بن سلمان والصفعات المتلاحقة...كيف ستؤثر على مستقبله؟
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكيلم تدم فرحة بن سلمان وجوقته الإعلامية والسياسية طويلاً، بمشاركته في قمة الدول الصناعية العشرين الأخيرة في اليابان، وتوسطه الصف الأول في الصورة التذكارية لزعماء القمة، حيث جذبه ترامب وأوقفه، بجانبه!، ذلك أن بن سلمان وجوقته اعتبروا ذلك تسويقاً لولي العهد، وتخطياً للعزلة التي كان يعانيها بسبب افتضاح أمره بقتل الصحافي جمال خاشقجي...لم تدم هذه الفرحة طويلاً، حتى توالت الصفعات على بن سلمان، بالشكل الذي يوحي إلى أن وراء هذه الصفعات ما وراءها، ومن هذه الصفعات ما يلي:-
1ـ قدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي السناتور جيم ريش مشروع قانون يطلب الضغط على السعودية بشأن حقوق الإنسان وينتقد محمد بن سلمان. ويقول القانون الذي نشر يوم10تموز2019 والذي يعتبر هو الأحدث في جهود الكونغرس الأمريكي لتحميل السعودية مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك تصفية الصحفي جمال خاشقجي...يقول مشروع هذا القانون " يرى الكونغرس أنه منذ أن أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد بسلطات كبيرة في الشؤون الخارجية والمحلية للمملكة السعودية أظهرت حكومة السعودية سلوكاً غربياً ومزعجاً على نحو متزايد" يشار إلى أن الكونغرس كان قد أصدر قبل أكثر من شهر قانوناً يعرقل صفقات ترامب لبيع الأسلحة مع النظام السعودي، لكن ترامب أبطله باتخاذ الفيتو ضده..بيد أن مشروع القانون الجديد الذي يحظى بتأييد بعض سناتورات الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، لا يحظر بيع الاسلحة للسعودية، إنما ينص على إجراءات أمريكية ضد البعض من أفراد الأسرة السعودية الحاكمة...هذا وطالب مشروع قانون الكونغرس أيضاً بالضغط على السعودية بملف حقوق الإنسان والكارثة الإنسانية بحرب اليمن، إلى جانب المراجعة الشاملة للعلاقة مع الرياض، حتى توقف السلطات السعودية انتهاكات حقوق الإنسان. في السياق ذاته، قال السيناتور كريس كونر أن "علاقاتنا بالسعودية تهدد قيمنا، ويجب وضع حد لحرب اليمن" لافتاً إلى أن هناك " تزايداً ملحوظاً لإعداد المدنيين الذين قتلوا في اليمن جراء قصف التحالف بقيادة السعودية". ونقل موقع " بلومبيرغ نيوز" في تقرير أعده دانيال فلاتلي وغلين غيري، أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الباحثين عن حراك لمعاقبة السعودية بسبب سجلها الصارخ في مجال حقوق الإنسان، بدون استفزاز رد من الرئيس ترامب واستخدام الفيتو لرفض قرارهم، بدأوا استراتيجية جديدة، تتمثل في حرمان أعضاء في العائلة السعودية المالكة من تأشيرة دخول للولايات المتحدة.
2ـ الكابوس الذي أوجدته المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعينة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أغنيس كالامار، بتقريرها التحقيقي الموثق حول قتل خاشقجي في قنصلية السعودية باسطنبول التركية، واتهمت فيه بن سلمان بالمسؤولية المباشرة عن تصفية خاشقجي وإخفاء جثته...نقول إن هذا الكابوس يزداد قتامة وضغطاً على بن سلمان خاصة وعلى النظام السعودي عامة، فبالإضافة إلى مواصلة هذه المقررة وتحركاتها ونشاطاتها في إطار دفع المنظمة الدولية والدول المعنية لاتخاذ إجراءات عقابية ضد بن سلمان ومطالبتها بتقديمه لمحكمة دولية... وبالإضافة إلى مواصلة نشاطاتها تلك، فأن تقريرها يتفاعل على صعيد ردود الافعال الدولية، الغربية منها على وجه الخصوص، ففي هذا السياق شدد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت في تصريحات خاصة للاناضول في 11تموز2019، على هامش المؤتمر العالمي لحرية الأعلام، الذي نظمته الخارجية البريطانية في لندن بالتعاون مع نظيرتها الكندية..شدد الوزير البريطاني على ضرورة التأكد من مثول مَن أصدر الأوامر من المسؤولين السعوديين بقتل خاشقجي.. وقال: " قلنا بشكل صريح أن هذه الجريمة تتعارض تماماً مع قيم بلدنا. وقد اعٌربت شخصياً عن هذا الأمر على مستويات عالية جداً، سواءاً خلال المباحثات مع الملك أو ولي العهد أو وزير الخارجية في السعودية". وأضاف بعد تأكيده على ضرورة محاكمة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجريمة، قائلاً " ننتظر ماذا سيحدث ولكن قلنا بشكل صريح انه يجب علينا التأكد من مثول الشخص الذي أوامر بارتكاب الجريمة الفظيعة أمام العدالة ".
3ـ الصفعة الأخرى، تمثلت بالانسحاب الإماراتي مما يسمى بالتحالف، الذي يشن عدوانا همجياً على الشعب اليمني منذ2015، صحيح أن النظام السعودي يعتبر هذا الانسحاب، إعادة انتشار للقوات الإماراتية، أو إحلالها بـ90ألف من الميليشيات اليمنية الموالية للإمارات، أو أي تفسير آخر...إلا أن هذا الانسحاب خلخل هذا التحالف، وتسبب في اهتزازه عسكرياً أمام جماعة الحوثي وقوتها المتصاعدة، وفي هذا السياق تقول صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية في تقرير أعده لها كل من ديكلان وولش ديفي كيركباتريك، " إن الإمارات تقوم بسحب قواتها بشكل سريع وعلى نطاق يعني أنها لن تذهب أبعد من ذلك في هذه الحملة. وهو اعتراف متأخر بأن الحرب الطاحنة التي قتلت الآلاف من المدنيين، وحولت اليمن إلى أكبر كارثة إنسانية، لا يمكن الانتصار فيها "..ويقول الكابتنان في هذا التقرير الذي نشر في 12 تموز/2019 " أن الجنرال الاسترالي المتقاعد مايك هيند مارش الذي يقود الحرس الرئاسي الإماراتي، أخبر زواراً غربيين قبل فترة، بأن اليمن أصبحت مستنقعاً، ووصف الحوثيين بأنهم فيت كونغ اليمن ". وجاء في التقرير أن السعودية حاولت إقناع الإمارات بعدم الانسحاب، وتدخل ديوان المملكة في هذه المحاولات لكن دون جدوى..الأمر الذي يقول هذان الكابتنان انه أعضد السلطات السعودية..وفي هذا السياق تقول صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية في عددها ليوم 12تموز2019، أن السعوديين شعروا بخيبة أمل عميقة جراء القرار الإماراتي الآنف ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن دبلوماسيين سعوديين قولهم.. "مسؤلون بالبلاط السعودي الملكي تدخلوا شخصياً لمحاولة ثني الأمارتين عن الانسحاب من اليمن ".لكن كل ذلك لم يثنِ الإماراتيين عن قرارهم ومضوا في هذا القرار تاركين السعوديين في المستنقع اليمني..
4ـ احتضان ترامب لأمير قطر، في زيارة الأخير لواشنطن قبل أيام، وإطراء ترامب على تميم بن حمد بشكل لافت ونعته بأوصاف أثارت غيض وحفيظة بن سلمان على ما يبدو..ووقع الطرفان واشنطن والدوحة سلسلة عقود ضخمة في قطاعات النفط والصناعة الجوية والتسلح بلغت قيمتها مليارات الدولارات، وجاء في بيان مشترك بعد انتهاء الزيارة وتوقيع تلك العقود الضخمة، أن ترامب والشيخ تميم "أكدا التزامهما بالمضي قدماً في التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى بين بلدينا الصديقين" وتابع البيان.." عبر العقود الماضية تعززت الروابط بين بلدينا لتوثق العلاقة الاستراتيجية والدفاعية التي تركز على مواجهة التحديات التي تهدد أمننا وسلامنا وازدهارنا". وجاء في البيان أيضاً انه تم الاتفاق على أن تشتري " الخطوط الجوية القطرية خمس طائرات شحن من طراز بونيك77" ووقعت اتفاقية " بين شركة شيفرون فيليبس للكيمياويات وشركة قطر للبترول لمواصلة تطوير وتشغيل مجمع للبتروكيمياويات في قطر" كما " التزمت وزارة الدفاع القطرية بشراء أنظمة ناسام من شركة ورايثيون وأنظمة باتريوت "..
ماذا تعني كل هذه الصفعات لبن سلمان؟ بنظري تعني الكثير مما هو سيء وأسوأ بالنسبة لبن سلمان، والنظام السعودي بشكل عام، نشير إلى بعضٍ من هذا الكثير بما يلي:
أولا: نبدأ من زيارة تميم لواشنطن، فقد اعتبرت صحيفة التايمز البريطانية في عددها ليوم 11/7/2019 أن الاستقبال الدافئ الذي حظي به أمير قطر في الولايات المتحدة دليل على تصدع حملة الحصار التي تقودها السعودية ضد قطر.. وأبرزت الصحيفة قول ترامب:" أن القطريين يستثمرون كثيراً في بلدنا ويوفرون كثيراً من الوظائف، ويشترون كمية ضخمة من المعدات العسكرية ومن بينها الطائرات". وأشارت الصحيفة البريطانية إلى متانة العلاقات الأمريكية- القطرية، ما يعني ذلك فشل الخطط السعودية الرامية إلى إخضاع قطر وضمها إلى جناحها كما هو حال البحرين، بمعنى آخر، أن الاميركان شطبوا هذه الخطط ورموا بها في مزابل التاريخ، لأن الاميركان في البداية وافقوا على تلك الخطط، لكي تنطلق السعودية بعد هيمنتها على اليمن لتكون دولة كبرى ومحورية في المنطقة بعد أن تضم قطر والكويت وعمان تحت عباءتها، هكذا كان المخطط، والذي يقضي أيضاً بقيادة السعودية " الدولة الكبرى والمحورية في المنطقة " لمحور عربي وإسلامي يدافع وحتى يشن الحروب بأسماء أو تحت واجهات إسلامية أو عرقية أو طائفية، لحماية المشروع الأمريكي في المنطقة!! هذا الاستقبال الكبير لأمير قطر يشي بشكل واضح بسقوط الطموحات السعودية الآنفة، الأمر الذي سيترك تداعيات جمة على مستقبل وطموحات بن سلمان نفسه، لأن الأمريكي باتت له وجهة نظر أخرى فيما يخص طموحات بن سلمان، وللخلاف بين السعودية وقطر، ففيما كانت واشنطن، كما أشرنا قبل قليل تنحاز للسعودية في هذا الخلاف، لمنح الأخيرة الفرصة لتحقيق أهدافها الآنفة، ولاستغلال الأزمة في حلب المزيد من اموال من الطرفين، فإنها الآن أي واشنطن ترى انه ليس من المصلحة دعم التوجه السعودي الآنف في إخضاع قطر، بعد ما أخفق النظام السعودي في اليمن وفي مجالات أخرى كثيرة، ما يعني كل ذلك انتكاسة لبن سلمان ولسياساته الطائشة التي أوصلته وأوصلت مملكة آل سعود إلى كل هذا الوضع المتأزم الذي لا تحسد عليه.
ثانيا: وفيما يخص تحرك مجلس الشيوخ والأمريكي لاستصدار قانون يدين بن سلمان ويحمله مسؤولية قتل خاشقجي وانتهاك حقوق الإنسان في السعودية، فذلك يعني بوضوح أن الجناح الأمريكي والذي يضم كتلة من السياسيين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وفي مجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين.. قوي ونشط بدليل مواصلته هذا التحرك ومحاولاته المستمرة في زرع العراقيل والأشواك أمام ترامب لفك ارتباطه ببن سلمان، والتوقف عن احتضان هذا المجرم والقاتل بحسب توصيف أحد سناتورات الكونغرس الأمريكي.. بل إن هناك الكثير من أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين يرفضون وصف ترامب لبن سلمان بالصديق، كما تقول صحيفة لواشنطن بوست في عددها لـ12تموز2019..كل ذلك يعني أن الجناح الرافض لمجيء بن سلمان لعرش المملكة، داخل المؤسسة الأمريكية يتوسع ويكبر، وبات يشكل تهديداً جدياً لقطع الطريق على طموحات بن سلمان في الوصول إلى العرش وفي مواصلة سياساته الطائشة..وما زاد الطين بلّة في هذا السياق..هو ان قضية تصفية جمال خاشقجي، وتعذيب الناشطات في السجون السعودية، وإصدار أحكام الإعدام بحق المعارضين وبدون محاكمات عادلة..كل ذلك شكل ضغطاً متزايداً على بن سلمان، وسلاحاً ماضياً بيد المعارضين الأمريكيين لهذا الأمير الطائش، ففي هذا السياق قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت "إذا تحركنا معاً يمكننا إلقاء الضوء على الانتهاكات وإجبار أولئك الذين يلحقون الأذى بالصحفيين أو يمنعونهم من أداء عملهم على دفع ثمن دبلوماسي" في إشارة إلى السعودية، وأضاف هنت قائلاً "أن على الدول أن تقاوم الإذعان لحتمية الأمر الواقع في التعامل مع الهجمات على حرية الأعلام مثل مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول ".
من جهتها صحيفة التايمز البريطانية دعت في افتتاحيتها لعدد يوم 12/تموز/2019، دعت العالم أن تبني قضية الدفاع عن المرأة السعودية، قائلة "أن التمييز الجنسي هو أبارتيد/تمييز عنصري، لكن العالم لا يبالي في هذا الأمر، وهذا النوع من التمييز العنصري الذي لا يأبه به أحد، يتضح بجلاء في السعودية أكثر من أي مكان في العالم ". وتحدثت الصحيفة عن معاناة المرأة في مملكة آل سعود وعن حرمانها من أبسط الحقوق منوهة إلى أن الناشطة "لجين الهذلول سجنت في عام2014، 73 يوماً بسبب قيادتها لسيارتها، وكانت مع غيرها يواجهن الاضطهاد الديني والجنسي، وكان من المفترض أن يعرف العالم أسماءهن، ومع ذلك أدار العالم ظهره لهنَّ"!
وفي السياق ذاته كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني في 12تموز 2019 أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (أف بي آي) حذر عدداً من المعارضين السعوديين من خطر يهدد حياتهم مصدره السعودية بعد أسابيع بعد مقتل جمال خاشقجي من قنصلية بلاده باسطنبول..ما يعني كل ذلك فشل بن سلمان ومحاولاته، في صناعة وجه آخر لشخصيته بأنه "المصلح" والمنفتح على الحريات" و" الليبرالي" وما إلى ذلك، فعلى عكس ذلك رغم انه بذل المليارات من الدولارات النفطية على الإعلام وعلى الإدارة الأمريكية، فعلى عكس ذلك تكرست صورة شخصيته الحقيقية ذلك القاتل الدموي الطائش الذي بات يشكل خطراً على المجتمع في السعودية، وحتى المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة.
3ـ وبالنسبة إلى العدوان على اليمن، فأن النظام بعد الانسحاب الإماراتي أصبح في وضع لا يحسد عليه، عسكرياً وسياسياً وإعلاميا وعلى صعد أخرى، فمن الناحية العسكرية، الانسحاب الإماراتي من الجبهات بعد أكثر من أربع سنوات على هذه الحرب، يعني اعترافاً بالهزيمة المدوية، وهذا ما أكدته الكثير من الأوساط الإعلامية الأمريكية والغربية، فصحيفة النيويورك تايمز قالت في تقرير نشرته يوم12تموز2019 حول الانسحاب الإماراتي: "أن الإمارات تقوم بسحب قواتها سرعة، ومستوى يعني أنها لن تذهب أبعد، وهو اعتراف متأخر بأن الحرب الطاحنة التي قتل فيها آلاف من المدنيين وحولت اليمن إلى اكبر كارثة إنسانية لا يمكن الانتصار فيها".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المحلل في معهد واشنطن مايكل ناتيس قوله: "الشيء الوحيد الذي كان يربط الجميع قد انسحب". ويربط بعض المحللين العسكريين في الغرب بين اشتداد المعارك في جبهات القتال حيث بات الرجحان واضح لصالح جماعة الحوثي بعد الانسحاب الإماراتي الأمر الذي ساهم في تعميق المأزق السعودي. أكثر من ذلك، البعض من هؤلاء المحللين يقولون، أن الانسحاب الإماراتي، لم يتسبب في إرباك الوضع العسكري للسعودية ومرتزقتها من اتباع هادي وحزب الإصلاح وحسب، وإنما تسبب في انتشار الفوضى بعد تحرك القاعدة الشعبية في المدن التي انسحبت منها القوات الإماراتية، ضد القوات السعودية وعملائها، كما حصل في مأرب وعدن، وحالياً في المهرة، وما عمق المأزق العسكري السعودي في اليمن بعد هذه التطورات هو استمرار حالة أو ظاهرة التشظي والانشقاقات بين صفوف العسكريين الذين يقفون مع العدوان، ففي جديد هذه الانشقاقات، وصل إلى العاصمة صنعاء، مرافق احمد على عبد الله صالح سابقاً، ومرافق طارق عفاش لاحقاً، الضابط عاطف محمد حسين عاطف، معلناً انسحابه إلى صفوف مواجهته والتصدي له. يشار إلى أن هذا الانشقاق لهذا الضابط، ومسلحيه جاء بعد أيام على انشقاق الإعلامي احمد حجر في قوات طارق عفاش، للدوافع نفسها، حيث التحقق بجماعة الحوثي.
إذن، لم يتسبب الانسحاب الإماراتي من اليمن، في مضاعفة العبء العسكري على النظام السعودي وحسب، بل وجعل هذا النظام يتحمل وحده ضغوط اللوم والاتهام من أوساط دولية وإنسانية، لتسببه في هذا الكارثة الإنسانية في اليمن، ثم مواصلته مفاقمة هذه الكارثة! ففي هذا السياق قالت صحيفة " وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن المسؤولين السعوديين هم سبب الأزمة التي يمر فيها اليمن حالياً، بما في ذلك من ارتكاب للجرائم وتدمير للبلاد.. وقالت الصحيفة أيضاً في تقرير مفصل لها حول الكارثة في اليمن، محملة النظام السعودي والحكومة الأمريكية الداعمة له في استمرار هذه الكارثة، وأكدت كاتبة التقرير باربرا ديلر " أن التحالف السعودي، الأمريكي هو الذي كان سببا في معظم الوفيات التي بلغت 90 ألف شخص، وأيضاً سبباً رئيسياً في ما خلفته الحرب والحصار من أمراض معدية، ودمار لا حد له ". ويعني ذلك سقوطاً أخلاقيا للنظام السعودي بكل تأكيد..
ارسال التعليق