اليهودية والوهابية ركيزتا مشروع الابراهيمية.. سياسياً وعقائدياً
[حسن العمري]
* حسن العمري
الكثير من أبناء الأمة لم يذهبوا الى حقيقة "مشروع الإبراهيمية" ذلك المخطط الجهنمي الذي أنتجته مكاتب وزارة الخارجية الأميركية ليشمل مجمل الدول العربية وتتعدى حدوده حدود "من النيل الى الفرات"، حيث يرتبط جغرافيا وديمغرافيا وسياسيا واقتصاديا بالمشرق العربي امتدادا إلى تركيا وايران، وغايته تحقيق الهيمنة الصهيونية من بوابة "الدبلوماسية الروحية"، وما يخفيه "اتفاق أبراهام" الذي اعلن عنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبيل التوقيع على "معاهدة سلام" إماراتية بحرينية اسرائيلية في سبتمبر 2020 بالبيت الأبيض، والذي يهدف الى إقامة "دولة فدرالية موعودة" أعدت له دراسات للوبي الصهيوني جرى العمل عليها عدة عقود.
قبل ذلك بأكثر من عام ونيف كانت هناك تصريحات لكبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر يشير تلويحاً الى أن ما يسمى بـ"صفقة القرن" ماهي إلا وسيلة لمشروع أكبر معد له مسبقاً، حيث قال لمحطة "سكاي نيوز" (الإماراتية) يوم 28 شباط/فبراير 2019 بأنّ "صفقة القرن ستلغي الحدود السياسية بين شعوب الشرق الأوسط".. لكن هناك توجه آخر غير ذلك والرئيس ترامب يشجّعنا لتبنّي التوجّه الجديد، ولتوحيد الناس حول القاسم المشترك.."!!، دون أن يذكر كيف يكون ذلك؟ وما هو القاسم المشترك الذي يريد من خلاله ترامب أن يوحّد الناس؟.
الدكتورة المصرية هبة جمال الدين كانت قد كشفت قبل ذلك 13 آذار/مارس 2018 في مقال لها تحت عنوان "الدبلوماسية الروحية بوابة تصفية الصراع مع إسرائيل" نشرته على موقع "الوطن" الإلكتروني، تناولت فيه دراسة أكاديمية تتحدث عن "الدبلوماسية الروحية" التي أُنتِجت في مكاتب وزارة الخارجية الأميركية في ظل الإدارة الديموقراطية (هيلاري كلينتون)، وما تزال هي الدبلوماسية الفاعلة لحل النزاع في الشرق الأوسط (أي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي) الى ما دون رجعة بإنشاء ما يسمى بـ"الولايات المتحدة الإبراهيمية"، تشمل ما ذكرناه آنفاً الى جانب حتى المغرب العربي، على أن تكون القيادة الفدرالية لـ"إسرائيل"،
الموقع العبري "بِحَدري حريديم " (غُرف الحريديم) كتب في 13 آب/أغسطس 2020، مدعياً: أنَّ تسمية الاتفاق تعود الى أن "أفرهام أي إبراهيم هو أب الديانات الثلاث الكبرى، ولا يوجد رمز لنجاح اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات أفضل من شخصيته"، في اشارة الى تصريحات السفير الأمريكي لدى تل أبيب ديفيد فريدمان؛ ومشيراً الى تصريح كوشنر السابقة "بالبحث عن القاسم المشترك". فيما نشر معهد أبحاث الأمن القومي في "إسرائيل"، مقالاً بتاريخ 3 أيلول/سبتمبر 2020 تحت عنوان "الإسلام في خدمة السلام: التداعيات والأسس الدينية لاتفاق أفراهام"، يقول فيه الكاتب: "في الوقت الذي تتجه الأنظار في إسرائيل الى المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية للاتفاق، هناك اهتمام قليل بما يحمله من تحدّيات في المجال الديني".
الرئيس السابق للكيان الصهيوني إسحاق بن زفي يقول في كتاب «الدونمة» بالعبرية والذي ترجمه الى الإنكليزية إسحاق عبادي ونشر في أميركا عام 1957 في الصفحة 232: «هناك طوائف دينية لا تزال تعتبر نفسها من بني إسرائيل، وأبناء هذه الطوائف استمروا في إقامة شعائر الدين اليهودي ومن هؤلاء طائفة السامريين الذين يعتنقون صراحة الدين الموسوي، وطائفة مهمة هي الطائفة الوهّابية وهي مسلمة في الظاهر إلا أنها تُقيم في السرّ شعائر الدين اليهودي».. وفاروف اختر مدير اللجنة الملكية، نقلاً عن جون ماريو، مؤلف كتاب «مجلس بيلاتس» في الصفحة 199: «ممّا قاله رئيس الوزراء البريطاني أرنست بيفن أمام مجلس العموم في إحدى خطبه يوم 26 شباط عام 1947: «إنّ آل سعود منسجمون معنا في السياسة المرسومة ضدّ العرب والمسلمين عن طريق فلسطين والقضية اليهودية». فيما ذكر جون بتي في كتاب «الصهيونية لعبتها أميركا» في الصفحة 92: «كشف عبد العزيز آل سعود في أوراقه لأصدقائه الإنكليز «إننا نعترف بـ«إسرائيل» ونفخر أننا كنا أول من نمدّ لها يدنا».
عقائدياً، نقرأ عند اليهودية في سفر التثنية الإصحاح "5" الرقم"26" يقولُ اليهود: "من جميع البشر الذي سمع صوت الله"، وفي سفر التثنية الإصحاح "5" الرقم "24" يقول اليهود: "إن عدنا نسمع صوت الرب إلهنا"، وفي سفر التثنية الإصحاح "4" الرقم "12" يقول اليهود: "فكلّمكم الرب من وسط النار وأنتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتًا"، وفي سفر التكوين الإصحاح "3" الرقم "8-10" يقول اليهود: "وسمعا صوت الإله ماشيًا في الجنة فقال سمعت صوتك في الجنة، وفي سفر خروج الإصحاح "19" الرقم "19" يقول اليهود: "وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت"، وفي سفر أيوب الإصحاح "37" الرقم "2-6" يقول اليهود: "الله يرعد بصوته عجبًا"، وفي سفر خروج الإصحاح "19" الرقم "3-6" يقول اليهود: "فناداه الربّ من الجبل... فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي"، وفي سفر التثنية الإصحاح "4" الرقم "35-36" يقول اليهود: "لتعلم أن الربّ هو الإله ليس آخر سواه من السماء أسمعك صوته" و.....
وعند الوهابية نقرأ.. يقولُ ابن تيمية في كتاب "مجموع الفتاوى" – المجلد الخامس ص/ 556، والعياذ بالله :"وجمهور المسلمين يقولون إن القرآن العربي كلام الله، وقد تكلم به بحرف وصوت".. وفي كتاب "شرح حديث النزول" طبعة الرياض.. وفي حاشية الكتاب المسمى "كتاب التوحيد" لابن خزيمة طبع دار الدعوة السلفية ص/137 يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب إن معنى {من وراء حجاب} [سورة الأحزاب/53]: "يعني تكليمًا بلا واسطة لكن من وراء حجاب فيسمع كلامه ولا يرى شخصه".. وفي ص/138 يقولُ المعلقُ أيضًا: "وإن كلامه حروف وأصوات يسمعها من يشاء من خلقه".. وفي ص/ 146 يقول المعلّق أيضًا:" يسمعون صوته عز وجل بالوحي قويًا له رنين وصلصلة ولكنهم لا يميزونه، فإذا سمعوه صعقوا من عظمة الصوت وشدته".. وفي كتاب "الأسماء والصفات" لابن تيمية الجزء الأول دراسة وتعليق مصطفى عبد القادر عطا طبع دار الكتب العلمية بيروت 1988 يقول ابن تيمية في معرض ردّه على الجهمية ص/73: "وحديث الزهري قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له صف لنا كلام ربك، قال: سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها؟ فكأنه مثله"..
ثم في كتاب "شرح نونية ابن القيم" لمحمد خليل هرّاس ص/545 يقولُ المؤلف: "ولكنه ـ أي القرآن ـ قول الله الذي تكلم به بحروفه وألفاظه بصوت نفسه".. وفي ص/788 من المرجع السابق يقول: "بل قد ورد أنه سبحانه يقرأ القرءان لأهل الجنة بصوت نفسه يسمعهم لذيذ خطابه"..وفي الكتاب المسمى "فتاوى العقيدة" لمحمد بن صالح العثيمين، طبع ما يسمى مكتبة السّنة الطبعة الأولى 1992 بمصر يقول ص/72: "في هذا إثبات القول لله وأنه بحرف وصوت، لأن أصل القول لا بد أن يكون بصوت فإذا أطلق القول فلا بد أن يكون بصوت"..وكذا في كتاب "معارج القبول" تأليف حافظ حكمي الجزء الثاني - طبعة دار الكتب العلمية ـ بيروت ص/191 يقول: "فيضع الله كرسيه حيث يشاء من أرضه ثم يهتف بصوته" وينسب هذا للنبي والعياذ بالله.
يقول مراقبون للشأن السعودي "أن فكر هؤلاء الوهابيينَ جماعة نجد ومن وافقهم على عقيدتهم هو مشابه لفكر اليهود، وأن ما عجز اليهود عن نشره بين المسلمين مباشرة من عقائد كفرية تقوم الوهابية بنشره خدمة للصهيونية تحت أسماء إسلامية.. إن ابن تيمية وابن القيم إلى محمد بن عبد الوهاب وحفيده عبد الرحمن إلى العثيمين إلى محمد هرّاس وحافظ حكمي وأبي بكر الجزائري وعبد الله السبت وغيرهم من المشبهة المجسمة، يروّجون وينتصرون لعقيدتهم المشابهة لعقيدة اليهود ويدافعون بكل وسيلة ويفعلون بالمخالف والمعارض لعقيدتهم ما يفعله اليهود الصهاينة المتطرفين بالعرب ومن يخالف رؤيتهم التكفيرية حيث يستبيحون الدماء والأعراض وهو ما تفعله الجماعات الارهابية التكفيرية في بلاد المسلمين.
ارسال التعليق