تهديده قول وفعل.. عفارم عليك يا قعقاع آل سعود
[حسن العمري]
كشفت تقارير رسمية من أن صندوق الثروة السيادية السعودي استثمر أكثر من 3 مليارات دولار في ثلاث شركات لألعاب الفيديو في الولايات المتحدة خلال الربع الرابع، تشمل "Activision Blizzard" و"Electronic Arts" و"Take-Two Interactive"، بذريعة تقليل اعتماد المملكة على النفط.
لكن مراقبون أكدوا أن الدافع الأساس من وراء ذلك هو إشباع الروح المتعطشة لقعقاع آل سعود للفوز في مثل هذه الألعاب على الخصوم لما كان يعانيه في صباه من إستحقار، ربما كانت من أهم أسبابه لإطلاق التهديدات لايران وحربه العبثية على اليمن.
وذكر موقع "دوت سبورتس" المختص في الألعاب الالكترونية أن ابن سلمان أنفق نحو 70 ألف دولار في لعبة تشاركية على الإنترنت على لعبة "Dota 2" ، مشيراً الى انه يقضي أوقاتاً طويلة في اللعب بمثل هذه الألعب..، ما يعني أنه يسعى جاهداً للهروب مما يعانيه نفسياً جراء الخسائر الكبيرة التي تتوالى عليه في شتى المجالات ولم يبقى من ماء الوجه لصقل أقواله بها.
وقد كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2018 في مقال بعنوان "لمحة عن حلم ولي العهد؟ السعودية تجتاح إيران بألعاب الكترونية"، عن الولع الكبير الذي يشغل "بن سلمان" هذه الأيام وهو مشغول في قصره بلعبة إلكترونية تظهر ولي العهد السعودي وهو يدير عملية اجتياح ايران!!.
المقال هذا أستذكرني ما قاله نجل سلمان في مقابلة مع أحد أركان ذبابه الإلكتروني "داوود الشريان" بثته القناة السعودية الأولى في 3 مايو/أيار 2017، وهو يهدد ايران بنقل المعركة الى داخلها وأن السعودية ستتصدى بحزم لـ "نزعة إيران التوسعية" .
وشدد ولي عهد سلمان بقوله "لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لتكون المعركة عندهم في ايران"، وعليه تحقيق تهديده بكل وسيلة حتى عبر لعبة إلكترونية كلفته مليارات الدولارات للإشفاء غليله طالما لم يتمكن من فعلها عملياً على أرض الواقع.
لست الوحيد الذي يقف على حقيقة هزلية تصريحات محمد بن سلمان الذي لم يعد سوى السذج من أبناء شعبنا والرأي العام قبول ما يصرح به على مختلف المستويات وبات اليوم سخرية الجميع حتى من أقرب المقربين والحلفاء للنظام الأسري السعودي أي راعي البقر الأمريكي الذي تمكن من استحلابه بأكثر من تريليوني دولار خلال السنوات الأربعة الأخيرة.
ورغم دفعه كل هذه المبالغ الطائلة التي أثقلت كاهل المواطن السعودي وباتت مشاريع البنى التحتية التي وعد بها حبراً على ورق، ونسبة البطالة آخذة في تزايد مستمر، فيما حصل المواطن الأمريكي على الملايين من فرص العمل.
فها هو وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "كولن باول" يعترف بعظمة لسانه قائلاً: "نصحت أصدقاءنا السعودييين بالكف عن المهاترات مع طهران لأنهم مكشوفون من قبل ايران، وإن حربا مع ايران معناها عودة السعودية الى ما قبل العصر الصناعي أي العصر الحجري خلال ساعات”.
واعترف باول خلال حديثه مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية عام 2015، بقوله “بأننا غير قادرين في تلك الساعات على منع الايرانيين من تدمير البنى التحتية للسعوديه وبذلك لن يجد السعودييين خط هاتف يخاطبونا منه“.
على سلمان ونجله قراءة بعض صفحات تاريخ عملاء أمريكا في المنطقة مثل شاه ايران الذي كان "شرطي المنطقة" وكان جميع الحكام والملوك يقبلون يده خلال ملاقاته ولكن بين عشية وضحاها انقلب السحر على الساحر وسقط الشاهنشاه الامبراطور ملك الملوك بقوة وحدة الشعب الايراني ولم تتمكن أمريكا من دعمه للبقاء.
ثم هناك أمثلة كثيرة اخرى مثل حسني مبارك وزين العابدين بن علي ومن قبلهما نهاية السادات الطرف الآخر لأوسلو، وها هو الرئيس الباكستاني الراحل "ضياء الحق" الذي يعد من أعتى حلفاء واشنطن في المنطقة قالها وبصراحة "أميركا ليس لها صاحب، من يتعامل مع أمريكا كمن يتعامل مع بائع الفحم لا يناله الا سواد الوجه واليدين..".
تهديد محمد بن سلمان لن ينتهي في ايران وتحقيقه لهذا التهديد عبر لعبة "ببجي" الإلكترونية كما ذكرتها وسائل اعلام أمريكية، فهناك تهديد ووعده آخر قطعه على نفسه بداية دخوله ووالده قصر اليمامة عام 2015 بتنفيذ مقولة جده عبدالعزيز "عزكم في ذل اليمن وذلكم في عز اليمن" ليتحقق الجزء الثاني منها وعلى مرأى ومسمع العالم برمته.
"المملكة ستقضي على المقاتلين الموالين لإيران في اليمن حيث تقود القوات السعودية تحالفاً يضم دولاً خليجية يدخل في الحرب الأهلية المستعرة هناك.. سنجتث الحوثي وصالح (الذي كان الحليف الأول والأساس لآل سعود في اليمن) في أيام قليلة" – مما قاله ولي عهد سلمان خلال مقابلته مع الشريان في مايو 2017، متجاهلاً الحقيقة على أرض المعركة والخسائر المتتالية التي تلاحقه من كل حدب وصوب وحليفه الإماراتي تركه وحيداً وفرّ هارباً في جنح ظلام الليل.
لقد تحققت مقولة جده عبد العزيز "ذل آل سعود بعزة اليمن" وبعد شهرين تقريباً من بدء العدوان الوحشي على أشقائنا في اليمن باسم "عاصفة الحزم" والتي لم تأتي بنتيجة واحدة للرياض وحلفائها في الإجرام هذا من اليمنيين والخليجيين وغيرهم حتى لحظة كتابة هذه السطور.
ففي 25 مايو 2015 كشف كولن باول خلال حديثه مع "فوكس نيوز" الأمريكية قائلا: "أخطأنا بترك السعودية تهاجم اليمن وكان علينا ألا نصدق وعودهم فقد أكد لنا سلمان وابنه ان الحرب على اليمن لن تستمر 10 ايام وان الجيش السعودي قادر على دخول صنعاء بعد اليوم السابع من بدأ الهجوم”.
وأوضح باول، أن النتيجه كانت كارثية، فبعد شهر ونصف من القصف سمعنا صراخ حلفائنا السعوديين يطلبون النجدة، لأن اليمنيين خلقوا مفاجأة لم يتصورها أحد بالداخل اليمني وعلى الحدود دخلو مدن سعودية وقتلو الجنود السعوديين وصادروا اسلحة سعودية رغم اننا قدمنا دعم كبير عسكري ولوجستي للسعوديين".
من حقه أن يلتزم بلعبة ببجي وغيرها من الإلعاب الإلكترونية لمطاردة خصمه اليمني بقيادة الحوثي وتسجيله فوز عليه، حيث الفشل يطارده من الحديدة الى مأرب ومن حضرموت الى صعدة وصنعاء لم يتمكن من الإقتراب حتى من مشارف المحافظة، رغم التكاليف الباهظة الثمن بشرائه المعدات العسكرية والأسلحة الحديثة من المصانع الأمريكية والبريطانية وغيرها.
الأرق والخوف والقلق يلازمه ليل نهار من هول الطائرات المسيرة اليمنية الانتحارية منها والقاصفة التي باتت تستهدف القصور الملكية وفي مقدمتها قصر "اليمامة" بالرياض، وكذلك المطارات والقواعد العسكرية الجوية منها والبرية ومصافي البترول لشركة "آرامكو" في أقصى "المنطقة الشرقية" لتلحق الأضرار تلو الأضرار بالاقتصاد والسياسة السعودية.
من قاعدة الملك خالد الجوية وحتى مصفاتي "بقيق وهجرت خريٍص" التابعتين لشركة آرامكو في المنطقة الشرقية، ومن الطائف وحتى الرياض والقصيم ناهيك عن نجران وعسير وجيزان، أهداف في مرمى عشرات طائرات الدرون لجماعة الحوثي متى ما شاؤوا، الحقت خسائر كبيرة تم التكتم والتستر عليها ستنجلي الغبرة عنها في وقتها.
لقد وفى محمد بن سلمان بتهديداته ووعوده كما وفى "القعقاع التميمي" هذه الشخصية الخيالية الأسطورية المختلقة التي أَختلقت في ذهن "سيف بن عمرو التميمي" (مؤرخ مشهور من قدماء المؤرخين مطعون في روايته)، لإعلاء أسم بني تميم أمام بني هاشم والنخع حيث تبنى الطبري الأسطورة الخيالية، فحتى سنة 180 للهجرة التي كان فيها سيف بن عمرو على قيد الحياة لم يذكر أي مصدر من مصادر التاريخ أو السيرة أو الصحاح شيء صغيرا عن وجود شخصية تُسمى القعقاع- من أكذوبة القعقاع بن عمرو التميمي لسامح عسكر.
ارسال التعليق