السعودية تقرع طبول الحرب ومنطقة على حافة الانفجار
[علي ال غراش]
بقلم: علي ال غراشالأوضاع في منطقة الخليج غير مطمئنة، ولا أحد يعلم ماذا سيحدث وإلى أين تتجه الأمور وهل ستبقى أطراف النزاع متحكمة بضبط النفس أم لا.
التوتر يتصاعد في الخليج بين أمريكا وحلفائها وبالخصوص السعودية وبعض الدول الخليجية وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، نتيجة تفاقم ضغوط واشنطن عبر إدارة ترامب على إيران منذ إلغاء الاتفاقية النووية معها وفرض حصار وعقوبات اقتصادية خانقة ضد طهران للوصول إلى تصفير تصدير النفط الإيراني، ما يعتبر حربا اقتصادية تهدد نظام طهران. فيما السعودية والكيان الإسرائيلي والدول التي تسعى لتطبيق خطة صفقة القرن حسب المصالح الإسرائيلية يحرضون ويطالبون أمريكا بالقيام بعمل عسكري ضد إيران ومن يدور في فلكها.
وبلغ التصعيد إلى حد الانفجار مؤخرا، حيث وقع حادثان ملفتان؛ الأول الهجوم على عدة سفن نفطية في ميناء الفجيرة بالإمارات، لم يعرف لغاية اليوم من يقف وراءه، والثاني شن ضربات على مضخات وأنابيب للنفط في العمق السعودي، عبر الطيران المسير من قبل القوات الحوثيين الجوية التي أعلنت قيامها بذلك.
حادثة تفجير عدد من السفن في ميناء الفجيرة في المياه الإقليمية لدولة الإمارات، ضربة مفاجئة لمعسكر أمريكا والدول الحليفة مثل الإمارات والسعودية وكشف حالة الضعف لدى تلك الدولتين، والغريب في الأمر تعامل أبو ظبي مع الحادث عبر وصف ما حدث بالتخريبي فقط وعدم نشر تفاصيل للاعتداء أو التعليق عليه وعدم نشر أي صور إلا بعد نحو 48 ساعة في يوم الأربعاء، ولم تتهم أي جهة.
وأكد أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات، أن التحقيقات لمعرفة الجهة المسؤولة عن استهداف السفن الـ 4 في ميناء الفجيرة لا تزال جارية مع فرنسا وأمريكا، مضيفا بانه سيتم الكشف عن نتائج التحقيقات خلال أيام.
أما السعودية أكثر الدول حماسة لمواجهة وتوجيه ضربة لطهران فوصفت عملية الاستهداف على السفن بانه تخريبي، كما أنها وصفت عملية إستهداف مضخات وأنابيب النفط - للخط الذي ينقل النفط من المنطقة الشرقية إلى ينبع على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الرياض -، انه إجرامي وإرهابي ويشكل تهديدا خطيرا.
السعودية اتهمت إيران بالمسؤولة عن العملية رغم ان جماعة الحوثي هم من نفذوا العملية كرد على ما تقوم به السعودية من اعتداء وقصف وتدمير وقتل ممنهج للشعب اليمني، وقال الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي: “ما قامت به الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من هجوم ارهابي على محطتي الضخ التابعتين لشركة أرامكو السعودية، يؤكد على انها ليست سوى أداة لتنفيذ أجندة إيران وخدمه مشروعها التوسعي في المنطقة”.
هذه العملية أحرجت الرياض وكشفت سهولة استهدافها وضعفها من خلال عدم اكتشافها لـ 7 طائرات بلا طيار دخلت أراضيها من الحدود اليمنية وسارت في الأجواء لمدة ساعات. فأين القبة السعودية وصواريخ الباتريوت؟
لم تجد الرياض طريقة للانتقام واظهار عضلاتها وقوتها إلا من خلال قصف الأحياء السكنية في صنعاء، حيث قامت طائراتها يوم الخميس بضرب حي سكني داخل صنعاء سقط خلاله عشرات الضحايا قتلى وجرحى، وتضرر العديد من المباني منها السفارة القطرية.
موقف إيران مما حدث خلال العمليتين في الإمارات والسعودية، تمثل في التنديد والاستنكار وعبرت عن قلقها حيث قال وزير الخارجية جواد ظريف: “العمليات المشبوهة والتخريبية في المنطقة من شأنها أن تخلق المزيد من التوترات”. وطالب بإجراء تحقيق.
ورغم أن الدول المسؤولة الرئيسية عن الأزمة وهي أمريكا وإيران، أعلنا أكثر من مرة عن عدم رغبتهما في خوض حرب إلا أن السعودية تدق طبول الحرب.
ما حدث من استهداف لميناء الفجيرة في الإمارات ولمضخات وأنابيب النفط في السعودية، هي مجرد رسائل بان صناعة النفط في خطر، وهي كذلك جس نبض لمعرفة حقيقة الاندفاع الخليجي للحرب، كما انها رسالة ابتزاز للدول الخليجية بانها ضعيفة وفي حاجة للحماية أي دفع المزيد من المال. فالرئيس الأمريكي ترامب يتعامل بطريقة التاجر وتحقيق النجاح في إبرام الصفقات عبر الوسائل المتاحة بدون خسائر، فهو يسعى للضغط على إيران لتحقيق هدفه وهو التفاوض بدون الدخول في حرب فالحرب بالنسبة له خسارة وتضحيات وهو غير مستعد الدخول في حروب ومغامرات. كما أن أمريكا تمر بظروف مادية صعبة، وترامب جاء للرئاسة بخطاب جلب المال للشعب الأمريكي وعدم خوض حروب، فالحرب خسائر مادية وضحايا، واشتعال نار الحرب في الخليج سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط الذي يعني أزمة اقتصادية عالمية. فهل أمريكا جادة في مواصلة الطريق للحرب؟.
ارسال التعليق