حدث وتحليل
الدور السعودي لتمرير "صفقة القرن".. من بوابة الاردن هذه المرة
[ادارة الموقع]
تواصل السعودية لعب الدور المطلوب منها في إطار "صفقة القرن" بالتعاون مع الادارة الاميركية والاحتلال الاسرائيلي لاستهداف القضية الفلسطينية وتصفيتها، وذلك عبر استكمال الرياض الضغوط على مختلف الاطراف العربية والاسلامية لتمرير هذه الصفقة، وبهذا الاطار تندرج التطورات التي شهدتها الساحة الاردنية.
ومؤخرا تحرك الشارع الاردني بشكل مفاجئ على خلفية اقرار قانون يرفع ضريبة الدخل وعمت التظاهرات بعض المناطق وحصلت صدامات، وتبين ان الارضية جاهزة للذهاب بعيدا ما استدعى بعض القرارات السياسية الداخلية من قبل الملك عبد الله بن الحسين، إلا أنها لم تنجح في إنهاء التراكمات الشعبية جراء ممارسات النظام مع المعاناة الحياتية والمعيشية اليومية للاردنيين، تبع ذلك وايضا بشكل مفاجئ تحرك سعودي لعقد قمة في مكة المكرمة للبحث في التطورات الاردنية وتقديم الدعم المناسب للنظام هناك للتغلب على الازمة.
سموم آل سعود في عسل الدعم والمساعدة!!
والغريب ان السعودية التي عملت في الفترة الاخيرة على الضغط على الاردن من بوابة رفضها لصفقة القرن حيث كان التباعد سيد الموقف بين البلدين الجارين، عادت سريعا لتتحدث عن لمّ الشمل ودعم الاشقاء وغيرها من الشعارات المعسولة التي تدس فيها سموم آل سعود بشكل منمق، وعُقدت القمة(بدون توسيع مروحة الدعوات) وقد دعي إليها شريك السعودية بالعمل لصالح "صفقة القرن" اي الامارات بالاضافة الى الكويت التي تحاول دائما التمايز والابقاء على علاقات وسطية ومعتدلة وجيدة مع الجميع لا سيما في الخليج والمحيط، بالاضافة الى الاردن البلد صاحب المشكلة التي بحاجة الى دعم عاجل لمواجهة الداخل المنتفض بفعل ممارسات طويلة جعلت منه ساحة خصبة للاستثمار من عدة جهات بينها السعودي والاماراتي ناهيك عن الاميركي والاسرائيلي.
فعقد القمة من حيث الشكل والتوقيت أثارا الكثير من التساؤلات عن الدور السعودي في تأجيج التظاهرات وافتعال الازمة في الاردن للضغط اكثر فاكثر على الملك والنظام هناك للانصياع للرغبات السعودية في "التوقيع على بياض" بخصوص الصفقة التي تستهدف فلسطين والقدس والمقدسات وتنسف تبعا لذلك اي دور اردني في إدارة الاوقاف او رعاية المدينة المقدسة او المقدسيين، وهذا الامر الاساس الذي يؤرق القيادة الاردنية لانه سيسحب من يدها ورقة أساسية أبقتها موجودة على خارطة القضية الفلسطينية وبالتالي سيتحول الاردن فقط الى حرس حدود لكيان الاحتلال الاسرائيلي، وفي الحالة الاخيرة يمكن للملك الاردني الحالي لعب هذا الدور كما يمكن للسعوديين والاميركيين والاسرائيليين استبدال النظام القائم بشكل ووجوه جديدة للقيام بهذا الدور لحماية العدو الاسرائيلي.
ويبدو ان الملك الاردني فهم الرسالة وحضر الى القمة وتقبل ما جرى فيها وخرج بعد الاجتماع ليشكر المجتمعين على الدعم وبالتحديد الملك سلمان، علما ان الدعم بحسب المقرارت يحتاج الى كثير من التدقيق لنعرف مدى قدرته فعلا على انتشال الاردن من الازمة الاقتصادية المستفحلة عنده ومتراكمة منذ عشرات السنين وحتى اليوم، فقد تقرر بالقمة تقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن، يصل إجمالي مبالغها إلى مليارين و500 مليون دولار أمريكي، على شكل: وديعة في البنك المركزي الأردني، ضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن، دعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات، تمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية، فكل هذه الأشكال للدعم هي إما ودائع ملزم الاردن بردها او هي ضمانات تسمح للادرن بالاقتراض او دعم يقدم الى الاردن على سنوات بما يسمح للجهات المانحة بفرض شروطها قبل القيام بالدعم والتمويل.
الرسالة وصلت..
كل ذلك يظهر ان قمة مكة هدفها واضح وارسال الرسائل لمن يعنيهم الامر في الداخل والخارج الاردني ان الوضع ممسوك وبالشكل الذي تريده السعودية ومن خلفها اميركا واسرائيل، اي ان لا مجال لملك الاردن ان يتصرف كما يشاء وان يفعل ما يريد خاصة في ظل ما قيل عن رغبته بالتقارب مع دول اخرى كتركيا وقطر وايران، لان رأس الهرم في الاردن بات واقعا بين نارين إما الثورة في الداخل او الالتزام بما يفرض عليه من قبل السعودية والامارات وفقا للاجندات الاميركية والاسرائيلية بخصوص صفقة القرن التي تعهدت الرياض وابو ظبي بتطبيقها في المنطقة كجزء من الاثمان السياسية التي يؤديها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومن خلفه ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد.
لذلك أكدت مصادر مطلعة ان "تخطيط كل ما حصل في الاردن وما تبعه في قمة مكة هو من تخطيط مباشر وواضح من ابن سلمان وابن زايد"، ولفتت الى ان "المحمدين يريدان الاطباق على الاردن بشكل كامل لما له من أهمية نتيجة حدوده مع كيان الاحتلال الاسرائيلي بما يسمح لهم ذلك من تقديم المزيد من الفرص لاظهار الولاء الكامل للاسرائيليين وحماية كيانهم"، وتابعت ان "الملف الاردني سيتيح المجال أيضا للسعودية بنقل ادارة المقدسات في فلسطين المحتلة اليها بدلا من الاردن".
وهنا يمكن الاشارة الى كلام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة في الاردن عمر الرزاز الذي تحدث عن تعرض بلاده لضغوط وابتزاز، وقال إن "بلاده تتعرض لابتزاز سياسي وضغوط هائلة بسبب مواقفها من القضايا العربية"، فالاردن كان قد رفض سابقا الانصياع والسير بمندرجات "صفقة القرن" التي قررتها الادارة الاميركية والعدو الاسرائيلي بموافقة سعودية إماراتية للقضاء على قضية فلسطين وحقوق شعبها.
ارسال التعليق