بيدق أخر من بيادق النظام العربي الرسمي... يتسكع على موائد الصهاينة
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبدالعزيز المكي..
كشف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يوم الاثنين الموافق 3/2/2020 عن لقاء جمعة برئيس السيادة السوادني عبد الفتاح البرهان، في مدينة عينتيبي الأوغندية. وأكد نتنياهو إنه اتفق مع البرهان " على التعاون من أجل تطبيع العلاقات " . وقالت صفحة نتنياهو على موقع توتير باللغة العربية: " يؤمن نتنياهو بأن السودان تسير في اتجاه جديد وإيجابي، وعبّر عن رأيه هذا في محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي".
وتابعت صفحة نتياهو: "يريد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان مساعدة دولته في الدخول في عملية حداثة، وذلك من خلال إخراجها من العزلة ووضعها على خريطة العالم" على حد مزاعم وأقوال نتنياهو !!
وإذ فاجأ لقاء البرهان بنتنياهو بعض الأوساط الإعلامية والسياسية العربية، فأن البعض الآخر من هذه الأوساط يرى أن مثل هذه الخطوة كانت متوقعة لأسباب عديدة منها ما يلي:
1ــ إن النظام السوداني الحالي، الذي يقوده البرهان، هو حصيلة الجهد الإماراتي السعودي الذي لعب دوراً فاعلاً ورئيسياً في الالتفاف على ثورة الجماهير السوادنية ضد نظام البشير، حيث نجح السعوديون والإماراتيون نتيجة تدخلهم السافر في الشأن السوداني، في حرف بوصلة الثورة السودانية، والمجيء بأزلامهم من الجيش ومن خارج الجيش، وعلى رأسهم عبد الفتاح البرهان.. ولعل الأخوة القراء تابعوا هذا التدخل الإماراتي السعودي من بداية الثورة السودانية وحتى مجيء هذا النظام العميل للسعودية وللإمارات، ومن الطبيعي أن يكون هذا النظام ملبياً لإرادات الأنظمة الراعية والداعمة له، ومنفذاً لسياساتها، ومن أولويات النظامين الإماراتي والسعودي، هو دفع الآخرين للهرولة والتطبيع مع العدو الصهيوني، وهذا ما أكده الأعلام الصهيوني، فقد كشفت صحيفة "ذي تايمز أوف إسرائيل" نقلاً عن مسؤول عسكري سواني وصفته برفيع المستوى "أن الإمارات هي رتبت اللقاء الذي جرى بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الصهيوني المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو في أوغندا الاثنين 3/2/2020 ". ووفق المسؤول السوداني طلبت بعدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريح للإعلام! فأن الأمارات رتبت هذا إلقاء وبالتنسيق مع السعودية ومصر، ولا يعلم به من المسؤولين السودانيين سوى دائرة ضيقة وصغيرة!
واللافت أن هذا المسؤول السوداني الرفيع أدلى بنفس التصريح لوكالة "أسوشيتد برس" مؤكداً أن الإمارات هي رتبت اللقاء بين نتنياهو والبرهان.. ومبرراً، إي هذا المسؤول، اللقاء بأنه "هدف إلى المساعدة في رفع السودان عن قائمة الإرهاب، التي أدرج فيها في التسعينات، عندما استضاف لفترة وجيزة زعيم تنظيم القاعدة آنذاك، أسامة بن لادن وغيره من المتشددين المطلوبين".
وبحسب وكالة "أسوشييتد برس" فأن هذا المسؤول لفت إلى أن البرهان وافق على لقاء نتنياهو، لأن المسؤولين اعتبروا أن هذا الأمر قد يساعد في تسريع رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وأشار أيضاً إلى التنسيق السعودي والمصري مع الإمارات في إجراء اللقاء!!
2ـ ثمة عزل وتقارب بين المسؤولين السودانيين والمسؤولين الصهاينة منذ أواخر أيام البشير، أي قبل حصول الثورة في السودان، التي أطاحت به وصادرها العسكر السوداني بجهد إماراتي سعودي، كما أشرنا، فالبشير ونظامه ومنذ تقاربه مع السعودية وانخراطه في العدوان السعودي الإماراتي على الشعب اليمني بدأ يرسل وسائل للعدو الصهيوني يؤشر فيها إلى استعداد نظامه للتطبيع لدرجة أن نتنياهو أشار إلى أن بعض الدول العربية ومنها السودان ترسل لنا إشارات للتقارب والتفاهم، واستمرت هذه الرسائل في عهد النظام الجديد، وهذا ما ألمحت إليه بصراحة وزيرة خارجية النظام السوداني الحالي، أسماء محمد عبد الله، في حوار لها مع هيئة الإذاعة البريطانية "البي بي سي"، بقولها تعليقاً على إمكانية التطبيع مع العدو الصهيوني.. "أنه ليس هناك شيء ثابت في السياسة، ولكن تتغير السياسة وقد يقيم السودان علاقات مع إسرائيل، لكن هذا الوقت ليس المناسب" مضيفة "لن نتخذ قرار التطبيع مع "إسرائيل" قريباً، آخذين بالاعتبار مشاعر الشعب السوداني ونظرته في حال حدث تواصل"!
إذن بحسب قول الوزيرة السودانية، ان المانع الوحيد هو الخوف من ردة فعل الشعب السوداني، ولذلك لابد من اختيار الوقت المناسب والفرصة المواتية للإقدام على التواصل مع العدو الصهيوني، فكان الاستعداد متوفر، والموضوع مطروح على الطاولة!! يعزز هذا الرأي دعم رئيس حزب الأمة السوداني مبارك الفاضل المهدي لهذه الخطوة، حيث قال في تصريحات صحيفة يوم 4/2/2020 تعليقاً على هذا اللقاء: "إن لقاء البرهان ونتنياهو، خطوة جريئة وشجاعة، تخدم المصلحة السودانية في رفع العقوبات الأمريكية، وفي مقدمتها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب "على حد قوله وزعمه، واعتبر مبارك أن الخطوة، بحسب زعمه، ستفتح الطريق لإعفاء ديون السودان! وإعادة علاقات السودان بمؤسسات التمويل الدولية، لتمويل التنمية الاقتصادية، وتحقيق السلام في السودان، والاستفادة من التقنيات الزراعية " الإسرائيلية " في تطوير قطاع الزراعة والري في البلاد! على حد تعبيره.
وأضاف: "لقد كنت السياسي السوداني الذي صرح قبل سنتين بأن التطبيع مع " إسرائيل " تقرره مصالح السودان أولاً"! مشيراً إلى أن الكثير من الدول العربية طبعت مع الكيان الصهيوني، وان العداء وحالة الحرب، قد انتهت باتفاق أوسلو، وتحول الصراع الفلسطيني- " الإسرائيلي " إلى طاولة المباحثات، بحسب زعمه، وكل ذلك يشير إلى أن الأوساط السياسية في السودان كانت تفكر بهذا الاتجاه، أي نحو التطبيع مع العدو، وهو ما يؤكد قولنا، أن الأمر كان مطروحاً منذ أن التحق عمر البشير بركب السعوديين والإماراتيين المهرولين نحو التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، أما تصريح وزيرة الخارجية السودانية، بأن لا علم لها بأي لقاء قد يكون جمع البرهان ونتياهو، بمعنى أن الحكومة السودانية بهذا اللقاء!! وأيضاً ما قاله وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح، المتحدث باسم الحكومة السودانية، في بيان مقتضب: "تلقينا عبر وسائل الإعلام خبر لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي، البرهان بنتنياهو، في عينيتبي باوغندا"! وأضاف "لم يتم إخطارنا أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء"!!
نقول... أن تصريحات كل من وزيرة الخارجية ووزير الإعلام السودانيين بعدم علم الحكومة بهذا اللقاء، هو محاولة لامتصاص ردة فعل الرأي العام السوداني المتوقعة ومحاولة الابتعاد بمسافة عن البرهان للحفاظ على النظام الحالي، إن جاءت ردة الفعل الجماهيرية جارفة، وإلا إذا كانت هذه الحكومة لا تعلم، فمعنى ذلك وجرى التنسيق معها، خوفاً من ردة فعل الشارع السوداني، والدليل انه حينما جاءت ردة الفعل ليست بالدرجة التي تهدد النظام، اعترف البرهان وبكل تحجج وتحدي لمشاعر الشعب السوداني بهذا اللقاء!!
3ـ إن كل من السعودية والأمارات يمارسان الضغوط على النظام الجديد من أجل الهرولة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني، كما أشرنا، أولاً لتعبيد الطريق اما مهما في هذا المجال والانتقال بالتطبيع السري إلى العلني، كما فعلا مع النظام البحريني الذي برع في هذا المجال، وثانياً: لتقديم شهادة حسن سلوك لأسيادهما الصهاينة والأمريكان، بأنهما عملا بوصاياهم بتوسيع نطاق الهرولة والتطبيع والارتماء في أحضان العدو ليشمل أنظمة أخرى، ومنظمات المجتمع المدني وما إلى ذلك.. وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد قال قبل أكثر من سنة، أن هناك علاقات مميزة مع من اسماها بالأنظمة العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية والأمارات، ولكن نريد منهما العمل على توسيع هذه العلاقات لتشمل المجتمعات العربية، ودول عربية أخرى.. ولتكون شهادة حسن سلوك هذه مزيداً من الخطوة عند السيدين الصهيوني والأمريكي!! وثالثاً: لتوجيه ضربة للقضية الفلسطينية وطعنة أخرى للفلسطينيين، فالسعوديون والإماراتيون هم صهاينة أكثر من الصهاينة اليهود وأشد حماساً منهم، لإنهاء القضية، حتى يصبح الطريق معبداً لهم لإعلان التحالف مع أشقاءهم الصهاينة ظناً منهم أن ذلك سوف يحفظ عروشهم وامتيازاتهم، ولذلك أن بن سلمان انزعج من عدم موافقة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية على صفقة القرن، وسنرى بعد قليل أن هذه الخطوة شكلت ضربة نفسية ومعنوية للفلسطينيين بالصميم! ورابعاً: أن السعودية والإمارات يدركان أن اصطفاف النظام السوداني الجديد معهم في الهرولة والتحالف مع العدو، يعني منحهم القوة العسكرية الهائلة تحت ذريعة مواجهة إيران ومحورها، لأنهما لا يمتلكان الجيوش الفاعلة والقوية، كما أثبتت حرب اليمن، بينما لدى السودان قوة عسكرية يمكن توظيفها بأبخس الاثمان والاستفادة منها في الدفاع عن المشاريع "الصهيو أمريكية السعو إماراتية " في المنطقة، سيما وان هناك الآلاف من الجنود السودانيين يحاربون إلى جانب التحالف عدوان السعودي الإماراتي في اليمن، زج بهم عمر البشير لقاء حفنة من الدولارات وصل النزر اليسير منها إلى جيوبه قبل سقوطه، وإيداعه خلف قضبان السجن.
4ـ إن السعودية والإمارات غرسا عند المسؤولين السودانيين الجدد، مقوله انه لابد من الحفاظ على نظامهم من خلال إحراز رضا واشنطن، وبوابة هذا الرضا الكيان الصهيوني، وهذا ما انعكس بشكل واضح في تصريحات المسؤولين السودانيين، ابتداءاً بالبرهان الذي برر لقاءه "بمصالح السودان" وانتهاء بالآخرين كما مر بنا في الإشارة إلى تصريحاتهم في هذا المجال.. فأكثرهم برر الخطوة برفع السودان من قائمة الإرهاب، والأكثر من ذلك هو حصول البرهان على التفويض الكامل لحكم السودان من الصهاينة والأمريكان كما يقول الناشط السوداني وائل نصر الدين، مدير المركز السوداني للدراسات الإستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية، الذي علق على اللقاء السوداني- الصهيوني، بأن البرهان يريد الكرسي، مضيفاً في تصريحات له على صفحته الشخصية على "فيسبوك".." أن البرهان الذي التقى برأس الصهاينة في أوغندا، وسيلتقي بترامب، لم يعد عسكرياً عادياً، بل أصبح يملك التفويض الكامل لحكم السودان من الصهاينة والأمريكان"!
الصهاينة أنفسهم، ومن باب تكريس المقولة الآنفة "طرق أبواب واشنطن من تل أبيب" وتوجيه رسائل للمسؤولين العرب الآخرين والمترددين، لم يؤكدوا هذا الدافع في اللقاء السوداني الصهيوني وحسب وإنما نفخوا في هذه المقولة، ففي هذا السياق قال معلق ومحلل الشؤون السياسية في القناة 13 الصهيونية بالتلفزيون العبري، باراك رافيد.. نقلاً عن مسؤول صهيوني كبير قوله "إن أحد مطالب السودان من "إسرائيل" كان فتح الأبواب لهم في واشنطن لكي تخرج الولايات المتحدة السودان من قائمة الإرهاب"!! مضيفا.. " في الوقت ذاته أن نتنياهو طرح الموضوع أمام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال لقائهما الأسبوع الماضي، وبالأمس ـ أي يوم 3/2/2020 اتصل بومبيو بالزعيم السوداني ووجه له دعوة لزيارة واشنطن في الأسبوع القادم.. أي أن الامريكان استجابوا بعد لقاء البرهان بنتياهو.. من جهتها صحيفة ايدعوت احرونوت، أشارت هي الأخرى إلى " أن تدبير الإمارات للقاء – بين البرهان ونتنياهو- جاء بدعوى المساعدة في ازالة إسم السودان من قائمة الإرهاب التي يعود تاريخها الى التسعينات"!..
وإذ يعتبر هذا اللقاء- السوداني الصهيوني- في ضوء ما تقدم، تطوراً متوقعاً، إلا انه ينطوي على تداعيات في غاية الأهمية بالنسبة للعدو الصهيوني وللعرب المطبعين وعلى رأسهم السعودية والإمارات.. وفي غاية الخطورة بالنسبة للأمة الإسلامية وقضيتها المركزية، القضية الفلسطينية، نذكر منها ما يلي:-أولاً: إن اللقاء السوداني- الصهيوني جاء بعد أقل من أسبوع من إعلان صفقة القرن، التي رفضها الشعب الفلسطيني، بل انتقدتها حتى أوساط أوربية وأمريكية وحتى صهيونية، واعتبروا أنها مجحفة بحق الفلسطينيين، وبالتالي فأن اللقاء يعني دعماً سودانياً لهذه الصفقة!! ودعماً لتصفية القضية الفلسطينية، فمثلما جاء التأييد الإماراتي السعودي لهذه الصفقة ليضفي تأييداً عربياً بدل الرفض، على تصفية القضية الفلسطينية، وليسبغ عليها نوعاً من المشروعية المزيفة "فأن هذا اللقاء جاء ليعزز تداعيات التأييد الإماراتي السعودي لهذه الصفقة، ومنها أن ذلك يشكل خنجراً في ظهر الشعب الفلسطيني، ومقاومته الوطنية والإسلامية، وضربة نفسية ومعنوية للأمة، الهدف منها تكريس مشاعر اليأس والإحباط لديها، وتكريس الهزيمة النفسية بين صفوفها وشرائحها المختلفة.
ثانياً: كما ذهبت بعض أوساط المحللين السياسيين، فأن هذا اللقاء بشكل فتحاً سياسياً لرئيس الوزراء الصهيوني، أولاً: لأنه سوف يستغله في رفع أرصدته الانتخابية وفعلاً ارتفع رصيده الانتخابي كما أشار العديد من الصحفيين والمعلقين الصهاينة.
وثالثاً: إن تداعيات اللقاء تمكن نتنياهو ومن ورائه الامريكان والسعوديين والإماراتيين المتصهينين، من تطويق الفلسطينيين ومحاصرتهم في "غيتوات" صفقة القرن!!
ورابعاً: تشجيع الصهاينة والامريكان على مواصلة النهج التصفية للقضية الفلسطينية والإيغال في مزيد من التنكر والقمع أيضاً للشعب الفلسطيني ولما تبقى من حقوقه، ان بقيت هناك حقوق! وهذا ما أكدته ردود فعل الأوساط الصحيفة الصهيونية التي عبّر بعضها عن غبطته بهذا اللقاء، فعلى سبيل المثال قال الخبير الصهيوني في الشؤون الدولية غيا أليسا في تقريره على موقع (والا) الإخباري الصهيوني، في 4/2/2020.. أن " اللقاء السري الذي جمع بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والزعيم السوداني عبد الفتاح البرهان، في العاصمة الأوغندية عينتيبي، احتوى على الكثير من الرموز، رغم انه لا تتوفر الكثير من تفاصيله الهامة. لكننا أمام لقاء هام من الناحية التاريخية سواء "لإسرائيل" عموماً، أو لنتنياهو خصوصاً". وأضاف أن "البرهان زعيم دولة صاحبة قمة الخرطوم التي أعلنت لاءاتها الثلاث في 1967 أو تضمنت عدم الاعتراف بــ "إسرائيل"، وعدم الدخول في مفاوضات معها، أو عقد سلام معها. وعقد اللقاء خلال أقل من أسبوع من إعلان صفقة القرن، التي رفضها رسمياً من الجامعة العربية بسبب انحيازها الكامل "لإسرائيل" على حساب الفلسطينيين، لكن معظم الردود الصادرة من الدول العربية المعتدلة رحبت بالصفقة واعتبرتها بداية ايجابية".. وختم هذا الخبير تقريره بالقول.. إن "إسرائيل" تنظر للسودان كدولة ذات أهمية إستراتيجية، استخدمت في السابق مساراً لتهريب الأسلحة الإيرانية لقطاع غزة، بل إن إيران أقامت فيها مصنعاً لانتاج الأسلحة، الذي هاجمته "اسرائيل"، لكن التطور الهام في لقاء نتياهو- البرهان يتعلق بالسماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام الأجواء السودانية وتقصيره مدة الطيران من "إسرائيل" إلى أمريكا اللاتينية وبالعكس.." على حد أقواله.
خامساً: والى ذلك فأن هذا اللقاء منح نتنياهو وترامب نصراً سياسياً، في وقت يعاني فيه الاثنان من الهزائم المتلاحقة، ذلك أن أغلب خطط الامريكان والصهاينة في المنطقة تعرضت للهزائم والتصدع، لدرجة أن العدو يشهد أسوء فترة ضعف وتراجع في حياته منذ نشوئه قبل سبعين عاماً وحتى اليوم، بتأكيد وشهادة الخبراء والمحللين فيه، فكل أسبوع أو حتى أقل تطل علينا مراكز دراسات العدو المعروفة والرصينة بدراسات تؤكد أن العدو يعيش أيامه الأخيرة وانه بات يعيش وسط غابة من الصواريخ الدقيقة والأعداء الشرسين، وانه سوف لا يربح أي حرب ستحصل معه، من الشمال، أو حتى من غزة فضلاً عن جبهتي إيران والجولان، أي جبهة سوريا، وما يلفت الانتباه هو أن أكثر المعدين لهذه الدراسات هم من جنرالات جيش العدو والمتقاعدين وحتى الحاليين، ومن خبراته الأمنية، لذلك فأن هذا اللقاء جاء ليقلل من آثار الهزيمة النفسية ومشاعر اليأس والإحباط لدى الصهاينة على خلفية الهزائم والإخفاقات المشار إليها!! وبدلاً من استثمار النظام العربي الرسمي لهذه الهزائم لصالح حقوق الشعب الفلسطيني منح العدو جرعة جديدة من الأمل ومن المضي على نهج التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة الجهد الصهيوني الأمريكي في تصفية ما تبقى من حقوق هذا الشعب المحروم!
ومن السخرية أن اللقاء حقق وسوف يحقق المزيد من الامتيازات للعدو مقابل لا شيء، سوى احتضان أمريكا للبرهان وجوقته!! وهذا ما أكده رئيس حزب الأمة القومي السوداني الصادق المهدي في 4/2/2020 بقوله إن "أي لقاء مع قيادة من هذا النوع في إشارة إلى نتنياهو- لا يحقق مصلحة وطنية أو عربية أو دولية" وشدد على أن.. "ما تم لا يمثل مصلحة وطنية للسودان ولأي واحدة من المكونات في إقليمنا ولا مصلحة دولية"!! كما اعتبر الشيخ والداعية السوداني عبد الحي يوسف أن لقاء البرهان بنيامين نتنياهو خيانة لله ولرسوله وقال خلال برنامج تلفزيون في 3/2/2020.. أن "الحكومة الحالية جاءت عبر انقلاب عسكري، وهي غير مفوضة لاتخاذ مثل هذا القرار، فضلاً عن انه لم تتم مشاورة الشعب فيه" وأضاف أن "أمريكا ما تزال توجه الصفعات". جدير بالإشارة ان أمريكا والصهاينة تخلوا عن عملائهم في ذورة محنهم رغم ما قدموا من خدمات جلّية لهم، كحسني مبارك وصدام حسين ومانويل نورييغا، والشاه الإيراني، وتخلت حتى عن محمد بن سلمان الذي سلم ترامب مئات المليارات من الدولارات لقاء الحماية الأمريكية عندما ضربت أرامكو، وكذلك سيكون مصير البرهان وجوقته كذلك.
ارسال التعليق