القادم أعظم والدم للركب في القصور الملكية
[حسن العمري]
* حسن العمري
تتضارب الأنباء عما يدور في القصور الملكية لآل سعود بين صعود هبوط في مسعى مبرمج لإخفاء حقيقة ما يجري على الأرض، أوكلت مهمة الأمر الى وكالة "رويترز" الخبيثة بعد تسلمها 100 مليون دولا لقلب الحقائق فكان أول خبر لها هو أن " الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وافق على احتجاز الأمراء الثلاثة، ووقّع أمر الاعتقالات شخصياً، وهو يتمتع بحالة عقلية ونفسية جيدة.. مضيفة أن المعتقلين يواجهون اتهامات بالخيانة وتهم الاتصال بقوى أجنبية من بينها الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ انقلاب!!.
الخبر الكاذب هذا نشرته "رويترز" في وقت تؤكد مصادر الأسرة السعودية الحاكمة أن المؤامرة هذه دبرت بفعل مثلث جاريد كوشنر وشكرة بلاك ووتر والعامل الرئيس محمد بن زايد الذي يتحين الفرصة للإنتقام والثأر من آل سعود الذي اقسم على تمزيق هذه الأسرة الكهلة وتدميرها وعودتها الى الخيام، إنتقاماً لما فعله آل سعود بآل زايد طيلة أكثر من ستة عقود، من هنا كان لتغريدة "كش ملك" على موقع التواصل الاجتماعي تويتر لأحد أبرز قادة الذباب الإلكتروني لأبن زايد والمقرب من أجهزة الاستخبارات في أبوظبي، "المزروعي" صاحب الحساب الشهير المعروف بـ"مغرد بن زايد"، اعلانه عن حملة الاعتقالات التي طالت كبار أمراء العائلة الحاكمة في المملكة بساعات قصيرة قبل الآخرين، قد أثار غضب وأستياء الجيش اللألكتروني للمنشار ما دفع الأخير للاتصال بمعلمه حيث لم يحصل على جواب لأن المعني بالحجر الصحي.
وسائل إعلام عالمية كشفت عن شن محمد بن سلمان حملة اعتقالات جديدة شملت أمراء كباراً في العائلة المالكة، بينهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق العاهل السعودي، وولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيق محمد بن نايف. ووجهت للأمراء المعتقلين تهمة الخيانة العظمى بحسب تهم "ملفقة" مررها ولي عهد أبوظبي، الى "بن سلمان"، مفادها أن أجهزته الأمنية رصدت اتصالات للأمراء المعتقلين مع سفراء دول أوروبية في السعودية بهدف إزاحته من الحكم، وهي تهمة عقوبتها الاعدام حيث سيكون الدم للركب في القصور الملكية عما قريب - حسب صحيفتي "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" الأمريكيتين.
الحملة هذه تعيد للذاكرة ما أقدم عليه أرعن آل سعود كنا قد نبهنا بوقته العقلاء وأصحاب الحكمة من الأسرة الحاكمة بأن القادم سيكون أعظم، لكنهم جبناء خافوا على حياتهم بعد أن تم إحتجاز عشرات الأمراء وكبار المسؤولين والوزراء الحاليين والسابقين والمسؤولين ورجال الأعمال؛ بفندق ريتز كارلتون بالرياض، في نوفمبر عام 2017. حيث كان بين الموقوفين وزير الحرس الوطني متعب بن عبد الله، وشقيقه أمير الرياض تركي بن عبد الله، والأمير الملياردير الوليد بن طلال، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد نائب قائد القوات الجوية السابق؛ وعشرات آخرين غيرهم تم تجريدهم من أكثر من مئة مليار دولار لشراء حياتهم.
الجرأة في شق صف الأسرة الحاكمة من قبل شاب آل سعود الطائش جاءت بعد أن بلغه أن راعي البقر الخبول سيتصدى لقرار للكونغرس من المساءلة بشأن قتل خاشقجي، بعد أن أتثبتت تقارير وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تؤكد "أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد لعب دوراً مباشراً في عملية قتل جاشقجي وتقطيعه" – وفق التقرير غير المصنف سرياً الذي تم تسليمه الى لجنتي مجلس الشيوخ ومجلس النواب في 20 شباط / فبراير بواسطة مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقاطع منه بقلم الكاتبة إلين ناكشيما المقربة من الاستخبارات الأمريكية؛ وسبق أن أطلعت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جينا هاسبيل الكونغرس على هذا الاكتشاف، وكان ذلك بمثابة نهاية لتقرير علني صادر عن تحقيق أجرته الأمم المتحدة في العام الماضي. لكن لم يتم تأكيد ذلك من قبل الإدارة الأميركية، التي تواصل وصف الحاكم السعودي بأنه "حليف موثوق به" آنذاك.
مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية وفي اعتراف - في سياق سري – أكد أن ولي العهد متورط في جريمة بشعة بشكل خاص، وهو القتل العمد للصحافي جمال خاشقجي الذي كان مقيماً دائماً في الولايات المتحدة. فيما إدارة ترامب وبدلاً من اتباع القانون، تواصل التغطية على أجرام محمد بن سلمان التي أتسع نطاق جرائمه حدود العقل والتصور، في الحرب على اليمن وحملات الاعتقال التي طالت آلاف المواطنين الأبرياء من النشطاء ودعاة حرية التعبير والاصلاح والعلماء والمفكرين والمثقفين ودعاة حقوق الانسان من كلا الجنسين وتعريضهم لأبشع أنواع التعذيب وقطع رؤوس العشرات منهم أو إعدامهم في الملأ العام والسجون- والكلام لمدير الاستخبارات الوطنية الأميركية.
صحيفة "لوموند" الفرنسية ونظيرتها "ميدل إيست أي" البريطانية، وكذا صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" الأمريكيتان كشفتا في تقارير لها أن عدد كبار الأمراء الذين لايزالون معتقلين خلال حملة ولي العهد ليوم الجمعة بلغ أكثر من 25 أميراً بعضهم من أبناء عبد العزيز وآخرين من أحفاده، فيما هناك العشران من كبار ذوي المناصب في القوة الجوية والجيش والحرس الوطني ضمن المعتقلين ايضاً، لايعرف مكان اعتقالهم وماهو مصيرهم .
محمد بن زايد الرابح الأول والأخير لهذه اللعبة الماكرة وليس محمد بن سلمان رغم إحتما بلوغه العرش وهو أمر مستبعد حسب مراقبين، لكن الأول المصاب بفايروس "كورونا المستجد" (كوفيد 19) - وفق الباحثة والصحفية الأمريكية "كارين آن كاري" المعنية في الشأن اليمني والخليجي حيث قالت في تغريدة لها "تأكد لنا نقل ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الى مستشفى كليفلاند بأبوظبي ساعات مصاب بوعكة صحية ثم نقل الى حجر صحي داخلي في قصره مصابًا #فيروس_كورونا.. الشواهد توكد تواري بن زايد عن الأنظار منذ بضعة أيام، وهو ما أكدته القناة الإسرائيلية الـ12 في تغريدة نشرتها عبر صفحتها الرسمية على موقعها وسط تعتيم إخباري إماراتي؛ يكون هو الرابح ألأول لمعركة القصور السعودية حيث أخذ يرى بأم عينيه تحقيق إنتقامه الذي لطالما توعد قبه أمام رعاته الأمريكان كلما سنحت له الفرصة في الإقتناص من عجائز آل سعود وكيفية إدارتهم لدفة الحكم في المملكة.
ارسال التعليق