الضحايا المنسيون يعانون بصمت في سجون السعودية
[ادارة الموقع]
استنكرت الكاتبة الأمريكية في صحيفة “نيويورك تايمز”، “كاثرين زويبيف”، عدم إبداء المجتمع الدولي اهتماما بآلاف المعارضين الذين يواجهون قمعًا وتعذيبًا في سجون المملكة، لا لشيء سوى لتعبيرهم عن وجهة نظرهم، ودعت بلادها والدول الغربية إلى مطالبة المملكة بإطلاق سراحهم.
وفي مقال لها بعنوان “الضحايا الآخرون للنظام السعودي”، استغربت “زويبيف” تركيز الاهتمام فقط على الكاتب السعودي “جمال خاشقجي” الذي قتل داخل قنصلية المملكة في مدينة إسطنبول التركية، أكتوبر الماضي، قائلة: “الآلاف من السجناء السياسيين بالمملكة يجب أن يكونوا جزءا من اهتمام المجتمع الدولي أيضًا، حتى إذا لم يكتبوا أعمدة في الصحف الغربية الكبرى كخاشقجي، أو لم يكونوا ضيوفًا على حفل عشاء فاخر في واشنطن ولندن”.
واستهلت الكاتبة مقالها قائلة :” في نوفمبر 2015، أمضيت أسبوعين في مدينة جدة السعودية.
جاءت تلك الزيارة، آنذاك، بعد أقل من عامين على زيارتي الأخيرة للمملكة، وبعد 10 أشهر فقط من صعود الملك “سلمان بن عبدالعزيز” إلى العرش، لكن الحالة المزاجية للناشطين والمثقفين السعوديين كانت سوداوية بشكل كبير.
وفي الليلة الأخيرة من تلك الزيارة،عرض صديقي “فهد الفهد”، وهو مستشار تسويق وناشط في مجال حقوق الإنسان،أن يأخذني في جولة توضح لي الأجواء الجديدة في المملكة. توجهنا إلى مسجد الجفالي في مدينة جدة؛ حيث يتم تنفيذ أحكام القصاص أمامه علنا.
وفي وقت سابق من ذلك العام، تم جلد “رائد بدوي”، وهو ناشط سعودي آخر، في هذا المكان بحضور مئات المتفرجين.
ثم توجهنا عبر الصحراء نحو قرية ذهبان؛ حيث كانت وزارة الداخلية تبني مجمعاً جديدًا للسجون، قال “فهد” إنه يهدف إلى إيواء العدد المتزايد من السعوديين المدانين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في البلاد.
وأوضح “فهد” إن هذه القوانين في عهد الملك “سلمان” أصبحت تُستخدم بشكل متزايد لسجن المعارضين السلميين.
وقال: “في كل مرة يرن فيها جرس الباب، أعتقد أن أحداً جاء لتوقيفي”.جرى افتتاح سجن ذهبان المركزي بعد بضعة أسابيع من زيارتنا، وتم نقل العديد من المعتقلين البارزين بالمملكة -بمن فيهم الناشط الحقوقي “رائف بدوي” ومحاميه السابق “وليد أبو الخير”- إلى هناك.
بعد 4 أشهر، جرى اعتقال “فهد”؛ حيث تم إيداعه في سجن ذهبان أيضاً. ويقضي الآن عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة “التحريض على العداء ضد الدولة” عبر تغريدات على “تويتر”. وتشمل عقوبته، أيضًا، حظرًا من السفر لمدة 10 سنوات تبدأ بعد إطلاق سراحه، فضلا عن المنع من الكتابة مدى الحياة.
لقد أدت جريمة قتل الصحفي “جمال خاشقجي” في القنصلية السعودية بإسطنبول، في 2 أكتوبر الماضي، إلى تكثيف المجتمع الدولي رقابته على أفعال ولي العهد السعودي القوي والحاكم الفعلي للمملكة “محمد بن سلمان”.
لكن رغم الغضب المتواصل بشأن مصير “خاشقجي”، لم يتم توجيه سوى قدر ضئيل من الاهتمام إلى معاملة ولي العهد للمعارضين داخل المملكة، الذين يقبعون بأعداد قياسية داخل السجون.
فهناك أكثر من 2600 من المعارضين معتقلون في سجون المملكة،وبينهم علماء بارزون وكتاب ومحامون وناشطون في مجال حقوق المرأة،حسب حساب “معتقلي الرأي” على “تويتر”.
وأُدين معظمهم بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في المملكة ، وحُكم عليهم بالسجن بسبب إدانتهم في اتهامات لا ترتبط بأعمال عنف مثل انتقاد “البلاط الملكي” و”الاستهزاء بعلماء الدين”.
ارسال التعليق