كفى يا دعاة الشيطان اللعب بالدين وتشويه صورته إرضاءاً للحاكم
[حسن العمري]
بقلم: حسن العمري
قال لنا أعمي العميان * تسعة أعشار الإيمان
في طاعة أمر السلطان * حتي لو صلي سكران
حتي لو ركب الغلمان * حتي لو أجرم أو خان
حتي لو باع الأوطان * أنا حيران ... فإذا كان ..
فرعون حبيب الرحمن * والجنة في يد هامان
والإيمان من الشيطان * فلماذا نزل القرآن ??
فلماذا نزل القرآن * فلماذا نزل القرآن??
لن يمر يوماً على الأمة إلا ونسمع فيه خروج داعية شيطاني بفتوى عجيبة وغريبة تشوه صورة الاسلام، من أجل إرضاء الحاكم بدلاً من أن يظهر الصورة الحسنة لديننا الحنيف ويعرضوه أمام الناس في أزهى حلله وأجمل صوره، فيكون الحال أن يعكسوا للمسلمين ولغير المسلمين صورة قميئة قبيحة على أنها هي صورة الإسلام وحاشى لله أن يكون كذلك!
فتارة يظهر دعاة الزيف الإسلام في صورة دين لا أخلاقي يحض أتباعه على السباب والشتائم والقذف للعفيفات والرمي للمحصنات ويستحل الأعراض وينتهك الحرمات! وتارة اخرى يظهرون الإسلام في صورة دين يحل الكذب ويبيحه بل ويجعله دينا فيكون الكذب من الدين والدين هو الكذب والدجل والتحايل! ويجعل الكذب من مصلحة الدين والدعوة! فأي دين هذا الذي يحل الكذب ويقبله فضلا عن أن يستند إليه ويتكأ عليه؟!!
وهناك من يظهر الإسلام في صورة دين إجرامي تكفيري إرهابي دموي ذباح آكل للأكباد يهدر دماء المخالف ويستبيح منه كل شيء عرضه ومقدساته ويدمر الحرث والنسل والعقيدة! وذلك كله ضد أبناء جلدته والمعتقدين بدينه دين الإسلام دين السماح والمودة والتعاون والتعاضد ولم الشمل والعدالة والمساواة والقيم الانسانية بكل ما للكلمة من معان.
دعاة الإرهاب ذوي النظرة السوداوية القاتمة للمجتمعات والدول والقوميات والطوائف ومعتقدات غير معتقدهم، وإنزال الأحكام الشديدة بهم، وسلب حقهم في الحياة، وإيجاب إنزال القصاص بهم، إما بتكفيرهم والحكم عليهم بالردة كما تفعل «القاعدة» و«داعش» وأخواتها الناشطات في مجتمعاتنا الاسلامية والعربية بمسميات مختلف مثل النصرة وجيش الشام وجيش القدس و.... التي جعلت كيان العدو الاسرائيلي المحتل لأقدس البقاع الإسلامية في أمن وأمان؛ تقاتل أبناء جلدتها في الوطنية والدين لتحقيق مآرب الأسياد بيافطة غلوهم للدين مستخدمين مغريات دينية زائفة لخداع الأتباع وإشباع رغباتهم النفسية والجسدية بزعم أنها تقدم لأتباعها تعاليم الإسلام والخلافة المزعومة، والتي عملت على خداع بعض الشرائح الضعيفة، كبعض الشباب الضائعين وبعض المسلمين الجدد، مستغلة قلة علمهم بالتعاليم الصحيحة.
البعض الآخر يظهر الإسلام في صورة دين نفعي براغماتي يدعو أتباعه إلى التخلي عن الثوابت والمبادئ من أجل الحصول على أدنى منفعة أو مصلحة ولو على حساب الأخلاق والمبادئ والقيم!.. وهنا بيت القصيد حيث أطل الشيخ عبد العزيز الريس على الشاشة بفتوى لا تنم للعقل بصلة فكيف بها أن تكون "إسلامية" بقوله: "لو شاهدتم الملك أو ولي عهده وهو يخرج علينا يزني لمدة نصف ساعة يوميا على الهواء مباشرة ويشرب الخمر، لا يجوز أنك توقفه.. لا يجوز الخروج عليه ولا التحريض عليه ولا الخروج عن طاعته، هو ولي أمر كيفه وبراحته، ولا يجوز إنكار ما فعل، فقط إجلس على التلفاز وتفرج واستمتع، واشكر ولي الأمر إنه متعك بهذه المتعة مجانا، فقد زنى أمامك وشرب الخمر...."!!؛ منزلا الأحاديث والروايات على غير منازلها لاوياً أعناق النصوص لتناسب هواه وما يرضي سيده ومولاه "محمد بن سلمان" عسى أن يتفقده بحفنة من دراهم بيت المال تسعفه في العيش لإطلاق فتاوى اخرى مهما كانت مخالفة صريحة لنص الدين ومهما كانت قبيحة بقبح وجهه الكريه، لعنه الله وكل من هو على شاكلته متجاهلاً قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (النور/19).
الأسوأ أن ينسب هذا "الداعية" وأمثاله جرائمهم وآثامهم وحقارتهم الى الدين بل والى الله تعالى ولرسوله، سعياً لتجميل صورتهم وفضائحهم التي باتت لا تعد ولا تحصى.. يميلون بالدين حيث تميل أهوائهم ورغبات كبارهم الذين علموهم العهر! فكانوا بذلك أسوأ دعاة وأبشعهم! فشاهت الوجوه!.. أي صورة يقدمها هذا وأمثاله وأشباهه للإسلام إلا صورة مشوهة قبيحة! فحسبنا الله و نعم الوكيل !.. وأي صورة يقدمها هذا وأمثاله للإسلام و للدعوة التي يزعمون أنهم يمثلونها وللأمة التي يزعمون أنهم رموزها وهم على هذا النحو من الأخلاق الرديئة والقيم الوضيعة؟!.. إنهم بحق وصدق دعاة ولكنهم ليسوا دعاة الى الإسلام بل دعاة للشيطان وصد عن الدين وعن الإسلام ـ حسب الحقائق.
روى أبو نعيم في حلية الأولياء بإسناده عن جعفر الصادق أنه قال:"الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم"، وذكره المزي في تهذيب الكمال والذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة جعفر. وقول النبي (ص) قال: إياكم وأبواب السلطان- رواه الطبراني والديلمي، وصححه الألباني، وقوله (ص): من أتى أبواب السلطان أفتتن" - رواه أحمد بإسنادين، وقال الهيثمي: أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، خلا الحسن بن الحكم النخعي وهو ثقة، وصححه الألباني، وقال المناوي: ذلك لأن الداخل عليهم (على باب السلطان) إما أن يلتفت الى تنعمهم فيزدري نعمة الله عليه، أو يهمل الإنكار عليهم مع وجوبه فيفسق فتضيق صدورهم بإظهار ظلمهم وبقبيح فعلهم، وإما أن يطمع في دنياهم وذلك هو السحت.
وقال المبارك فوري في تحفة الأحوذي.. لأن من لازمها (لازم باب السلطان) لم يسلم من النفاق ولم يصب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينه أغلى منه وهذه فتنة عظيمة للعلماء وذريعة صعبة للشيطان عليهم، سيما من له لهجة مقبولة وكلام عذب وتفاصح وتشدق، إذ لا يزال الشيطان يلقي إليه أن في دخولك لهم ووعظهم ما يزجرهم عن الظلم ويقيم الشرع، ثم إذا دخل لم يلبث أن يداهن ويطري وينافق فيهلك ويهلك. وقوله تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (النور/21).
أخرج أبو داود، والترمذي وحسنه، والنسائي، وأحمد في مسنده والبيهقي في «شعب الإيمان» بسند صحيح، عن ابن عباس وأبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بدا فقد جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن، وما ازداد عبد من السلطان دنوا إلا ازداد من الله بعدا»؛ وأخرج ابن عدي عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في جهنم وادياً تستعيذ منه كل يوم سبعين مرة، أعده الله للقراء المرائين في أعمالهم وإن أبغض الخلق الى الله عالم السلطان».
وما أن تأخذ على هؤلاء القوم كذبهم وزيفهم وتحايلهم على الإسلام وتفسيقهم الأمة حتى ينبروا الى تكفيرك ويهددونك بالقتل والاعتقال والسجن وقطع الرأس حرابة "خروجاً على الولي الحاكم"، فقد وصف عضو هيئة كبار العلماء، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ عبدالله المطلق في حلقة من برنامج “فتاوى” الّذي يعرض على القناة السعودية الأولى، بعض الشباب الّذين يأخذون على بعض الدعاة، ويتصيدون أخطاءهم بـ”مفرقي الصف”!!، مطلقاً المدائح على المنحرفين ومن أسس نواة الفرقة والإنحراف هو منهم يعملون جلهم على إبقاء الأمة في الجهالة والضلالة كي يزيدوا من سلطتهم وسطوتهم على الرقاب وتكميم الأفواه الواعية.
كل ذلك فتح الباب على مصراعيها أمام تنامي الهجمات الغربية والصهيونية العالمية المسيئة الى الإسلام التي تجاوزت آراء من يقوم بهذه الإساءة إلى رؤية اليمينيين المتشددين في أوروبا، وهو الأمر الذي يقلق كثيرين حاولوا التنبيهَ الى عدم المساس بالمقدسات الدينية؛ مثل الرسوم المسيئة للرسول الكريم التي نشرت في إحدى الصحف الدانماركية، وكذلك فيلم "فتنة" الذي أخرجه رئيس حزب الحرية اليميني غيرت فيلدرز في هولندا.
ارسال التعليق