساسه هذه الهرولة والتحالف مع هذا العدو، بل على العكس تماماً، أن العدو يزداد غطرسة وإنكارا للحقوق الفلسطينية والعربية، وتتناسب هذه الغطرسة مع حجم القرب والتحالف مع العدو، فكما زاد حماس الحكام العرب نحو الارتماء بأحضان العدو، كلما زادت غطرسته وكلما ترد حتى على الأمور التي توافق عليها مع سلطة محمود عباس في اتفاق اوسلو، والتجربة اكبر شاهد على ذلك، وأيضاً المنطق المتعالي الذي اشرنا إليه قبال تفاخر يوسف مانع العتيبة بالتحالف وتسويق العدو عربياً ودولياً، ولا نجانب الحقيقة إذا قلنا إن حصاد هذا التعالي الصهيوني والإذلال للزعماء العرب المتحالفين والمهرولين معه، هو تآكل حتى اتفاق أوسلو، حيث لم يبق منه سوى التعاون الأمني بين أجهزة أبو مازن والعدو، لمنع أي تحرك وإحصاء الشاردة والواردة على أبناء هذا الشعب !!
ب ـ ان الحماية الصهيونية التي يرسمل عليها هؤلاء الحكام المطبعون فهي كما أشرنا في هذه المقالة، لم تكن سوى وهماً اكدته التجربة الميدانية، ولعل من أبرز مصاديق هذه التجربة، جماعة لحد اللبنانية، فهذه الجماعة خدمت الكيان على مدى اكثر من خمسة عشر عاماً، وقُتِل العشراتُ بل المئات من منتسبيها على أيدي مقاتلي حزب الله اللبناني في جنوب لبنان، فضلاً عن تقديم المعلومات والتجسس على الجهاديين، وبالتالي فأن هذه المجموعة أخرت نصر حزب الله على الصهاينة لأكثر من عقد من الزمان، لكن عندما أحس الصهاينة بالخطر، ترك هذه الجماعة طعمة لحزب الله وفريسة لمقاتليه وفر بجنوده نحو الأرض الفلسطينية المحتلة، بل أكثر من ذلك، منع العدو عملائه اللحديين من اجتياز الحدود عندما فروا الى داخل الأرض المحتلة خوفاً من قتلهم أو اعتقالهم على أيدي حزب الله، تماماً مثلما حصل لعملاء الأمريكان الفيتناميين، فحينما هُزم الأمريكان وفرت قواتهم أمام ثوار الفيتكونغ تركوا عملائهم، وحينما حاول بعض هؤلاء العملاء التعلق بسلم أو سلالم طائرات الهيلكوبتر التي حطت على سقف السفارة الأمريكية في فيتنام، رفس الجنود الأمريكان هؤلاء العملاء وأسقطوهم أرضاً وماتوا أو فتك بهم الثوار الفيتناميون! كما تخلى الأمريكان والصهاينة عن عميليهما زين العابدين بن علي حاكم تونس وحسني مبارك حاكم مصر، في أول هبة جماهيرية ضدهما، والأمثلة كثيرة على خذلان امريكان والصهاينة لعملائهم وأدواتهم في المنطقة.
ج ـ إن التحالف مع العدو لا يساهم في استقرار وتقوية الدول العربية المتحالفة معه، فهذه من القناعات المزيفة التي صدق بها هؤلاء المطبعون والمهرولون، وبرروا بها هرولتهم، على العكس تماماً، أن التحالف والتعاون مع هذا العدو زاد من التوتر في المنطقة، لأن العدو يحاول وبكل ثقله الرمي بالدول المتحالفة معه في اتون التصعيد والخصام مع من يعتبرهم العدو أعداءاً وخطراً عليه مثل ايران ومحورها في المنطقة، وتصريحات التحريض والتحشيد لهذه الأنظمة في مواجهة محور ايران، ومحاولة توظيف كل امكاناتها في هذه المواجهة، متواترة سواءً على لسان نتنياهو أو المسؤولين الصهاينة الآخرين، فلا تمر مناسبة الّا ويحرض فيها نتنياهو هذه الدول ضد إيران، ويعتبر الأخيرة خطراً على تلك الدول! وما إلى ذلك من المقولات والمزاعم في هذا الاتجاه، والأمثلة أكثر من أن تحصى في هذا المجال!
د ـ والى ذلك، فأن التحالف مع العدو، وثم التمهيد للاستفادة مما يزعمون تقدمه التكنولوجي، في تطور الدول العربية المطبعة والمتحالفة معه، أيضا هو وهم، وخير دليل على ذلك التجربة المصرية، فالعدو بدلاً من وضع تطوره العلمي والتقني في خدمة القطاعات الاقتصادية ومنها الزراعية، عمل العكس تماماً، استخدم هذا التطور في ضرب تلك القطاعات، فعلى سبيل المثال، وهذا مما هو مثبت في وثائق الدولة المصرية، زود مصر بميدات وأمراض فتاكة لمحصول القطن المصري الذي كان في عهد السبعينات والستينات، يمثل المحصول الأول والأفضل في العالم، الذي تشتهر به مصر، زود مصر بها على أنها أسمدة ومواد غذائية لهذا المحصول، ولم تكتشف السلطات المصرية المعنية بالأمر، الّا بعد أن تعرضت صناعة وزراعة القطن في مصر إلى نكسة جعلتها تتراجع عالمياً من حيث الريادة، إنتاجا وجودة لهذا المحصول!! ذلك لأن تدمير مرتكزات النهوض الحضاري لهذه الأمة، يشكل أساساً من أساسات الإستراتيجية الصهيونية، ولذلك يظل العرب مهما طبعوا وتحالفوا مع العدو الصهيوني "عقارب وأفاعي يجب قتلهم والقضاء عليهم"، كما يقول عوفاديا يوسف حاخام السفارديم، المقبور.
ارسال التعليق