قريش تعود بعهرها لبلاد الحرمين واهمال متعمد بضيوف الرحمن
[جمال حسن]
*جمال حسن
تعددت مواسم بلاد الحرمين الشريفين، وتلونت بألوان الوثنية والمثلية والعهر والدعارة والعلمنة والفسق والفجور؛ بعدما كانت موسم واحد ولون واحد أبيض يعكس لون قلوب المؤمنين وعبوديتهم المطلقة لله سبحانه وتعالى دون شريك بكل خلوص نية عملاً بأحد أهم واجبات ديننا الإسلامي الحنيف.
ما أن أسدل "موسم الرياض" الداعر أستاره والذي تصادف مع الفاجعة الكبرى التي ألمت بالمسلمين بسبب وفاة حوالي 1400 من ضيوف الرحمن بسبب الإهمال المتعمد من قبل السلطات السعودية، الى جانب فقدان العشرات الآخرين الذين لا يزال لم يعرف مصيرهم وتم كتمان أخبارهم بالتآمر بين الرياض وعواصم الحجيج المتوفين والمفقودين خاصة من مصر وتونس وبعض البلدان الأفريقية برشى البترودولار.
لعل البعض يدعي من انها صدفة وحدثت جراء ارتفاع درجات الحرارة وليس للسلطة أي دور في ذلك، لكن الحقيقة تجافي ذلك تمام خاصة وأنني كنت أحد شهود العيان والمصابين من بين ضيوف الرحمن جراء قرارات محمد بن سلمان والقائمين على شؤون وتوصياتهم بـ"الإهمال المتعمد" بالحجاج خلال فترة رقودي في إحدى مستشفيات مكة المكرمة.
وهذا ما لمسته وشاهدته بأم عيني وسمعته من الأطباء الشرفاء من أبناء الجزيرة العربية وكذلك العرب المتواجدين في تلك المستشفى، الى جانب طبيب متخصص من المانيا كانوا يشرفون على حالتي الصحية خلال أكثر من أسبوعين هناك، حيث لا زلت أعاني ضيق التنفسً؛ حيث شرحوا لي بالحرف الواحد أنه هناك توصيات مؤكدة من قبل السلطات السعودية بعدم الاهتمام بالحجاج المصابين.
لكنهم كانوا يعملون ليل نهار جاهدين من أجل سلامة ضيوف الرحمن رغم علمهم بمخاطر عدم اتباع الأوامر الصارمة من قبل الديوان الملكي بهذا الخصوص والذي سينتج عن طرد الطرف غير الملتزم أو ربما سجنه ايضاً، لكن ضمائرهم وتعهدهم المهني لم يسمح لهم بذلك وكانوا يعملون بخفية رغم النقص الكبير في المعدات والأدوية اللازمة لمثل هذه الحالات.
لقد كان نقص الأدوية والمعدات أو منع الأطباء وكوادر المريض من استخدام المتواجد في تلك المستشفى وغيرها من مستشفيات مكة المكرمة، محسوس بشكل كبير والسلطات السعودية تدعي جزافاً وكذباً ودجلا أن الأمر بسبب أرتفاع درجات الحرارة، وبقاء أجسام ضيوف الرحمن ملقاة بإهمال في شوارع مكة يكشف مدى أكاذيبها.
لا يمكن تجاهل الوعود التي قطعها محمد بن سلمان لكبار اللوبي الصهيوني الذي التقاهم خلال أول زيارة له لأمريكا، بأن يجعل من مجتمع الجزيرة العربية شعباً جاهلياً ملحداً علمانياً فاسقاً يحب الطرب والرقص والمجون، الى جانب ايجاد تغييرات كبيرة في المناهج الدراسية وهو ما حصل ويحصل منذ توليه منصب ولي العهد وتحت يافطة "هيئة الترفيه".
لقد تمكنت جاهلية قريش وعهرها ودعارتها ووثنيتها من العودة مرة اخرى الى أرض الوحي والتنزيل، فبات أبناء الجزيرة العربية يرقصون على أنغام الإلحاد والابتعاد عن معتقداتهم الدينية والتقاليد الاجتماعية والأعراف المجتمعية بهرولتهم نحو مواسم هبل وكلبه آل الشيخ من الرياض حتى جدة ، يترنحون في احضان بعضهم البعض من كلا الجنسين دون حياء أو خجل أو رادع عائلي حتى.
وفي هذا الإطار سعى محمد بن سلمان الى استغلال ما يسميه "تحديث وتطوير المدن" خاصة جدة التي تعد أقرب نقطة لبيت الله الحرام، ثم ما يقوم به في الرياض والمنطقة الشرقية حتى نيوم في غرب البلاد ليس سوى مخطط مدروس من قبل أسياده في تفسيق وانحلال أجيالنا الصاعدة وإبعادها عن معتقداتها ودينها وتقاليدها وحجبها وحيائها.
فقد تحولت الأبنية الملونة بألوان المثلية والعلمنة تحت شعار تحديث المدن، الى مسارح رقص وطرب مختلط مجون الى جانب بارات وملاهي شرب الخمر والسكر والإدمان على المخدرات بكل حرية دون منازع، ليسابق شبابنا شباب حتى أوروبا في هذا المجال ويرتقون الى المستوى الأول عالمياً بعدما كانوا قدوة في العقيدة والحياء والالتزام الديني ولا أعني بهذا التطرف الوهابي السلفي.
فباتت هذه المسارح ودور العهر والدعارة تضاهي خيام العهد الجاهلي، وبات محمد بن سلمان ومساعده آل الشيخ يسابقون ويضاهون أبو سفيان وأبو لهب وأبو جهل في تجارة العهر والدعارة لأبناء الجزيرة العربية والعرب والأجانب القادمين من خارجها كما كان ذلك على عهد قبل بزوغ شمس الإسلام وإنقاذ البشرية من الجهالة والظلم وعبادة الأوثان والفسق والفجور حتى في المحارم.
لقد أضحت مسارح ومراقص وملاهي آل سعود تعيد بنا الى التاريخ الجاهلي والخيام التي كانت ترفع عليها رايات حمراء توحي للقادمين الى مكة بانها بيت عهر ودعارة وترفيه لكل من يريد ذلك، وكانت نساء كبار قريش واسيادها هن من يستضفن الرواد على تلك الخيام ويقمن الفاحشة والرذيلة معه.
فبعد أكثر من أربعة عشر قرناً ونيف عادت جاهلية قريش ودعارتها للجزيرة العربية لتحل الفنانات العربيات محل ذوات الرايات الحمر ومنهن: حمامة أم أبي سفيان وزوجته هند بنت عتبة أشهرهن، والزرقاء بنت وهب، وآمنة بنت علقمة بن صفوان أم مروان بن الحكم، والنابغة سلمى بنت حرملة، وسمية بنت المعطل الوبية، ومرجانة بنت نوف أم عبد الرحمن بن حسان، وقطام بنت شحنة التميمي، ونضلة بنت أسماء الكلبية زوجة ربيعة بن عبد شمس، وميسون بنت بجدل الكلبية أم يزيد بن معاوية، و... غيرهن.
فقد سارعت ذوات الرايات الحمر في العصر الحديث من عربيات وأجنبيات الى أداء دور غريماتهن في العصر الجاهلي ولكن بطريقة ولون آخر، فهرعت كل من المصرية آمال ماهر الى موسم جدة لتقيم طربها ومجونها على أجساد ضيوف الرحمن التي تناثرت في شوارع مكة المكرمة بميمنة ومباركة السلطات السعودية عامداً.
والأمر لم ينته هنا، فمن قبلها كانت كل من المصرية أنغام واللبنانيتين إليسا ونانسي عجرم، والاماراتية أحلام، والسورية أصالة نصري، والمغربية أسماء لمنور؛ وغيرهن من الأجنبيات قد عملن كل ما بوسعهن في تسقيط قيم أبناء الجزيرة العربية الأخلاقية والدينية فيما أشقائنا في غزة يذبحون ويقتلون بالبربرية الصهيونية بتعاون سعودي اماراتي اردني مصري نذل.
وخلال كل ما دار وتسبب في فاجعة ضيوف الرحمن بموسم الحج الأخير، وما يدور من مجازر ضد أبناء فلسطين الأبرياء العزل في غزة والضفة المحتلة، نرى وبكل وقاحة ليس التزام وسائل الاعلام العربية خاصة السعودية وفي مقدمتها مجموعة الأم بي سي الى جانب القنوات الاماراتية الصمت بل إشغال الناس بالرقص والطرب والغناء والفحشاء والمنكر، دعماً لبني صهيون.
وختاماً، هناك سؤال كبير بحجم شبه الجزيرة العربية من أقصاها الى أقصاها وهو: هل سمع أحدكم عن وقوع ضحايا أو موت في صفوف رواد العهر والدعارة في موسم الرياض الذي تجاوز عددهم العشرين مليون وفق قيادة دعارة "بن سلمان" آل الشيخ متباهياً بذلك، فيما هذا الكم الهائل من الوفيات والمصابين والمفقودين في صفوف ضيوف الرحمن والذي وصل عددهم نحو مليونين و800 ألف حاج؟؟!!.
أليس من أوجب واجبات السلطات السعودية التي أطلقت على نفسها كذباً وتزييفاً "خادم الحرمين الشريفين" الاهتمام والانشغال بضيوف الرحمن وما عوائد السياحة الدينية التي تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات هي لهذا السبب والهدف؟؟ فلماذا ولأي سبب تقاعس السلطة السلمانية القابعة على رقابنا عن القيام بمسؤولياتها تجاه الحجيج؟؟!!.
ارسال التعليق