باب المندب، هل هو ضروري لإيران أو المملكة العربية السعودية؟
[ادارة الموقع]
هادي الاحسائي
مرّ ما يقارب الأسبوع على استهداف ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر وتم تعليق جميع صادرات النفط عبر مضيق باب المندب بشكل مؤقت إلى أن تصبح الملاحة في المضيق آمنة، بحسب مصادر سعودية، سبق ذلك وتبعه تهديد ايران بإغلاق مضيق هرمز، هذه الأحداث وجهت الأنظار نحو أهمية المياه الاقليمية وتاثيرها على السياسة والاقتصاد وسارعت الدول لإيجاد حل لتفاقم الأزمة في كلا المضيقين.
أهمية باب المندب
تاتي أهمية مضيق باب المندب الذي يتوسط المسافة بين جيبوتي واليمن في البحر الأحمر، من كونه يربط الأخير مع خليج عدن والمحيط الهندي، وبالتالي يعد أهم ممر مائي على طول البحر الأحمر، فضلاً عن كونه يعد أحد أهم طرق تصدير النفط في غرب المملكة العربية السعودية.
ومن هنا فإن توتر الأوضاع الأمنية في تلك المنطقة سيساهم في تدخل اللاعبين الدوليين وتعقيد المسألة أكثر فأكثر، لكون الجميع سيحاول استثمار هذا الحدث لصالحه في السياسة وتسويق الأخبار التي تتماشى مع مصالحه، وإذا بحثت عن سبب ذلك ستجد أن ضعف الخبرة السياسية لزعماء بعض الدول على طول البحر الأحمر ورغبتهم في استمرار الحرب في اليمن وتعنتهم على ذلك، أبرز ما يسبب هذه القلاقل. والسؤال من أين تاتي أهمية مضيق باب المندب الذي لايتجاوز عرضه 30 كيلومتر؟!.
ووفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الأمريكية في عام 2013 ، فإن كمية النفط التي تعبر المضيق يومياً حوالي 3 مليون و 800 ألف برميل ، أي ما يعادل 6٪ من تجارة النفط العالمية، وتشكل الملاحة في باب المندب ما نسبته سبعة في المئة من الملاحة البحرية العالمية، وتمر عبره أكثر من 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع.
وبحسب أرقام "هيئة قناة السويس" مرّ إلى القناة في العام 2014، من خلال باب المندب، 17 ألفاً و148 سفينة بحمولة تصل إلى أكثر من 962 مليون طن، بلغت حمولات النفط منها نحو 163 مليوناً و85 ألف طن (1.146 بليون برميل في العام و3.2 مليون برميل يومياً)، بينما بلغت حمولات الغاز الطبيعي في الفترة نفسها 66 مليوناً و894 ألف طن.
ومن هنا فإن إغلاق المضيق سيحول دون وصول ناقلات النفط من دول الخليج إلى قناة السويس ونقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط والأسواق الأوروبية والأمريكية.
وإذا بحثت عن اكثر المتضررين من إغلاق المضيق ستجد الدول الخليجية في المقام الأول، وبعبارة أصح آل سعود الذين حاول مع حلفائهم في التحالف العربي ضد اليمن منذ اليوم الأول، منع سيطرة صنعاء على باب المندب.
"أنصار الله" تفرض شروطها
من ناحية أخرى، ووفقا لصحيفة عكاظ السعودية، يعتقد العديد من المحللين أن السبب الرئيسي لقلق المملكة العربية السعودية يتمحور حول تمكن أنصار الله من السيطرة بشكل كامل على "باب المندب" والتحكم بحركة الملاحة فيه. ولذلك، فإن المحللين يرون أن حرب السعودية على اليمن ، مثل معظم الحروب في منطقة الشرق الأوسط ، تحمل أبعاداً تتعلق بالسيطرة على منابع النفط وطرق تصديرها.
هذا يقودنا إلى القول بأنه وبعد فشل ولي العهد محمد بن سلمان في تحقيق أي هدف سياسي من اهداف حربه على اليمن وفشله في احداث أي تغيير سياسي داخل اليمن وعدم قدرته على الانتصار في الميدان، كل هذه الأمور وغيرها تدفعنا للاعتقاد بأن الوجهة المقبلة للأمير الشاب ستكون محاولة "السيطرة على باب المندب" لضمان ورقة رابحة على الأقل بيده.
ومع ذلك لا نعتقد بأنه سيسطيع الاحتفاظ بهذه الورقة هذا في حال حصل عليها، لان حركة "أنصار الله" اليوم تفرض شروطها بعد مضي أكثر من 3 سنوات من عمر الحرب اليمنية، وهذا بحد ذاته إعلان فشل ذريع لسياسة بن سلمان في تلك البلاد، فبعد أسبوع على استهداف ناقلة النفط السعودية في مضيق باب المندب، أعلنت «وزارة الدفاع» التابعة لـ "حركة أنصار الله" في بيان أمس، أن «هدنة» لوقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر «بدأ سريانها منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء (بتوقيت اليمن)»، شرط أن يوقف الجيش حكومة المنفى والتحالف العربي المعارك، وهذه تعد نقطة قوة لأنصار الله على حساب بن سلمان وقيادته العسكرية.
ارسال التعليق