>الشرعية< هادي وزمرته.. بدلاً من إعادتهم إلى صنعاء .. رمت بهم السعودية في مزابل التاريخ!!
[عبد العزيز المكي]
لا يلومنَّ أحد الرئيس المستقيل والمنتهية >صلاحيته< عبد ربه منصور هادي, إذا أصيب بصدمة أو بجلطة دموية, كما تناقلت بعض المواقع الخبرية اليمنية وغير اليمنية, ونقله إلى المستشفى, بعد الانقلاب عليه من قبل النظام السعودي, وإجباره مكرهاً على نقل صلاحياته إلى مجلس رئاسة برئاسة رشاد العليمي, انتخب أعضائه بن سلمان وبن زايد! فالرجل >هادي< كان ينتظر منذ 2015, أي منذ سبع سنوات إعادته إلى صنعاء ليحكم اليمن من هناك, كما وعدته السعودية بذلك, وكما جعلت إعادته هدفاً من أهداف شن العدوان الظالم على اليمن, بل الهدف الرئيسي كما هو معروف, فمنذ ذلك الوقت وحتى إسقاط الرياض لهادي وزمرته, ظل إعلام النظام يرفع هذا الشعار ويبرر به العدوان واستمراره على الشعب اليمني, وللإشارة أن هادي كان بإمكانه البقاء رئيساً لليمن, بالموافقة على الاتفاق الذي توصلت إليه المكونات السياسية اليمنية يومذاك, برعاية مبعوث الأمم المتحدة السابق جمال عمر, وبالتالي تجنيب كل تلكم الويلات التي قاساها وما يزال الشعب اليمني من هذا العدوان, بينما يبقى هو رئيساً محترماً له دور بارز في الحياة السياسية, لكنه للأسف آثر إملاءات السعودية فخرب ذلك الاتفاق, الذي قال المندوب الأممي السابق جمال بن عمر أن السعودية هي التي ضربته, وذلك عبر هادي الذي فر إلى السعودية ليقدم لها الخدمة الجمة في العبث باليمن!! من خلال >غطاء الشرعية< الذي وفره لها, صحيح أن هادي رئيس كان منتهي الصلاحية لكن المجتمع الدولي وبدفع أمريكي وبأموال سعودية, اعتبره >الرئيس الشرعي< لليمن وثورة 21 سبتمبر, إنما هي انقلاب على ما يسمونه الشرعية, ومن خلال هذه اللافتة شنت السلطات السعودية الحرب على اليمن بعدما جمعت حلفاء ومشاركين أبرزهم الإمارات, وفرضت الحصار الظالم على هذا الشعب المظلوم طيلة فترة الحرب وحتى الآن, ولذلك يعتبر هادي مسؤولاً مسؤولية مباشرة عما لحق باليمن من:
1ـ تدمير السعودية والإمارات للبنية التحتية لليمن, العسكرية منها والمدنية, فبالإضافة إلى تزويد شلة هادي السعودية والإماراتية بالإحداثيات عن المواقع العسكرية وعن المواقع اليمنية المهمة من مصانع ومعامل ومشاريع عمرانية وزراعة وما إليها, ومنهم >رجل الإحداثيات< رئيس المجلس الانقلابي رشاد العليمي.. بالإضافة إلى هذا العمل الخياني, فإن السعودية والإمارات وبدفع من السيد الأمريكي اتخذ قرارات تحطيم البنية التحتية المتهالكة أساساً بسبب عمالة النظام السابق, باسم هادي, حتى أن هذا الأخير قال ذات مرة إنه سمع بشن الحرب التي شنت باسمه من وكالات الأنباء! كان لا يدري أساساً بهذه الحرب! فكما بات معروفاً للقاصي والداني إن النظامين السعودي والإماراتي دمرا كل مرفق من مرافق هذا البلد, حتى أنهما عندما لم يجدا ما يدمرانه انتقلا إلى المدارس وإلى بيوت المواطنين وإلى مخازن الأغذية والحديث يطول في هذا المجال, فقد وصفته تقارير المنظمات الدولية بالكارثة التي لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم.
2ـ بواسطة >شرعية< هادي الزائفة بررت كل من السعودية والإمارات كل القتل والإبادة اللذين مورسا بحق الشعب اليمني, فالتقارير الدولية لمنظمات مهمة بحقوق الإنسان تعطي إحصاءات مفزعة عن الضحايا الذين أبادتهم صواريخ وطائرات العدوان, فالعدوانيون السعوديون والإماراتيون لم يستثنوا لا مأتم, ولا عرس ولا تجمع سكاني أياً كان, إلا قصفوه واستهدفوه بالصواريخ والقذائف المدفعية وما إلى ذلك, حتى أن الضحايا وصلت أعدادهم إلى مئات الآلاف, فضلاً عن الجرحى والمعوقين, ولا أضيف جديداً عما نشرته الوكالات الدولية والمنظمات الإنسانية عن تلك الكارثة الإنسانية, وأبشع ما في هذه الجريمة هو أن السعوديين والإماراتيين جعلوا من القتل وتهديم أحياء بكاملها على رؤوس ساكنيها وسيلة للضغط لكسر شوكة صمود هذا الشعب الشجاع والنيل من إرادته, فأصبح القتل والإيغال بهذه الجريمة, ممارسة يومية, ودائماً أن هادي وباقي المرتزقة يوفرون الغطاء >الشرعي< والمبرر الكافي لارتكاب العدوانيين لهذه الجرائم الدموية!!
3ـ أيضاً هادي وزمرته وبقية المرتزقة يتحملون مسؤولية الكوارث الإنسانية, من حرمان وتفشي الأمراض ومن مجاعة عارمة, تلكم التي ألمت بالشعب اليمني, بسبب الحصار البري والبحري والجوي الذي فرضته السعودية والإمارات ومن وراءهما الولايات المتحدة وبريطانيا, فهؤلاء الذين يقومون بهذا العدوان حرموا الشعب اليمني من أبسط حاجاته اليومية بسبب هذا الحصار ويحصون الشاردة والواردة, حتى تفشت الأمراض والمجاعة وهزلت الأجسام وكثرت الوفيات بين الأطفال والمسنين بسبب الحرمان, والذي يراجع التقارير التي أصدرتها المنظمات الدولية والإنسانية عن الكوارث التي سببها الحصار العدواني في اليمن, سوف يفزع من هول المأساة والكوارث تلك, حتى إن البعض من الخبراء اعتبر أن ما يقوم به العدوان في اليمن جريمة حرب مكتملة الأركان.. لكن المشكلة إن الولايات المتحدة تهيمن على المنظمات الدولية, بالإضافة إلى أن الأموال السعودية تسكت كل صوت منصف يصدع بحقيقة الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني.. تحت غطاء إعادة "الشرعية" إلى صنعاء!!
4ـ إن هادي عبد ربه وبقية المرتزقة اليمنيين يتحملون مسؤولية احتلال النظامين السعودي والإماراتي للجزر اليمنية وللمحافظات الجنوبية والسيطرة على الموانئ, وتمكين العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية من إقامة القواعد العسكرية في هذه الجزر, بالإضافة إلى مشاريع الاستثمار السعودية والإماراتية في المناطق اليمنية, والتي بدأت تتكشف تباعاً, من مثل المشاريع الرامية إلى الاستحواذ على الثروات النفطية والغازية والمعدنية لليمن.
5ـ أيضاً تتحمل "الشرعية" المزيفة مسؤولية التأخر وتعطيل التنمية في اليمن بسبب الحرب والعدوان, فلولا هذا العدوان, لقطعت اليمن شوطاً طويلاً في التنمية والتطور في قطاعات النهضة الحضارية, بكل مجالاتها, فالحرب ومواجهة العدوان, أكلت كل الجهود والطاقات الخلاقة والإبداعية في المجتمع للأسف, لأن المقاومة والتصدي للعدوان فرضت ظروفاً خاصة على قادة الدول بتوحيد الجهود وتوظيفها وكذلك تسخير كل الإمكانات في إطار رد العدوان وحماية الشعب من الاحتلال والغزو السعودي والإماراتي.
وبدون شك أن هادي الذي كان وزمرته يشرعنون العدوان على اليمن اكتشفوا الحقيقة, وهم يرون أنفسهم محاطون بالشرطة السعودية التي لا تسمح لهم بالتحرك ولا بالكلام, ولا بالذهاب إلى أي مكان آخر إلا بأمر من بن سلمان, وذلك مصحوباً بالتهديد بالتصفية أو النفي, وبعبارات الإذلال والهوان والذل, وبمصادرة الأموال بتهمة الفساد, كما تتحدث المواقع الخبرية اليمنية وتثير الجدل بشكل متواصل حول مصير هادي وعائلته, بل إن ابنه بلال شرح مفصلاً الإهانات والإذلال الذي تعرض له هادي, و احتمالات تصفيته أو نفيه إلى مصر بعد تجريده من أمواله!! نقول إن هادي اكتشف بعدما رمت به السعودية في مزابل التاريخ:ـ
1ـ زيف كل الشعارات التي رفعتها السعودية لتبرير الحرب ولشرعنتها ومن خلال شعار إعادة هادي إلى صنعاء "والقضاء على الحوثيين", فقد تبين لهادي وأكيداً لبقية العملاء أن السعودية والإمارات لم تشنا العدوان لعيون هادي أو الشعب اليمني لتخليصه من "الحوثيين" كما كانوا يزعمون ويروجون, وإنما من أجل المصالح والأطماع الإماراتية والسعودية التي تكشفت واتضحت للبعيد قبل القريب!
2ـ اكتشف هادي أنه كان وزمرته مجرد أداة وسلعة يتلاعب بها السعوديون لخدمة مصالحهم بعيداً عن أي مصلحة ولو في الحدود الدنيا للشعب اليمني, بل بعيداً حتى عن مصلحة هادي وشلته أنفسهم.
3ـ ثبت لهادي بالدليل القاطع إن الذي يخون شعبه ووطنه ويرهن نفسه للمحتل والطامع في بلاده, سوف يخسر كل شيء, يخسر احترام شعبه ووطنه ويخسر سيده؛ لأن هذا السيد سوف يرمي به كالفضلات في سلال النفايات؛ لأن هذا السيد يضع في اعتباره إن هذا الخائن والأجير ما دام أنه لم يخلص مع شعبه ووطنه, ولم يضح من أجل قيمه وأبناء جلدته, فإنه من باب تحصيل حاصل ـ كما يقولون ـ إنه لا يمكن الوثوق بإخلاصه لهذا السيد, على أساس هذا المبدأ يتعامل دائماً الأسياد مع الخونة والعملاء أمثال هادي ومن لفّ لفه.
ومن لم يعتبر ويأخذ الدرس من مصائر العملاء والخونة في منطقتنا كصدام والقذافي وحاكم أفغانستان وغيرهم.. فعليه أن يأخذ العبرة من مصير هادي وزمرته ويستدرك الأمور ليؤوب ويتراجع ويصحح مواقفه ويعود إلى أحضان شعبه, خصوصاً ممن ما زال في خدمة المحتلين السعوديين والإماراتيين, من اليمنيين, فإن مصيرهم سيكون نفس مصير الخائن هادي إن لم يكن أكثر تعاسة وإذلالاً وإهانة!! إن بقوا في خندق العدوان!
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق