الدين ألعوبة للتطبيع والكافر مبعوث السماء.. أي دين تدينون به
[حسن العمري]
بقلم: حسن العمري
بات دور آل سعود في تمزيق الأمة وتشتيت وحدة صفها وكلمتها وتدمير عقائد المسلمين والدفع لتخريب بلدانهم بدعم التناحر الطائفي والقومي مالياً ولوجستياً وعقائدياً منذ بداية دويلتهم الثالثة في عشرينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، ليس بخافٍ على أحد ومحمد بن سلمان يقولها بصراحة "ليس لدينا في المملكة مشكلة مع اليهود (أولئك الذين طردهم الرسول الأكرم صلوات الله عليه منها).
تمادى ولي عهد سلمان أكثر من ذلك في حديثه مع جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتيك” الاميركية، بالبهتان على نبي الرحمة وخاتم الرسل بقوله "نبينا محمد لم يملك صديقاً من اليهود فحسب، بل تزوج من اليهود"؛ مشدداً أن للإسرائيليين، على غرار الفلسطينيين، “الحق” في أن تكون لهم أرضهم".
التصريح الخطير مراهق آل سعود الأرعن بخصوص التطبيع مع كيان العدو الصهيوني يعيد بالذاكرة لرسالة جده عبد العزيز لمندوب بريطانيا والتي جاء فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم - أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الأفضل ال سعود أقر وأعترف ألف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى لا مانع عندي من اعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تقوم الساعة).
كتب (حاييم وايزمان) أول رئيس للكيان الاسرائيلي في مذكراته نقلاً عن تشرشل رئيس الوزراء البريطاني: قال لي تشرشل ذات يوم إن "إنشاء الكيان السعودي هو مشروع بريطانيا الأول، والمشروع الثاني من بعده إنشاء الكيان الإسرائيلي بواسطته". فيما اعتبرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية رسالة عبد العزيز آل سعود، خدمةً لا تقدر بثمن لرئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك دافيد بن غوريون، وقالت: "في عام 1948، كانت السعودية رأس الحربة في معارضة قرار التقسيم، وبالتالي قدمت خدمةً لا تقدر بثمن لدافيد بن غوريون، الذي كان يبحث عن ذريعة للاستيلاء على الأراضي (فلسطين)".
قبل يومين انتشر مقطع فيديو لعدد من الصهاينة وهم يسيرون في شوارع الرياض، من خلال جولة بسيارتهم، على أنغام موسيقية إسرائيلية، حيث يقول أحدهم قبل أن يستضيفه المطبع محمد سعود القحطاني (أحد أزلام ابن سلمان في الوسط الاعلامي) في بيته، يقول: أنا هنا منذ خمسة أيام، في جولة سياحية أنا مستمتع جدا.. كلما تجولت هنا قلت للجميع إنني يهودي إسرائيلي، حيث تقبلوني بشكل مثير ورائع".
كان ذلك بعد أن رفعت منظمة العفو الدولية “أمنستي”، دعوى قضائية لدى المحكمة المركزية في تل أبيب، ضد شركة إسرائيلية تنتج برامج تجسس، تم استخدامها لصالح الرياض ضد معارضين سعوديين، ويحمل اسم “بيغاسوس” استخدم بالتجسس على نحو 24 برلمانياً وصحفياً سعودياً سابقين يقطنون في المكسيك- والكلام لمندوبة أمنستي في تل أبيب مولي ملكار.
الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرا من «حزب الليكود»، كان قد كشف قبل أشهر فــــي مقابــلة مع قناة «i24NEWS» الإسرائيلية، أن جميع الإسرائيليين سيستطيعون خلال العام المقبل إقامة مصالح سياسية واقتصادية وزيارات مع والى الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية والامارات. كما كشفت تقارير إسرائيلية عن وجود علاقات وثيقة بين السعودية ودول خليجية مع "إسرائيل"، بذريعة «المواجهة مع ايران».
الرياض كسرت ومنذ عام 2014 أحد أهم محرماتها التي كانت تتشدق بها ودشنت على أرض بلاد الحرمين الشريفين اللقاء الأهم في علاقاتها مع تل أبيب بلقاء بين تمير باردو رئيس جهاز الموساد الصهيوني السابق والأمير بندر بن سلطان رئيس مجلس الأمن القومي السعودي آنذاك، أما عام 2017 فكان التحول النوعي في التقارب الإسرائيلي السعودي برعاية محمد بن سلمان عامان هما الأبرز في تاريخ الاتصالات السرية بين الرياض وتل أبيب وفقا لما كشفه وثائقي للمحلل السياسي في القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية "براك".
سانت جون بريدجر فيلبي المعروف باسم "جون فيلبي" أو "الشيخ عبد الله"، ضابط استخبارات بمكتب المستعمرات البريطاني، فقد كشف في كتابه (40 عاما في البحرية)، "ان قضية فلسطين لم تكن تبدو (لال سعود) بأنها تستحق تعريض العلاقات الممتازة التى تربطهم مع بريطانيا وامريكا، حيث كان أساس الاتفاق لانشاء الوجود السعودى عدم تدخلهم بأي شكل من الاشكال ضد بريطانيا, وامريكا واليهود في البلاد العربية والاسلامية وأهمها فلسطين".. مضيفاً "اثناء رحلتي عرجت على تل ابيب وقابلت ديفيد بن غوريون الذي كان فرحاً لنجاح وساطة آل سعود في إخماد الثورة الفلسطينية عام 1936 التي كانت ستأتي على حلم الدولة الاسرائيلية بالكامل)).
قناة " i24 "News الإسرائيلية بثت قبل أيام تغطية إخبارية لفعاليات هيئة الترفيه في جدة، قدم فيه الصهيوني البارز “هنريك زيمرمان” البارز تقريره بالإنجليزية وهو الأول الذي يتم إعداده في السعودية منذ فتح أبوابها لاستقبال السياح الإسرائيليون، قال فيه: “نحن الآن في جدة على بعد 66 كم من مكة قبلة المسلمين المقدسة إنه مكان مهم لكنها أيضا لحظات مهمة في تاريخ هذا البلد".
كل ذلك ومشايخ المملكة ودعاتهم وعاظ السلاطين يلتزمون الصمت أصحاب القبور على ما يجري في بلاد الحرمين الشريفين بمؤسستهم الدينية الحليف الستراتيجي لأسرة ال سعود الحاكمة، بل حتى يشاركون في تعجيل التطبيع بين بني سعود وبني صهيون متجاهلين مواقف وقرارات الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلم.
وزارة الخارجية الإسرائيلية كانت قد كشفت قبل ذلك أن وفداً يهودياً من "الهولوكوست" قام بزيارة للمملكة السعودية تلبية لدعوة من رابطة العالم الإسلامي ومقرها مكة المكرمة، حيث وقع الأمين العام للرابطة الشيخ محمد العيسى اتفاقية تعاون مع مؤسسة "نداء الضمير" الصهيونية الأميركية المعنية بترويج أكذوبة الهولوكوست.
كما كشف الموقع الصهيوني ذاته أن أمين رابطة العالم الاسلامي الشيخ محمد العيسى سيقوم قريباً بزيارة لمعسكر "أوشفيتز" في بولندا، حيث يدّعي الصهاينة أن النازيين أرتكبوا محرقة بحقّ اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، كجزء من "إحياء ذكرى "الهولوكوست" المزعومة"، حيث سيصلي لـ"أرواح الذين قضوا"، وسيرافقه رئيس ما يسمى "اللجنة اليهودية الأميركية" فليكس واربورغ.
وزير العدل السعودي السابق أمين الرابطة محمد العيسى كتب في وقت سابق مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بمناسبة إحياء ذكرى المحرقة المزعومة، انتقد فيها من ينكرها، وحثّ "جميع المسلمين على دراسة تاريخ "الهولوكوست" وتعليم أبنائهم وبناتهم حقيقة ما وقع، والعبر التي يجب استخلاصها من هذه الفاجعة الكبرى"، بحسب زعمه.
“مارك شناير” الحاخام الصهيوني المتطرف الذي يحمل الجنسية الأمريكية، قام قبل أيام بزيارة مثيرة للجدل الى المملكة بهدف تعزيز أسس التطبيع بين نظام آل سعود و"إسرائيل"، وكتب في حسابه على تويتر: لقد قضيت عطلة يوم سبت رائعة ومميزة في السعودية.. والتقيت وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير وتباحثنا في مجال “التفاهم العرقي" - بحسب وكالة “واس”.
موقع “تايمز أوف إسرائيل” أكد أن “شناير”، المتزوج من إسرائيلية منذ سنوات عديدة، تربطه بعلاقات واسعة من القدم مع كبار الأنظمة في السعودية الإمارات والبحرين، وتم تعيينه في ديسمبر/ كانون الأول 2018، مستشارا خاصا لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وذلك بأمر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ختاماً، وليس بختام.. كتب الحاخام الصهيوني المتطرف يوئيل بن نون، في مقاله بصحيفة “ميكور ريشون” الإسرائيلية قبل يومين.. ترامب مبعوث آلهة إسرائيل في “معجزة سليماني”، ذكرني بمقولة سابقة لإمام الحرم المكي السابق عادل بن سالم بن سعيد الكلباني في لقاء له على قناة “الراية” السعودية قائلا " لا نبالغ ولا نشط إذا قلنا أن الرئيس ترامب مرسل من الله ليكمل رحلة الإسراء، لتوحيد الناس على كلمة سواء وإعلاء كلمة الإسلام الحق الداعي للسلام والمودة بين بني الإنسان.. وطاعته من طاعة الله؟!!"، وذلك على هامش زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية عام 2017.. والحر تكفيه الإشارة.
ارسال التعليق