بن سلمان.. جاءوا به لإنقاذ النظام، فأصبح أحد عوامل انهياره المحتمل
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبدالعزيز المكي..
كنت وما زلت أعتقد، أن الدوائر الاستخباراتية والسفارات الأمريكية والغربية كانت تتابع بدقة قبيل انفجار موجة ما يسمى بالربيع العربي في المنطقة العربية، حالة الاحتقان والتبرم والغضب في المجتمعات العربية، ترصد تفاقم هذه الحالة لدرجة أنها باتت تدرك وتتوقع قرب موعد انفجارها.. ولذلك خططت هذه الدوائر المذكورة وأعدت العدة لمثل هذه التطورات بعد وقوعها، وأقامت دراسات مستفيضة، واستعانت بالخبراء من أجل التعامل مع هذه التطورات، من أجل احتوائي وتطويقها ومنعها من تحقيق أهدافها، لأن هذه الدوائر كانت تدرك أن تركت هذه التطورات (موجة انفجار الاحتقان)، سوف تكنس هذه الأنظمة العميلة، وتقيم على أنقاضها أنظمة وطنية وشعبية، سوف تضع حداً، للاستعمار الأمريكي الغربي، وستنهض بهذه الأمة وبالتالي فأن ذلك يؤذن بانتهاء المصالح الاستعمارية، وبتهديد وجود الكيان الصهيوني.. وكانت تلك الدوائر تدرك أنها لا يمكنها إيقاف هذا الاحتقان أو منعه من الانفجار، بسبب انكشاف عمالة الأنظمة العربية وهزائمها العسكرية أمام العدو الصهيوني، وإخفاقاتها الداخلية، ومنها تسببها في إفقار الشعوب، ونهب ثرواتها، ومفاقمتها مصائب ومشاكل هذه الشعوب من تدهور اقتصادي وارتفاع للبطالة، ومن قمع ومطاردة للناشطين وقتل وتكميم للأفواه وما إلى ذلك كثير وكثير من المعاناة والمآسي والويل والثبور وعزائم الأمور، التي جلبتها هذه الأنظمة لهذه الشعوب بسياساتها المتعارضة والمتناقضة تماماً مع مصالح الشعوب وتطلعاتها.. ولذلك عندما انفجر هذا الاحتقان الجماهيري بدءاً بتونس عام 2011، ومن ثم انتقل إلى دولٍ عربية أخرى، لم تُفاجئ الدوائر المذكورة بهذه التطورات، وإنما انطلقت نحو التعامل معها وفق ما خُطط لها، ومن هذه الخطط، توظيف هذه الهبة الجماهيرية في تمزيق النسيج الاجتماعي ومحاولة إثارة الانقسامات والخلافات العرقية والدينية والمذهبية، والمناطقية، وحتى القبلية، بهدف تمزيق الدول العربية، وإقامة كيانات متصارعة ضعيفة بدلاً من إقامة دول مستقلة محررة من الاستعمار والتبعية له، بعد انبثاق أنظمة شعبية وطنية! ومن خطط الدوائر الأمريكية والغربية أيضاً لاحتواء موجة التحرك الجماهيرية هي خلق نماذج مشوهة لأنظمة ينعدم في ظلها الاستقرار والأمن الاجتماعي، لتجعل المواطن العربي يندم، أو حتى يترحم على الأنظمة الاستبدادية التي ثار ضدها !!
ولتنفيذ هذه الخطط وغيرها، إنبرت الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والأمارات، للقيام بهذه المهمة، حيث أناطت الدوائر الغربية بها هذه المهمة، لتنزل بكل ثقلها وأموالها وإمكاناتها، ولتكون رأس حربة المشاريع الأمريكية الغربية، لتحقيق الأهداف المشار إليها! ومن أخطر الأسلحة التي استخدمها نظام ال سعود، هو الفكر الوهابي التكفيري، الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من كينونة هذا النظام التاريخية، ورافعة أساسية لوجوده واستمراره كما هو معروف، فهذا النظام وبدعم أمريكي وغربي وصهيوني أيضاً أطلق العنان لإنتاج ونشر هذا الفكر وتربية قطعان جرارة من الشباب عليه، وإرسالها إلى سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان ودول أخرى لتؤدي مهمة الفتك بالأمة الإسلامية، وبزرع التفرقة بين صفوفها، واستباحة شرائح مذهبية ودينية فيها، وساهمت مساهمة فعالة في تمزيق الأمة ورسم صورة مشوهة عن الإسلام المحمدي الأصيل، لدرجة أن هذه الصورة المشوهة ترسخت في أذهان شرائح كثيرة من أبناء الأمة الإسلامية نفسها!! والقصة معروفة لا تحتاج إلى مزيد من الشرح والتفصيل، لكن المشكلة بالنسبة للغرب وحتى الأمريكان، هو ان خطر الوهابية ومدارس نظام ال سعود التكفيرية المنتشرة في أرجاء العالم، والتي باتت تستقطب حتى من الشباب الأوربي في ظل أزمة النظام الغربي المادية، نقول أن خطر الوهابية ونظام ال سعود بدأ يطال الغرب نفسه، من خلال انتشار هذا الفكر القاتل، بين الأوساط الغربية، سيما من ذوي الانتماءات الإسلامية، وهذا ما تجلّى في الانفجارات التي شهدتها بعض العواصم الغربية، بل أكثر من ذلك، أن اتباع هذا الفكر من الذين ساهموا في الحروب في سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان واكتسبوا خبرة أو خبرات جمة في هذا المجال باتوا يشكلون قنابل موقوتة تهدد الأمن الاجتماعي وحتى الاستقرار السياسي في تلك الدول الغربية، وزيادة على ذلك، أن الكيان الصهيوني بدأ يوظف هذه العناصر التكفيرية في خططه في ممارسة الضغوط الأمنية على النظم الغربية، إن امتنعت وتلكأت عن تنفيذ سياساته أو الاستجابة إليها! ولقد لاحظتم ولاحظنا في السنوات الأخيرة، كيف أن الدوائر الغربية والأمريكية بدأت تدق ناقوس الخطر من هذا النظام ومن قطعانه التكفيرية المنتشرة في طول وعرض الكرة الأرضية، وتداعت إلى ضرورة إجراء تغيير جذري في بنية هذا النظام وتركيبته السياسية والفكرية، خصوصاً وان هذه الدوائر بدأت ترى الحاجة ملحة لإجراء هذه التغيير في ظل تراجع موجة التحرك الجماهيري، ونجاحها في احتواء تداعياتها وأخطارها على المصالح الغربية غير المشروعة، وعلى أمن الكيان الصهيوني. وعلى هذه الخلفية وقع الاختيار على الشاب الطائش والطامح والمتعطش للسلطة والمال محمد بن سلمان لتحقيق الأهداف التالية:
إجراء تغيير على المؤسسة الدينية الوهابية السعودية وإصلاحها، وعلى البنية الفكرية ومنظوماتها التي تحكم النظام وسلوكياته وثقافته، وبالتالي وضع حد لغلواء الفكر التكفيري الدموي للنظام ولمؤسسة الوهابية، ولينتج خطاباً جديداً يقوم على أساس القبول بالكيان الصهيوني وقبول الغرب وأمريكا وثقافتهم والانفتاح عليها، ومغادرة الثقافة الإسلامية التي ينتجها الفكر الوهابي التكفيري، سيما منظومة المصطلحات والمفاهيم التي تدرس في مناهج المدارس السعودية من مراحلها الابتدائية وحتى مراحلها الجامعية.
على بن سلمان قيادة المملكة لتلعب دوراً محورياً في إطار المشروع الأمريكي الغربي الصهيوني في المنطقة، لأن قيادات ال سعود التقليدية كانت ترفض القيام بهذا بالشكل الذي تريده الدوائر الأمريكية والغربية، وتفضل القيام به من وراء الكواليس وبالشكل الذي تتجنب به الإحراج أمام الشعوب العربية والإسلامية، حيث كانت تتحفظ على توريط المملكة في مشاريع تصادم مع الآخرين، فيما الحاجة الأمريكية والصهيونية والغربية تتطلب أن يقوم نظام ال سعود بإقحام نفسه في مواجهة مع المحور الإيراني، بحيث بات عصياً على الهزيمة أو الانكسار، مما كان يتطلب إلحاق الهزيمة به تجنيد السعودية بثقلها " الإسلامي" وبثروتها المالية النفطية الهائلة، وذلك يحتاج الى تولي شخص مجازف ويمتلك نزق وطموحات صدام حسين !
وتحقيق الهدف الثاني، لابد من شخصية سعودية تقود قطار التطبيع والتحالف مع العدو الصهيوني، فالسعودية بثقلها (الإسلامي) واحتضانها للحرمين الشريفين، وبادعائها أنها تقود العالم السني، وبتأثيرها من خلال أموالها الطائلة في الكثير من الدول العربية والإسلامية، وحدها القادرة على حشد العالم السني العربي وغير العربي في مواجهة المحور الإيراني، وهذا ما كان يرفضه قادة السعودية قبل مجيء سلمان وابنه، كما قلنا أن السلف السابق لآل سعود كان يفضل التحرك ضد مصالح الأمة من وراء الكواليس، فيما الدور الجديد الذي رسمته الدوائر الأمريكية والغربية وحتى الصهيونية للسعودية يتطلب تحركاً علنياً وجرئياً يخترق الخطوط الحمر ويكسر الحواجز النفسية والمحرمات للهرولة نحو العدو وإعلان التحالف معه، وهو ما فعله بن سلمان!!
ولأنني تناولت مهمة نظام ال سعود في إطار تلك الأهداف المشار إليها، في مقالات سابقة، أسوة ببعض الكتاب والمحللين، فأنني سأكتفي بإشارات عابرة وسريعة لانتقل إلى النتائج، وما تمخضت عنه مهمة بن سلمان، وفي مقالاتنا السابقة كنا قد أشرنا الى أن بن سلمان سارع إلى إجراء إصلاحات وادعى انه ومملكته سيغادران الفكر التكفيري الوهابي، لأنه يريد أن يعيش 30 سنة قادمة في ظل هذا الفكر المتخلف بحسب اعترافه لمجلة اتلانتيك الأمريكية خلال المقابلة التي أجرتها معه، وانه سينفتح على الغرب وسيمنح المرأة الحقوق والحريات وسيجري إصلاحات سياسية واقتصادية وقائمة عريضة من الادعاءات، ثم قام بمهاجمة اليمن وشن عدوانه الغاشم عليه بمعية الإمارات وتجنيد بعض الدول العربية معه، ليكون هذا العدوان تأهيلاً، ونموذجاً للدور لضخم الذي سيضطلع به هذا المغامر في المواجهة في المواجهة مع محور ايران، وتزامن ذلك مع الهرولة مع العدو، التي تطورت اليوم إلى التحالف، والتعاون العسكري والأمني مع العدو الصهيوني وبشكل علني، والتعاون مع الدوائر الأمريكية والصهيونية في مجالات تصفية القضية الفلسطينية التي تشكل عقبة بنظر الأمريكان والصهاينة وبن سلمان وطاقمه لإعلان التحالف مع العدو بشكل رسمي.. لكن ما ذا كانت النتائج لحد الآن؟
لقد جاءت النتائج بنظر الغربيين والامريكان والصهاينة وحتى بنظر بن سلمان نفسه ليس بالمستوى المطلوب، بل إن بعض الأوساط الغربية والأمريكية والقليل من الأوساط الصهيونية ذهبت إلى أبعد من ذلك، إلى حد اعتباره خطراً على المصالح الغربية والأمريكية، وذلك للأسباب التالية:-
رغم انه قطع شوطاً كبيراً في تحجيم المؤسسة الدينية الوهابية السعودية، وقام بنشر الثقافة الغربية من ناحية التحلل والانفلات الأخلاقي في المملكة من خلال جلب المغنين الأجانب والراقصات، ونشر الفساد بين طبقات المجتمع، إلا أن الغرب يرى ذلك كافٍ، فلا بد أن يقطع علاقته بالفكر الوهابي التكفيري الخطير، ولكن المشكلة هو أن هذا النظام لا يمكنه مغادرة هذا الفكر لأنه قائم أساساً على هذا الفكر، وتحاول الولايات المتحدة حالياً التغيير التدريجي لمغادرة النظام خندق الفكر الوهابي من خلال تغيير المناهج الدراسية، لكن هذا التغيير انتقائي وليس تغييراً شاملاً، أي أن التغيير يقتصر على المفاهيم والمصطلحات التي تخص الموقف من الكيان الصهيوني فقط، بينما لم يشمل التغيير كل منظومة المفاهيم ومصطلحات وثقافة التكفير وعدم قبول الآخر في الفكر الوهابي التكفيري، وبالتالي أن التغيير ظل ناقصاً، رغم محاولات بن سلمان الظاهرية والأدعائية بمغادرة هذا الفكر وبالتالي مغادرة الإرهاب. أكثر من ذلك، أن ما عزز القلق الغربي والأمريكي من عدم مغادرة هذا النظام الفكر التكفيري، هو ما قام به من جرائم بشعة على شاكلة القطعان التكفيرية، كما حصل في اغتيال جمال خاشقجي، وارتكاب المجازر البشعة في اليمن، والقمع الدموي في الداخل السعودي، فهذا الإرهاب المروع هو النسخة المطابقة لما قامت به قطعان التكفيريين الذين انتجتهم المدارس السعودية، من جرائم مروعة في سوريا والعراق وليبيا، وحتى في بعض عواصم الغرب.
كشف بن سلمان في عدوانه على اليمن، أن المملكة نمر من ورق ، وهذا ما أشار إليه الخبراء الاميركان والصهاينة، ووسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية، فهذه الأوساط هي التي وصفت المملكة السعودية بقيادة بن سلمان بهذا الوصف أي نمر من ورق.. صحيح، أن النظام السعودي حقق إنجازات ضخمة للغرب وللاميركان والصهاينة، من نواحي استنزاف طاقات الأمة، وتشغيل المصانع العسكرية الغربية والأمريكية، ثم منح ترامب مئات المليارات من الدولارات لقاء الحماية.. ذلك وغيره كله صحيح، غير أن الغرب، وبعد إخفاق نظام ال سعود في تحقيق الأهداف التي وعد بها، عند ما بدأ به العدوان، وهي الاحتلال اليمن والقضاء على الحوثيين خلال أسابيع معدودة، أو خلال أشهر معدودة على أكثر تقدير.. نقول إن الغرب بدأ ينظر إلى أن استمرار هذا العدوان بدأ يشكل تهديداً لإمدادات النفط، خصوصاً أن بارومتر هذا التهديد تصاعد بشكل خطير بعد استهداف الحوثيين لمنشآت أرامكو في ثلاث مواقع أخطرها موقع بقيق وخريص، الذي تسبب تفجير منشآته بوقف نصف الإنتاج السعودي البالغ 11 مليون برميل يومياً.
أثبت بن سلمان انه دكتاتور ومستبد متهور، وأحمق، بينما يريده الغرب، دكتاتور متعقل، فلأنه كذلك باتت الدوائر الغربية ترى في هذه الحماقة خطراً على مصالحها، لأنه قد يرتكب أخطاء فادحة يمكن ان تقضي على المصالح الغربية، ولأنه كذلك، فقد قوض استقرار نظام ال سعود وجعله عرضة للتحديات الداخلية أكثر من أي وقت مضى، حتى على صعيد أسرة ال سعود الحاكمة وكواليسها المعتمة، من خلال زجه بالعشرات من الأمراء ورجال السياسة والأعمال البارزين في البلاد، وأيضاً من خلال زجه بالعشرات من العلماء ومن دعاة بذريعة محاربة الإخوان المسلمين، في السجون وممارسة كل أنواع الابتزاز والتعذيب معهم لإجبارهم عن التخلي عن معارضته والقبول بتوليه عرش المملكة. ذلك فضلاً عن قمعه وزجه بالسجون للناشطين والناشطات في المجتمع داخل المملكة.
انساق بن سلمان مع الصهاينة هرولة وارتماء بأحضانهم، وتعاوناً وتنسيقاً عسكرياً وامنياً معهم، إلى حد الانجراف، ولأن الصهاينة لا يفكرون إلا بمصالحهم، ولا يهمهم ما يلحق بالآخرين من أذى أو أضرار، أعرب الأمريكيون أنفسهم عن قلقهم من هذا الانجراف الأعمى، ولقد عبر بعضهم، من أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ عن القلق من سياسات هذا المتهور، ودعوا ترامب صراحة إلى التخلي عن دعم هذا الشاب الأحمق لأنه بات يشكل تهديداً للمصالح الأمريكية في المنطقة، بل بعضهم دعا صراحة إلى استبدال بن سلمان بأمير آخر من أمراء آل سعود، لأنها باتت تشكل خطراً على مصالحهم.
وعلى خلفية هذه الرؤية، تداعت الكثير من الأصوات الأمريكية والغربية إلى التحذير من استمرار هذا المتهور على رأس السلطة في مملكة ال سعود التي تعتبر المصدر الرئيسي للغرب في إمدادات النفط، والذي يراجع ما أثارته بعض الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية والغربية في هذا السياق خلال الأشهر الأخيرة، يجد أن هذه التحذيرات، وكذلك التعبير عن القلق في تصاعد مستمر، ونكتفي هنا بالإشارة إلى ما أثارته بعض الأوساط الثقافية الفرنسية يوم 13/2/2020 في السياق المشار إليه، فقد وصف فيلم وثائقي بثته القناة الفرنسية الخامسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، بأنه مخادع ومتهور وديكتاتور يقود بلاده نحو الهاوية". وحمل الفيلم الوثائقي، الذي تبلغ مدته 75 دقيقة عنوان: " محمد بن سلمان أمير المملكة العربية السعودية" للخروج الفرنسي المعروف انطوان فيتكين، بدأ هذا الفيلم بمونولوج مُتخيل لبن سلمان وهو يعرف نفسه كالتالي: " أنا محمد بن سلمان، المعروف اختصاراً بـ ( إم. بي. إس) عمري 34 ربيعاً.. أنا ولي العهد السعودي ومتهم باغتيال صحفي (جمال خاشقجي)، وخطف زعيم أجنبي ( سعد الحريري). أشن حرباً دموية في اليمن وأقمع كل من يُعارضني.. أعتبر متهوراً ، ومع ذلك يتم استقبالي بحفاوة بالغة".ويرى مخرج الفيلم، " أن نظام ال سعود كان بحاجة إلى شاب مندفع مثل بن سلمان لإنقاذه من الزوال، لأنه يشعر بالرعب منذ اندلاع الثورات العربية التي أطاحت بالزعماء العرب المستبدين بالسلطة أمثالهم، وبتزايد المطالب الحقوقية في الداخل التي جوبهت بالقوة والقمع ".
واستعان الفيلم بشهادة العديد من الشخصيات حول بن سلمان أدلوا بتصريحاتهم حول نظرهم بسياسات ومستقبل بن سلمان.. فسفير الولايات المتحدة لدى السعودية جوزيف وسيتهال، قال " انه خلال لقائه وحديثه مع بن سلمان تأكد لديه اعتقاد راسخ بأن السعودية باتت تتهددها كارثة وخراب كبيران ". أما الكاتب الصحفي في صحيفة الواشنطن بوست، شان هاريس، فأوضح أن تقريراً سرياً لوكالة المخابرات الأمريكية حذر الإدارة الأمريكية من تولي بن سلمان ولاية العهد، واصفاً إياه بأنه شاب بدون تجربة ومتهور، كما انه قد يشكل خطراً لأنه غير مستقر أحياناً ".
ويكشف الفيلم من خلال عدد من ضيوفه بينهم هاريس، بأن ولي العهد السعودي خدع الرأي العام الغربي وعدداً من العواصم العالمية من خلال الإعلان عن مشاريع وإصلاحات غير مسبوفة عبر القطع مع الفكر الوهابي، بهدف التغطية على القبضة الأمنية وعمليات القمع لكل الأصوات المعارضة له ".
واتهم الفيلم في النهاية الدول الغربية بغض الطرف عن الانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان التي ارتكبها النظام السعودي، خصوصاً منذ تولي بن سلمان ولاية العهد، لأن هذه الدول تحكمها المصالح الاقتصادية !!
هذا مجرد نموذج من نماذج كثيرة من التحذيرات الغربية من بن سلمان وخطره على العالم، بل وحتى النظام السعودي نفسه كما أشرنا في ثنايا الحديث.
ارسال التعليق